أطلقت قوات الأمن السعودية النار في الهواء في مناطق عديدة من مدينة القطيف مساء الجمعة، وسط حضور أمني كثيف وغير مسبوق.
أطلقت قوات الأمن السعودية النار في الهواء في مناطق عديدة من مدينة القطيف مساء الجمعة، وسط حضور أمني كثيف وغير مسبوق.
وذكرت مواقع اخبارية سعودية أن حالة من الفزع سادت في المناطق القريبة من أماكن اطلاق النار، ما أدى إلى إغلاق المحال التجارية وإرباك حركة المرور.
وقدرت مصادر بالمئات أعداد عناصر مكافحة الشغب الذين شوهدوا يحملون أسلحتهم الرشاشة للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في شهر فبراير الماضي.
وكانت المنطقة قد شهدت اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن يوم الاثنين الماضي، استخدت الشرطة خلالها الأسحلة النارية، أوقعت 14 جريحاً بحسب تقديرات وكالة الأنباء الفرنسية، وذلك على خلفية احتجاز قوات الأمن السعودي رجلين مسنين يوم الأحد الماضي.
وقد شهدت المنطقة احتجاجات متقطعة منذ شباط/فبراير الماضي طالب خلالها المحتجون باطلاق سراح سجناء غير محكومين منذ سنوات طويلة وتحقيق اصلاحات سياسية ورفع التمييز الطائفي، واعتقلت قوات المن خلال تلك الفترة أكثر من 226 محتجاً.
بيان الداخلية
وعلى اثر الأحداث أصدرت وزارة الداخلية السعودية بياناً حمّلت فيه مسؤولية ما جرى إلى "دولة خارجية" متهماً إياها بالوقوف وراء الاحتجاجات المندلعة في بلدة العوامية في المنطقة الشرقية، والتحريض عليها.
وطالب البيان أهالي منطقة الشرقية بأن "يحددوا بشكل واضح اما ولاءهم لله ثم لوطنهم او ولاءهم لتلك الدولةومرجعيتها".
وتابع ان الداخلية "ستتعامل مع اي اجير او مغرر به بالقوة وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه القيام بذلك وتهيب في ذات الوقت بذويهم من العقلاء ممن لا نشك في ولائهم ان يتحملوا دورهم ... والا فليتحمل الجميع مسؤولية وتبعات تصرفاته".
إنتقادات لبيان الداخلية السعودية
وندد عالم الدين السعودي البارز الشيخ حسن الصفار بـ"استخدام اللغة الطائفية والتعبئة والتحريض المذهبي" في بيان وزارة الداخلية السعودية الذي صدر في اعقاب مواجهات العوامية بمحافظة القطيف، التي اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين نهار الاثنين الماضي.
واعتبر الشيخ الصفّار، في خطبة الجمعة، أن استخدام العنف امر مدان ومرفوض، مضيفاً "كان يمكن لهذا الحدث ان يكون محورا لتوحد المواطنين والتفافهم حول تعزيز الامن ونبذ العنف، لولا التصريح الرسمي الذي اعطت بعض عباراته الضوء الاخضر لحملة من التعبئة المذهبية والطائفية" في اشارة منه الى بيان الداخلية.
ورفض الصفار "التشكيك بولاء المواطنين الشيعة".
وقد استدعى بيان الداخلية ردود فعل مستنكرة، فحذّر الناشط الحقوقي السعودي وليد آل سليس من "ان تبعات البيان ستكون سيئة على علاقة ابناء الوطن... والعقلاء يستنكرون ان تتم المزايدة عليهم في ولائهم لاوطانهم".
وطالب آل سليس من خلال حسابه على الموقع الاجتماعي(التويتر) السلطات السعودية بتطبيق القانون ليشعر الجميع بالمساواة، متهماً السلطات بممارسة التهميش بحق أبناء الطائفة الشيعية في الوظائف الادارية والعسكرية وخصوصاً في المراتب العليا.
فيما رفض المفكرالسياسي السعودي توفيق السيف مزاعم الداخلية السعودية بأن جهة خارجية تقف خلف أحداث العوامية مرجعاً الصدام بين الأهالي وقوات الأمن إلى تصاعد مستوى الاحتقان الشعبي نتيجة اهمال حقوق الناس.
ووصف السيف عبر حسابه على "تويتر" إتهام الشعب بالولاء للخارج بأنه "كلام سخيف ورخيص".
من جهته، حمّل عالم الدين السعودي الشيخ نمر باقر النمر السلطات السعودية مسؤولية استفزاز الناس عبر اطلاق النار في الشوارع، رافضاً استخدام العنف من قبل المحتجين لمواجهة قوات الأمن.
وقال الشيخ النمر ""نحن مغلوبون حينما نواجه السلطة بسلاحها.. هذا خيار يودي إلى الفشل".
وأضاف بأن "الكلمة أقوى من أزيز الرصاص، فبالتالي خيارنا هو هذا، وهذا يتطلب منا أن لا ننجر إلى سلاح السلطة".
هذا فيما اتهمت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها "دولة خارجية"
وتعليقاً على البيان