اتضح أن الـ"طقطقة" تحدث بسبب تكون تجويف مملوء بالغاز بسرعة داخل أنسجة مادة زلقة، تسمى السائل الزلالي التي تعمل على تسهيل الحركة في المسافة الفاصلة بين سلاميات الأصابع

يُحبّ بعض الناس أصوات "طقطقة" الأصابع فيما يستهجنها آخرون، لكن العلماء ظلوا سنوات طويلة مختلفين بشأن ما الذي يُسبّب ذلك على وجه الدقة. وأعلن الباحثون، أمس الاربعاء، أنهم وضعوا أيديهم على ما يحدث بالضبط داخل المفاصل ليسبب "طقطقة" الأصابع بفضل تجارب التصوير بالرنين المغناطيسي التي أسموها على سبيل التندر "دراسة شدّ الأصابع".

وقالوا إنه اتضح أن الـ"طقطقة" تحدث بسبب تكون تجويف مملوء بالغاز بسرعة داخل أنسجة مادة زلقة، تسمى السائل الزلالي التي تعمل على تسهيل الحركة في المسافة الفاصلة بين سلاميات الأصابع، لتحدث "الطقطقة" خلال أقل من 310 أجزاء من ألف جزء من الثانية. ورصد الباحثون أيضاً قبل صوت "الطقطقة" مباشرة وميضاً أبيض اللون ربما يكون ناجماً عن اندفاع كمية صغيرة من الماء.

وقال استاذ التأهيل الطبي في جامعة ألبرتا في إدمونتون في كندا جريج كاوتشوك، الذي أشرف على هذه الدراسة التي أوردتها دورية "بلوس وان" ( PLOS One): "انني اعشق هذا الصوت".

وفي هذه الدراسة الحديثة، قام العلماء بالفعل بشدّ أصابع رجل ثم التقطوا صوراً بالفيديو لعملية طقطقة الأصابع من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يعطي صوراً تفصيلية لأنسجة الجسم الداخلية.وساهم أحد المشاركين في الدراسة، وهو جيروم فراير ويعمل في مجال تقويم العظام يدوياً، في هذه الجهود العلمية بأن أدخل أصابعه في أنبوب متّصل بكابل وتمّ جذب إصبعه حتى حدثت طقطقة الأصبع.

وقال أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ألبرتا ريتشارد تومسون إن "التصوير السريع بالرنين المغناطيسي نموذجي في هذا النوع من الدراسات لأنه يتيح صورة شديدة الوضوح للعظام والموائع المحيطة بها وايضاً تكون التجويف الهوائي".

وأضاف: "أنا شخصياً لا أحب صوت طقطقة الأصابع البتّة لأنني كنت أتصوّر دائماً وفي الأساس إن ضرراً ما يحدث".
وقال كاوتشوك إن بعض الدراسات تشير إلى أن طقطقة الأصابع لا ينجم عنها أي ضرر، مضيفاً أنه "لماذا تحدث طقطقة مفاصل الأصابع لدى بعض الأشخاص ولا تحدث لآخرين؟ ... نتساءل لماذا تُصبح القدرة على طقطقة مفاصل شخص ما علامة على أن المفصل سليم بالفعل وأن عدم القدرة على ذلك قد تكون مؤشراً على حدوث مشاكل بالمفصل مستقبلاً؟".