دخل العدوان السعودي - الأمريكي على اليمن يومه الرابع والعشرين، في وقت تزداد يوماً بعد آخر حالة التوهان والضياع السعودي بسبب الفشل المستمر في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان التي تحدثت عنها الرياض منذ البداية.
دخل العدوان السعودي - الأمريكي على اليمن يومه الرابع والعشرين، في وقت تزداد يوماً بعد آخر حالة التوهان والضياع السعودي بسبب الفشل المستمر في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان التي تحدثت عنها الرياض منذ البداية.
عمليات القصف المستمرة لم تطل منذ اليوم الاول سوى البنى التحتية من طرقات ومدارس ومستشفيات ومحطات وقود ومخازن مواد غذائية في مختلف المحافظات اليمنية، اضافة الى قصف الأحياء السكنية واستهداف مدنيين كان معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وعلى وقع هذا الفشل السعودي، بدأت تطرح الأسئلة المتعلقة بإمكانية ذهاب السعودية الى الحل البري في اليمن، وهو ما رأت فيه العديد من الجهات حتى الحليفة منها للسعودية انتحارا للرياض في حال اقدمت عليه.
وعلى وقع هذه التطورات يرى العديد من المتابعين والمحللين والسياسيين ان ما يحصل اليوم هو بداية تراجع للسعودية واعتراف غير معلن بالفشل، بدأت تتكشف صوره مع تعيين خالد البحاح نائبا للرئيس المستقيل -الهارب من اليمن- عبدربه منصور هادي، على اعتبار ان البحاح كان مقبولا من أنصار الله في فترة ما قبل العدوان عند تسلمه لرئاسة الحكومة اليمنية، وهو ما يراد منه البحث عن موطئ قدم جديد في اليمن.
وعلى ضوء هذه الاحداث والتطورات قال المغرّد السعودي على موقع تويتر "مجتهد" ان اتصالات تجري حاليّا بوساطة عمانيّة "تسير باتجاه حل سياسي يبقي للحوثيين مكاسبهم دون أن يظهروا بمظهر المنتصر". وفي تغريداته قال "مجتهد" ان الترتيب الجديد "يقضي بإنشاء مجلس رئاسي برئاسة شخص مقبول من الحوثيين ومشاركة حوثية وبقاء قواتهم في الأماكن التي تمددوا لها ومشاركتهم في إدارتها".
وبحسب المغرّد السعودي فإن ترشيح البحاح يأتي "كبادرة حسن نية من السعودية لتسهيل التفاهم"، على اعتبار ان البحاح "مقبول للحوثيين وكان مرشحهم في المراحل الأولى بعد دخولهم صنعاء".
وقال مجتهد ان "السعودية وافقت على مشاركة الحوثيين في إدارة اليمن في مجلس رئاسي بقيادة البحاح كما وافقت على بقاء وجودهم العسكري كاملا في محافظات الشمال".
ووافقت السعودية بحسب مجتهد على "بقائهم العسكري في الجنوب لكن خارج المدن ويصر الحوثيون على أن يبقى وجودهم العسكري كما هو وتبقى لهم حرية الحركة العسكرية".
وأضاف مجتهد في تغيرداته ان ما يجري حاليا هو " ترتيب مع أمريكا لتوجيه مجلس الأمن باتخاذ قرار بدعم الحل السلمي في اليمن بنفس الخطوط المذكورة أعلاه لإعطائه شرعية دولية". واعتبر ان "هذا التفاهم لو تم سيقي السعودية من هجوم بري حوثي قد لا تستطيع القوات السعودية البرية إيقافه خاصة بعد رفض الباكستانيين المساعدة".
وينقل المغرد السعودي عن بعض المطلعين على التفاصيل قولهم ان "الخلاف على بقاء الحوثيين داخل مدن الجنوب سيكون سببا في فشل التفاهم وربما تسير الأمور باتجاه التصعيد البري".
وبالنظر الى كل ما تقدم، والى تدحرج الامور بهذه الطريقة، فإن المشهد يبدوا معقدا على الرياض التي تجد نفسها اليوم في قلب عاصفة أدخلت نفسها بها، وتعمل جاهدة على الخروج منها بأقل الأضرار الممكنة بعد فشل عدوانها.
فالرياض التي صعدت وحدها على الشجرة في البداية وبدأت عدوانا على اليمن، ها هي اليوم تحاول بحسب عديد من المراقبين النزول عنها، ولكن يبدوا حتى الآن أنّ "الصعود على الشجرة ليس كالنزول عنها".