في الوقت الذي شن فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حملة ضد تسليح إيران بمنظومة صواريخ «أس 300»، اعتبر معلقون تهديد روسيا لإسرائيل من مغبة تسليح أوكرانيا صفعة جديدة.
حلمي موسى - السفير
في الوقت الذي شن فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حملة ضد تسليح إيران بمنظومة صواريخ «أس 300»، اعتبر معلقون تهديد روسيا لإسرائيل من مغبة تسليح أوكرانيا صفعة جديدة.
وحذر رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد من خطر تعاظم قوة «حزب الله» الصاروخية تعاظماً لم يسبق له مثيل، لكنه رفض اللجوء إلى الحرب الوقائية.
وفي مستهل اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، أشار نتنياهو إلى صفقة السلاح الروسية لإيران. وقال إن «إسرائيل تنظر بخطورة بالغة لتزويد روسيا إيران بصواريخ أس 300، وذلك فيما تعزز إيران من عدوانيتها في المنطقة، وحول كل حدود دولة إسرائيل. كما أن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى واقع أنه لا ذكر البتة لهذه العدوانية في الاتفاق النووي المتبلور بين القوى العظمى وإيران. ليست هناك أية اشتراطات لوقف هذه العدوانية، سواء في مقدمة الاتفاق أو كشرط لإزالة العقوبات».
وأضاف نتنياهو «أمس (الأول) رأينا الاستعراض العسكري في طهران، والسلاح الذي تعرضه إيران على العالم. فكل عام تكبر الصواريخ، وتزداد قوتها وشدتها وفتكها، ولكن شيئاً واحداً لا يتغير. إن ما لا يتغير هو عنوان الموت لإسرائيل على الصواريخ. وإزاء مجموع الأخطار التي وصفتها، ستفعل إسرائيل كل المطلوب من أجل الدفاع عن أمن الدولة ومواطنيها».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اختار أمس الأول تحذير إسرائيل من مغبة تسليح أوكرانيا أو بيعها معدات، ردا على الصفقة الروسية مع إيران. وحسب بوتين فإن عملا كهذا من جانب إسرائيل لن يكون فقط «غير مجد»، ويسبب ضحايا جدداً، بل سيقود إلى «جولة أخرى من العداء» و «لن يغير الواقع على الأرض». وكانت تقارير صحافية إسرائيلية قد أثارت فكرة بيع أوكرانيا منظومات سلاح متطورة «كرد وانتقام» على قرار روسيا تنفيذ صفقة أبرمت قبل حوالي سبع سنوات مع إيران لتزويدها بمنظومة «أس 300».
ولاحظ المعلق الأمني في صحيفة «معاريف» يوسي ميلمان أن «السياسة التصالحية لإسرائيل تجاه روسيا تلقت مرة أخرى صفعة مدوية». وقال إن «إسرائيل تنتهج منذ عدة سنوات سياسة تصالحية مع الكرملين لعدة أسباب: أولها، الأمل بأن هذا رد جميل على منع صفقة السلاح مع إيران، والمحرج أن هذا لم يحدث. والثاني: الخوف من روسيا. وهكذا فيما يتصادم نتنياهو مع الحليف الأكبر لإسرائيل (أميركا)، يتصرف كورقة تتطاير مع الرياح إزاء بوتين».
وأشار إلى أن بوتين وجه تحذيره لإسرائيل رغم أن تل أبيب سبق وخانت جورجيا، وتوقفت عن بيعها العتاد بعد الغزو الروسي لها في العام 2008، وإسرائيل تتصرف على النحو ذاته مع أوكرانيا. ولاحظ أن إسرائيل وإيران كانتا من الدول القليلة في العالم التي لم تدن «الغزو» الروسي للقرم وضمه إلى لاتحاد الروسي. وخلص ميلمان إلى أن ممالأة إسرائيل لزعيم مثل بوتين لم تدفعه لشكر إسرائيل «فعلى ما يبدو أسهل التصادم مع حليف في دولة ديموقراطية من التصادم مع مستبد يجيد الانتقام».
من جهة أخرى، قال رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد، في أمسية عقدت في بئر السبع أمس الأول، إن مواجهة أخرى في الشمال هي بالتأكيد ضمن الممكن وان قدرات العدو «تتعاظم تعاظماً لم يسبق له مثيل». وأشار إلى أنه في الحرب الأخيرة أطلق «حزب الله» 14 ألف صاروخ، فيما تشير التقديرات حاليا إلى وجود حوالي 100 ألف صاروخ قادرة على الوصول إلى كل مكان في إسرائيل. وحسب تقديرات جلعاد، فإن العوامل الوحيدة التي تفصل عملياً بين إسرائيل و «حزب الله» هي قوة الردع، وانشغال الحزب في مواجهات أخرى.
ومع ذلك رفض جلعاد فكرة شن حرب وقائية، خصوصا إذا كانت من دون سبب. وقال، في إشارته إلى الشمال، إن «الوضع الصائب هو الحفاظ على الردع»، معتبراً انه ينبغي «الحفاظ على المعلومات الاستخباراتية وتطوير القدرات الدفاعية التكنولوجية».
ومع ذلك شدد جلعاد على أن التحدي الأهم هو الاتفاق الذي يتبلور مع إيران. وقال «إذا تحولت إيران إلى دولة حافة نووية فإن هذا سيخل بالتوازن». وأوضح أن الأمر عمليا يتعلق «بتنين إرهابي. واليوم يمكنهم أن ينالوا مشروعية لأن يصيروا دولة حافة نووية، وسينتظرون الوقت المناسب. هذا وضع بالغ السوء. التحديات الأمنية، في الجنوب أيضا، يمكنها أن تتحول من تهديد إلى خطر ملموس. وهذا ما ينبغي منعه».
وحول رفع العقوبات عن إيران، قال جلعاد «إننا نعيش في شهور حاسمة. في العام 2003 خافوا من تهديد عسكري أميركي فجمدوا الخطط. بعد ذلك كانت عقوبات اقتصادية. العقوبات أثرت. الاتفاق يجب أن يكون جديا». وأضاف أنه في أميركا وإسرائيل تدرس في مرحلة متأخرة إمكانية الرد عسكرياً. وقال «كل الخيارات على الطاولة، سواء من ناحيتنا أم من ناحية الأميركيين».
http://assafir.com/Article/1/414287
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه