تقترب قوات النظام الليبي الجديد من اعلان سيطرتها على مسقط رأس القذافي في مدينة سرت مع احراز مكاسب الاحد في هذه المدينة الساحلية. وفي بني وليد المعقل الرئيس الاخر لقوات الزعيم المطارد.
تقترب قوات النظام الليبي الجديد من اعلان سيطرتها على مسقط رأس القذافي في مدينة سرت مع احراز مكاسب الاحد في هذه المدينة الساحلية. وفي بني وليد المعقل الرئيس الاخر لقوات الزعيم المطارد.
فقد تمكنت قوات المجلس الوطني الانتقالي من السيطرة على مركز واغادوغو للمؤتمرات في سرت. وهو المركز الحصين الذي تم تشييده لاستضافة القمم الافريقية والعربية ومثل هدفا اساسيا لقوات المجلس منذ شنت هجومها منتصف ايلول/سبتمبر على المدينة.
وقال محمد الفياض القائد العسكري الميداني للمجلس الوطني الانتقالي "سيطرنا على مركز واغادوغو بنسبة مئة بالمئة.الطريق الان مفتوح للسيطرة على المدينة (سرت) بأسرها. نحن قريبون من وسطها"، مشيرا الى التنسيق بين مقاتلي المجلس. وقال الفياض "نستعد للسيطرة على وسط سرت ..في غضون ساعات". وتابع "لم يعد الامر رهنا سوى بالتنسيق بين الجبهة الغربية (للمقاتلين من مصراتة) والجبهة الشرقية (للمقاتلين من بنغازي). المسألة مسألة وقت حتى ننسق في ما بيننا".
وقد انتشر مقاتلو المجلس في مركز المؤتمرات المترامي حيث انزلوا صور القذافي والاعلام الخضراء للنظام الذي حكم البلاد طيلة 42 عاما. كما تقدم مقاتلو المجلس الوطني كيلومترا اضافيا باتجاه الشمال بمحاذاة الشوارع المتجهة الى قلب المدينة والتي كانت اثار المعارك بادية على جدرانها. وتأتي السيطرة على مركز مؤتمرات سرت بعد سيطرة قوات المجلس في وقت سابق من الاحد على جامعة سرت والابنية الملحقة بها.
ووصف احد القادة العسكريين للمجلس ويدعى ناصر زمود القتال للسيطرة على الجامعة بأنه "كان ضاريا وكان هناك الكثير من القناصة". وتابع "حررنا المنطقة من كلاب القذافي". بينما انتشر المئات من المقاتلين داخل الحرم الجامعي وفي "الجامعة الجديدة" الملحقة بها والتي تضم عشرات الابنية قيد الانشاء استهدف منها القناصة الموالون للقذافي مقاتلي المجلس خلال الايام الاخيرة وكبدوهم خسائر بالغة.
كما قال مجلس ثوار مصراتة ان قوات المجلس تسيطر الان على مستشفى ابن سينا. غير انه لم يتسن تأكيد ذلك بشكل مستقل. وقال بيان للمجلس "يسيطر ثوار مصراتة على مستشفى ابن سينا" ويقومون باخلاء المستشفى من المرضى بغض النظر عن انتماءاتهم "خوفا من القصف العشوائي من جانب الديكتاتور المخلوع".
كما قال مقاتلو المجلس في قصر القذافي على مسافة نصف كيلومتر من مستشفى ابن سينا ان المستشفى بات تحت سيطرتهم. وقد دمرت غارات حلف الاطلسي نصف القصر حسب ما قال مقاتلو المجلس. وشوهدت مجموعة من الرجال يهشمون لافتات للقذافي بينما كان اخرون خارجه يطلقون صواريخ غراد على المدينة واخرون يأخذون قسطا من الراحة في الظل.
وفي بني وليد اعلن قائد ميداني للمجلس سيطرة قواته على مطار المدينة الواقعة جنوب شرقي طرابلس. حيث باتت قواته على بعد كيلومتر واحد من المعقل الرئيس الاخر المتبقي لقوات القذافي. وقال قائد بالمجلس. ان قوات المجلس سيطرت على مطار المدينة وتخوض الان مواجهات عنيفة على بعد كيلومتر واحد من وسطها. واضاف القائد موسى يونس ان كتائب معمر القذافي تقصف بالمدفعية الثقيلة قوات المجلس الانتقالي. وقال يونس متحدثا ان اشتباكات عنيفة جرت الاحد بين قواته وكتائب القذافي على بعد كيلومتر من وسط بني وليد بينما نزح كثير من السكان من مناطق القتال.
غير ان مكاسب قوات المجلس في معركة سرت جاءت بتكلفة باهظة. فقد فاجأت ضراوة المقاومة التي ابدتها قوات القذافي في سرت وبني وليد النظام الجديد. حتى ان رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل اعترف بأن القتال كان "شرسا جدا". ولم ترد تقارير على الفور عن الخسائر بين المقاتلين جراء القتال الاحد. بينما تحدثت مصادر طبية السبت عن 23 قتيلا من قوات المجلس ونحو 330 جريحا منذ شن مقاتلو النظام الجديد ما وصفوه بالهجوم الاخير على معقل القذافي. وما زال الاف المدنيين محاصرين في سرت ويقول قادة المجلس الليبي انهم يراعون خلال تقدمهم امكانية إجلاء بعض من لم يتمكنوا من النزوح وتجنب سقوط ضحايا بنيران صديقة.
وعلى الجبهة الغربية سيطر مقاتلو المجلس على اغلب انحاء مجمع يضم 700 وحدة سكنية غير انهم تعرضوا لنيران القناصة مع تقدمهم الاحد. وقال القائد الميداني للمجلس احمد براسالي من موقع على الجبهة "نحن بانتظار تعزيزات وسنتقدم بعدها". وتابع "تعرضنا لهجوم هذا الصباح من جانب عشرة من الموالين للقذافي اطلقوا قذائف صاروخية ونيران اسلحتهم الرشاشة. قتلناهم جميعا".
ويعتبر المجلس المكاسب داخل سرت أساسية اذ ينتظر اعلان السيطرة على المدينة حتى يعلن "تحرير ليبيا" ومن ثم يضع جدولا زمنيا لاجراء انتخابات في البلاد. ويسيطر المجلس على اغلب انحاء ليبيا منذ سيطرت قواته على العاصمة طرابلس في 23 اب/اغسطس ما اجبر القذافي ودائرته المقربة على الفرار. ويعتقد قادة المجلس ان احد ابناء القذافي. المعتصم. متحصن في سرت بينما يختبىء سيف الاسلام القذافي الذي كان ينظر اليه يوما على انه سيخلف والده في الحكم. في بني وليد وربما كان القذافي نفسه في تلك المدينة.