تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين عدة مواضيع كان أبرزها اقليميا العدوان المستمر على اليمن، في حين ركزت الصحف محلياً على أزمة التشريع.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين عدة مواضيع كان أبرزها اقليميا العدوان المستمر على اليمن، في حين ركزت الصحف محلياً على أزمة التشريع.
السفير
دور أفريقي في «العاصفة» ومؤتمر مانحين يستبعد إيران
هادي إلى حضرموت مقابل إنهاء الحرب؟
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "مع دخول الحرب على اليمن شهرها الثاني، يبدو أنّ السعودية مستمرة في حملتها العسكرية من أجل تحقيق بعض «أهدافها»، وفي مقدّمتها عودة «الشرعية»، إذ برزت في هذا الإطار معلومات عن عودة عبد ربه منصور هادي إلى مدينة سيئون في محافظة حضرموت، لإعلانها عاصمة مؤقتة بعد فشل قوات «التحالف» في السيطرة على عدن، فيما رفضت الحكومة اليمنية المستقيلة مبادرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لإجراء محادثات سلام. وفيما تجدّد الحديث عن وساطة جزائرية تسعى لإنهاء الحرب، أكّدت طهران أنّ سلوك الرياض لن يبقى من دون ردّ.
ولما كانت الجزائر تحاول الاضطلاع بدور الوسيط في الأزمة اليمنية، أكّد مصدر ديبلوماسي جزائري أنّ دولاً عربية وغربية تدرس تنظيم لقاء دوليّ لكبار المانحين لإعادة إعمار اليمن، بعد انتهاء العملية العسكرية التي تقودها السعودية، مشيراً إلى أنّ «مسؤولين في المملكة العربية السعودية أبلغوا نظراءهم في الجزائر، عبر قنوات ديبلوماسية، أنّ دول التحالف العسكري التي شاركت في عملية عاصفة الحزم، بدأت في التحضير لمؤتمر دولي لكبار المانحين من أجل إعادة إعمار اليمن يشمل مانحين عرباً وغربيين».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن الديبلوماسي تأكيده أنّ «الجزائر أُبلِغت بفحوى المبادرة، نظراً لدورها كوسيط بين مختلف أطراف الأزمة، منذ انطلاق العملية العسكرية»، موضحاً أنّ مسألة «تنظيم لقاء دولي لكبار المانحين تم طرحه منذ أيام أثناء تبادل الأفكار حول مبادرة جزائرية لوقف الحرب في اليمن»، من دون أن يحدد توقيت أو مكان انعقاده. ووفقاً للمصدر فإنّ «دول الخليج أبلغت الجزائر أنّ كل الدول التي يتّهمها التحالف بالتورط في دعم الانقلاب على الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، لن تشارك في مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار»، في إشارة إلى إيران.
وبعد الإعلان السعودي عن وصول قوات «الحرس الوطني» للمشاركة في حماية الحدود الجنوبية للمملكة، يبدو أن السنغال باتت أوّل «المتطوعين» لإرسال قوات برية إلى الداخل اليمني، وذلك بعد رفض باكستان المشاركة في «التحالف».
وفي الثاني من نيسان الحالي، اجتمع الرئيس السنغالي ماكي سال مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لمناقشة «المشاركة العسكرية» للدولة الأفريقية في «التحالف»، وذلك عقب لقائه الملك سلمان. حينها ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية – «واس» أنّه جرى، خلال اللقاء، «مناقشة المشاركة العسكرية لجمهورية السنغال في تحالف عاصفة الحزم الذي تقوده المملكة العربية السعودية للحفاظ على الشرعية في الجمهورية اليمنية ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية واستقلالها وسيادتها، وتخليصها من التمرد الحوثي الإرهابي والداعمين له».
وفي هذا السياق، أشارت تقارير إلى أنّ السنغال أبدت رغبتها في إرسال قواتها إلى اليمن، وهو ما رحّبت به غينيا التي أعربت، بدورها، عن تضامنها مع شعب اليمن، منددةً بتصرفات من وصفتهم بـ «المتمردين». ولكن المعارضة في السنغال استنكرت إرسال أيّ قوات برية إلى اليمن، واعتبرت الحكومة السنغالية أنّ على الرئيس استشارة الجمعية الوطنية قبل اتخاذ أيّ مبادرة من شأنها الإضرار بالأمن في البلاد.
ويحتشد في الوقت الراهن حوالي 2000 جندي سنغالي من كتائب القوات الخاصة، وقوات المظليين والمدرعات في تييس التي تبعد 70 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة دكار، وهم مستعدون للانطلاق إلى السعودية للمشاركة في الحرب على اليمن.
وفي وقت رفض وزير خارجية هادي، رياض ياسين، دعوة صالح إلى إجراء محادثات سلام، مؤكداً أن عملية «عاصفة الحزم» لم تنته، اشترطت «أنصار الله»، مجدداً، «وقف العدوان» والعودة إلى الحوار «من حيث توقّف». وقال عضو المكتب السياسي في الجماعة محمد البخيتي إنّ «الحوار لا يمكن أن يُستأنف إلا بعد وقف العدوان الخارجي»، مضيفاً أنّ «الحوار يجب أن يستأنف من حيث توقف».
ياسين، من جانبه، أكّد، في مؤتمر صحافي في لندن، أنّ دعوات صالح «غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه. لا مكان لصالح في أيّ محادثات سياسية في المستقبل»، مشيراً إلى أنّ «عملية عاصفة الحزم لم تنته.. لن يكون هناك أي تعامل مع الحوثيين حتى ينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها».
وعلى ما يبدو، فإنّ عدم تمكّن «التحالف» من السيطرة على عدن، دفعه إلى البحث عن بديل بهدف إعادة هادي وحكومته إلى الداخل اليمني، وتحديداً إلى حضرموت حيث يسيطر تنظيم «القاعدة» على أجزاء واسعة من المحافظة، وتحديداً عاصمتها المُكلّا وما جاورها على ساحل بحر العرب.
وقالت قناة تلفزيونية تابعة لهادي، إنّ مدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت، ستكون العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية. وأضافت قناة «الشرعية» أنّ «هادي سيعود إلى سيئون وسيعلنها عاصمة مؤقتة مطلع أيار المقبل».
وفي هذه الأثناء، أكّد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ سلوك الرياض في محاصرة اليمن ومنع إرسال المساعدات الإنسانية إليه، لن يبقى من دون رد، مشدداً على أنّ الرياض لا يحق لها أن تقرر مصير الآخرين في المنطقة. وأوضح عبد اللهيان أنّ جميع الخيارات لمساعدة الشعب اليمني وإرسال المساعدات الإنسانية إليه ونقل جرحاه تحظى باهتمامنا، معتبراً أنّ نتيجة استمرار «العدوان السعودي على اليمن، لن تكون سوى عدم الاستقرار في السعودية ومنطقتنا المشتركة».
من جهته، أكد قائد القوة البحرية الإيرانية العميد حبيب الله سياري أنّ الاسطول الـ34 للقوات البحرية موجود في خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب، ويقوم بإدارة الدوریات والمهام في المنطقة، ليناقض بذلك رواية مسؤولين أميركيين قالوا إنّ السفن الحربية الإيرانية تتجه شرقاً بعيداً عن اليمن، وهو ما دفع بالولايات المتحدة إلى سحب حاملة الطائرات «روزفلت» والبارجة القاذفة للصواريخ «نورماندي» من المياه اليمنية.
ونفى سياري، في مقابلة تلفزيونية، أمس الأول، ما نُشر من أخبار حول توجيه تحذيرات إلى السفن الحربية الإيرانية في خليج عدن، موضحاً أنّ سلاح البحرية الإيراني موجود في خليج عدن لمرافقة السفن التجارية ومكافحة القرصنة في منطقة باب المندب. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية - «إرنا» عن سياري قوله، أمس، إنّ البحرية الإيرانية تعتزم إرسال الأسطول الـ35 التابع لها إلى خليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب في 11 تموز المقبل، بعد انتهاء مهمة أسطولها الـ34، الذي وصل إلى سواحل اليمن في 22 نيسان الحالي.
ودعت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري «الحوثيين وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم للذهاب إلى طاولة المفاوضات». وأضاف «نأمل أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من التهدئة وأن نتمكن من الوصول إلى مكان يمكن فيه إجراء مفاوضات».
وفيما أعلنت السعودية أنّ طياراً سعودياً ومتدرباً قُتلا، أمس، عندما تحطّمت طائرتهما أثناء طلعة تدريبية، رفضت تحديد موقع التحطم.
وهزّت انفجارات عنيفة، نتجت من غارات جوية، العاصمة صنعاء للمرة الأولى منذ الإعلان عن وقف «عاصفة الحزم»، مستهدفة ما قال سكان إنه مواقع عسكرية ومنطقة قرب مجمع القصر الرئاسي، بينما قصفت سفن حربية مواقع حول الميناء التجاري الرئيسي لمدينة عدن وحوض السفن، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المناطق.
وذكر مصدر عسكري أنّ طائرات «التحالف» شنت 12 غارة على معسكر العرقوب التابع للحرس الجمهوري، ودمّرت «مبنى القيادة، ومخازن الأسلحة والقوى البشرية، والإمداد، والميز ومحطة الوقود». واستمرت الاشتباكات في عدن بين «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» ووحدات الجيش اليمني من جهة، وميليشيات هادي من جهة أخرى، كما جرت معارك عنيفة، يوم أمس، بين الطرفين، في شرق العاصمة صنعاء، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى.
وأرسلت قبائل تعزيزات إلى منطقة صرواح شرق صنعاء للتصدي للجماعة، بهدف منعها من التقدّم في محافظة مأرب. وأشارت مصادر إلى مقتل 90 من اللجان والجيش في صرواح. كما شنّ «التحالف» أربع غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع الحوثيين من إرسال تعزيزات عسكرية إلى مأرب. وقالت قناة «المسيرة» إنّ «العدوان السعودي - الأميركي قصف بنحو 45 صاروخاً، منذ الصباح (أمس)، مناطق الملاحيط والمنزالة والمروي في محافظة صعدة شمال البلاد».
محلياً، كتبت السفير
بري يفتح النار.. وسلام وجنبلاط يرفضان المقاطعة.. والرابية تستغرب
أزمة التشريع: اشتباك فوق أنقاض الجمهورية
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والثلاثين بعد الثلاثمئة على التوالي.
ما بين «جسر الشغور» في سوريا، و «شغور الجسر» المؤسساتي في لبنان، يترنح الوضع الداخلي الذي قد يزداد دقة - لا سيما في جانبه الامني - على وقع التطورات العسكرية في الميدان السوري.
أما في المشهد السياسي، فإن أشباح الفراغ في قصر بعبدا لا تزال تصول وتجول في الجمهورية غير المكتملة، تعبث بالمؤسسات الدستورية وتشلها.
وليس أدل على هذا الواقع المزري من أن التجاذب حول التشريع النيابي، بين من يجده ضرورياً ومن يجد فيه ضرراً، آخذ في التصاعد والاحتدام الى حد أصبح يهدد بفرز طائفي، بعدما قررت الكتل المسيحية الأساسية («التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب») مقاطعة الجلسة التشريعية المفترضة، ما أغضب الرئيس نبيه بري وأثار امتعاض الرئيس تمام سلام والنائب وليد جنبلاط.
وبدا واضحاً أن أزمة التشريع انعكست سلباً على العلاقة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، فيما كان لافتا للانتباه في مواقف رئيس المجلس امس انتقاده الضمني لبعض طروحات البطريرك الماروني بشارة الراعي.
بري: إنهم يخرّبون البلد
وقال بري أمام زواره أمس: لقد قمت بما عليّ فعله وبما يمليه ضميري وواجبي، وخلافاً لما يتردد لن أجري أي اتصالات اضافية في شأن عقد الجلسة التشريعية، وعلى المقاطعين ان يتحملوا مسؤولياتهم ويراجعوا مواقفهم، تحت طائلة تحمل تبعات تعطيل مصالح الدولة والمواطن.
وشدد على ان قناعته المستندة الى الدستور هي ان «من حق المجلس النيابي ان يُشرّع من الباب الى المحراب في كل شيء، من دون استثناء، حتى لو كان رئيس الحكومة مستقيلا ورئيس الجمهورية غائبا أو مغيبا، لكن مع ذلك، راعيت إحساس البعض في هذه المرحلة الدقيقة وقبلت بتشريع الضرورة حصراً، ليس كعرف أو قاعدة، وإنما من باب مراعاة الخواطر والرغبة في تسهيل الامور».
وأضاف بري: المفاجأة اننا رضينا بالهم ولم يرض الهم بنا، فإذا بفريق كان مع التشريع، هو «التيار الوطني الحر»، يتراجع عن موقفه.
ونبّه الى ان «سلوك المقاطعة والتعطيل يقود الى خراب البلد، والمفارقة ان من يعطلون التشريع بحجة عدم وجود رئيس للجمهورية هم أنفسهم يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس، ولذلك أنا أدعوهم الى ان ينزلوا الى المجلس وينتخبوا الرئيس، حتى نخرج من هذه الدوامة».
وغامزا من قناة البطريرك الماروني بشارة الراعي، قال بري: البعض يجول في الخارج، من رؤساء طوائف وغيرهم، ويندب على الرئاسة، ولعل الأفضل لو ان هذا البعض يسعى لدى طائفته الى التوفيق بين أطرافها من أجل انتخاب رئيس الجمهورية.
وأضاف: كفى تحميل المجلس النيابي والحكومة تداعيات الشغور الرئاسي.. هم يتسببون بالامراض ونحن نداويها، هذه هي الحقيقة التي حان أوان البوح بها. ولفت الانتباه الى ان الدين العام تجاوز الـ70 مليار دولار «وبالكاد نستطيع تسديد خدمة الدين، فإلى متى سيستمر التعطيل الذي يساهم في تفاقم أزماتنا؟».
وأشار الى ان جدول أعمال الجلسة التشريعية يضم مشاريع حيوية وضرورية تتعلق بالمياه لبيروت والبنى التحتية لكسروان واتفاقية الدفاع مع فرنسا والمتصلة بالهبة العسكرية للجيش، واتفاقيات قروض يجب الاستفادة منها قبل انتهاء صلاحيتها. ولاحظ ان الحكومة تدفع ايضا ثمن المنحى المعتمد، متسائلا: إذا كانت الحكومة لا تستطيع إقرار مشروع الموازنة، فما الفارق بينها وبين حكومة تصريف الاعمال؟
سلام: المقاطعة خطيرة
وفي سياق متصل، أعرب الرئيس تمام سلام عن قلقه من تصاعد حدة السجالات السياسية والمواقف التي يمكن ان تعطل عمل الحكومة، وتعطل التشريع في المجلس النيابي.
وقال سلام لـ «السفير»: «نحن نريد من الجميع ان يلجأ الى الحكمة والدراية بالأمور لمواجهة المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، والتي لا تحتمل مزيدا من المزايدات التي يمكن ان تؤدي الى صدامات نحن في غنى عنها».
وتمنى سلام «ان تنعكس أجواء الحوارات القائمة بين القوى السياسية على أداء هذه القوى بالممارسة العملية، تهدئة للسجالات وللاحتقان، لأن وضع البلد لا يحتمل المزيد في ظل الوضع الصعب القائم».
ورأى سلام أن موقف الكتل المسيحية بمقاطعة التشريع «أمر خطير ويجب إيجاد حل له، وكذلك الحال بالنسبة لمشروع الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب وسائر الملفات الاخرى العالقة أمام المجلس والحكومة لتسيير مصالح الدولة والمواطنين».
جنبلاط: لا للتعطيل
وقال النائب وليد جنبلاط لـ «السفير» ان الرئيس بري محق في موقفه وصرخته ضد تعطيل التشريع، وأضاف: نعم.. الأزمة الرئاسية هي في جوهرها مسيحية - مسيحية، والشغور في رئاسة الجمهورية ناتج بالدرجة الاولى من عدم إدراك بعض القيادات المسيحية لضرورة الوصول الى مرشح توافقي.
وتابع: كنا في أزمة رئاسة، واليوم أصبحنا أمام أزمة تشريع، والنتيجة أن البلد كله بات مهدداً بالتعطيل الشامل.
وشدد على عدم وجود أي مبرر لمقاطعة الجلسة التشريعية المقررة، لافتا الانتباه الى وجوب الإسراع في إقرار مشروع الموازنة في مجلسي الوزراء والنواب، من أجل مواجهة الاستحقاقات المالية والاقتصادية ووضع ضوابط لصرف المال.
كنعان: هذه أولوياتنا التشريعية
في المقابل، أبلغ عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان «السفير» ان موقف التكتل كان ولا يزال مع المشاركة في أي جلسة نيابية تتوافر فيها مقومات «تشريع الضرورة» الذي «نقصد به القوانين المتعلقة بتكوين السلطة أو بالمصلحة العليا للدولة، مثل قانون الانتخاب واستعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني والموازنة وسلسلة الرتب والرواتب».
وأوضح ان «قرارنا بمقاطعة الجلسة المقررة أتى نتيجة افتقار جدول أعمالها الى المشاريع التي تندرج في إطار تشريع الضرورة، ولو حضر بعض هذه المشاريع لكنا قد شاركنا، كما فعلنا في الجلسة السابقة، وبالتالي لا صحة للاتهام الموجه إلينا بأننا نعطل مجلس النواب».
وتساءل: ماذا عن مصير قانون الجنسية المعلق منذ 14 عاما، وأين قانون الانتخاب العادل الذي ننتظره منذ 24عاما، وأين سلسلة الرتب والرواتب التي نبحث فيها منذ سنتين.. أليست هذه أولويات في أي تشريع، وهذا الكلام ليس موجهاً الى الرئيس بري بل الى كل الكتل النيابية.
وأضاف: نحن أول من أطلق مفهوم تشريع الضرورة منذ حصول الشغور الرئاسي، اقتناعاً منا بأن عمل المؤسسات الدستورية لا يمكن ان ينتظم في ظل غياب رئيس الجمهورية، والرئيس بري يعرف جيدا موقفنا الذي لم نتراجع عنه.
وتابع: أزمة الرئاسة ليست عند المسيحيين، وأنا أطمئن الجميع بأننا نعالج الأمور بين بعضنا البعض، والمطلوب من الآخرين ان يفكوا أسر حقوقنا الدستورية والميثاقية.
النهار
اليمن: حرب المدن إلى تصاعد واتساع رقعة الاشتباكات الحدودية
وزير الخارجية اليمني يشترط انسحاب الحوثيين من المدن للتفاوض
وتناولت صحيفة النهار العدوان على اليمن وكتبت تقول "دارت معارك عنيفة أمس بين الحوثيين وخصومهم المناصرين للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، وخصوصاً في شرق العاصمة صنعاء وفي جنوب البلاد، الأمر الذي تسبب بسقوط عشرات القتلى. وواصل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية غاراته على مواقع مختلفة في اليمن.
دوت في صنعاء انفجارات عنيفة نتيجة غارات جديدة لطائرات التحالف استهدفت القصر الرئاسي حيث تعالت ألسنة اللهب ساعات، ومعسكرات الحفاء والنهدين، الى معسكر فج عطان، وأشاعت الذعر بين السكان لشدة الانفجارات التي قال شهود إنها كانت قريبة من غارات الاثنين الماضي في منطقة فج عطان والتي أوقعت 83 قتيلاً ومئات الجرحى.
كذلك استهدفت الغارات تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى محافظة مأرب لدعم قوات الجيش ومسلحي اللجان الشعبية التابعة للحوثيين بعد احرازهم تقدماً في المواجهات التي يخوضونها مع مسلحي القبائل الموالين لجماعة "الاخوان المسلمين".
وشنت طائرات التحالف غارات على مواقع عسكرية ومدنية في محافظتي ذمار وإب أوقعت قتيلين، بينما كثفت غارات الاسناد للوحدات العسكرية ومسلحي لجان المقاومة الموالين للرئيس هادي في محافظة عدن مستهدفة مطارها الدولي حيث احترقت طائرة مدنية، ومواقع للجيش والحوثيين في منطقة الشيخ عثمان، فضلاً عن منطقة المعاشيق حيث يقع القصر الرئاسي.
حرب المدن
كما وفرت الغارات في محافظتي مأرب (وسط) وتعز (جنوب) دعماً لـ "حركات المقاومة الشعبية المسلحة" تحظى باسناد - عملاني ولوجيستي من قيادة التحالف.
واحتدمت المواجهات بين قوات الجيش يساندها المسلحون الحوثيون من جهة ومسلحي القبائل الموالين لـ "الاخوان المسلمين" في ضواحي مدينة مأرب - غداة اعلان قيادة الجيش استعادة السيطرة على أكثر المناطق التي احتلها "الاخوان" في الاشهر الأخيرة، وأكدت مصادر محلية سقوط عشرات القتلى والجرحى - من الجانبين في - المعارك.
وقال وجهاء إن قوات الجيش والحوثيين سيطروا على مناطق الدشوش، العطيف، الدحلة - والتبة الحمراء بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي "الاخوان" اسفرت عن سقوط 20 قتيلاً وجريحا من الجانبين استناداً الى - حصيلة أولية، فيما تحدثت مصادر قبلية عن مقتل عشرات الحوثيين في هذه المواجهات التي استمرت عند مدخل مدينة مأرب.
وفي تعز توسعت رقعة المواجهات بين الجانبين في - الكثير من أحياء المدينة، التي كانت مسرحا لحرب مدن عنيفة إستخدم فيها الجانبان اسلحة متوسطة وثقيلة وخلفت قتلى وجرحى من المقاتلين إلى سقوط مدنيين وتخريب منازل ومرافق.
وأدت المواجهات إلى اقفال الكثير من الأحياء في وسط المدينة وشرقها وغربها بعد تدفق المئات من المسلحين الموالين لـ"الاخوان المسلمين" وكذلك المسلحين الحوثيين إلى مناطق المواجهات ونشر قوات الجيش آليات ثقيلة في الشوارع، وهزت الانفجارات الناتجة من القصف المتبادل بالمدفعية وقذائف الهاون ارجاء المدينة طوال ساعات النهار واوقعت ضحايا من المدنيين.
على خط الحدود
من جهة اخرى، اتسعت رقعة المواجهات البرية على خط الحدود بين السعودية واليمن وخصوصاً في محافظة صعدة، التي شهدت كثافة في الغارات الجوية على عدد من البلدات الحدودية حيث تتمركز تجمعات المسلحين الحوثيين وخصوصا في مناطق طخية وآل العامري والطلح ومناطق متفرقة بمديرية سحار.
وقال مسؤولون إن الغارات في صعدة تزامنت مع تكثيف حرس الحدود السعودي قصفه لمناطق حدودية في مديرية الظاهر والتي قالت قيادة الجيش اليمني إنها تعرضت للقصف بــ 45 صاروخاً في مناطق متفرقة بمديريتي منبه وباقم. وتعرضت محافظة حجة الحدودية لخمس غارات في مناطق متفرقة بالتزامن مع قصف الجيش السعودي بالمدفعية والصواريخ مناطق البرم والمغياله والقيم والمداب بمنطقة حرض ومناطق حدودية اخرى، كما الطريق الدولية بين صعدة وحجة.
وقال مسؤولون محليون إن المواجهات بين قوات الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين من جهة وقوات الجيش السعودي احتدمت في مناطق جبل النار وفج حرض والملاحيظ والمزرق ومحيط منفذ الطوال وضواحي منطقة ميدي الساحلية ومناطق حدودية اخرى.
وزير الخارجية اليمني
وفي لندن، رفض وزير الخارجية اليمني رياض ياسين دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لإجراء محادثات سلام، لافتاً الى أن عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية لم تنته. وقال في مؤتمر صحافي بالعاصمة البريطانية: "هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذه الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح. لا مكان لصالح في اي محادثات سياسية في المستقبل". واكد ان لا اتفاق بأي شكل من الأشكال مع الحوثيين ما لم ينسحبوا من المدن التي يسيطرون عليها. واشار الى ان 70 في المئة من اليمن خارج عن سيطرتهم.
الحوثيون
في المقابل، كرر الحوثيون اشتراطهم "وقف العدوان" والعودة الى الحوار "من حيث توقف"، وذلك بلسان محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة "انصار الله"، وهو الاسم الرسمي للحوثيين. وقال :"الحوار لا يمكن ان يستأنف الا بعد وقف العدوان الخارجي". وأضاف في اتصال مع "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "الحوار يجب ان يستأنف من حيث توقف" في اشارة الى المفاوضات التي رعاها المبعوث السابق للامم المتحدة جمال بن عمر الذي استقال بعد تعرض وساطته، استناداً الى مصادر ديبلوماسية، لانتقادات من دول الخليج.
المبعوث الاممي الجديد
وأكدت الامم المتحدة السبت تعيين الديبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد مبعوثا خاصاً الى اليمن على أمل معاودة وساطته قريباً توصلاً الى تسوية سياسية.
وقالت إن المبعوث الجديد "سيكون صلة الوصل بين دول مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي وحكومات المنطقة وشركاء آخرين".
وتناولت النهار الشأن المحلي، وكتبت
"حزب الله" ينتقد "تعطيلاً لا ينتج رئيساً"
وبري يتّجه لتحديد موعد لجلسة التشريع
بعد الفراغ، التعطيل عنوان للمرحلة الأمر الذي يؤدي الى شلل اضافي على مستوى المؤسسات، ويعمق الازمة القائمة في البلاد، ويتسبب بانقسام اضافي شعاره حماية الرئاسة الاولى، وحقيقته مزايدة بين القوى المسيحية تخدم مشروع اضعاف النظام وصولا الى البحث في صيغة بديلة. فعلى اعتاب مجلس النواب وامام الجلسة التشريعية، تفرق العشاق، وبعد العتب الذي سجله الرئيس نبيه بري "على السياسة التي ينتهجها نواب العماد ميشال عون لانه كان يعول على حضورهم لاضفاء غطاء الميثاقية على الجلسة التشريعية حتى لو تغيب نواب "القوات" والكتائب"، كما أوردت "النهار" السبت، خرج "حزب الله" عن صمته وعبر عن استيائه من "تعطيل لا ينتج رئيسا للجمهورية".
وشن الرئيس بري هجوماً عنيفاً، كما نقل عنه زواره مساء امس قائلاً إنه لا يريد اجراء أي اتصالات في شأن جلسة التشريع النيابية وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم ومراجعة مواقفهم. "البرلمان يشرع في الاساس سواء كان رئيس الحكومة مستقيلاً أو لا يوجد رئيس جمهوربة ومن دون تقليل موقعه. ومع ذلك راعيت احساس البعض وقبلنا بتشريع الضرورة على ان لا يكون عرفاً أو قاعدة، لكنهم تراجعوا عن قبول الضرورة فضلاً عن "التيار الوطني الحر" الذي كان يؤيد التشريع ثم تراجع. واقول ان مثل هذا السلوك يقود الى التعطيل وخراب البلد. واذا كانوا يقاطعون بحجة عدم انتخاب رئيس للجمهورية ويتلهفون لتحقيق هذا الاستحقاق، فلينزلوا الى المجلس وينتخبوا الرئيس". وأضاف: "هناك من يجول في الخارج (البطريرك الراعي) ويندب ويتحمس للرئاسة ساعياً الى جمع طائفته لنشارك معاً في انتخاب رئيس".
وقال نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في تعليق له: "ألم يثبت لكم ان التعطيل في موقع الرئاسة له مسار وفي المجلس له مسار آخر، ولو كان تعطيل مجلس النواب يأتي برئيس لكنا أول المشاركين، لكن ان يحرم الناس المشاريع والتشريع والقوانين بما يؤدي الى خلل إضافي في المؤسسات فهذا غير مقبول".
كذلك حذر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش من أن تعطيل عمل مجلس النواب سيؤدي إلى ضياع سلسلة من مشاريع القروض الإنمائية بينها مشروع قرض من البنك الدولي من أجل سد بسري لتوفير المياه لبيروت وضواحيها، من بلدة خلدة حتى مدينة جونية لمدة 50 سنة. وشدد على ان "لا شيء في الدستور يعطل المجلس النيابي اذا كان هناك شغور رئاسي كما يعتقد الفريق الآخر".
موعد للجلسة؟
وعلمت "النهار" من مصادر نيابية بارزة ان الرئيس بري قد يقدم بصورة مفاجئة على تحديد موعد لجلسة التشريع بعدما انقضى أكثر من 48 ساعة على توزيع جدول أعمالها على النواب. ولفتت المصادر الى أن مشكلة دفع رواتب القطاع العام التي حذر وزير المال علي حسن خليل من بروزها يمكن تفاديها بإقرار مجلس الوزراء مشروع الموازنة الذي باشر دراسته على أن يحذو مجلس النواب حذوه فيقرّ المشروع خلال الدورة الحالية لمجلس النواب التي تنتهي في آخر أيار المقبل.
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان الاسبوع الطالع سيشهد محاولة تثبيت موعد عقد جلسة نيابية تشهد استنفارا شيعيا لعقدها ليس من أجل الجلسة فحسب وإنما من أجل دور مجلس النواب على غرار الاستنفار السني الذي رافق سابقا موضوع آلية عمل الحكومة. وأضافت انه كما حصل في موضوع آلية عمل الحكومة من إنقسام في صفوف 14 آذار، فإن الانقسام في انعقاد مجلس النواب هو في صفوف 8 آذار وهذا ما يفسر الحملة التي يقوم بها "حزب الله" في صورة غير مباشرة في وجه حليفه العماد ميشال عون تحت عنوان مبادلة الخدمة التي يقدمها الحزب في نصاب جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية بخدمة نصاب الجلسة الاشتراعية.
كلام السنيورة
على صعيد آخر انشغلت الاوساط السياسية في 8 آذار بكلام الرئيس فؤاد السنيورة الذي نشرته "النهار" السبت، والذي قال فيه ان "لا منطق في معادلة عون للرئاسة وروكز للقيادة" وقوله إنه "لا يرى حظوظا للعماد عون بالرئاسة وانه غير مقتنع بان "حزب الله" يريده"، وامتنع نواب في "التيار الوطني الحر" عن التعليق عليه "في انتظار اتضاحه اكثر". وحده النائب والوزير السابق ايلي الفرزلي سأل عما اذا كان "هذا الكلام تمهيداً لموقف سيصدر من الرئيس سعد الحريري ويعبر في النهاية عن الخلاصة نفسها، أم ان السنيورة يقول لمن يهمه الأمر إنه هو القائد الفعلي للمستقبل".
سلام وزيارات
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سيقوم مطلع أيار بزيارة للمملكة العربية السعودية لإجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة. وأوضحت أن الزيارة تمثل أول أتصال رسمي بين البلدين بعد الحملة التي استهدفت المملكة من "حزب الله".
والى لبنان يصل اليوم نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطالي لابو بيستللي في زيارة رسمية تستمر يومين لإجراء محادثات ولتفقد قوة بلاده العاملة في "اليونيفيل".
كما يزور لبنان منتصف الأسبوع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حافظ غانم بعد تسلمه اخيراً مهماته في المصرف، في زيارة استطلاع، يستكشف فيها مجالات المساعدة المتاحة لدى البنك الدولي في ملف اللاجئين السوريين.
درباس واللاجئون
وفي شأن متصل، صرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ "النهار" بانه بعد مراجعته وضع اللاجئين السوريين وعدد الذين دخلوا لبنان، تبين له انه دخل لبنان 5600 سوري بطريقة شرعية عادية على أساس انهم ليسوا لاجئين، لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سجلتهم على أنهم لاجئون خلافاً لقرار الحكومة، "فأرسلتُ مذكرة الى المفوضية السامية طالباً شطب هؤلاء الأسماء الذين سجلتهم بصفتهم لاجئين لأنهم ليسوا كذلك، وهي، أي المفوضية، بهذا الشكل سهّلت خداع الدولة، كما ربطتُ اي حوار مع المفوضية بتنفيذ قرار الشطب".
خطة الضاحية
أمنياً، علمت "النهار" ان الخطة الامنية للضاحية الجنوبية سيبدأ تنفيذها صباح غد الثلثاء بعدما انتهت الاستعدادات لها في اشراف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. وقد تعهدت الاحزاب الفاعلة في الضاحية تسهيل عمل الاجهزة الامنية وعدم الاعتراض على توقيف أي من المطلوبين.
تلوث الزوق
وفي شأن مطلبي، اعتصم عدد كبير من اهالي كسروان بدعوة من بلدية زوق مكايل واتحاد بلديات المنطقة رفضا لاستمرار انبعاث السموم المسرطنة من معمل الزوق الحراري، وطالبوا بحلول لهذه المشكلة المزمنة متوعدين بالتصعيد.
الأخبار
السعودية تحاول مدّ العدوان بالحياة
وحول العدوان على اليمن كتبت الأخبار تقول "بدا واضحاً خلال اليومين الماضيين أن السعودية تبحث عن إنجاز عسكري تستطيع صرفه على طاولة التفاوض، في ظل تقدم «أنصار الله» على محاور عدة، وكذلك تكثيف الغارات التي استهدفت صنعاء للمرة الأولى منذ انتهاء «عاصفة الحزم»
يواجه التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد اليمن، على ما يظهر، عدداً من العثرات الناشئة ضمنه بشكل يمنع بلورة مخرج سياسي لعمل عسكري لم ينجح بعد في تحقيق ما يمكن الاتكاء عليه لولوج طاولة تفاوض تبدو حتمية مع انعدام الخيارات السعودية، في ظل تعثر الخيار البري وفشل الضربات الجوية، مع ما تؤكده تطورات الميدان التي تشير إلى أنّ الجيش و»اللجان الشعبية» يواصلان الصمود في عدد من النقاط ويتابعان تسجيل النقاط بين عدن ومأرب، الأمر الذي قابله، أمس، استهداف لصنعاء من قبل طائرات التحالف.
وبعدما أثبتت التطورات أنّ الانتقال السعودي من «عاصفة الحزم» إلى عملية «إعادة الأمل» ما هو إلا محاولة لمدّ العدوان العسكري بالحياة، في ظل واقع إقليمي من غير المعروف بعد مدى التنسيق السعودي ــ الأميركي ضمنه، حصلت الإدارة السعودية أمس، على دعم إماراتي واضح نقله ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد. وجاءت زيارة بن زايد لمدينة الطائف السعودية بعد يومين من إطلاق الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، مبادرة رفضتها أطراف يمنية ــ بتوجيه من الرياض ــ وبعد تعيين مبعوث أممي جديد إلى اليمن. ومن المعروف أنّ حديثاً بات يتنامى حول أنّ دوائر قرار سعودية ترقب خيوط تواصل بين الإمارات وعلي عبد الله صالح من شأنها تأمين مصالح إماراتية تقلل من النفوذ السعودي في أي مشهد مقبل.
تعقيدات المشهد هذه، استدعت حضوراً إماراتياً في السعودية أمس، حمل دلالات يرادُ منها تظهير تنسيق عال بين الدولتين. وعليه، أعلن بن زايد ــ من «قاعدة الملك فهد الجوية» في مدينة الطائف السعودية حيث التقى برفقة وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، قوة الإمارات من ضباط وضباط صف وأفراد السرب الخامس المشاركين في التحالف العربي وعملية «إعادة الأمل» ــ أنّ دولته «ستواصل مع باقي الأشقاء العرب واجبها القومي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي لأي مخططات أو أجندات إقليمية لها مآرب وأطماع في الأراضي العربية ومقدراتها»، مضيفاً في سياق ما نقل عنه: «نرى في حزم وحسم الملك سلمان بوصلة عملنا وجهدنا الجماعي والمشترك لحماية المكتسبات ورفع راية العزة والكرامة التي غدت خفاقة عالية في التحدي الذي يواجه العرب في اليمن».
وقال إنّ «خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن لصالح منبع العروبة والمنطقة». وتابع: «إننا من خلال إعادة الأمل ننتقل إلى مرحلة جديدة في التصدي للتطورات والأحداث... بعدما تمكنا من تحييد الخطر الواضح الذي يمتد خارج اليمن. وتعتمد هذه المرحلة على استراتيجية متعددة الأدوات تستند إلى البعد العسكري وتسعى من خلال الجوانب السياسية والإنمائية والتنموية إلى عودة الشرعية التي تحفظ لليمن كيانه وعودته إلى المسار السياسي الذي تم الانقلاب عليه».
في هذا الوقت، كان وزير خارجية الرئيس الفار، رياض ياسين، يرفض من لندن دعوة صالح لإجراء محادثات سلام، معتبراً أنّ «هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح. لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل». وقال إنّ «عملية عاصفة الحزم لم تنته... لن يكون هناك أي تعامل مع الحوثيين حتى ينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها»، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك حاجة لكي ينشر التحالف قوات برية في اليمن لأن 70 في المئة من اليمن ليس تحت سيطرة الحوثيين أو صالح.
ويأتي حديث ياسين بعد يوم من لقاء جرى بين رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، ونظيره البريطاني، ديفيد كاميرون، في لندن، صدر عنه في الشق اليمني التأكيد على «دعمهما البحث عن حل دبلوماسي للأزمة في اليمن، بالتعاون مع السعودية».
وفي الوقت الذي يشير فيه إلى تجاذبات تحركها أطراف فاعلة في التحالف الواحد، كانت جماعة «أنصار الله» تواصل عملها على تحقيق تقدمات ميدانية، مشترطة «وقف العدوان» والعودة الى الحوار «من حيث توقف» من أجل العمل على تشكيل مرحلة جديدة بعد تعيين الدبلوماسي الموريتاني، اسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى اليمن. وجاء الإعلان على لسان القيادي في الجماعة، محمد البخيتي، في حديث إلى «فرانس برس».
وأمام كل ما يحكى في الجانب السياسي، لا يزال الميدان في اليمن يقدّم عناصر جديدة، الأمر الذي يفسّر، ربما، قيام طائرات التحالف بخمس غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنطقة قرب مجمع القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء ــ للمرة الأولى منذ «انتهاء» عمليات «عاصفة الحزم» ــ في هجمات عدوانية أدت إلى «استشهاد طفلة وجرح 4 آخرين في منطقة حزيز (صنعاء)»، وفقاً لوكالة «سبأ».
أما جنوباً، في عدن، حيث ترددت أنباء عن عزم السعودية على تشكيل مجلس عسكري ينظم جبهة الموالين للرئيس الفار، عبد ربه منصور هادي، ويهيئ أجواء آمنة لعودته الى المدينة، فقد أكد ضابط أمني كبير في حديث إلى «الأخبار» أن الجيش و»اللجان» صارا مسيطرين عسكرياً على كامل عدن، من دون تحقيق سيطرة أمنية مماثلة. وكشف المصدر أن الاشتباكات «لا تزال محتدمة على مقربة من التواهي ولم تتم بعد السيطرة على مقر المنطقة العسكرية الرابعة بمنطقة التواهي بمحافظة عدن»، موضحاً أنه «ليس من السهل الوصول إلى مقر المنطقة العسكرية في ظل القصف الجوي والبحري الكثيف الذي يشنه العدوان مساندة للميليشيات التابعة للقاعدة وهادي».
من جهة أخرى، وفي وقت كانت فيه تعز ــ هي آخر جبهة فتحتها السعودية داخل اليمن مستعينة بقيادات من «الإصلاح» ــ تشهد حرب شوارع، اقتربت أمس من مقر ديوان عام المحافظة ومركز قوات الأمن الخاصة، فإنّ مدينة مأرب توشك أن تسقط بأيدي الجيش و»اللجان الشعبية». وأكدت مصادر، أمس، أن معارك ضارية اندلعت في منطقة الزور قرب المدينة، موضحة أن «الجيش يواصل تقدمه باتجاه المدينة التي باتت على مرمى حجر».
وتأكيداً على التقدم في مأرب، فقد سجل في الساعات الأخيرة شن الطيران السعودي، وفقاً لمصادر ميدانية، «غارة على أحد تجمعات عملائها من القاعدة وميليشيات الإصلاح غربي المدينة»، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه «مؤشر على أن العدوان بدأ يفقد بوصلة الإرشاد في مأرب بعد سقوط أهم معاقل الميليشيات المدعومة منه».
الرياض: سقوط طائرة تدريب عسكرية
قتل طياران سعوديان بعد سقوط طائرة تدريب عسكرية كانا على متنها أمس، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع السعودية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله "في صباح هذا اليوم (أمس) وقع حادث لطائرة تدريب تابعة لكلية الملك فيصل الجوية (في الرياض)، نجم عنه سقوط الطائرة واستشهاد المدرب قائد الطائرة والطالب المتدرب". ولم يعط المتحدث تفاصيل عن نوع الطائرة ومكان سقوطها أو أسباب الحادث.
اللواء
حكومة هادي والحوثيّون يرفضون أي حوار وطهران تُبقي سفناً في الخليج
إحتدام المعارك في عدة محافظات باليمن مع تعيين الأمم المتحدة مبعوثاً جديداً لها
وفي الشأن اليمني كتبت اللواء تقول "جرت معارك عنيفة امس بين المتمردين الحوثيين وخصومهم المناصرين للرئيس اليمني المعترف به دوليا، لا سيما في شرق العاصمة صنعاء وفي جنوب البلاد ما تسبب بسقوط عشرات القتلى بحسب مصادر قبلية وطبية.
ويأتي ذلك بعدما عينت الامم المتحدة مبعوثا جديدا لها سيحاول الوصول الى حل للنزاع خلفا للدبلوماسي المغربي جمال بنعمر الذي عمل وسيطا ومبعوثا في اليمن منذ 2011. واكدت الامم المتحدة امس الاول تعيين الدبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد مبعوثا خاصا الى اليمن على امل استئناف وساطته قريبا بهدف التوصل الى تسوية سياسية. واوضحت الامم المتحدة في بيان السبت ان المبعوث الجديد «سيكون صلة الوصل بين دول مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي وحكومات المنطقة وشركاء اخرين».
واشاد الاتحاد الاوروبي امس بتعيين ولد شيخ احمد واكد «استعداده لدعم جهوده فورا». ويتولى ولد شيخ احمد (55 عاما) حاليا بعثة الامم المتحدة لمكافحة مرض ايبولا بعدما شغل عدة مناصب في الامم المتحدة على مدى 28 عاما لا سيما منصب المنسق الانساني في سوريا (2008-2012) واليمن (2012-2014) ثم مساعد رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا.
التطورات الميدانية
وميدانيا، ارسلت قبائل يمنية تعزيزات الى منطقة صرواح شرق صنعاء للتصدي للحوثيين الذين يحاولون التقدم في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي.
وتعرض المتمردون وحلفاؤهم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح لخسائر فادحة في المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في منطقة صرواح بحسب المصادر نفسها.
واشارت هذه المصادر الى مقتل 90 متمردا ومن القوات الحليفة لهم خلال 24 ساعة في صرواح وثمانية من مناصري الرئيس عبد ربه منصور هادي في حصيلة لم يتسن التاكد منها من مصدر مستقل. وعصر امس استهدفت الغارات مواقع المتمردين في عدن، وفق ما قال سكان. وتتواصل المعارك في المدينة حيث يؤكد موالون لهادي انهم قتلوا ثلاثة من الحوثيين.
وقال شهود عيان في عدن إن سفناً حربية قصفت مواقع للحوثيين حول الميناء التجاري الرئيسي للمدينة وحوض السفن وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المناطق.
وأبلغ سكان في عدن عن وقوع اشتباكات عنيفة بين ميليشيا محلية مسلحة سنية من الجنوب من جهة وبين الحوثيين المدعومين بوحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى. وذكرت مصادر في الميليشيا أنها ردت للمرة الأولى بقصف دبابات وإطلاق صواريخ كاتيوشا.
وشن طيران التحالف العربي اربع غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع ارسال المتمردين تعزيزات عسكرية الى مأرب كما قال مصدر عسكري.
من جانب اخر، تكثفت المواجهات بالاسلحة من مختلف العيارات الاحد في تعز (جنوب-غرب) بعدما تلقى المتمردون تعزيزات مصدرها مدينة المخا على البحر الاحمر كما قال مسؤولون محليون واشاروا الى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وفي تعز ايضا، قتل 13 مدنيا في قصف نفذه الحوثيون على احياء المدينة، بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين.
وفي الضالع جنوب البلاد اضطرت طائرات التحالف العربي الى اسقاط ادوية وتجهيزات طبية من الجو بعدما منع المتمردون قافلة منظمات انسانية من الدخول الى هذه المدينة بحسب ما قال مسؤولون محليون.
وفي الجنوب ايضا، قتل خمسة من المقاتلين الحوثيين في كمين لمقاتلي «المقاومة الشعبية» فجر امس استهدف مركبة عسكرية في جنوب مدينة لودر بمحافظة ابين.
واكدت مصادر محلية أن المسلحين الموالين لهادي والذين يطلق عليهم اسم «المقاومة الشعبية»، اعترضوا مركبة عسكرية قادمة من محافظة البيضاء المجاورة واطلقوا عليها قذيفة ار بي جي مما ادى الى تدميرها ومقتل جميع من كانوا على متنها. ودعمت الضربات الجوية الميليشيا المحلية في اشتباكات قرب مطار عدن الدولي.
وفي محافظة الضالع الجنوبية قالت الميليشيا إنها خاضت معارك لساعات لاستعادة عدة مناطق ريفية من الحوثيين بمساعدة الضربات الجوية. وخلف القتال 25 قتيلا من الحوثيين وستة من أفراد الميليشيا المحلية.
وقال سكان إن ضربات جوية أخرى استهدفت مواقع للحوثيين في محافظة صعدة على طول حدود اليمن الشمالية مع السعودية كما قصفت قوات برية سعودية أيضا مدينة حرض في محافظة حجة.
وأعلن حرس الحدود في منطقة جازان، تدميره لشاحنة وسيارة صغيرة محملة بالذخائر تابعة للميليشيات الحوثية، بعد اقترابهما من الحدود السعودية.
وكان مصدر رسمي بقيادة حرس الحدود بجازان أكد أمس أن دوريات مركز جلاح التابع لقطاع الحرث تمكنت من التصدي لسيارتين (جيب وشاص) تابعتين للميليشيات الحوثية، ومحملتين بالذخائر، وعلى متنهما ما يقرب من ١٥ حوثيا وتم تدميرهما بالكامل وهما في طريقهما للاقتراب من الحدود السعودية.
رفض الحوار
في هذه الاثناء، رفض وزير خارجية اليمن رياض ياسين دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لإجراء محادثات سلام وقال إن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته. وأضاف ياسين في مؤتمر صحافي في لندن: «هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح. لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل.»
وتحدث ياسين بعد أن شهد اليمن يوم الأحد غارات جوية وقصفاً بحرياً وقتالاً برياً في بعض من أوسع المعارك انتشارا منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في هذا البلد الشهر الماضي.
من جهتهم، كرر الحوثيون التاكيد على اشتراطهم «وقف العدوان» والعودة الى الحوار «من حيث توقف»، وذلك على لسان محمد البخيتي عضو المجلس السياسي في انصار الله . وقال البخيتي: «الحوار لا يمكن ان يستأنف الا بعد وقف العدوان الخارجي». واضاف البخيتي ان «الحوار يجب ان يستأنف من حيث توقف» في اشارة الى المفاوضات التي رعاها المبعوث السابق للامم المتحدة جمال بنعمر الذي استقال بعد تعرض وساطته بحسب مصادر دبلوماسية لانتقادات من قبل دول الخليج.
سفن إيرانية
على صعيد آخر، قال قائد البحرية الإيرانية امس إنه سيُبقي سفناً حربية في خليج عدن لعدة أشهر على الأقل وهو موقف قد يزيد مخاوف الولايات المتحدة من أن طهران تحاول إمداد الحوثيين بأسلحة متقدمة.
ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الأميرال حبيب الله سياري قوله إن السفن نشرت لحماية ممرات الشحن من القرصنة. وتنفي إيران تقديم الدعم العسكري للحوثيين.