تظاهر عشرات الألاف من اليمنيين في صنعاء لتوجيه رسالة الى مجلس الأمن الذي يفترض أن يتسلم تقريراً خاصاً حول اليمن من المبعوث الأممي جمال بن عمر

 تظاهر عشرات الألاف من اليمنيين في صنعاء لتوجيه رسالة الى مجلس الأمن الذي يفترض أن يتسلم تقريراً خاصاً حول اليمن من المبعوث الأممي جمال بن عمر. وانطلقت الجموع من ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء باتجاه ميدان التحرير حيث يعتصم الموالون للنظام. وفرضت القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح طوقاً أمنياً مشدداً، مما أجبر المتظاهرين على تغيير مسارهم والعودة الى ساحة التغيير. وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب "الثورة الشعبية السلمية" محمد العسل إنه يتعين على مجلس الأمن "أن يضغط على صالح وبقايا نظامه ليرحلوا".

وأعلن دبلوماسيون أن الدول الأوروبية تمارس ضغوطاً ليصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى التنحي. وأمل الدبلوماسيون بألا تعرقل روسيا الجهود الجديدة القاضية بإصدار قرار حول اليمن. وأضاف الدبلوماسيون أن السفير اليمني في الأمم المتحدة جمال بن عمر سيعرض الوضع في بلاده أمام مجلس الأمن يوم غد، وقد يتمّ رفع مشروع قرار الى أعضاء المجلس
خلال الأيام المقبلة.
  

وفيما طالبت تظاهرات في العاصمة اليمنية الأمم المتحدة بالتدخل، يتمسك الدبلوماسيون الاوروبيون بدعم من الولايات المتحدة بإعداد مشروع قرار يدعم خطة مجلس التعاون الخليجي التي تنصّ على تنحي صالح وإجراء انتخابات في اليمن. وشدد دبلوماسيون على أن القرار لن يلوّح بفرض عقوبات أو اتخاذ تدابير أخرى. 

وعلى الصعيد الميداني، قتل جندي يمني من لواء منشق عن النظام وأصيب ثلاثة آخرون من لواء موال مساء أمس في اشتباكات مع مسلحي تنظيم القاعدة في ضواحي مدينة زنجبار في محافظة ابين الجنوبية. وأوضح مصدر عسكري أن ثلاثة جنود من اللواء 25 ميكانيكي (غير منشق) أصيبوا بدورهم بجروح نتيجة قصف نفذه مسلحو القاعدة بقذائف الهاون على مواقع اللواء. وذكرت مصادر عسكرية أن وحدات الجيش التي كانت تسيطر على الأحياء الشرقية والشمالية لزنبجار، ومنها حي باجدار الذي شهد معارك عنيفة، انسحبت الى مقرّ اللواء 25 ميكانيكي والى ملعب الوحدة الواقعين شرق المدينة. وذكر أحد سكان المنطقة أن مسلحي القاعدة قاموا بخطف مدنيين اثنين من سكان منطقة الكود بتهمة التخابر مع السلطات وتمّ اقتيادهما الى جهة غير معلومة. وتشنّ قوات الجيش اليمني منذ أشهر معارك طاحنة مع تنظيم القاعدة، الذي عزز تواجده بشكل كبير جنوب اليمن خلال الأشهر الأخيرة لا سيما في محافظة ابين.

كما أصيبت أربعون امرأة بجروح عندما قام مناصرون للرئيس علي عبد الله صالح بمهاجمة تظاهرة نسائية مساء أمس في مدينة تعز جنوب صنعاء. وخرجت النساء في التظاهرة للاحتفال بفوز اليمنية توكّل كرمان بجائزة نوبل للسلام. وقال مصدر من منظمي التظاهرة إن "بلطجية الرئيس صالح هاجموا بالحجارة والزجاجات الفارغة المتظاهرات ما أسفر عن إصابة أربعين متظاهرة بجروح".
     

 كما أصيب ثلاثة أشخاص فجر اليوم خلال اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس اليمني وملسحين قبليين معارضين، حسبما أفادت مصادر طبية. وذكر السكان أن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني أحمد كانت تحاول اقتحام حي الروضة الذي تسيطر عليه العناصر القبلية المعارضة وسط تعز.

من جهة ثانية، اعتصم عشرات الصحافيين اليوم في صنعاء للمطالبة بالإفراج عن زميل لهم احتجز عند حاجز للقوات اليمنية المنشقة. ووعد اللواء المنشق علي محسن الأحمر بالإفراج عنه مساء اليوم متهماً القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح باختطاف أكثر من أربعمئة  شخص من أنصار الثورة. واحتجز محمد صدام الذي يعمل مراسلاً لوكالة رويترز ومترجماً خاصاً للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، عند حاجز للفرقة الأولى مدرّع التي يقودها اللواء الأحمر، وذلك بعيد عودته من القاهرة بينما كان متوجهاً من المطار الى منزله. وعن صدام، قال الأحمر للصحافيين "لا أعلم، احتجز بصفته المترجم الخاص للرئيس صالح". وقال الأحمر "محمد صدام أخ عزيز محفوظ يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب وبتضامنكم مع هذا الصحافي فإن زميلكم سيتمّ الإفراج عنه هذا المساء".