25-11-2024 11:22 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: الشّعب المصريّ قادر على تجاوز الأزمة الجديدة وحماية ثورته

فضل الله: الشّعب المصريّ قادر على تجاوز الأزمة الجديدة وحماية ثورته

أكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ الشّعب المصريّ قادر على تجاوز الأزمة الجديدة التي تصبّ في خدمة الكيان الصّهيونيّ، مشيراً إلى أنَّنا نخشى فعلاً من دخول جهاتٍ

أكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ الشّعب المصريّ قادر على تجاوز الأزمة الجديدة التي تصبّ في خدمة الكيان الصّهيونيّ، مشيراً إلى أنَّنا نخشى فعلاً من دخول جهاتٍ معادية على الخطّ لحرف الثّورة عن مسارها، في ظلِّ الحديث في العالم العربيّ عن أنَّ الرّبيع العربيّ دخل في متاهات الفتنة الدّاخليّة والحرب الأهليّة.


أصدر سماحته بياناً تناول فيه تطوّرات الأوضاع الأخيرة في مصر، وجاء في البيان:
إنَّ ما يحدث في مصر في هذه الأيَّام من سفكٍ للدّماء البريئة، ومن خروج للأحداث عن طورها السياسيّ ودخولها في المتاهات الطائفيّة، لأمر يبعث على القلق، ويثير المخاوف الكبرى لدى شعوب العالم العربيّ والإسلاميّ، التي استبشرت خيراً بالثّورة المصريّة في سلميّة حركتها، وفي عناوينها الوطنيّة التي استطاعت أن تقهر الفتنة، وتسقط كلَّ المراهنات التي أثارها النظام وغيره في البداية، على أنّ هذه الثّورة محكومة بالفشل، وأنَّها ستقع فريسة العنوان الطّائفيّ...
إنَّ الشّعوب العربيَّة والإسلاميَّة تخشى على مصر، لأنَّها تخشى من أيِّ ا

هتزازٍ قد يصيب نموذجها الأصيل في الثَّورة، وخصوصاً في هذه المرحلة بالذَّات، والّتي بدأ الحديث فيها عن دخول الرَّبيع العربيّ في نفق الصّراعات الدّاخليَّة، الّتي يغلب فيها صوت الفتنة وأصوات الحرب الأهليَّة والعناوين المذهبيَّة على صوت التَّغيير، الّذي انطلق بعفويَّة شعبيَّة وبحسٍّ وطنيّ عميق في معظم السَّاحات الّتي انطلقت فيها شرارة الثَّورة وحركات التَّغيير.
ونحن نخشى فعلاً من أن تكون بعض الجهات المعادية قد دخلت على خطّ الأوضاع في مصر، لتعمل على قلب الطّاولة على رؤوس الجميع، قبل دخول مصر مرحلة الاستحقاق الحقيقيّ في الانتخابات البرلمانيّة المقرّرة في الثَّامن والعشرين من الشَّهر المقبل، وليتقدَّم العنوان الطَّائفيّ على غيره من العناوين، فيثير الانقسامات الّتي تجعل الشّارع المصريّ منقسماً على ذاته، الأمر الّذي يصبّ في نهاية المطاف في مصلحة الكيان الصّهيونيّ الذي لا يزال يعيش الهواجس والمخاوف منذ تداعي النّظام المصريّ، وخصوصاً بعد اقتحام شباب الثّورة سفارة هذا الكيان في العاصمة المصريّة.


إنَّنا في الوقت الّذي نشعر بأنَّ الشَّعب المصريّ سيتجاوز هذه الأزمة، ندعوه إلى أن يكون واعياً لكلِّ ما يُحاك ضدَّه، وأن يعمل لإسقاط هذه المؤامرة الجديدة بوحدته وتماسكه، وقد مرَّ هذا الشَّعب بظروف مماثلة، وعرف كلَّ أولئك الَّذين يعملون لإسقاط منجزاته ومسيرته، كما تعرَّف إلى خطط كلّ اللاعبين الدّوليين والإقليميّين السّاعين لحرف ثورته عن وجهتها الأصيلة، وهو يستطيع أن ينهض من فوق ركام الفتنة، ليعيد صياغة وحدته بعيداً عن كلّ الّذين يريدون الشّرّ لمصر وللعرب والمسلمين.


إنَّ الشَّعب المصريّ شعب وحدويّ بطبيعته وحركته، ولا يمكن لهذه الأحداث المفتعلة أن تنال منه، وإنَّ على الَّذين يمسكون بزمام الأمور في مصر، أن يتنبَّهوا إلى سعي الكثيرين لإدخال البلد في أتون الفتنة، وألا يلجؤوا إلى الأساليب التي مارسها النّظام السّابق، لأنّ المسألة سترتدّ في نهاية المطاف على من أطلق شرارة الفتنة، وأراد للأمور أن تأخذ منحى مغايراً للمنحى الشّعبيّ والمزاج العام للشّارع المصريّ.