تداعيات احداث مصر ما زالت تأخذ حيزاً من اهتمام الصحف اللبنانية، وبرز الى واجهة الصورة موضوع استقالة رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وركزت عليه الصحف بموازاة تواصل تناولها اتصالات الحلول بشأن الاجور
تداعيات احداث مصر ما زالت تأخذ حيزاً من اهتمام الصحف اللبنانية، وبرز الى واجهة الصورة موضوع استقالة رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وركزت عليه الصحف بموازاة تواصل تناولها اتصالات الحلول بشأن الاجور.
السفير
صحيفة السفير ركزت في صفحتها الاولى على الشان المصري والاحداث الامنية وتأثيراتها على المسار السياسي في مرحلة ما بعد الثورة. كما افردت حيزا للمحكمة الدولية وتصحيح الأجور.
مصر في صدمة ... العسكر في مأزق ... والأقباط في حداد
بدت مصر، يوم أمس، في حال من الذهول والغضب، بعدما أعادت صور ضحايا المواجهات التي جرت في ماسبيرو أمس الأول، التذكير بصورة الشاب خالد سعيد، التي هزت مصر قبل أكثر من عام، وحركت مشاعر ملايين المصريين، الذين خرجوا منذ يوم الخامس والعشرين من يناير إلى الشارع، مفجّرين ثورتهم، التي تبدو اليوم أمام أحد أخطر التحديات، وهو ما دفع بسلطات المرحلة الانتقالية، سواء المجلس العسكري أو حكومة عصام شرف، إلى الإسراع في لملمة الجراح، واحتواء الموقف، في الوقت الذي تواجه فيه مأزقاً كبيراً، ربما يكون الأكبر منذ تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 شباط الماضي.
وبدا امس كأن المسافة شاسعة بين مصر التي تستعد لأول انتخابات برلمانية بعد سقوط مبارك في 28 تشرين الثاني المقبل، وبين مصر المصدومة جراء المجزرة التي حدثت أمام مبنى التلفزيون الرسمي في منطقة «ماسبيرو» في وسط القاهرة أمس الأول، حين اصطدمت الشرطة العسكرية والأمن مع متظاهرين أقباط، في مواجهات خلفت 24 قتيلاً و 329 جريحاً.
يفترض أن يفتح باب الترشح للانتخابات التشريعية غداً، تمهيدا لبدء أول مراحل تسليم السلطة من الجيش إلى المدنيين، في عملية طويلة تثير، بمرور الوقت، قلق كثيرين. وفي هذه اللحظة، يقف على رأس هؤلاء، أقباط مصر الذين هتفوا بحماس أمس ضد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي أثناء قداس لـ«شهداء ماسبيرو»، معلنين عداءهم، رسمياً للحكم العسكري.
لكن المشهد في القاهرة ابعد ما يكون عن روح الانتخابات. فمنذ اصطدام الشرطة العسكرية بتظاهرة الأقباط أمام مبنى ماسبيرو - حيث دأبت تظاهرات الأقباط على التمركز منذ أيام الثورة - والأجواء تسير من سيء إلى أسوأ. وما صوره التلفزيون الرسمي مساء أمس الأول على انه اعتداء لمتظاهرين «أقباط» على الجيش، تبين مع نهاية اليوم، وأولى ساعات فجر أمس، انه مشهد تراجيدي من نوع آخر.
وبدلا من تفاصيل مقتل رجال الجيش، ظهرت صور جثث لأقباط قتلوا دهساً بمدرعات الشرطة العسكرية أو بسبب رصاص حي - مجهول المصدر حتى كتابة هذه السطور- انتشرت عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مثيرة صدمة عززتها شهادات حقوقيين وصحافيين وشهود عيان عاصروا الحدث.
مفاجأة المحكمة: كاسيزي يستقيل ... وبيلمار مريض
بينما يغرق لبنان في سجال حول المخرج الأقل ضرراً لتمويل المحكمة، في ظل وجود خيارات سياسية متناقضة، تتجاوز واقع الانقسام السياسي الداخلي، وتصل الى حد «الالتزامات الخارجية»، فإن استقالة كاسيزي قد تشكل حافزاً لمطالبة المحكمة بتقديم جردة حساب الى الرأي العام حول الأسباب الموجبة لمسلسل الاستقالات التي شهدتها منذ تأسيسها.
وفيما أكدت المحكمة رسمياً أن أسباب الاستقالة صحية، ولا خلفيات أخرى لها، قالت مصادر في المحكمة لـ«السفير» إن كاسيزي استقال لكنه سوف يستمر بعمله في الهيئة (مستشاراً في غرفة الاستئناف)، وكل ما حصل أنه قرر إعفاء نفسه من المسائل الإدارية لأنها باتت تشكل عبئاً عليه بسبب وضعه الصحي، مشيرة الى أن كاسيزي موجود في بلاده حاليا (إيطاليا) وهو يخضع لعلاج يستمر أسابيع عدة، الأمر الذي جعل الأطباء ينصحونه بالراحة حتى نهاية هذه السنة.
وفيما أعلنت المحكمة الدولية تعيين النيوزيلندي دايفيد باراغوانث مكان كاسيزي، وهو أصلاً كان مستشاراً في غرفة الاستئناف، علمت «السفير» أنّ كاسيزي كان قد صارح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أسابيع، بنيّته الاستقالة، بالتزامن مع تلميح قضاة آخرين برغبتهم في الاستقالة أيضاً، وذلك احتجاجاً على تصرّفات المدعي العام القاضي دانيال بيلمار، ومن بين هؤلاء قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين.
وبحسب المعلومات، فإن بان كي مون سعى الى إقناع كاسيزي بالبقاء في منصبه، كون الاستقالة في هذا التوقيت بالذات «تؤدّي إلى سقوط المحكمة، وقد تمكن بان كي مون بعد استشارة دول عدة، من إقناع كاسيزي بتقديم «نصف استقالة» بغية منع سقوط المحكمة في هذه المرحلة، على أن يشغل مركز مستشار في المحكمة، ويستقيل فعلياً قبل بدء المحاكمات العملية والمتوقّعة لدى غرفة البداية في شهر حزيران 2012.
وتشير المعلومات الى أن القاضي دانيال بيلمار لمّح بدوره أمام بعض القضاة الى أنه يواجه صعوبة في متابعة عمله في المحكمة، خاصة اذا بدأت المحاكمة.
يذكر أن بيلمار موجود في المستشفى منذ شهرين وبشكل متواصل ويخضع لعلاج مركّز.
«العمالي» إلى الإضراب غداً والحكومة تأمل حل اللحظة الأخيرة
نقلت صحيفة السفي رعن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، ان «الإضراب قائم إلا اذا تحقق تصحيح الأجور، على أن يحدد المجلس التنفيذي في اجتماعه اليوم خطة التحرّك من اعتصامات وتظاهرات في بيروت والمناطق». علما أن الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية اتفقا امس، على ترك الإضراب قائما الاربعاء، ولكنهما أبقيا باب الحوار مفتوحا مع المعنيين، على أن يعقد بعد ظهر اليوم اجتماع مشترك لتقويم ما قد يستجد من اتصالات واتخاذ الموقف المناسب في ضوئها.
واذ أكد ميقاتي «أن الاهتمام الحقيقي بالشأن الاجتماعي، لا يعني زيادة الأجور والتقديمات الاجتماعية والصحية أو رفع الحد الادنى للأجر فقط، بل إطلاق المشاريع والبرامج التي تحمي أية زيادة من أن تتآكل»، قال وزير العمل شربل نحاس لـ«السفير» إنه في ظل الخلاف القائم «لا بد أن تدخل الدولة على الخط وتقول هذا رأينا ويجب أن يمشي به الجميع».
وأعطى وزير الصحة علي حسن خليل مؤشرات إيجابية حول المسار الذي تسلكه الاتصالات، وقال لـ«السفير» إن هناك مؤشرات حول إمكان التفاهم على حلول، والشغل يجري للتوفيق بين الأرقام التي يطرحها طرفا الإنتاج.
وقال الوزير السابق عدنان القصار لـ«السفير»: نحن إيجابيون ومنفتحون على كل إيجابية، «ولا خلافات بيننا وبين الاتحاد العمالي، ربما هناك اختلاف على طريقة الاحتساب، وبالتالي ما يهمنا هو أن نتحاور لنحدد ما على العمال وما على أصحاب العمل وايضا ما على الدولة من واجبات، ولنصل في النهاية الى وضع خطة سلام اقتصادي»، مؤكدا التمسك بما طرحته الهيئات حداً أدنى للأجور.
الأخبار
صحيفة الاخبار اعطت الاهتمام للملف المطلبي اضافة الى موضوع تمويل المحكمة .
مستحقات المحكمة على نار هادئة
وقالت "الأخبار": رفعت النار تحت مساعي معالجة الملف المطلبي قبل موعد الإضراب غدا. في حين جرى تبريدها تحت ملف تمويل المحكمة مع وعد من رئيس الحكومة بأنه سيتخذ القرار المناسب إذا وصلت الأمور داخل الحكومة إلى حائط مسدود أكثر ما ينطبق على المرحلة الراهنة هو عنوان فيلم نادين لبكي "وهلأ لوين" الذي كان من أبرز مشاهديه مساء أول من أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قبل أن يتفرغ أمس للاطلاع على مسودة مشروع قانون الانتخابات النيابية وعلى تصور الهيئات الاقتصادية لمعالجة ملف تصحيح الأجور. فيما لم تعلن المكاتب الإعلامية لباقي الرؤساء والمسؤولين ما إذا كانوا قد تابعوا الفيلم. وبالتالي باتوا يعرفون "هلأ لوين" في السباق بين إيجاد تسوية للمطالب والإضراب غدا. وفي ملف مشروع الموازنة ببنديه الخلافيين الضرائب وتمويل المحكمة. إضافة إلى ملف التنقيب عن النفط. وغيرها من الاستحقاقات القريبة والبعيدة.
الملف المستعجل الذي يجب تحديد مساره اليوم وقبل موعد الإضراب العام المقرر غدا. هو الملف المطلبي الذي ما لم يتوصل إلى تسوية في شأنه قبل موعد جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في السرايا بعد ظهر اليوم. فإنه سيحل ضيفا استثنائيا وثقيلا على الجلسة من خارج جدول الأعمال ومتقدما على البنود العادية ال47.
الملف الآخر الذي "أقرت" الأمم المتحدة زيادته دون أن يتبلور مصيره اللبناني حتى الآن هو تمويل المحكمة الدولية. والذي أوحت بعض التحركات والمعلومات أمس بأن الانهماك بموضوع زيادة الأجور لم يلغه عن جدول أعمال بعض المقار الرسمية وزائريها لكن ما رشح من هذه المقار يشير إلى اتجاه لتبريد النار تحت هذا الملف إلى حين إيجاد الحل المناسب له. ففي السرايا. لم يبد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مستعجلا في شأن بت بند التمويل، مؤكدا لزواره أنه لم يتلق بعد أي رد نهائي من الأطراف المعنية. وخاصة حزب الله. وعندما سئل عما إذا كان الوزير محمد فنيش قد جزم له خلال لقائه به الأسبوع الماضي بأن الحزب يرفض كل الصيغ المتداولة بشأن تمويل المحكمة قال لسائليه الوزير فنيش لم ينقل لي رأي قيادة حزب الله.
وعما إذا كان رفض التمويل من قبل شركائه في الحكومة سيدفعه إلى الاستقالة قال ميقاتي "أنا لم أرشح نفسي لرئاسة الحكومة كي أستقيل بل أتيت لأجد الحلول" معلنا في الوقت عينه أنه سيتخذ القرار المناسب إذا وصلت الأمور داخل الحكومة إلى حائط مسدود.
النهار
صحيفة النهار أبرزت ايضا لليوم التطورات الامنية المصرية وما وصفته الغضب القبطي المستمر بعد الاحداث.
الغضب القبطي مستمر والكنيسة تعلن الحداد.. تحقيق حكومي "فوراً" ومنع التمييز الديني
لم تفلح الدعوات الى التهدئة الصادرة عن كل الهيئات السياسية المصرية، بما فيها جماعة "الاخوان المسلمين"، في تهدئة الأقباط الذين شيعوا ضحاياهم بغضب استهدف رجال الشرطة والجيش. ومع أن بطريرك الأقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية في مصر الأنبا شنودة الثالث دعا إلى الصلاة والصوم حداداً ثلاثة أيام، فإن بيان المجمع المقدس للكنيسة لم يخل من إشارات واضحة إلى تقاعس سياسي - أمني في حماية الأقباط، وهو شعور لم يبدده قرار الحكومة إنشاء لجنة لتقصي الحقائق، وذلك وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وكان التلفزيون المصري بث أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة دعا الحكومة المصرية إلى الاسراع في التحقيق في الاشتباكات، متعهداً اتخاذ الاجراءات الضرورية للحفاظ على الأمن.
ومساء أنهى مجلس الوزراء جلسته الطارئة وقرر تأليف "لجنة لتقصي الحقائق" برئاسة وزير العدل محمد عبد العزيز الجندي تبدأ تحقيقاتها "فوراً". كما قرر "تقنين أوضاع دور العبادة القائمة غير المرخصة وإحالتها على اللجنة التشريعية في مجلس الوزراء"، وأقر "إضافة مادة جديدة إلى قانون العقوبات في شأن منع التمييز".
لكن غضب المشيعيين، سواء عند المستشفى القبطي أو داخل كاتدرائية العباسية، انصب على الجيش نهاراً، فتردد هتاف "الشعب يريد اسقاط (رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين) طنطاوي". وكان جاء في بيان أصدره الأنبا شنودة أن "بعض الغرباء قد يندسون وسط أبنائنا ويرتكبون أخطاء تنسب إليهم، إلا أن الأقباط يشعرون بأن مشاكلهم تتكرر كما هي باستمرار من دون محاسبة المعتدين، ومن دون إعمال القانون عليهم أو وضع حلول جذرية لهذه المشاكل".
اللواء
صحيفة اللواء ركزت على وضوع الاجور وكذلك على تمويل المحكمة.
"نار الأجور" على طاولة مجلس الوزراء: مخاوف من إنهيار مالي أو تحريك الشارع
واعتبرت "اللواء" انه لم يعرف بعد تماماً كيف ستواجه الهيئات الاقتصادية التي عادت الى نقطة الصفر في رفض اي زيادة على الاجور، ملوحة بعدم قدرتها على مواجهة اية اعباء مالية في هذه الظروف، فيما كان خبراء اقتصاديون يتهامسون في السر والعلن، حول الخشية ليس من انفلات الاسعار فحسب، بل ايضاً من احتمالات انهيار نقدي كان لبنان يتميز بثباته طوال العقدين الماضيين، كشرط جاذب للاستثمارات وحافظ للاستقرار الاجتماعي والسياسي·
ويخشى فريق من هؤلاء الخبراء من تكرار تجربة حكومة الرئيس عمر كرامي مطلع عقد التسعينات عندما جرت اضافة غير مدروسة على الاجور هزت سعر صرف الليرة اللبنانية وقفز سعر التداول في الاسواق والبورصات الى ما يقارب الـ3000 ليرة للدولار الواحد·
يكشف مصدر على خط الاتصالات ان المقاربة سواء في القصر الجمهوري بين الرئيس ميشال سليمان والهيئات الاقتصادية او في السراي الكبير، حيث ترأس الرئيس نجيب ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة معالجة الشؤون الاجتماعية، ان افكاراً خصبة طرحت لكنها لم تلامس الاقتراب من اي خطوة جدية حول النسبية التي يجب ان تعتمد لزيادة الاجور، فضلاً عن منحى التقديمات الصحية والاجتماعية والرعائية التي يمكن تشريعها لتحقيق ما يمكن وصفه بتقديمات تحد من ازمتي الصحة والفقر·
تمويل المحكمة مرتبط بالصفقة الروسية - الإيرانية ··· وتصريحات مفاجئة لمفتي سوريا بعد مهمة عباس في دمشق
على ان الاهتمام الاساسي للمسؤولين عشية جلستي مجلس الوزراء اليوم وغداً، يتعدى الشأن الحياتي مع كل ضغوطاته واحتمالاته الى المخاوف المترتبة عن تدهور الازمة المتفجرة في سوريا، بحيث تنتقل الى المرحلة الامنية جدياً، وربما العسكرية، في ضوء صيغ تطرح في محافل اقليمية ودولية، ادت بالقيادة السورية، سواء عبر وزير الخارجية وليد المعلم، او مفتي سوريا الشيخ احمد بدر الدين حسون الى تصعيد اللهجة ضد المجلس الوطني الانتقالي في سوريا والقوى الداعمة له، سواء أكانت دولاًً أو جماعات او افراداً، على قاعدة "العين بالعين والسن بالسن" التي بنى عليها المفتي حسون تهديداته باسم لبنان وسوريا الى كل من اوروبا ممثلة بفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وارض فلسطين (اسرائيل) بان عشرات الاستشهاديين باتوا جاهزين ليكونوا "محمد درة" جديد، اذا ما مس التراب السوري·
وفي مقطع فيديو تم بثه على "اليوتيوب" قال حسون "انه مع انطلاق اول قذيفة صوب سوريا، فإن كل واحد من ابناء وبنات لبنان وسوريا سينطلق ليكون استشهادياً على ارض اوروبا وفلسطين".
هذه التصريحات النارية الملفتة للمفتي حسون خلال استقباله وفداً نسائياً لبنانياً برئاسة السيدة سمر الحاج، توقفت عندها الاوساط السياسية، على اعتبار انها تؤكد التداعيات السلبية على الوضع في لبنان، في حال تطورت الأزمة السورية وبلغت مرحلة التدويل عبر التدخل العسكري بحجة حماية المدنيين·
المحكمة الدولية
ولم يغب موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عن التداول، على رغم الالتزام بسحبه من قبل رئيس الحكومة و"حزب الله" افساحاً في المجال امام التوصّل إلى صيغة داخلية تجنّب لبنان تجرع كأس العقوبات الدولية، فيما الأنظار تترقب نتائج التعثر الحالي في الاتفاق الروسي - الإيراني حول الوضع السوري، بسبب تعثر صفقة صواريخ اس - 300 التي تتباطأ موسكو في تسليمها إلى طهران حسب المواعيد المتفق عليها سابقاً·
وأشارت أوساط دبلوماسية لـ"اللواء" إلى أن مسألة تمويل المحكمة تتوقف إلى حدّ بعيد على نتائج المفاوضات الروسية - الإيرانية، ففي حال انهيار الاتفاق بين موسكو وطهران سيضطر حزب الله وحلفاؤه للموافقة على تمويل المحكمة تجنباً لعقوبات دولية لا يردعها الفيتو الروسي، بخلاف التوصل إلى تسوية، حيث سيتم الاعتماد على الفيتو الروسي لمنع العقوبات على لبنان، في حال عدم تمويل المحكمة·
المستقبل
رئيس جديد للمحكمة.. والخروق العسكرية السورية في عرسال تزداد بدل أن تتوقف.. "العمالي" يؤشر الى ليونة تفاوضية لكن الإضراب قائم "مبدئياً"
تزدحم الساحة الداخلية بسلسلة ملفات وأزمات تبدو حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "عاجزة" عن اجتراح الحلول لها، طالما أن همّ بعض أقطابها منصبٌ على كيفية محاربة بند تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، في موازاة الانشغال في محاولة احتواء التصعيد المطلبي لتصحيح الأجور من خلال تخديره بمعالجات موضوعية لا تنهي الأزمة بل تؤجل انفجارها، في ظل ما عكسته خلاصة لقاءات الأمس التي دفعت إلى التساؤل عما إذا كان الحوار حول الملف وصل الى طريق مسدود، ما يعني أن إضراب الاتحاد العمالي العام غداً الأربعاء قائم.
ولا يقف عجز الحكومة عند هذا الحد، بل يتعداه إلى استمرار صمتها المريب إزاء استمرار الخروق العسكرية السورية للأراضي اللبنانية لجهة السلسلة الشرقية، حيث أفاد مصدر رسمي "المستقبل" أن وحدة سورية مؤلفة من اربعة آليات (دبابة وثلاث ناقلات للجنود) قامت بالدخول الى الاراضي اللبنانية على عمق وصل الى حدود 10 14 كلم لناحية "خربة داود" في جرود عرسال.
بيدَ أن هذه التطورات لم تحجب الانظار عن إعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "تعيين القاضي دايفيد باراغوانث بالإجماع رئيسا للمحكمة وقاضياً رئيساً لغرفة الاستئناف"، خلفاً للقاضي أنطونيو كاسيزي الذي استقال بحسب بيان المحكمة من منصبه لأسباب صحية. "إلا أنه سيواصل عمله كقاض في غرفة الاستئناف بالمحكمة".