25-11-2024 11:58 AM بتوقيت القدس المحتلة

ليبيا: سرت تشهد المعارك الأخيرة

ليبيا: سرت تشهد المعارك الأخيرة

دخلت المعارك في مدينة سرت مرحلتها الأخيرة حيث تحاول قوات النظام الجديد السيطرة على الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة القوات الموالية للعقيد القذافي


دخلت المعارك في مدينة سرت مرحلتها الأخيرة حيث تحاول قوات النظام الجديد السيطرة على الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة القوات الموالية للعقيد القذافي. وأعلن المجلس الوطني الإنتقالي أنه يتوقع سقوط سرت بالكامل بين أيدي مقاتليه لإعلان "التحرير الكامل" لليبيا، ما سيمهّد الطريق أمام تشكيل حكومة مهمتها إدارة مرحلة انتقالية الى حين إجراء انتخابات عامة. كما تحاول قوات المجلس الإنتقالي السيطرة على معقل رئيسي آخر له هو مدينة بني وليد التي يأملون أن تسقط فور سقوط سرت.

وسيطر مقاتلو المجلس الوطني الإنتقالي على مقرّ قيادة الشرطة وسط مدينة سرت. وأوضح مراسل فرانس برس أن العشرات من مقاتلي النظام الجديد أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم، كما أطلقوا العيارات النارية في الهواء احتفالاً باستيلائهم على هذا المركز الأمني الذي يشرف على المدينة وعلى ساحتها الرئيسية التي لا تزال تحت سيطرة قوات القذافي.
  

وقال مسؤول الجبهة الشرقية وقائد كتيبة "ليبيا الحرة" في سرت وسام بن أحمد "بقي لنا كيلومتران مربعان فقط لتحرير كامل المدينة". وأضاف بن أحمد "ولكن مشكلتنا تكمن خصوصاً في وجود العائلات التي يخشى الكثير منها مغادرة منازلهم، وهي منازل يستخدمها القناصون للإختباء فيها ومراكز لإطلاق النار". في السياق، تمكنت مجموعة من قوات المجلس الإنتقالي من الوصول الى وسط سرت، وقامت القوات بتمشيط الشوارع والمنازل. وتشرف على الساحة الرئيسية في سرت مجموعة من الأبنية التي يتمركز فيها القناصة، ما يجعل دخول هذه الساحة أشبه بعملية انتحارية. وانطلق الهجوم على سرت من ثلاثة محاور هي المحور الشرقي والمحور الغربي والمحور الجنوبي. وقد أحكم المهاجمون حصارهم لسرت من هذه الجهات الثلاث.

أما الجهة الشمالية فتطلّ على البحر المتوسط. وتقدم المهاجمون اليوم من جهتي الشرق والغرب وذلك غداة سيطرتهم على مواقع استراتيجية عدة في المدينة، بينها المستشفى الرئيسي وجامعة سرت وقصر واغادوغو للمؤتمرات، وهو مجمع استخدمه قناصة القذافي لإبطاء تقدم القوات المعادية. وعمد المهاجمون الى تمشيط المنازل على وقع نيران المدفعية الثقيلة ورصاص القناصة.
   
   أما على جبهة بني وليد، فقد عمد مقاتلو المجلس الإنتقالي الى إعادة تنظيم صفوفهم بعدما منيوا بإخفاقات عسكرية جديدة كبدتهم سبعة عشر قتيلاً وأكثر من ثمانين جريحاً. ويحاول هؤلاء المقاتلون رصّ صفوفهم تحضيراً لهجوم جديد على هذه الجبهة المفتوحة منذ شهر ايضاً. 

من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن العملية العسكرية التي يشنّها الحلف على قوات القذافي "شارفت على نهايتها"، مشيراً إلى أن اعتقال القذافي ليس من مهام قوات الأطلسي. 

وأعلن رئيس اللجنة العسكرية في الحلف الأطلسي الأميرال جيانباولو دي باولا أن سقوط مدينة سرت سيكون مرحلة حاسمة في النزاع الليبي، لكنه لن يلزم الحلف الأطلسي بإنهاء عمليته. وأضاف دي باولا من بروكسل أن "سقوط سرت سيكون لحظة حاسمة بسبب الأهمية التي اكتسبتها المدينة، مسقط رأس القذافي". وأوضح دي باولا"هذا لن يكون العامل الوحيد الذي يأخذه الحلف الأطلسي في الإعتبار لوقف عملية الحماية الموحدة الجوية والبحرية"، مضيفاً "سيكون من الأهمية أن نتأكد من أنه لن تكون هناك مخاطر على السكان المدنيين وأن نعمل مع المجلس الوطني الإنتقالي والأمم المتحدة على تقييم قدرة المجلس على توفير الأمن". وأشار الأميرال إلى أن طائرات الحلف الأطلسي ركزت في الأيام الأخيرة بشكل أساسي على عمليات مراقبة، حيث استهدفت آخر غارات الأطلسي محيط بني وليد.