المشاكل الإقتصادية في العالم لم تمنع شراهة المملكة العربية السعودية على شراء السلاح،فهي تشتري دون شبع او اكتفاء،تزاحم الدول الكبرى بالإنفاق العسكري وتحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة والصين متخطية روسيا
المشاكل الإقتصادية في العالم لم تمنع شراهة المملكة العربية السعودية على شراء السلاح،فهي تشتري دون شبع او اكتفاء،تزاحم الدول الكبرى بالإنفاق العسكري وتحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة والصين متخطية روسيا بحوالي 10 مليار دولار .
الخبير الإقتصادي د. كامل وزنة قال في حديث خاص لموقع المنار "إنه في الآونة الأخيرة مع انتشار الفوضى والحروب في منطقة الشرق الأوسط والإنفاق العسكري غير المعهود من دول الخليج على التسلح ،بحيث المملكة العربية السعودية أصبحت تتخطى في العام 2014 روسيا وبريطانيا وفرنسا بالإنفاق العسكري حسب الأرقام التي نشرها عبر المركز الدولي للدراسات الإستراتجية وضع المملكة في المرتبة الثالثة من حيث الإنفاق العسكري (80.8 مليار دولار)بعد الصين(129 مليار دولار) والولايات المتحدة (581 مليار دولار) التي تأتي في المرتبة الأولى"،اما روسيا فهي بالمركز الرابع بمبلغ( 70 مليار دولار).
السعودية الأولى في العالم بالإنفاق العسكري بالنسبة للناتج القومي
وأشار وزنة إلى أنه"بقراءة مختلفة تمّثل السعودية المرتبة الأولى من حيث الإنفاق العسكري بالنسبة للناتج القومي ويمثل 10 % ويعتبر من أعلى النسب الموجودة في العالم".
ولفت إلى أنه"في الوقت الذي تحاول فيه الدول تخفيف الإنفاق العسكري مثلا ألمانيا لا يتخطى إنفاقها 1.2% من الناتج القومي نرى تهافت السعودية على شراء طائرات f15 من شركة بوينغ والإمارات اشترت طائرات f16 من لوكهيد مارتن ويتم قصف اليمن بهذه الأسلحة المتطورة وغيرها من المناطق".
ورأى وزنة أن"الفائض المالي في دول الخليج يتم استعماله في شراء الأسلحة بحجّة التهديد الخارجي ولا تدفع الأموال على البنى التحتية وهذا يعتبر خطرا على إقتصاد هذه الدول".
ينفقون المليارات على القتل ولا يدفعون بضعة مليارات للفقراء
واعتبر أن "عنصر الخوف خلق ذرائع كبيرة وغير واقعية دفع هذه الدول لتدمير نفسها بنفسها ،فالثروات ممكن أن تستعمل للتعمير وممكن أن تستعمل للتدمير،فامتلاك القوة وغياب الحكمة يؤدي إلى نزاعات وخلق عداوات لا يمكن ترميمها ،باليمن هناك حالة انسانية كبيرة هناك اكثر من 900 الف طفلا يعيشون تحت سقف الفقر واكثر من 260 ألف طفلا يعانون من الجوع،واليمن كان بحاجة ربما إلى 4 أو 5 مليار دولار للقضاء على الفقر والحرمان فيه، لكن نلاحظ أن دول تمتلك النفط مستعدة ان تنفق اكثر من 100 مليار دولار ولا تقدم بضعة مليارات تستطيع ان تنجي مليون طفل من الجوع والعطش".
واكد وزنة أنه"ليس عيبا ان تمتلك الدول قدرات عسكرية ولكن بالدفاع وليس للهجوم وفائض القوة يتم إفراغه اليوم في المكان الخطأ ،وامتلاك القوة اليوم لا يعطي هذه الدول الامان لا وبل هو عبء عليها".
هل العالم العربي يفكر بالنمو الإقصادي؟
وأشار إلى ان"اوروبا اليوم وبعدما جربت الحروب ومآسيها هي الآن لا تريد التسلح وتريد النمو الإقتصادي في بلدانها فهل العالم العربي يفكر بالنمو الإقصادي؟ هل يعرف انه يجب عليه من الآن ولغاية عام 2020 ان يؤّمن 80 مليون وظيفة للشباب العاطلين عن العمل".
وختم وزنة :"معاناة اليمن ليست جديدة بل أنه يعاني منذ زمن بعيد وهناك طاقات لا تستخدم وفي الآونة الأخيرة عصف به الإرهاب الذي دمر البيئة الإقتصادية التي تشكل العامل الأساسي في التطور ،والقاعدة تقوم باستهداف المنشآت النفطية والثروات وتحاول تدميرها ،وكان هناك إمكانية ان يصدّر اليمن 400 إلى 450 ألف برميل في اليوم واليوم لا ينتج سوى 100 ألف بسبب استهداف الانابيب والمصافي والمنشآت".