تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 6-5-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على الساحة السياسية الداخلة والخارجية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 6-5-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على الساحة السياسية الداخلية أهمها خطاب سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليل أمس وحديثه عن التطورات الاخيرة في كل من الساحة اليمنية والعراقية والسورية واللبنانية، كما تحدثت الصحف عن جديد ملف المخطوفين العسكريين وملف التعيينات الامنية وملفات أخرى.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
الحريري يهاجم «حزب الله» و«يشارك» في القمة الخليجية الفرنسية!
نصرالله: «حروبنا» دفاعية ..
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والأربعين بعد الثلاثمئة على التوالي.
بعد ثلاثة أسابيع «يحتفل» اللبنانيون بمرور سنة على شغورهم الرئاسي والتشريعي الكامل، ولن ينقضي شهر حتى يبدأ شبح الفراغ بمداهمة المؤسسات العسكرية والأمنية، في ظل حالة من «التسليم الوطني» بأن الأمر يتجاوز قدرة اللبنانيين على ابتداع مخارج لهذا الموقع أو ذاك.
في غضون ذلك، تتقدم التحديات الأمنية، في الداخل أو عبر الحدود، على ما عداها، ولو اختلف اللبنانيون في كيفية مقاربتها أو مواجهتها. فالجيش اللبناني يسعى ومعه باقي المؤسسات الأمنية إلى توفير ما يمكن من مناعة، بالإجراءات الوقائية، ولا سيما الجهد الاستخباري وملاحقة المجموعات الإرهابية ومحاولة تجفيف مصادر تمويلها وأسلحتها، والسهر على الأمن عند الحدود الشرقية والشمالية وإبقاء العين مفتوحة على الداخل، ذلك أن الوقائع شبه اليومية، تثبت أن بعض المجموعات الإرهابية، تسنى لها على مدى السنوات الأربع من عمر الأزمة السورية، «الاستثمار» وإنشاء شبكات للقتل والتفجير والاغتيال في بعض المناطق اللبنانية.
من جهته، اختار «حزب الله» إستراتيجية للمواجهة، على قاعدة أن المنطقة تواجه المخاطر والتحديات والمصائر نفسها، وهذا ما حاول عكسه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في خطابه السياسي المكثف والهادئ، أمس، عندما ربط ما يجري في اليمن والعراق وسوريا بما يهدد لبنان من مخاطر وتحديات، سياسة وأمنا وجبهات.. وفيدراليات.
واذا كانت واقعية «السيد» قد جعلته يقارب الميدان السوري بحقيقته، ولا سيما لجهة الاقرار ببعض الانتكاسات، وبالتالي الدعوة الى عدم البناء على جولة من جولات حرب كونية مفتوحة على مصراعيها، بل تقييم الأسباب التي جعلت النظام وحلفاءه يخسرون جولة هنا أو هناك، وعدم الركون للحرب النفسية التي تخاض في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فان معطيات السلسلة الشرقية فرضت نفسها على الواقع السياسي اللبناني.
وما أوضحه نصرالله في خطابه، كان قد عرضه معاونه السياسي الحاج حسين خليل أمام المشاركين في الجلسة الحادية عشرة للحوار الوطني، أمس الأول، في عين التينة، كما ناقشه الحزب مع عدد من قادة المؤسسات العسكرية والأمنية، ومفاده أن «تحدي القلمون» هو استحقاق دفاعي كان الحزب سباقا في التحذير منه قبل أربعة أشهر، أي أن الأمر سابق لتطورات اليمن أو ادلب وجسر الشغور، وذلك استنادا الى معلومات استخبارية تشي بأن المجموعات الارهابية تريد الاستفادة من انتهاء موسم الثلوج، من أجل محاولة فرض معادلات ووقائع ميدانية في الاتجاهين اللبناني والسوري.
صد هجمات المجموعات الارهابية
وقبل أن يطل «السيد» كانت المجموعات الارهابية تحاول تنفيذ تهديداتها، عبر محاولة اختراق مثلث الزبداني ـ جرود الطفيل ـ جرود بريتال، بسلسلة هجمات استخدمت فيها أسلحة نوعية وآليات وغزارة نيران، لكن مواقع الجيش اللبناني في البقاعين الشرقي والشمالي، كانت في أعلى حالة من الجهوزية والاستنفار، وفي الوقت نفسه، كان مقاتلو «حزب الله» والمتطوعون من ابناء المنطقة يصدون الهجوم، ويوقعون خسائر فادحة في صفوف المجموعات المسلحة، قدرت بما يزيد عن 16 قتيلا وأكثر من ثلاثين جريحا، فضلا عن تدمير آليات.. وصولا الى السيطرة على بعض المواقع والتلال الاستراتيجية بعد انكفاء المسلحين الى العمق السوري.
وحاولت «جبهة النصرة» استخدام ملف العسكريين لابتزاز الجانب اللبناني، فأوعزت عبر الجانب القطري إلى المفاوض اللبناني المركزي، بأن أية محاولة سواء من جانب الجيش أو «حزب الله» لتعديل موازين القوى في القلمون سترتد سلبا على ملف المفاوضات الذي كان قد وصل تقريبا إلى خواتيمه في الايام الأخيرة، وكان جواب المفاوض اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن لبنان هو في موقع الدفاع عن نفسه، ولا يمكن أن يخضع للابتزاز في هذا الملف أو غيره، مبديا تمسكه بالصيغة الأخيرة للتبادل بوساطة القطريين.
رسائل نصرالله
ويمكن رصد رسائل مترابطة في خطاب السيد نصرالله، أولاها أنه لو تسنى للسعوديين أن يفرضوا معادلات سياسية في اليمن بالقوة العسكرية لتثبيت هيمنتهم بعنوان مواجهة الحوثيين وايران وغير ذلك من الشعارات، لكان تسنى لهم أن يفرضوا المعادلات نفسها وبالطريقة ذاتها في سوريا والعراق وحتى لبنان، وبالتالي، عندما يرفع «حزب الله» صوته هناك يدافع عن نفسه هنا في لبنان.
ثانية الرسائل، أن نجاح الأميركيين بفرض مشروع الفيدرالية والتقسيم في العراق، سيؤدي لتمدد المشروع الى سوريا واليمن ولبنان وحتى السعودية ودول الخليج نفسها، وصولا الى استنساخ حرب المئة عام مجددا بين دويلات المنطقة على اسس عرقية وطائفية ومذهبية.
ثالثة الرسائل، أن المواجهة التي يقوم بها «حزب الله» في قلب سوريا وانتقاله الى ميادين جديدة هناك، انما هي مواجهة دفاعية عن لبنان والمنطقة بأسرها، بدليل أن الخطر الارهابي بات يزنر الحدود الشرقية من دون ان تسقط سوريا، فماذا اذا سقطت وسيطرت عليها المجموعات التكفيرية؟
رابعة الرسائل، تطمين الداخل السوري أن المقاومة وحليفيها الروسي والايراني لم ولن يتخلوا عن سوريا بل كانوا وسيبقون متمسكين بخيارهم السوري.
خامسة الرسائل، أن جبهات المنطقة مترابطة ومصيرها ومستقبلها.. واحد، ولا يجوز تحت أية ذريعة أو مبرر جعل خيار هنا أو هناك خيارا قطريا أو مذهبيا، على طريقة «لبنان أولا» أو «فلسطين أولا».
سادسة الرسائل، للمجموعات الإرهابية أن تشن حربا استباقية بوسائل مختلفة، وللإعلام أن يحدد ساعة صفر لهذه المعركة أو تلك، لكن «حزب الله» لم يعلن موقفا رسميا من معركة القلمون لا بموعدها ولا مداها الزماني والمكاني ولا سقفها وأهدافها ومراحلها، برغم التحضيرات العلنية (الاستنفار والحشد وغيرهما)، لأن العملية عندما ستبدأ ستتحدث عن نفسها وستفرض نفسها بنتائجها التي ستترك حكما تداعيات ايجابية على باقي «الجبهات».
سابعة الرسائل وآخرها، انه لا بد من وضع الأحقاد والحسابات الفئوية جانبا والتطلع الى سبل حماية البلد، وهذه الرسالة موجهة بالدرجة الأولى الى تيار «المستقبل» وزعيمه الرئيس سعد الحريري، «فهذا البلد لا يواجه تهديدات افتراضية بل عدوانا يوميا عسكريا وأمنيا، ومن واجب الجميع التكاتف لتحصين لبنان وحدوده وصيغته».
الحريري يلتقي هولاند
في المقابل، كان الرئيس سعد الحريري يشارك في القمة الخليجية ـ الفرنسية، على طريقته، وذلك باجتماع عقده مع الرئيس الفرنسي هناك، في خطوة بدت متعمدة برمزيتها السياسية، وللتدليل على أن لبنان «الرسمي» هو جزء من تحالف دولي ـ اقليمي، في اليمن وسوريا والعراق!
واعتبر الحريري في بيان عالي السقف، وزعه مكتبه الاعلامي قبيل اجتماعه بفرنسوا هولاند ان «حزب الله» شريك مباشر «في الجريمة التي يحشد في القلمون لاستقدامها الى لبنان والعمل على زج القرى البقاعية الحدودية بها، الامر الذي نحذر منه وندعو كل الجهات المؤتمنة على سلامة اللبنانيين والعسكريين الى المجاهرة برفضها وعدم تغطيتها».
بعد أقل من ساعتين من خطاب نصرالله، بادر الحريري للرد عليه، في تقليد صار مألوفا منذ خوض السعودية «عاصفة الحزم» قبل أربعين يوما، واتهم «السيد» بأنه يتناول الموضوع اليمني «كما لو كان يتحدث عن الضاحية او النبطية ويتصرف كما لو انه القائد الفعلي للحركة الحوثية». ورأى أن «مصلحة لبنان باتت في آخر السطر» وان الدولة اللبنانية «مشطوبة من عقله، فلا مكان للجيش والحكومة والمؤسسات، وحزب الله هو البديل عنها وسيقوم مقامها في الذهاب الى الحرب في القلمون».
وخاطب الحريري نصرالله بالقول: «انت تكلف نفسك بمهمة لا اخلاقية ولا وطنية ولا دينية. انت تتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية».
وختم الرئيس الحريري قائلا: «اذا كان نصرالله يخشى من مخطط أميركي لتقسيم البلدان العربية، فليعلن الانسحاب من الحروب الأهلية العربية ومن النزاعات في اليمن والعراق وسوريا».
«لا» أميركية تخالف تمنيات «الائتلافيين» وأنقرة
سوريا تحشد في سهل الغاب لمنازلة حاسمة
محمد بلوط
أخبار سيئة للمعارضة السورية: هجوم واسع متوقع في القلمون قد ينهي وجودها في الريف الدمشقي، و «لا» أميركية لطلب منطقة حظر جوي لحماية «جبهة النصرة» و «القاعدة» في الشمال السوري.
الـ«لا» الأميركية جاءت الأسبوع الماضي على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة. ويوحي ذلك بأن ترجمة «الانتصارات» العسكرية للمجموعات المسلحة في الشمال السوري، وتصريفها سياسياً، لا يلقى آذاناً صاغية لدى الأميركيين، الذين لا يشاطرون «الائتلافيين» نظرتهم أن الحرب قد دخلت منعطفاً انحدارياً للرئيس السوري بشار الأسد.
إذ لا تغيير في مبدأ قائد الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، الذي تحولت مطالعته مرشد عمل للولاية الأولى للرئيس باراك أوباما وخطاً احمر للتورط الأميركي المباشر، لتضافر الكلفة الباهظة لأي حظر جوي في سوريا مع رفض الانزلاق نحو عملية برية، وهو مبدأ تعزز في الأيام الأخيرة، بعد غزو الأتراك و «جبهة النصرة» والجماعات «الجهادية» لجسر الشغور، فضلا عن مواصلة تأجيل تدريب القوة «المعتدلة» في تركيا المستمر منذ عام ونصف العام.
اللقاء لم يكن ايجابياً كما قال خوجة للصحافيين، بل إن الردود السلبية لكيري على طلب حماية جوية، تبعه متحدث باسم الخارجية بتوضيح أن لا تغيير في الموقف الأميركي حالياً من مسألة إقامة حظر جوي.
ويقدم التعقيب تكذيباً مزدوجاً: الأول لأوهام «الائتلافيين» الذين يحاولون حصد ما تزرعه «النصرة» في الشمال السوري، والثاني لرئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، الذي لم يكف عن ترداد أن الفجوة مع واشنطن حول مسألة إقامة الحظر الجوي قد ضاقت.
ويبدو حديث «الائتلافيين» عن دخول الولايات المتحدة مرحلة دراسة الآليات للتدخل تعزية للأنفس التي رأت في عملية جسر الشغور، وقبلها ادلب، المنعطف الذي تنقلب معه مجريات الحرب السورية. ذلك أن رغبة «الائتلاف» بتحويل طيران التحالف إلى سلاح جو للمجموعات المسلحة، التي أعادت تركيا والسعودية وقطر إصلاح ذات بينها، وتوحيدها، يتجاهل تركيبة «جيش الفتح»، الذي تشكل من «النصرة»، و «جنود الشام»، و «كتيبة تركستان»، و «أنصار الإسلام»، و «أحرار الشام»، و «جند الأقصى»، وهي كلها مجموعات «قاعدية» الهوى أو البيعة، وبدأ توحيدها بقرار سعودي - تركي في آذار الماضي، برعاية استخبارات البلدين، ورفض السعوديون شيئاً واحداً، على ما قاله مصدر سوري معارض، هو أن يطلق الأتراك عليه اسم «جيش الفاتح»، كما اقترح رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان تيمناً بالسلطان العثماني محمد الفاتح، وأصر السعوديون على تعميده بـ «جيش الفتح».
إن اشتراط إرسال إدارة «ائتلافية» إلى «الداخل» السوري بغطاء جوي دولي، كما طالب خوجة، لا يأخذ بعين الاعتبار أن هذه المنطقة، المرشحة لتظليلها بطيران التحالف أو غيره وحمايتها من هجمات الطيران السوري، تضم تلك المجموعات التي وضعتها الولايات المتحدة نفسها على لائحة الإرهاب، وهي جماعات تناصبها العداء حيناً وتستخدمها أحياناً أخرى في استراتيجياتها الإقليمية لاستنزاف خصومها، تحت مسميات متباينة، من آسيا الوسطى الأفغانية والباكستانية، إلى سوريا فالعراق فاليمن، ولكنها قد لا تذهب إلى حد القبول بانتصارهم النهائي، وخروجهم كلياً أو جزئياً عن السيطرة، كما في حالة «داعش». وهو يعني، في النهاية، أن تقوم طائرات الحظر الجوي، بحماية أبو محمد الجولاني، ومسلم الشيشاني، وأمراء الحرب و «الجهاد» في الشمال السوري، وإهداء الجماعات الوهابية بؤرة مفتوحة في المشرق.
وإذا كان مفهوماً أن الانشغال الإيراني بالأزمة اليمنية، واحتواء «داعش» في العراق، ومتطلبات ضبط النفس في الخط الأخير نحو الاتفاق النووي مع الغرب، أتاح نافذة تكتيكية للأتراك والسعوديين لتنفيذ هجمات الشمال، إلا أن هذه المتطلبات نفسها تقيد جزءاً من حركة الولايات المتحدة أيضاً. ذلك أن إدارة أوباما تفتش هي أيضا مع طهران عن انجاز ديبلوماسي كبير في الملف النووي، وقد ذهبت بعيدا في المفاوضات، وفي المواجهات الداخلية مع الكونغرس، ولا تريد التضحية بالاتفاق حتى يثبت العكس. كما لا تملك إدارة أوباما أي مصلحة في تصعيد المواجهة مع طهران في هذه اللحظة، وقبل التوقيع على الاتفاق، سواء عبر عملية عسكرية واسعة في الشمال السوري لكسر التوازنات، أو عبر إنشاء منطقة حظر جوي، ستكون استفزازاً مباشرا لإيران وسوريا، فضلا عن تعقيدات التوصل إلى قرار من هذا النوع في مجلس الأمن في مواجهة روسيا.
والأغلب أن سابقة كوسوفو، التي أباح فيها حلف شمال الأطلسي لنفسه أجواء يوغوسلافيا السابقة من دون العودة إلى مجلس الأمن، ليست مرشحة للتكرار في سوريا، ذلك أن روسيا، التي غضت النظر عن ذلك منتصف التسعينيات، كان يحكمها آنذاك الثلاثي بوريس يلتسين و «الفودكا» والغيبوبات الكحولية المتكررة، وليست روسيا العائدة بقوة مع فلاديمير بوتين.
ولم ينقلب مسار الحرب في سوريا لمصلحة تركيا والسعودية والمجموعات التي تقاتل باسمها على الأرض السورية، وإن صح أن هذه المجموعات قد اخترقت التوازن في شمال غرب سوريا، في غزوها لجسر الشغور وإدلب، إلا أن العملية، التي تصح تسميتها حملة كسر ميزان القوى، لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها، حيث أن جسر الشغور وإدلب ليست سوريا كلها. وإذا كان صحيحاً أيضا أن الجيش السوري يواجه مجموعات مسلحة، أفضل تنظيماً وتنسيقاً وتسليحاً، بفضل غرف العمليات في إنطاكيا وعمان، إلا أن المعارضة تنحو إلى تفضيل رغباتها على حقائق ميدانية كثيرة، وإطلاق العد التنازلي نفسه الذي أطلقته صيف العام 2012، بقرب دخولها دمشق منتصرة.
وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فقد بدأ الإيرانيون فعلاً بإرسال وحدات مقاتلة، ومجموعات كبيرة من ضباط الحرس الثوري، إلى المنطقة. كما أن وحدات من مقاتلي «عصائب الحق» العراقية، التي كانت خففت من حضورها الميداني في سوريا، بعد غزوة الموصل «الداعشية» في حزيران الماضي، قد بدأت بالعودة إلى ميادين القتال، والاحتشاد إلى جانب الجيش السوري في منطقة سهل الغاب، لتطوير هجوم مضاد لاستعادة المدينة.
وتحولت منطقة سهل الغاب جنوب جسر الشغور، إلى أكبر تجمعات الجيش السوري في المنطقة، وهو لا يزال يحتفظ فيها بخطوط إمداد واتصال مفتوحة، فيما لا تزال قوة من 200 جندي وضابط تتحصن في المستشفى الوطني لجسر الشغور، لتشكل رأس جسر لأي هجوم مضاد منتظر، بحماية غارات لا تنقطع للطيران الحربي منذ غزو المدينة.
كما أن الخريطة العامة للجبهات لا تزال ترجح تفوق الجيش السوري، وتظهر أهمية التدخل التركي والسعودي والأردني أيضاً في وضعية هذه الجبهات. إذ لا يزال الجيش في حالة هجوم في مناطق تمتد من أطراف الجبهة الجنوبية إلى دمشق والغوطة، كما أن الطوق الدمشقي الذي بات يحكم السيطرة عليه، بعد دخوله إلى ميدعا، وإغلاقه احد أهم خطوط إمداد المعارضة و «جيش الإسلام»، نحو البادية السورية - الأردنية، انجاز نوعي ومهم، سيلعب دوراً كبيراً في عمليات القلمون الشرقي أيضاً. ولا يزال الجيش السوري، الذي قاتل في العام 2012 على 468 جبهة قتال مختلفة، وفقد أكثر من 50 ألف شهيد، يسيطر على قلب سوريا، وفي حالة هجوم أو دفاع ديناميكي من دمشق فالقلمون فالمنطقة الوسطى، فحماه شرقاً، واللاذقية غرباً.
إن كل الانجازات التي حققتها المجموعات المسلحة، سورية و «جهادية» من كل حدب وصوب، لم يكن لها أن تتحقق لولا استنادها إلى قواعد خلفية قريبة، فهي لا تقاتل إلا انطلاقاً من دول الجوار، واستناداً إلى حلف إقليمي يرعاها، فلا جبهة جنوبية ولا تقدم فيها من دون الأردن واستخباراته، وإسرائيل، والسعودية وغرفة عمليات عمان، ولا سقوط لجسر الشغور أو ادلب، أو تهديد لحلب، من دون تركيا، التي باتت تقاتل المجموعات المسلحة، انطلاقاً منها. أما في كل الداخل السوري، فلا معاقل لها إلا وتحت الحصار والقصف، فضلاً عن أن كل المجموعات المسلحة لا تملك مشروعاً سياسياً سوى مشاريع «الإمارات الجهادية».
النهار
نصرالله ماضٍ في معركة القلمون "بسبب الخطر الداهم": تكليف إنساني وديني ومن يتخلّف يتحمّل المسؤولية
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "كرّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انتقاداته للمملكة العربية السعودية بسبب استمرار غاراتها الجوية على اليمن. وتحدث خلال اطلالة تلفزيونية أمس عبر "المنار" عن المخاطر التي تحيط بالمنطقة، واعترف ضمناً بخسارة دمشق جولة في ادلب، معيداً التذكير بأن "حزب الله سيكون حيث يجب". وقال: "اليوم يكشف الأميركيون عن نياتهم، وأول خطوة على طريق تقسيم العراق هي ما يعمل عليه الكونغرس، أن يكون كاشفاً عن وصول الحزب الى أماكن لم يكن فيها من قبل". وإذ أكد أن معركة القلمون "واقعة حتماً"، من دون أن يحدّد أهدافها أو توقيتها، لفت الى ان "الاعلام سيغطي تلك المعركة وان الحزب لم يصدر بياناً رسمياً بعد عنها".
ثم توقّف عند التطورات الأخيرة في سوريا منتقداً "الأكاذيب التي بثتها وسائل اعلام عن الشمال السوري بعد سقوط مدينة ادلب في أيدي المسلحين"، ووصف ذلك بالحرب النفسية "لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خلال سنوات". وقال: "في الآونة الأخيرة، وبعد سقوط جسر الشغور بيد المجموعات المسلحة، شهد العالم موج