24-11-2024 08:57 AM بتوقيت القدس المحتلة

مؤتمر "ثقافة المقاومة" في اليوم الثالث : الأدب يرسخ ثقافة الانتماء للارض

مؤتمر

لليوم الثالث تابع مؤتمر "ثقافة المقاومة"، انعقاد أعماله في كلية الآداب، الجامعة اللبنانية في زحلة، حيث انقعد الجلسة الأولى بكلمة لمديرة الكلية غادة الهاشم التي أكدت على أن مركزية المقاومة أ

cultureلليوم الثالث على التوالي تابع مؤتمر "ثقافة المقاومة"، انعقاد أعماله في كلية الآداب، الجامعة اللبنانية في زحلة، حيث انقعد الجلسة الأولى بكلمة لمديرة الكلية غادة الهاشم التي أكدت على أن مركزية المقاومة أنها أصبحت رمزية للعز والشرف، حيث قدمت التحرير للجنوب  اللبناني، فأخرجت من طول السنين عبر الأجيال، وكانت حالة فكرية هدفها تحرير الإنسان والأرض. هذه الثقافة في لبنان استنهضت الشعب الفلسطيني مجددا فكانت مدرسة للتصدي واخلاقية بالتزامها، لذا نرجو لكم التوفيق في مؤتمركم هذا.

أدارت الجلسة الأولى الدكتورة والروائية فاتن المر، وكانت محاضرة للناقدة لميس حيدر تحدثت فيها عن الهوية والبعدان الطبقي والثقافي في رواية "ساق البامبو"، الفتت فيها إلى هوية البطل عيسى المفقودة بفعل تقاليد المجتمع الممزقة للأفراد، تلك التقاليد التي تفرز الطبقات الاجتماعية بين دوني وأمير. حيث يدرك عيسى قساوة الحياة لرفض جدته له لأنه ابن الخادمة التي تزوجها أبيه متحديا تقاليد المجتمع. إلا إن هذا التحدي لم يكتمل لأن "راشد" المتعلم والمثقف عادت وهزمته تقاليد المجتمع حيث ترك ابنه وزوجته لمصيرهما الصعب. وأكدت الدكتور ان التحول بالمجتمع تتطلب ثورة على هذه التقاليد البالية لنخلق منعة، فالرواية تبحث في تناقضات هذا المجتمع العربي المأزوم، وعكست الاعاقة النفسية لدى العربي المسلم الذي يلتزم بطقوس الإسلام ويترك تعاليمه الحقيقية التي تصنع الإنسان الحر والمستقل.

وعن البعد المقاوم في رواية "حدثيني عن الخيام"، للروائية فاتن المر، تحدثت الدكتورة لينا زيتون وقالت إن الرواية قدت ثقافة مميزة للمقاومة، وتوقفت عند الهموم الوطنية والاجتماعية، فأتت رواية ملتزمة بالأدب الواقعي، نتيجة المام الكاتبة بالاتجاهات السياسية في لبنان، وصبغت رؤيتها الثقافية الوطنية بكل التحولات في  شخوص الرواية وأنه من الصعب أن تكون حيادياً في بؤرة الصراع مع العدو الصهيوني.وقدمت الرواية ما تحمله بلدة "الخيام" من رمزية للصراع مع هذا العدو، حيث فيها كان ما يعرف بسجن الخيام الشهير الذي اقامه المحتل. وعكست الاوضاع الاجتماعية والنفسية الصعبة التي كان يعيشها الانسان في ظل هذا الاحتلال والذي تحداه بروح مقاومة فيها الكثير من الصبر والتحدي.

طالبة الدكتوراه فاطمة القرصيفي قدمت ورقة دراسية حول رواية "تسعة أيام في جنين"،توقفت فيها عند النسغ المقاوم، حيث كانت أحداثا لا تنسى إذ قدمت الرواية قصة واقعية في مخيم جنين خلال الاجتياح الشهير الذي دمر البشر والحجر وذكر بمجازر صبرا وشاتيلا. عكست الرواية القيمة المطلقة للحياة وليس الحدث بحد ذاته، وأثبت فيها الفلسطيني أنه متسمك بالحياة والهوية الفلسطينية رغماً عن شارون وإجرامه، وأنه سيبقى مخيم جنين مخرزاً في عيون الصهاينة ولن يغادروا الأرض فلقد تعلم الفلسطيني من سياسية المجازر، ولن يكرر تجربة النكبة في العام 1948 حيث ترك أرضه معتقدا أنها مسألة ايام ويعود إليها.

الدكتورة آمال مراد، قدمت ورقة بحثية حول قيمة الإنسان في رواية غسان كنفاني ؟"عائد إلى حيفا"، وأسهبت فيها بالحديثكيف أثرت روايات كنفاني في الفعل المقاوم الفلسطيني، والتي عززت من قيمة القضية والانسان وأنه لا يمكن لفلسطين أن تعود دون بذل الكثير من التضحيات. وعكست الرواية روح الفلسطيني في تمسكه بأرضه ووطنه، حيث تمكن كنفاني من توليد الفعل المقاوم الثقافي من خلال الرواية بشكل ملحمي فريد من نوعه.                             

في الجلسة الأخيرة من المؤتمر قدمت فيها الدكتورة راغدة المصري رؤية المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في تقديمه للإسلام رؤية كونية للحياة ومشروع معرفي متكامل. وميّزت الدكتورة المصري بين الرؤية النظرية للمسيري والرؤية التطبيقية، حيث رصد فيها قضية المسلمين الأولى من زوايا مختلفة، معالجاً أبعاد المشكلات باعتبارها جزءاً من مخلفات فكر الحداثة وما بعد الحداثة، مبينا كيفية التعامل معها مع نموذج العدو الصهيوني. إذ كانت بداية مشروع المسيري المعرفي بدافع من رغبته في تأصيل ظاهرة الصهيونية وظهور دولة إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي. وكان أول كتبه هو "نهاية التاريخ"، وفيه دراسة لبنية الفكر الصهيوني. وفي ختام محاضرتها أشارت المصري إلى عشر أسباب يراها المسيري من علامات زوال إسرائيل ويقف في مقدمتها فشل المجتمع الإسرائيلي في توحيد هوية له لكل الشرائح الاجتماعية التي جلبها من مختلف العالم.

طالبة الدكتوراه باسلة زعيتر قدمت رؤيتها البحثية حول رواية "الزمن التالي" للروائية فاتن المر، حيث أتت رواية وطنية بامتياز. عكست فيها التناقضات التي عاشها المجتمع اللبناني في حرب تموز في العام 2006، ونجد فيها تبدلات جذرية، وكان هناك رهاناً على الشتات، حيث عكست واقعا مريرا شهده الأبطال الذين واجهوا الخونة والعملاء. في المقابل قدمت شخصية مقاومة ووطنية انتهجت مسلكاً خاصا مع كل الانقلابات الاجتماعية والفكرية، تميزت هذه الشخصية بالصلابة والتحدي، وكانت الذاكرة الجمعية عنواناً ماضيا للاستمرار في الاستفادة منه ليملم الدمع فكان ان حصل الاتحاد مع الأرض والوطن. وقدمت الرواية نماذج نسائية مقاومة أسهمت بشكل فاعل في مساندة المقاومين من جهة واللاجئين حيث تجسدت الهوية الوطنية بأجمل معانيها وكانت مثالا تبين فيها رؤية الكاتبة الوطنية.

وقدمت زميلتها الطالبة في معهد الدكتوراه نبال رعد ورقة بعنوان "زينب (ع) الرمز علامة المقاومة الساطعة"، في شعر الدكتور علي زيتون، توقفت فيها عن عشق الشاعر لمقاومة السيدة زينب (ع) سلسلة بيت النبوة، والتي تتسم مسيرته بالمقاومة الساطعة، والذي نهل حب زينب وسرها وسحرها، وعي زينب خطابا يتردد صداه في المدى، ومع كل ترجيعة صدى كان يرقب قوافل من العارفين من المجاهدين والشهداء، ومن المفكرين العالميين. إنها زينب، من رسمت أبعاد الرفض ومن نسجت ألحان الصبر ومن غنت الامها أهزوجة شكر لجميل الصنع، فالقدوس الأعلى لا شيء يفيض عنه غير الجمال. وانتهت رعد بأن الشاعر أبدع عندما اعتمد المزج العقدي الواقعي التاريخي في أبيات قصيدته كيف الصحراء، التي قدمت قراءة راقية لواقع ومصير لرؤية ورؤيا لمسار حتمي رسمته أحداث العمر، وضعت خطوط مساراته ما كسبت أيدي الناس.

ومسك الختام كان مع الشاعر عمر شبلي، الذي قدم نماذج من قصائده التي تتغنى بالمقاومة وروح التصدي والصبر والثبات، وبيّن كيف أن الشعر العربي منذ العصر الجاهلي غني بروح المقاومة والدفاع عن الأرض، وربط بين المقاومة والأخلاق، ولا يزال هذا الربط قائما إلى اليوم، لأن المقاومة لصيقة بالوجدان العربي، خصوصا حين قال الإمام الحسين : المنية ولا الدنية". وأكد الشاعر أنه يتمنى لو نعود بالزمن إلى تلك الحضارة، وأسف على ما يجري في الوطن العربي اليوم، ولفت إلى مشاركة الطالبات المميزة في المؤتمر وقال إن ما لديهن من روح مقاومة عصية على اليأس لذا نحن متفائلون بالمستقبل القادم.مؤتمر "ثقافة المقاومة" في اليوم الثالث : الأدب يرسخ ثقافة الانتماء للارض