في مثل هذا اليوم قبل 27 عاماً (1988)، انطلقت إذاعة «النور» لتشكّل صوت المقاومة، وتواكب الاعتداءات الاسرائيلية . اليوم، أرادت الإذاعة الاحتفاء بعيدها على طريقتها وارتداء حلّة جديدة كتغيير اللوغو،
في مثل هذا اليوم قبل 27 عاماً (1988)، انطلقت إذاعة «النور» (91.7/91.9/92.2) لتشكّل صوت المقاومة، وتواكب الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. اليوم، أرادت الإذاعة الاحتفاء بعيدها على طريقتها وارتداء حلّة جديدة كتغيير اللوغو، وإضافة خدمات جديدة للمستمع، وصولاً الى مشروع البث عبر الأقمار الصناعية حيث يدمج الصوت بالصورة.
يقول مدير الإذاعة يوسف الزين لـ «الأخبار» إنّ إعلان هذه النفضة شجعته النقلة الأخيرة التي أجرتها قناة «المنار» (الأخبار 4/5/2015) «رغم عدم اكتمال مبناها في حارة حريك كلياً». وهذا الأمر ينسحب على الإذاعة التي لم تكتمل بعد سلتها للنقلة الجديدة، لكنّ الزين يعد باكتمالها بحلول نهاية العام.
الإذاعة انتقلت الى مبناها الجديد في «حي ماضي» (ضاحية بيروت الجنوبية) العام الماضي بعدما شتّتت حرب تموز 2006 فريقها وأقسامها الى مبان متعددة. النقلة الى المبنى الجديد كما يلفت الزين كانت ضرورية، بخاصة في الوضع الأمني الذي كان يحدق بالضاحية. في عيد الإذاعة الـ 27، يعلن الزين ولادة لوغو جديد مواكب للعصر، بألوانه وتصميمه، ويفتتح رسمياً المبنى الذي يضم 7 طبقات تحتوي على استديوات للأخبار وللبرامج المباشرة، وأيضاً للتمثيل الدرامي (صممت ونفذت بطاقمها الذاتي)، بالإضافة الى وحدات الهندسة وغرف التحرير. كل ذلك يترافق مع استحداث قسم للتدريب الإذاعي تنقسم مهامه الى اثنتين: تدريب الخريجين الجدد (يصل عددهم سنوياً الى 53 متدرباً)، وتدريب موظفي الإذاعة ضمن سياسة إعادة التأهيل الذاتي مواكبة للمتغيرات الحديثة على الإذاعة.
الإذاعة ــ بحسب الزين ــ سعت الى تجديد نفسها منذ سنوات، فتعتمد لهذه الغاية التخطيط الاستراتيجي الذي يوضح الرؤية المستقبلية لها. هذا العام، يطلق عليه المدير العام شعار «إعادة بناء بنية بيئة الإذاعة» مع وضع خطة خمسية للأعوام المقبلة. والمقصود بهذا الشعار كما يشرح الزين، إعادة انسجام الوحدات في العمل بمعنى توحيد الكادر من جديد ومعه ترتيب الأولويات وفقاً للرؤية المنوي تنفيذها.
هذا عن الداخل، لكن ماذا عن الخارج وعلاقة الإذاعة بالجمهور وأيضاً علاقتها بالإذاعات المماثلة محلياً؟ في هذا الشأن، يلفت الزين إلى تشبيك الإذاعة منذ عام 2000 مع «اتحاد الإذاعات العربية» (التابع للجامعة العربية) بعدما فتحت بابها للمؤسسات الخاصة. وهذا الأمر من شأنه توسيع آفاق الإذاعة، خصوصاً لجهة تبادل البرامج بين الاتحاد والإذاعة اللبنانية، وأيضاً من خلال الإنتاج المشترك ونشر الإصدارات والأبحاث الإعلامية المتخصصة.
الانتشار عربياً لحقه بعد 6 سنوات الانتشار عبر العالم عبر انضمام «النور» الى «اتحاد الإذاعات الإسلامية» التي تضم عشرات الإذاعات العربية وغير العربية. على المستوى المحلي، تتصدر الإذاعة المراتب الأولى بين قريناتها و»تمّد يدها» كما يقول الزين الى الجميع لإنشاء شراكات ثنائية. وبالنسبة الى الجمهور، ينوه الى طبيعة الإذاعة المصنفة فئة أولى سياسية، لكن أغلب برامجها يطغى عليه النفس المتنوع الذي بدوره يطاول شرائح كبيرة من الجمهور اللبناني وحتى العربي بما أن البث الأرضي للإذاعة يطاول الأراضي اللبنانية والفلسطينية ويصل الى عمان. البث الأرضي ذو الانتشار الواسع، يوازيه انتشار عبر الشبكة العنكبوتية بدأ منذ عام 1999، وكان أول بث مباشر للإذاعة عبر هذه الشبكة عام 2006 .
علماً أنه ضمن النفضة الجديدة، ستطلق الإذاعة في الأيام المقبلة موقعاً الكترونياً حديثاً يسهل الولوج اليه، كما يضع في سلم أولوياته شبكات التواصل الاجتماعي وأهميتها في التفاعل المباشر معها. ومن ضمن السلة الجديدة إنشاء تطبيقات للإذاعة على الهواتف الذكية، وبث مادة إعلانية على القنوات اللبنانية لإعلان هذه الانطلاقة الجديدة.
إذاً، تتركز أولوية الإذاعة اليوم على إعادة ترتيب البيت الداخلي، ومواكبة الإعلام الجديد لتوثيق الصلة بالجمهور المنتشر على شبكات السوشال ميديا. وبين التغيير في الشكل وتطويع الأدوات الجديدة للإعلام، يؤكد الزين اعتصام الإذاعة بثوابتها التي خرجت بها منذ 27 عاماً من دعم للمقاومة وللشعوب المستضعفة والعمل على «بناء رأي عام واع» تحترم الإذاعة عقله، وتسعى الى الوصول أبعد من الصوت الى الصورة، ليبقى الشعار حاضراً «ننقل الصوت وضوح الصورة».