22-11-2024 06:00 PM بتوقيت القدس المحتلة

تركيا تشاغب ... نحن موجودون

تركيا تشاغب ... نحن موجودون

غالبا ما تشهد الحروب تدخلات سياسية, ولكن أن تكون في وضح النهار, فهذا لا يكون الا لمن لديه كامل الثقة بمجموعات إرهابية تحيط بمكان وصوله, مجموعات تملك من الإجرام ما توزعه بالجملة على الآخرين.


خليل موسى - دمشق

غالبا ما تشهد الحروب تدخلات سياسية, ولكن أن تكون في وضح النهار, فهذا لا يكون الا لمن لديه كامل الثقة بمجموعات إرهابية تحيط بمكان وصوله, مجموعات تملك من الإجرام ما توزعه بالجملة على الآخرين, وها هو الرئيس التركي يصل إلى حد يقطع فيه الحدود  بحُجَج لا يعتبرها أصحاب الأرض أنها تحمل من الحكمة ما يسمح بتمريرها حتى ولو في أكبر حالات الضعف.

موقع قناة المنار أجرى لقاء خاص مع السفير السوري السابق لدى تركيا الدكتور نضال قبلان حول ما يتعلق بزيارة رئيس الحكومة التركي أحمد داوود أوغلو لضريح سليمان شاه جد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية, حيث يبعد الضريح عن الحدود السورية التركية 200 متر إلى الداخل السوري في ريف حلب, منطقة محاطة بالمجموعات الإرهابية المسيطرة على ريف حلب.

ومن باب العارف في شؤون الدولة التركية يؤكد قبلان لموقعنا ان الزيارة هذه ما هي إلا محاولة يائسة لإظهار أن الاتراك ما زالوا موجودين على الساحة السورية, واصفا الزيارة بالعمل العدواني من الناحيتين القانونية والأخلاقية, وأنها حركة استفزازية للحكومة السورية, ما جعل قَبَلان يجزم أن تركيا لم تعد تملك في يدها الكثير من الأوراق لتحقيق التوازنات, رابطا ذلك بما يحققه الجيش السوري وحلفاءه من انتصارات ميدانية إن كان مؤخرا في القلمون أوفي ريف إدلب بالقرب من جسر الشغور, لتكون هذه واحدة من حركات الرد الاستفزازي على انتصارات سورية في أراضيها.

ويعتقد السفير السوري السابق لدى تركيا أنه "على المدى البعيد وربما المتوسط ستكون هناك مواقف واضحة لحكومة بلاده بما يخص كل الاعتداءات التركية".

أدلة واضحة ودامغة يملكها السوري على دعم قدمته الحكومة التركية للإرهاب بكافة الأشكال, بدءا من التسليح والتدريب والتهريب بما يتعلق بعشرات آلاف الإرهابيين الذين عبروا الحدود من تركية إلى سورية كما يؤكد قبلان, فالتركي بناء على كل ما ذكره السفير متورط ويحاول ان يكون "الولد المشاغب" في المدرسة الإقليمية حسب وصفه, مؤكدا أنه لا بد من وجود ظروف للتعامل معها في الزمان والمكان المناسبين, ليختم قبلان كلامه لموقع المنار بإعطاء الزيارة التركية وصفا من كلمتين, بانها حركة يحاول الاتراك من خلالها القول "نحن موجودون".

المظاهر التي دخل فيها داوود أوغلو رئيس الحكومة التركي برفقة وزير دفاعه وعدد من كبار الضباط الأتراك إلى الأراضي السورية بحجة زيارة الضريح, خطوة تتبعها إجراءات سورية هامة, أولها متابعة الحرب على الإرهابيين المدعومين تركياً كخطوة أساسية وحالية, ومن ثم سيترك الباب مفتوحا لكل الخيارات التي تحمل اوجه الرد على اختراق السيادة بشكل سافر كما جرى اليوم.