24-11-2024 01:23 AM بتوقيت القدس المحتلة

70 ألف لبناني يعانون من قصور القلب

70 ألف لبناني يعانون من قصور القلب

فيما يتعايش معه في العالم 26 مليون شخص. أما في الدول المتقدّمة، فيعاني شخص واحد من كل خمسة أشخاص من المرض. تبلغ نسبة انتشاره عند الأعمار بين السبعين والثمانين عاماً، وتتوفى نسبة 17 إلى 45 في المئة من المرضى

Heartيعاني نحو سبعين ألف شخص في لبنان من مرض قصور القلب (heart failure)، فيما يتعايش معه في العالم 26 مليون شخص. أما في الدول المتقدّمة، فيعاني شخص واحد من كل خمسة أشخاص من المرض. تبلغ نسبة انتشاره عند الأعمار بين السبعين والثمانين عاماً، وتتوفى نسبة 17 إلى 45 في المئة من المرضى خلال عام واحد على دخول المستشفى.


ملاك مكي / جريدة السفير 


يشكّل قصور القلب السبب الرئيس لدخول الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسة والستين عاماً إلى المستشفى. يصيب المرض الأشخاص في مختلف الأعمار، لكن بنسب أعلى عند المتقدّمين في العمر. ويزداد معدل الإصابة بقصور القلب في العالم، اليوم، بسبب زيادة معدل الأعمار، وتمكّن الأفراد الذين تعرّضوا لنوبات قلبية سابقة من العيش لفترة أطول.

يحدث مرض قصور القلب عندما تتضرّر عضلة القلب أو الصمّامات، فيواجه القلب بذلك صعوبة في ضخّ الدمّ في الجسم، وتوزيع الأوكسجين والمغذيّات إلى كل أعضاء الجسم. يشدّد رئيس لجنة قصور القلب في «الجمعيّة اللبنانيّة لأطباء وجرّاحي القلب» الدكتور هادي سكوري، خلال الندوة العلمية التي نظمتها شركة «نوفارتيس» بعنوان «قصور القلب يحطّم حياة الملايين» نهار الجمعة الماضي، على أنّ مرض قصور القلب لا يعني توقّف القلب عن أداء وظيفته، بل إن القلب يستمرّ في نشاطه ولكنّ بكفاءة أقلّ.

ترتكز أبرز أسباب قصور القلب على الإصابة بنوبات قلبية سابقة، أو انسداد في الشرايين، أو ارتفاع ضغط الدم أو خلل في صمامات القلب، أو التهاب في القلب، أو أمراض خلقية في القلب، أو داء السكري، الإفراط في تناول الكحول، تعاطي المخدرات، والعلاج الكيميائي عند الأشخاص المصابين بالسرطان.

يعاني المريض أعراضاً عدة، أبرزها: ضيق في التنفس، تورّم الكاحلين، زيادة الوزن بوتيرة سريعة بسبب انحباس المياه في الجسم، الشعور بتعب ودوخة بسبب غياب القدرة على التركيز، فقدان الشهية، والتبوّل المتكرر خلال الليل.

يشير سكوري إلى أن ظهور بعض تلك الأعراض لا يحتم الإصابة بالمرض، بل على الشخص أن يستشير الطبيب، خصوصاً إن كان يظهر أحد عوامل الخطر بغية الحماية من المرض. وتظهر المعطيات أن نحو شخص واحد من كل عشرة أشخاص يمكن له أن يتعرّف إلى ثلاثة أعراض لمرض قصور القلب، وينتظر شخص واحد من كل أربعة اشخاص فترة أسبوع أو أكثر قبل استشارة الطبيب.

يتم تشخيص المرض بواسطة الصورة البيانية الكهربائية للقلب، التصوير الصوتي للقلب، إجراء صورة أشعة للصدر، وبعض تحاليل الدم. يهدف العلاج إلى تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة ونوعية الحياة، والحدّ من المضاعفات.

وترتكز سبل العلاج على الأدوية التي تخفف الأعراض وتحسّن عضلة القلب، أو على غرس بعض الأجهزة للحماية من الموت المفاجئ، أو زرع قلب اصطناعي، وعلى تغيير بعض الممارسات مثل الامتناع عن تناول الملح الذي يحبس المياه في الجسم، وشرب السوائل بكميات معتدلة، ومراقبة الوزن، والتوقف عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة التي تنشط الدورة الدموية وتقوّي عضلة القلب.

يشير سكوري إلى أن مرضى قصور القلب في دول الشرق الأوسط لا يتقيّدون «جيداً» بالإرشادات الطبية، وترتفع الإصابة عند الفئات العمرية الأكثر شابة، ويزيد انتشار عوامل الخطر مثل داء السكري، والسمنة. وتكشف دراسة علمية عرضها الأستاذ المحاضر في «الجامعة اللبنانية الأميركية» والمتخصّص في أمراض القلب والشرايين الدكتور سامر قباني، أن 12 ألف شخص يدخلون إلى المستشفى سنوياً في لبنان، بسبب قصور القلب، بمعدل 4 آلاف دولار كلفة الاستشفاء لمرة واحدة.

وتدلّ المعطيات التي تمّ جمعها من جانب وزارة الصحة العامة، ومن شركات التأمين الخاصة، على أن وزارة الصحة تغطي تكاليف استشفاء نسبة 33 في المئة من المرضى، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يغطي نسبة 25 في المئة. وتظهر دراسة علمية أخرى، شملت 700 مريض من مختلف المناطق اللبنانية، أن مريض قصور القلب في لبنان يحتاج إلى دفع نحو 911 دولاراً سنوياً لتغطية مصاريف العلاج خارج المستشفى.

يقول قباني إن «عبء المرض سنوياً في لبنان يصل إلى مئة مليون دولار، وتعتبر فاتورة مرتفعة»، مشيراً إلى أن «سبل خفض عبء المرض الاقتصادية وتعزيز العلاج، ترتكز على تعزيز التوعية في المجتمع للوقاية من الإصابة بقصور القلب، وتعزيز الاستراتيجيات لخفض كلفة الاستشفاء، والحدّ من الاستشفاء المتكرّر».