23-11-2024 11:57 PM بتوقيت القدس المحتلة

موسكو: الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة بعيدا عن الإملاء

موسكو: الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة بعيدا عن الإملاء

اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان "موسكو تريد التعاون مع الولايات المتحدة، لكن من دون محاولة فرض او املاء"، في وقت يستمر اللقاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري والرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي.

 

 أعلنت وزارة الخارجية الروسية في ختام محادثات أجراها وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في سوتشي أن الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة وبدون أي إملاء.

وذكرت الوزارة في بيان لها اليوم الثلاثاء أن الوزيرين أجريا "محادثات مطولة وصريحة حول دائرة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المتبادل"، ركز لافروف خلالها على أن موسكو غير مسؤولة عن الأزمة الراهنة في علاقاتها مع واشنطن، وأن "روسيا مستعدة لتعاون بناء مع الولايات المتحدة سواء على المستوى الثنائي أو على الساحة الدولية، حيث تتحمل دولتانا المسؤولية الخاصة عن الأمن والاستقرار في العالم. لكن التعاون غير ممكن سوى على أساس النزاهة والمساعاة، بعيدا عن محاولات الإملاء والإرغام".

وبحسب البيان فإن الوزير الروسي أشار إلى أن تصعيد المواجهة ومحاولات الضغط علينا بواسطة العقوبات تقود إلى طريق مسدود"، وأنه لا جدوى من محاولات إرغام روسيا على التخلي عن مصالحها الوطنية وموقفها المبدئي من القضايا التي تعتبرها محورية".

 وخلال تطرقهما للأزمة الأوكرانية أشار الطرفان إلى عدم وجود بديل لتسويتها سوى بالطرق السياسية.

وفي هذا السياق ركز الجانب الروسي على ضرورة التنفيذ الدقيق لاتفاقات مينسك من 12 فبراير/شباط، بما فيها تنظيم الحوار المستقر المباشر بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك (جنوب شرق أوكرانيا) من جهة أخرى. كما أشار بيان الوزارة إلى أن إجراء إصلاح دستوري شامل في أوكرانيا يعد شرطلا لا بد منه لإحلا سلام ثابت وعادل في هذه البلاد.

تبادل الآراء حول قضايا الشرق الأوسط

وتابعت الوزارة في البيان أن الوزيرين الروسي والأمريكي بحثا بصورة مفصلة قضايا الشرق الأوسط، وأشارا في هذا السياق إلى ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إطلاق حوار متكامل بين دمشق والمعارضة السورية.

هذا وأولى الطرفان اهتماما خاصة بالتهديدات الناجمة عن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي الذي استولى على مناطق واسعة من الأراضي سوريا والعراق وليبيا، فيما جدد سيرغي لافروف أهمية التخلي عن المعايير المزدوجة في التعاطي مع الإرهابيين.

كما تطرق لافروف وكيري إلى الوضع في اليمن، حيث أضيف إلى المواجهة الداخلية "تأثير عسكري خارجي وخيمت العواقب على المنطقة بأسرها".

كما ذكر البيان أن الوزيرين بحثا بعض "مسائل الأجندة الثنائية والحوار بين البلدين في مجال مراقبة الأسلحة".

بوتين يستقبل كيري في سوتشي

هذا وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء مع كيري في سوتشي، حضره سيرغي لافروف أيضا.

ويعد هذا الاجتماع أول لقاء شخصي بين بوتين ومسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وكتب كيري وسط اللقاء على صفحته في "تويتر" إن محاثاته مع الرئيس بوتين ولافروف حول القضايا المحورية بما فيها المفاوضات حول إيران وسوريا وأوكرانيا "كانت صريحة".

وأضاف الوزير الأمريكي أنه من المهم الحفاظ على خطوط التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الذي نقوم فيه بحل قضايا عالمية.

وكان دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي قد رحب بزيارة كيري إلى روسيا، معتبرا أن الحوار يمكن أن يسمح بإيجاد حلول لإعادة العلاقات الروسية الأمريكية إلى مسارها الطبيعي. وتوقع بأن يتناول اللقاء طيفا واسعا من القضايا الدولية والروسية الأمريكية.

وردا على سؤال حول القضايا المطروحة على طاولة البحث بين بوتين وكيري، قال المتحدث باسم الكرملين: "القائمة واسعة جدا وتتضمن في المقام الأول العلاقات الثنائية وبعد ذلك كل "النقاط الساخنة".

وأضاف أن موضوع العقوبات غير مطروح في لقاء سوتشي، مشيرا إلى أن موسكو ستوضح موقفها في حال طرح هذا الموضوع من الجانب الأمريكي.

وأكد بيسكوف أن موسكو تعتبر قرار كيري إجراء مباحثات مع لافروف إيجابيا.

وذكّر المتحدث باسم الكرملين بأن الرئيس بوتين أكد أكثر من مرة أن موسكو لم تبادر إلى تجميد العلاقات، وأن روسيا كانت دائما منفتحة لإبداء إرادة سياسية لإقامة حوار أوسع.

وأكد بيسكوف أنه "يمكن من خلال الحوار البحث عن حلول لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي وتنسيق القرارات بشكل أوثق".

لافروف: المحادثات مع كيري كانت رائعة

وصف لافروف محادثاته مع جون كيري والتي استمرت لأكثر من 4 ساعات بأنها كانت رائعة. وجرت المحادثات بمشاركة أعضاء الوفدين الروسي والأمريكي.

وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قال لوكالة "تاس" في وقت سابق إن مباحثات الوزيرين ستسمح بمناقشة "الأجندة الروسية الأمريكية المعقدة للغاية" بشكل تفصيلي وعميق، مشيرا إلى عدم تحقيق أي تحسن في العلاقات الروسية الأمريكية.