22-11-2024 05:34 PM بتوقيت القدس المحتلة

"تلة موسى" في قبضة المقاومة والجيش السوري.. القلمون تحت نيران المجاهدين

من تقدم الى تقدم هي وتيرة حركة الجيش السوري والمقاومة في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان، فعمليات القضم السريعة لمساحات وتلال هذه المنطقة الواسعة باتت علامة فارقة فاجأت الجماعات الارهابية.

من تقدم الى تقدم هي وتيرة حركة الجيش السوري والمقاومة في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان، فعمليات القضم السريعة لمساحات  وتلال هذه المنطقة الواسعة باتت علامة فارقة فاجأت الجماعات الارهابية التي طالما انتظرت "ذوبان الثلوج" على جبال القلمون في محاولة لرد اعتبارها، بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها في هذه المنطقة وغيرها على ايدي مجاهدي المقاومة والجيش السوري.

ولكن حسن تخطيط المقاومة وسرعة التنفيذ لم يكونا ربما بحسبان الكثير ممن انتظروا "معركة القلمون" التي كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "هي تعلن عن نفسها عندما تبدأ"، وهذا ما حصل فعلا، فبعد جرود عسال الورد وبريتال والطفيل، سيطر المجاهدون والجيش السوري على قمة "تلة موسى" الاستراتيجية التي ترتفع ما يزيد عن الـ2600 متر عن سطح البحر، فهي من المفترض انها تعطي من يسيطر عليها الاشراف بالنار على مساحات كبيرة من منطقة القلمون.

لذلك فبعد خسائر المسلحين في الايام الاولى لمعركة القلمون، راهن هؤلاء على صمودهم في "تلة موسى" وربما رغبوا بالسيطرة عليها لتحسين وضعهم في المنطقة وعلى الحدود مع لبنان، فما اهمية سيطرة المقاومة والجيش السوري على هذه القمة؟ وما دلالات التقدم السريع في القلمون بشكل عام؟ وماذا بعد هذه الانجازات للمقاومة والجيش السوري؟ والى اين الوجهة في المستقبل القريب، هل لتطهير كامل جرود القلمون من الارهابيين وايضا تطهير الحدود اللبنانية السورية بما فيها جرود عرسال؟

حول كل ذلك تحدث الخبير العسكري النائب اللبناني العميد الوليد سكرية حيث قال إن "تلة موسى ترتفع 2616 متر وهي اعلى قمة في سلسلة جبال لبنان الشرقية شرقي طريق المصنع الدولية بين بيروت ودمشق"، ولفت الى ان "هذه القمة هي ضمن الاراضي السورية ولكنها قريبة حوالي كيلو متر واحد من الحدود اللبنانية"، ورأى ان "السيطرة على هذه القمة تعني السيطرة على كل الارض المحيطة بها باتجاه سوريا وباتجاه لبنان".

واشار سكرية في حديث لقناة "المنار" الى ان "السيطرة على هذه الارض فتحت الطريق امام المقاومة والجيش السوري للتقدم شمالا الى المعبر الرئيسي للارهابيين وهو معبر عرسال - جريجير عبر وادي حميد وهو معبر رئيسي تسلكه الآليات والسيارات"، واوضح انه "في شمال تلة موسى هناك عدة محاور لتسلل المسلحين وايضا تسلكها الآليات عبر طرق ترابية من فليطا الى عرسال واليوم بالسيطرة على تلة موسى تم السيطرة على هذه المعابر(حوالي 3 او 4 معابر) على امتداد عدة كيلومترات تسلكها الآليات شمال طلعة موسى من فليطا الى عرسال ما يعني تمكن المقاومة من اقفال هذه المعابر التي كانت تشكل مصجرا للخطر على لبنان".

من جهة ثانية، أكد سكرية ان "سيطرة المقاومة على هذه القمة الاستراتيجية هي رد واضح وصريح على كل الاعلام الذي يحاول تخفيف وطأة انجازات المقاومة والجيش السوري ورفع معنويات الجماعات الارهابية من جبهة النصرة وداعش من خلال بث الاكاذيب والتهويل على المشاهدين"، وتابع "صورة المجاهد الذي يرفع علم المقاومة على أعلى قمة في القلمون هي أفضل رد على كل اكاذيب وسائل الاعلام المناصرة للارهابيين".

ولفت سكرية الى ان "السيطرة على قمة تلة موسى وما حولها من تلال فتح الطريق امام المقاومة للتقدم بسهولة في كل جرود عرسال والسيطرة على كل معابر تهريب السيارات المفخخة باتجاه لبنان وقطع كل طرق الامداد لدعم الارهابيين"، واعتبر ان "الايام القادمة ستبين لنا مصير الارهابيين: هل سيفرون الى داخل عرسال ام الى الداخل السوري ام انهم سيسلمون انفسهم للجيش السوري او المقاومة ام انهم سيلقون مصيرهم المحتوم بالموت"، داعيا "الدولة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها في هذا الاطار لتحرير العسكريين المختطفين وكي لا تقوم الجماعات الارهابية بالاعتداء على القرى اللبنانية لا سيما بلدة عرسال"، واعتبر ان "على الدولة اللبنانية الاستفادة من قدرات المقاومة وتعاون الجيش السوري لازالة خطر الارهاب عن لبنان".

وحول أسباب الانجاز الذي تحقق في "طلعة موسى"، قال سكرية إن "أسباب الانجاز الذي حققته المقاومة يتركز بتحضيرها وإعدادها الجيد للمعركة وخبرتها الكبيرة في هكذا مواقف سواء من وضع الخطط والتنفيذ المميز والسريع للخطط الى الادارة الواعية والحكيمة للمعركة وارتفاع معنويات المقاومين واستعداهم للتضحية ناهيك عن كفاءة الجيش السوري وقدراته بالاضافة الى انهيار الارهابيين واحباطهم".   

واعتبر سكرية ان "هذه المعركة وانتصار المقاومة في هذه الجبال الصعبة وبهذه السرعة هو مؤشر على جهوزية المقاومة ورجالها بحسم المعركة في اي منطقة اخرى سواء في جسر الشغور او ادلب او اي منطقة اخرى اذا ارادت المقاومة ذلك"، وتابع "هذه المعركة ستكون ملفتة لاسرائيل وهي ستكون مهتمة اكثر من غيرها بما حصل في القلمون لمعرفة مدى تنظيم المقاومة وقدراتها وجهوزيتها وارتفاع مستوى رجالها لان هذه الجبال اصعب واعلى بكثر من جبال الجليل الاعلى التي وعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بتحريرها اذا ما اعتدت اسرائيل على لبنان"، واضاف "معركة القلمون تحدثت عن كفاءة المقاومة في خوض المعارك في اصعب الظروف والاراضي"، وتابع "اسرائيل ستدرك ماذا سينتظرها في اي معركة مقبلة فيما لو حاولت الاعتداء على لبنان".

ورأى سكرية ان "هذه المعركة تقدم للبنان ضمانات امنية كبيرة لانها تزيل الاخطار عن حدود لبنان فالارهاب كان يهدد قرى البقاع كما الداخل اللبناني"، وتابع ان "ازالة القوى التكفيرية عن حدود لبنان هي ضمانة لامن لبنان وقراه ولسكان البقاع خاصة وللدولة اللبنانية ككل".

والسؤال كيف ان الجماعات الارهابية التي انهارت امام ضربات المقاومة والجيش السوري في قمة كـ"تلة موسى" تعتبرها هذه الجماعات استراتيجية وعملت طويلا على تحصينها، كيف ستستطيع الصمود والمواجهة في مواقع اخرى أقل تحصينا وأقل أهمية أمام إصرار المقاومة والجيش السوري على استئصال هذه الغدة السرطانية من منطقة القلمون ومن كل الحدود بين لبنان وسوريا؟ هذا ما ستثبته الايام المقبلة بالتأكيد...