أثبت مجموعة من العلماء أنّ لتغيير فصول السنة تأثيراً بالغاً على كيفية عمل الجينات لدى الإنسان. وبحسب نتائج دراسة نشرت في مجلة «نايتشر» ، فإنّ «ذلك يفسر سبب تفاقم الأمراض خلال فصل الشتاء».
أثبتت مجموعة من العلماء أنّ لتغيير فصول السنة تأثيراً بالغاً على كيفية عمل الجينات لدى الإنسان.وبحسب نتائج دراسة نشرت في مجلة «نايتشر» العملية، فإنّ «ذلك يفسر سبب تفاقم الأمراض خلال فصل الشتاء».
وكشف العلماء أنّ الجينات المتعلّقة بجهاز المناعة ـ الذي يحمي الجسم من الإصابة بالالتهابات ـ تكون أكثر فعالية خلال الفصول الباردة. وأشاروا إلى أنّه «بالرغم من أنّ ذلك يساعد في محاربة الفيروسات مثل الإنفلونزا، فإنّه يزيد من تفاقم أمراض أخرى مثل مرض التهاب المفاصل».
وحلّل فريق عالمي من الباحثين عيّنات من الدم والأنسجة تعود إلى حوالي 16 ألف شخص يعيشون حول العالم.
وتوصل فريق البحث إلى أنّ ربع الجينات في الجسم البشري تتأثّر بتغيير الفصول، إلّا أنّ الجينات التي أثارت اهتمام العلماء هي تلك المتعلقة بالمناعة، وخاصة الالتهابات.
ووجدوا أنّ الجينات المرتبطة بالمناعة تكون أكثر نشاطاً في فصل الشتاء والبرد، أي الفترة الممتدة من كانون الأول ولغاية شباط، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون شمال خط الاستواء، وكذلك من حزيران إلى آب في نصف الكرة الجنوبي.
ولاحظ الباحثون، من خلال هذه الدراسة، أنّ الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من خطّ الاستواء، حيث درجات الحرارة معتدلة طوال أيام السنة ترتبط لديهم المناعة والالتهابات بالفصل الممطر.
وقال البروفسور جون تود، وهو أحد المشاركين في الدراسة من جامعة كامبريج في بريطانيا، إنّ «النتائج التي توصلت إليها الدراسة تفسّر لماذا يُصاب الناس بأمراض معينة في وقت محدّد من السنة».
وللالتهابات تأثير بالغ على بعض الأمراض، مثل: مرض التهاب المفاصل «الروماتويدي»، ومرض السكري من النوع الأول، وأمراض القلب، إذ تزداد نسبة الإصابة بها خلال فصل الشتاء.
وأضاف تود أنّ «هناك عوامل عدة تؤثّر في كيفية عمل الجينات، ومنها الإصابة بالأمراض وعوامل أخرى كالتغذية والضغوط النفسية».
وأوضح الأستاذ في علم الأوبئة الوراثية في جامعة كينغز كولديج تيم سبيكتر، أنّ «الميكروبات في الأمعاء تتغيّر أيضاً بتغيّر الفصول، وقد يعود ذلك إلى التغيير الذي يطرأ على نظامنا الغذائي».