تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 15-5-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على الساحة السياسية الداخلة والخارجية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 15-5-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على الساحة السياسية الداخلة والخارجية.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
معركة القلمون تضاعف مخاوف الإسرائيليين على الجليل
عون لا يغادر الطائف.. وروكز لا يقايض
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتيت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والخمسين بعد الثلاثمئة على التوالي.
يذيب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، غدا، آخر ثلوج القلمون، في خطاب نوعي متلفز سيضمنه «بانوراما» شاملة للأبعاد العسكرية والأمنية والسياسية لـ«معركة القلمون»، بعد أن بلغت فصولها الأخيرة بالسيطرة على تلال إستراتيجية جديدة وإحكام الطوق على المجموعات المسلحة في جرود عرسال وبعض التلال في شمال المنطقة.
ومن المتوقع أن يسلط «السيد» الضوء على البعد ذاته الذي كان قد ركز عليه في أعقاب معركة القصير، أي البعد الإسرائيلي للقلمون، من خلال ارتفاع منسوب مخاوف المستوى الأمني والعسكري في تل أبيب من قدرة «حزب الله» على اقتحام الجليل الأعلى، خصوصا بعد تمكنه من خوض مزيج غير مسبوق من «حرب العصابات» والجيش النظامي في تلال إستراتيجية (2500 م)، في مواجهة المجموعات التكفيرية المسلحة.
سيعلن «السيد» الانتصار، ويتحدث عن معانيه الاستراتيجية، وعن بعض التفاصيل الميدانية. سيشرح جزءا من سير العملية، وسيؤكد مرة اخرى ان لدى المقاومة، وكذلك الجيش السوري، القدرة على تحقيق ما تحدد من اهداف. فكما حصلت عملية ابعاد الخطر من الجنوب في منطقة القنيطرة، يتم ابعاد الخطر والقضاء على الارهابيين في السلسلة الشرقية. كما سيؤكد الاستمرار في هذه المعركة حتى دحر الارهابيين، وان الحلفاء في محور المقاومة هم قلب واحد، ويد واحدة.
وفي السياق نفسه، أعطى قائد الجيش العماد جان قهوجي، قبيل سفره إلى فرنسا، تعليمات واضحة للوحدات العسكرية المنتشرة في البقاع الشمالي، بالبقاء في حالة جهوزية عالية، والاستعداد لمواجهة أية احتمالات من نوع محاولة اقتحام عرسال أو محيطها مجددا، وقال إن الجيش مستعد لإرسال آلاف العسكريين من أجل الدفاع عن الحدود ومنع المجموعات الإرهابية من المس بأمن الأهالي والبلدات والقرى اللبنانية «مهما كانت الأثمان».
وفي انتظار انتهاء «زوبعة» الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية في قضية الوزير الأسبق ميشال سماحة، سياسيا وقضائيا، إما بوضعها على مسار قضائي يؤدي إلى تشديد العقوبة أو بمقايضتها بملف الموقوفين الإسلاميين، يطل رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، اليوم، في مؤتمر صحافي، أعطي بعدا سياسيا استثنائيا قبيل انعقاده، ربطا بملفي الرئاسة والتعيينات الأمنية، من جهة، وتزامنه مع تطورات القلمون وإطلالة السيد نصرالله غدا من جهة ثانية.
ووفق أحد قياديي «التيار الوطني الحر»، فان عون سيقدم مقاربة سياسية تتضمن محاكاة سياسية للصيغة السياسية (النظام) من زاوية مدى قدرتها على تلبية هواجس جميع المكونات الوطنية، وخصوصا لجهة تأمين الشراكة الحقيقية في السلطة، فإذا كان «ممنوعا» عليه أن «يحلم» (عبارة استخدمها أحد قادة تيار المستقبل) برئاسة الجمهورية، و«ممنوعا» عليه أن «يحلم» أيضا بإسناد قيادة الجيش إلى الضابط شامل روكز، هل له أن يحلم بمنصب حارس بلدي أو أن يكون من «أهل الذمة» كما في زمن السلاطين والممالك؟
ويشير القيادي المذكور إلى أن «الجنرال» عندما زار الولايات المتحدة، عشية عودته إلى بيروت في ربيع العام 2005، أبلغه أحد أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي بالحرف الواحد أنه لا مناص من وضع يده بيد سعد الحريري. وبالفعل، حاول فتح خطوط عن طريق أكثر من جهة، فكان الجواب، بالسعي إلى عرقلة عودته إلى لبنان أولا. وعندما صارت العودة أمرا واقعا، زار قريطم، وخرج من هناك للإعلان أنه كرس «اتفاقا نهائيا» (على تأليف الحكومة) مع الحريري «إن شاء الله أن يدوم في سبيل اعمار لبنان في المرحلة المقبلة»، على حد تعبير «الجنرال».
في المقابل، يضيف القيادي نفسه، «تبلغنا لاحقا أن الحريري ابلغ محيطه بعد انتهاء اللقاء، أنه يقطع يده ويترك لبنان ولا يضع يده بيد عون ويتحالف معه. وبالفعل، تمت ترجمة هذا المنحى، بإبعاد التيار الوطني عن أول حكومة برغم نيله أكثرية موصوفة (70% من أصوات المسيحيين)».
هذا المنحى الاقصائي، يتابع القيادي نفسه، استمر طوال عشر سنوات، وقد شكل الاستحقاق الرئاسي ومن بعده تشكيل الحكومة الجديدة، فرصة لاختبار نوايا «المستقبل»، «غير أننا اصطدمنا بواقع وجود خطاب معسول من جهة وممارسة نقيضة من جهة ثانية. يسري ذلك على الرئاسة والوزارة والتعيينات والكثير من الأمور. ولذلك، قرر الجنرال أن يضع الأمور في نصابها بمخاطبة الفريق الآخر باللغة التي يتمناها: تريدون الحفاظ على اتفاق الطائف وإنقاذه من إساءات أهله إليه؟ هذه هي المخارج التي نعتقد أنها كفيلة بالحفاظ على صيغته الميثاقية، وأولها وآخرها الشراكة».
وفي موضوع شامل روكز، يقول القيادي في «التيار الحر» إن العماد عون عندما زار الحريري في منزله في «بيت الوسط» وفاجأه الأخير باحتفاله بعيد ميلاده الثمانين، تفاهم مع زعيم «تيار المستقبل» على معادلة واضحة بناء على طلب الأخير: الحريري يتولى اقناع «14 آذار» بمعادلة روكز لقيادة الجيش مقابل العميد عماد عثمان مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي، فيما يتولى «الجنرال» مهمة «8 آذار» والنائب وليد جنبلاط.
يضيف إن العماد عون فوجئ عندما زار الرئيس نبيه بري في عين التينة بأن الأخير تبلغ من الحريري (غداة زيارة الجنرال الى بيت الوسط) أنه يريد التمديد للواء ابراهيم بصبوص، وأن بري تجاوب مع رئيس «تيار المستقبل»، قبل أن يسمع موقف عون حيث قال له أنه يملك انطباعا ايجابيا ازاء قائد فوج المغاوير (لم يكن قد التقاه) عزّزه العماد جان قهوجي الذي اشاد بروكز أمامه في أكثر من مناسبة، واستدرك قائلا: «اذا تعذر التعيين.. لن اسمح بأي فراغ في أي موقع أمني».
وكانت المفاجأة، وفق الرواية العونية، أن غطاس خوري عندما زار الرابية موفدا من الحريري، خاطبه بالقول: «اذهب واقنع بري وجنبلاط بتعيين شامل روكز وبعد ذلك نتحدث بالموضوع»، وهنا كان جواب «الجنرال»: «اذهبوا الى مجلس الوزراء واتركوا الباقي عليّ».
وتضيف الرواية أن «ما جاهر به الرئيس فؤاد السنيورة علنا بأنه لا يمكن لعون أن يأخذ الرئاسة وقيادة الجيش معا، فإذا أراد الأخيرة، عليه أن يعلن تنحيه عن رئاسة الجمهورية، كان الأكثر تعبيرا عن حقيقة موقف المستقبل، برغم اللوم الذي علمنا لاحقا أنه تم توجيهه للسنيورة على خلفية احراجه الرئيس سعد الحريري الذي كان يفضل المضي بلعبة الإغراء لأن مردودها كان يمكن أن يكون كبيرا كما حصل مع تأليف الحكومة والتعيينات».
وردا على سؤال حول المخرج الذي يتحدث عنه «الثنائي الشيعي» بتمديد السن لعدد محدد من الضباط بينهم قائد فوج المغاوير، يجيب القيادي نفسه أن روكز أبلغ كل من فاتحوه بهذه الصيغة أنه لن يقبل بأية مقايضات وسيبادر فورا الى تقديم استقالته من الجيش اذا حصل مثل هذا التمديد أو اذا عرضت أية صيغة ملتبسة لا تحترم التراتبية وروحية المؤسسة العسكرية.
أوباما للخليجيين: لا للنزاع مع إيران
ثلاث جلسات عمل مغلقة في منتجع «كامب ديفيد» الرئاسي في ميريلاند، وصورة تذكاريّة هي خلاصة القمة التي جمعت أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومن ناب عنهم، سعياً منه إلى تبديد هواجسهم من إيران، من دون التطرق إلى أي تراجع في مسار المفاوضات مع طهران، دافعاً بالخليجيين إلى القبول بالاتفاق النووي كأمر واقع قائم إلى جانب ضمان أمنهم.
وذكر بيان مشترك صدر عقب انتهاء القمة، اعلنه اوباما أن الولايات المتحدة والحلفاء الخليجيين «يتفقون على أن إبرام اتفاق نووي مع إيران يخدم مصالحهم الأمنية»، مؤكداً أن «الدول ستعمل معا للتصدي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة»، وأن واشنطن «ستضمن تسريع نقل السلاح لدول الخليج»، كما أن الرئيس الأميركي سيرسل فريقا إلى المنطقة في الأسابيع القادمة لبحث التفاصيل.
وفيما قال اوباما إنه يتفهم بعض هواجس الخليجيين، الا انه اكد ان احدا لا يريد نزاعا مع ايران او تهميش دورها، مشيرا في الوقت ذاته الى انه اتفق مع القادة على تعزيز مكافحة الارهاب في سوريا ودعم «المعارضة المعتدلة» وضمان عملية سياسية انتقالية تصل الى مرحلة استبعاد الرئيس بشار الاسد.
وعقد أوباما مؤتمراً صحافيا إلى جانب القادة الخليجيين أكد فيه أن هناك «تغيرات استثنائية» في دول الخليج، ولكن واشنطن وحلفاءها قادرون «على تقوية بعضهم البعض، والعمل على قضايا مثل مكافحة الإرهاب والانتشار النووي والصراعات»، مؤكداً أن النقاشات كانت «صريحة ومكثفة» وتناولت «الملف النووي الإيراني والهواجس بشأن الأنشطة التي تزعزع المنطقة».
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن المباحثات مع الخليجيين تناولت «الوضع في سوريا واليمن ومواجهة التطرف والجهود الإضافية المطلوب بذلها لمواجهة داعش»، وعبر عن التزامه بعقد قمة للمتابعة في العام القادم لبحث التقدم بشأن القضايا المطروحة، مشيراً إلى أنه كان واضحا للغاية في أن الولايات المتحدة ستقف إلى جوار شركائها في مجلس التعاون الخليجي ضد «الهجمات الخارجية».
بدوره، أكد أمير قطر تميم بن حمد وجود أمور كثيرة متفق عليها مع واشنطن، مؤكداً أن «جميع دول مجلس التعاون ترحب بالاتفاق مع إيران، وتأمل في أن يكون عامل استقرار في المنطقة» لافتاً إلى أن النقاش تناول «ضرورة عدم تدخل الدول الخارجية في شؤون دول الخليج».
وحول أجواء الجلسة نقلت وكالة «رويترز» أن «أجواء من التوتر خيمت على اللقاء بسبب السياسة الاميركية ازاء ايران وسوريا وانتفاضات الربيع العربي».
وفي مؤشّر على الأهمية الرمزية التي أراد أوباما إضفاءها على هذا اللقاء بعد توقيع الاتفاق الإطار «التاريخي» بين إيران ومجموعة «5+1»، فقد كانت هذه هي المرة الثانية فقط - بعد قمة «مجموعة الثماني» في أيار العام 2012 - التي يستقبل فيها الرئيس الأميركي قادة أجانب في «كامب ديفيد».
واستبق أوباما مباحثات «كامب ديفيد» باجتماع عقده، أمس الأول، في البيت الأبيض مع وليّي العهد السعودي محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، حيث سعى خلال اللقاء، إلى التقليل من حجم الخلافات، بتشديده على الصداقة الاستثنائية بين البلدين التي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، وذلك بالرغم من أنّ الحضور اقتصر، تقريباً، على قادة الصف الثاني، باستثناء أميري قطر والكويت اللذين حضرا شخصياً.
وفي وقتٍ صوَّر البيت الأبيض هذه القمة على أنها اجتماعات عمل لا مناسبة لالتقاط الصور، قلّل مسؤولون أميركيون من فرص التوصّل إلى انفراجات كبيرة، مؤكّدين أنه لن يكون هناك اتفاق رسمي للدفاع، وأنّ القمة ستنتهي، بإعلانات أكثر تواضعاً بشأن نظم متكاملة للدفاع الصاروخي.
وقبيل تصريح أوباما، أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس أنّ الرئيس أطلع زعماء دول الخليج على الجهود الدولية التي تبذل للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران بحلول حزيران المقبل، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة سترحّب بدعم دول مجلس التعاون الخليجي للاتفاق. وقال رودس: «نحن نبحث ما يمكننا فعله لتسريع تقديم الدعم وبناء القدرات لدول مجلس التعاون الخليجي في ما يتعلق بالصواريخ البالستية، والأمن البحري، والعمليات الخاصة ومكافحة الارهاب وأمن الحدود».
وبشأن سباق تسلّح نووي في المنطقة، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن أياً من دول الخليج لم تعطِ مؤشراً على أنّها تسعى لبرنامج نووي «يمكن أن يثير القلق».
في هذا الإطار، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ السعودية وبعض الدول المشاركة في القمة، تعهّدت بإطلاق برنامج نووي على أن يكون لها الحق بامتلاك ما تمتلكه إيران، وتحدث أحد القادة المشاركين في القمة إلى الصحيفة قائلاً: «لن نجلس متفرجين بينما يُسمح لإيران بالاحتفاظ بكثير من قدراتها النووية وتطوير أبحاثها».
وكان الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودية تركي الفيصل قد أكد خلال مشاركته في مؤتمر عقد في سيول أنّه «مهما كان ما ستحصل عليه إيران، سنحصل عليه نحن أيضاً»، وذهب أبعد من ذلك بالقول إن «الولايات المتحدة تسعى إلى التقرب من إيران»، ليختم بصيغة الماضي: «نحن كنا أعز الأصدقاء لمدة 50 عاماً».
ويقول غاري سامور الذي شغل منصب كبير مستشاري أوباما في الشؤون النووية خلال ولايته الأولى، إنه «إذا وُقِّع الاتفاق مع إيران أم لم يوقَّع، ستكون هناك ضغوط من أجل سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط». ولكن السؤال، وفقاً لسامور، هو: «كيف ستتمكّن السعودية من تطوير برنامج نووي من دون مساعدة خارجية؟». وهذا ما يُبقِيها أمام خيارَين لا ثالث لهما، إمّا أن تلجأ إلى كوريا الشمالية للمساعدة «وهذا مستبعد طبعاً»، أو حليفتها باكستان التي تملك التكنولوجيا والسلاح.
وفي الشأن السوري، أكد رودس أنّ البيت الأبيض لا يمانع «تقييم خيار» فرض منطقة حظر طيران للمساعدة في إنهاء الأزمة في سوريا، مستدركاً أن «هذا الإجراء لا ينظر إليه باعتباره وسيلة ناجعة للتعامل مع القتال» هناك.
ورأى خبراء أنّ أوباما مُنفتح على فكرة منح دول مجلس التعاون الخليجي وضع حليف رئيسي من خارج «حلف شمال الأطلسي»، لكنّ رودس أكد أنّ المحادثات في القمة تركّز بدرجة أكبر على الضمانات العامة بشأن المساعدة التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة بخصوص أمن دول الخليج.
في هذا السياق، نقلت شبكة «سي ان ان» عن ديبلوماسي عربي قوله إنّ «هناك تصميماً من قبلنا الآن بأنّه إذا كانت هناك قضايا أمنية، فإنّ علينا أن نواجهها بعمل.. لن نطلب الإذن من الولايات المتحدة، نحن بالطبع نتعاون معهم بشكل جيد، ولكن لن ننتظر حتى تقول لنا واشنطن ما علينا فعله»، موضحاً أن العملية العسكرية السعودية ضدّ اليمن «تعكس هذا التوجه، وعزم دول الخليج على حفظ الأمن في المنطقة، بغض النظر عن انخراط واشنطن، أو حتى موافقتها».
وردّ مسؤول في الإدارة الأميركية على هذا التوجه عبر «سي ان ان» معتبراً أنه «أمر جيد أن تقوم دول الخليج بأخذ مسؤولية أكبر»، ولكنه حذّر من أنها «إذا أرادت شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة، فإنه يجب أن تأخذ رأي واشنطن في الاعتبار». وأضاف: «لا تطلب مساعدتنا ثم تقول بعدها: بصرف النظر عمّا تقول نحن سنقوم بعمل.. فهذا أمر من الصعب قبوله عقلياً ولا يتماشى تالياً مع المصالح الأميركية»."
النهار
"إعادة محاكمة" سماحة... بالتسجيلات والاعترافات
هل يُطلَق الموقوفون الإسلاميون بالمعادلة "المخفّفة"؟
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول " اتخذ الاشتباك السياسي – القضائي الذي أشعله حكم المحكمة العسكرية في ملف الوزير السابق ميشال سماحة ابعادا تصعيدية واسعة حملت دلالات قد تتشابك مع الملفات الساخنة الاخرى المرشحة بدورها لحماوة اضافية، وخصوصاً في ظل ما ينتظر ان يعلنه من مواقف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في مؤتمره الصحافي قبل ظهر اليوم في شان ملفّي التعيينات الامنية والعسكرية والانتخابات الرئاسية. ومع ان الواقع اللبناني شهد سوابق عدة مماثلة للاشتباك السياسي الناشئ حول "حكم سماحة"، فان التطورات التي تسارعت امس على خلفية انفجار الاصداء الساخطة لتخفيف مدة الحكم الى اربع سنوات ونصف سنة بدت كأنها استعادة لمحاكمة سماحة اعلاميا وشعبيا من خلال بث الأشرطة المسجلة صورة وصوتا للاحاديث التي جرت بينه وبين الشاهد المخبر السري ميلاد كفوري الذي تمكن من الايقاع به قبيل بدء تنفيذ مخطط التفجيرات الذي تولى سماحة الاعداد لمرحلته الاولى، بما يكشف الهوة الواسعة بين الاعترافات المثبتة لسماحة بمخطط التفجيرات والاغتيالات والحكم المخفّف في حقه. كما ان الجوانب الاخرى من الاشتباك برزت في اتساع ردود الفعل الرافضة للحكم والتي لم تقتصر على "تيار المستقبل" وفريق 14 آذار عموما بل تجاوزتها الى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وشخصيات مستقلة مثل الرئيس نجيب ميقاتي.
وتحت عنوان "البراءة المستحيلة" بثت محطة تلفزيون "المستقبل" مساء امس مقاطع عدة لأشرطة مسجلة يشرح فيها سماحة في منزله في بيروت لكفوري مخطط الاعداد للتفجيرات وانواع المتفجرات والاسلحة، ويكرر فيها مرات ان الرئيس السوري بشار الاسد واللواء علي المملوك وحدهما يعرفان بالمخطط. كما يحدد سماحة في التسجيلات الاهداف المحددة للعمليات الارهابية من تجمعات لمقاتلين ضد النظام السوري وممرات وتجمعات دينية معينة حتى لو قتل فيها رجال دين ونواب ومفتون. ويظهر في لقطات اخرى يسلم حقائب الاسلحة والمتفجرات والصواعق من صندوق سيارته الى كفوري.
مجلس القضاء
وفي حين تواصلت الاجراءات التمهيدية لتقديم الطعن في حكم المحكمة العسكرية، برزت دلالات التأزم التي حملتها اصداؤه من خلال مسارعة مجلس القضاء الاعلى الى اصدار بيان ذكر فيه بأن "النظام القضائي في لبنان يلحظ طرقا للمراجعة ضد أي قرار يشتكى منه". واشار الى ان "نسب أي مآخذ الى قاض له آلية مكرسة في القانون وهي محكومة بجملة شروط، أهمها السرية فلا يجوز خرقها عبر الاعلان عن احالة قاض بالذات على التفتيش القضائي ايا تكن الاسباب او الظروف". وبعدما جدد المجلس "ثقته بقضاة لبنان مؤكداً جسامة الاعباء الملقاة على عاتق القضاء في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن"، دعا الجسم القضائي "الى بذل جهود بينة للنهوض بهذه الاعباء".
تداعيات
وفي المقابل، بلغت ترددات الحكم ضريح الرئيس رفيق الحريري الذي شهد وقفة تضامن رفضا للحكم شارك فيها وزراء العدل اللواء اشرف ريفي والداخلية نهاد المشنوق والشؤون الاجتماعية رشيد درباس وقيادات من 14 آذار، كما نفذت مجموعات شبابية من "تيار المستقبل" اعتصاماً أمام مبنى المحكمة العسكرية. ومضى وزير العدل في خطواته الهادفة الى الطعن في الحكم وتالياً محاولة نقل الملف الى المجلس العدلي، علماً ان هذه الخطوات حظيت بغطاء سياسي واسع لريفي من "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار. وأعلن الوزير في هذا السياق انه رفع مشروعا الى مجلس الوزراء لاحالة ملف سماحة على المجلس العدلي في موازاة التقدم بنقض الحكم وتمييزه امام محكمة التمييز العسكرية، الامر الذي يعني ضمنا ان وزير العدل سارع الى اولى الخطوات التنفيذية في مسعاه لنزع الملف من القضاء العسكري ونقله الى القضاء العدلي مع ان خطوة كهذه ليست مضمونة، نظراً الى المعارضة المتوقعة لها من افرقاء 8 آذار الذين بدا دفاع معظمها امس عن المحكمة العسكرية واضحا. كما ان الوزير السابق عضو "تكتل التغيير والاصلاح" سليم جريصاتي طالب ريفي امس بالاستقالة.
وأبلغ مصدر في "تيار المستقبل"، "النهار"، أن من تداعيات ملف سماحة إعادة النظر في طريقة محاكمة الاسلاميين الموقوفين الذين لم يحكم عليهم حتى الآن. فإذا كان حكم المحكمة العسكرية في ملف سماحة، مع ما ينطوي عليه الملف من إثباتات جرمية دامغة، جاء مخففاً الى أقصى مدى فمن المنطقي أن تسري النتيجة على واقع الاسلاميين المتهمين الذين مضى على وجودهم في السجن فترة طويلة وهم ليسوا في واقع مماثل لتورط سماحة. واعتبر أن حصول هؤلاء على أحكام مخففة هو أضعف الايمان، لا بل إن وجودهم في السجن قد تجاوز مدة محكوميتهم ولا بد من إطلاقهم. وأعطى مثلا سابقة فايز كرم الذي دين بالتعامل مع إسرائيل وأطلقته المحكمة العسكرية بناء على حكم مخفف مما أفسح في المجال لإطلاق أكثر من عشرة مدانين بالتعامل مع إسرائيل بطريقة مماثلة لإطلاق كرم.
كما علمت "النهار" من مصادر وزارية ان مجلس الوزراء شهد أمس إختباراً مبكراً لمشكلة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من خلال بند مالي خاص بوزارة العدل مدرج على جدول الاعمال ومقداره مئة مليون ليرة الذي اعترض عليه وزيرا "حزب الله" لكن البند أقرّ أخيراً. ولفتت الى ان موقف وزيري الحزب جاء بشكل غير مباشر رداً على المواقف الاخيرة لوزير العدل أشرف ريفي، علما أن الجلسة لم تبحث في أي أمر خارج جدول الاعمال.
الحريري
في غضون ذلك، توج الرئيس سعد الحريري زيارته لروسيا بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الاسود. وأفاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي للحريري ان اللقاء تناول مستجدات الوضع في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
عون
الى ذلك، تتجه الانظار اليوم الى المؤتمر الصحافي الذي سيعقده العماد عون والذي ينتظر ان يتسم باهمية نظراً الى ما سبقه من توقعات في وسطه السياسي تحدثت عن تصعيد كبير في مواقفه من ملف التعيينات قد ترقى الى حدود التأثير على عمل الحكومة إما من خلال اعتكاف وزرائه وإما من خلال شل عمل الحكومة كلا في حال دعم افرقاء 8 آذار لموقفه. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" إن هذه المواقف كان متوقعاً ان يعلنها عون الثلثاء الماضي عقب الاجتماع الدوري لتكتله، لكنه آثر التريث الى اليوم افساحاً لإمكان بلوغه اقتراحات معينة في شأن تعيين القيادات الامنية والعسكرية. وتوقعت تالياً ان يحظى عون بدعم "حزب الله" في الخطوات التي سيتخذها ولكن من غير ان تبلغ حدود اسقاط الحكومة.
التزام أميركي - خليجي في كمب ديفيد للتصدي لنشاطات إيران في المنطقة
هشام ملحم
سعى الرئيس الاميركي بارك أوباما الى طمأنة حلفائه الخليجيين في القمة الاولى التي عقدها معهم في منتجع كمب ديفيد، الى ان الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة صون أمن منطقة الخليج، وصد أي اعتداءات خارجية تتعرض لها دول مجلس التعاون الخليجي. ووعد بتوسيع التعاون العسكري مع دول المجلس من خلال اجراء مناورات عسكرية مشتركة، ورفع مستوى التعامل معها كحليفة خارج اطار حلف شمال الاطلسي. وخيمت ايران ببرنامجها النووي، والاهم من ذلك بسياساتها وتصرفاتها الاقليمية السلبية، على الجلسات الاولى للقمة.
وجاء في بيان مشترك صدر عقب القمة أن المجتمعين أكدوا "التزامهم المشترك للشركة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي لبناء علاقات أوثق في كل المجالات، بما فيها الدفاع والتعاون الأمني، وتطوير المقاربات المشتركة للقضايا الإقليمية من أجل دفع مصلحتهم المشتركة في الاستقرار والازدهار".
وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لردع ومواجهة أي تهديد خارجي يهدد سلامة أراضي أي منها ولا يتفق وميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف: "كما هو الحال في عملية عاصفة الحزم، فإن دول مجلس التعاون الخليجي ستتشاور مع الولايات المتحدة عندما تخطط لاتخاذ عمل عسكري ما وراء حدود دول المجلس، وخصوصاً عندما تكون المساعدة الأميركية مطلوبة لمثل هذا العمل".
وأعلن ان "أميركا ودول الخليج متفقة على أن توقيع اتفاق نووي شامل قابل للتحقق منه مع إيران يخدم المصلحة الأمنية لدول مجلس التعاون". لكن "أميركا ودول الخليج ستعمل معاً للتصدي لنشاطات إيران التي تزعزع استقرار المنطقة". وأوضح أنه "في حال حصول عدوان في الخليج، ستبحث أميركا في اتخاذ عمل جماعي بما في ذلك احتمال استخدام العمل العسكري للدفاع عن دول المجلس". وأشار الى أن "أميركا ستضمن الإسراع في نقل السلاح الى دول الخل