أكّد الباحث الاستراتيجي والخبير في الشؤون الايرانية الدكتور حبيب فياض عن عمل ما تحضّره الادارة الأميركية ضدّ إيران خصوصاً في ظلّ الانسحاب الأميركي من العراق.
حسين عاصي
بنك اتهامات أميركا لايران نفد وكلام بايدن واضح
السياسة العدوانية الأميركية وصلت لطريق مسدود
كلينتون فضحت المؤامرة وكلامها ينمّ عن غباء
إيران انتصرت وأصبحت دولة نووية رغم أنف أميركا
السيناريو الأميركي تمّ بالتنسيق الكامل مع الرياض
واشنطن تسعى لخلق بيئة عالمية معادية لطهران
إيران تدرك مخاطر اللعبة الأميركية ولن تنجرّ للفتنة
مسار العلاقات بين الخصمين يتجه نحو الصدام
نوايا سعودية مبيّتة وراء التصعيد ضد إيران...
أكّد الباحث الاستراتيجي والخبير في الشؤون الايرانية الدكتور حبيب فياض أنّ اتهام الولايات المتحدة الأميركية للجمهورية الاسلامية في إيران بالتورط بما أسمته محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن ليس سوى خطوة في سياق سعي واشنطن لتوتير علاقاتها مع طهران، متحدثاً عن عمل ما تحضّره الادارة الأميركية ضدّ إيران خصوصاً في ظلّ الانسحاب الأميركي من العراق.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، رأى الدكتور فياض أنّ كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كان على درجة غالية من الغباء، موضحاً أنّ الأخيرة كشفت المؤامرة الأميركية حين زعمت أنّ هذا الاتهام سيسهّل إقناع الرأي العام بإقرار العقوبات ضدّ طهران، لافتاً إلى أنّ كلام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن كان أيضاً واضحاً في هذا الاطار.
وإذ لفت الدكتور فياض إلى أنّ معسكر الاعتدال العربي يتعاطى بسياسة متناغمة بالكامل مع المطالب الأميركية، أعرب عن اعتقاده بأنّ هذا السيناريو إنما تمّ بالتنسيق الكامل بين واشنطن والرياض، مشيراً إلى أنّ السعودية لديها دوافع على ما يبدو ونوايا مبيّتة من أجل تصعيد سياستها السلبية تجاه طهران.
ولم يستبعد الدكتور فياض إمكان لجوء الادارة الأميركية إلى الخيار العسكري، معرباً عن اعتقاده بأنّ مسار العلاقات بين الخصمين اللدودين، في إشارة إلى واشنطن وطهران، يتجه نحو الصدام لا محالة، مشدداً على أنّ إيران أصبحت دولة نووية رغماً عن أنف أميركا، وهو الأمر الذي لن تستطيع واشنطن السكوت عنه.
بنك الاتهامات نفد..
الخبير في الشؤون الايرانية الدكتور حبيب فياض أكد لموقع المنار أنّ الولايات المتّحدة الأميركية تبحث دائماً عن مبرّرات في سبيل توتير علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية في إيران ومن أجل تمرير خطوات إجرائية من خلال مجلس الأمن أو المعسكر الغربي ضدّ طهران. ورأى أنّ مخزون بنك الاتهامات الذي تعتمده الولايات المتحدة الأميركية قد نفد ما اضطرّ الجانب الأميركي لاختلاق مبرّرات جديدة.
وانطلاقاً من ذلك، أعرب الدكتور فياض عن اعتقاده بأنّ الجانب الأميركي يريد زرع الفتنة بين الجمهورية الاسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، كما أنه يتّهم إيران بعمل إرهابي مباشر من خلال القول أنّ طهران كانت تعمل على قتل السفير السعودي في واشنطن. وأشار إلى احتمال أن تكون واشنطن تسعى لاختلاق مبرّرات لمهاجمة طهران، لافتاً إلى أنّ ذلك ليس بعيداً، ملاحظاً أنها وفي كل مرة تحاول فيها فرض عقوبات على سورية، فهي تقرِنها بعقوبات على مؤسسات إيرانية وأفراد إيرانيين.
كلينتون كشفت المؤامرة
وخلص الدكتور فياض إلى أن جعبة واشنطن خاوية ولم يعد لديها المبرّرات التي تستطيع من خلالها أن تستجمع رأياً عالمياً مؤيداً لها ومناهضاً لطهران ما يدفعها إلى اختلاق المبررات وفبركة الاتهامات. ورأى أنّ كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في هذا الاطار كان واضحاً وعلى درجة عالية من الغباء، إذ إنّ كلينتون كشفت المؤامرة الأميركية عندما قالت أنها تتوجه للأسرة الدولية في محاولة لاقناعها بجدوى العقوبات بعد المستجدّأت الجديدة. واشار إلى أنّ كلام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن كان أيضاً واضحاً عندما لوّح بالعقوبات وكذلك بإجراءات أكثر من العقوبات.
واعتبر الدكتور فياض أنّ هناك عملاً أميركياً ما يُحضَّر ضدّ إيران خصوصاً في ظلّ الانسحاب الأميركي من العراق، معرباً عن اعتقاده بأنّ الولايات المتحدة الأميركية سوف تعمد إلى اختلاق العديد من المبررات والأسباب لتبرير سياساتها العدوانية تجاه الجمهورية الاسلامية، وبالتالي فإنّ اتهام إيران بالتورط بما أسمته محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن ليس سوى خطوة في هذا الاتجاه.
دوافع السعودية ونواياها المبيّتة
ولفت الدكتور فياض إلى أنّ السياسات الأميركية تجاه الجمهورية الاسلامية في إيران ومحور المقاومة وصلت إلى طريق مسدود من خلال البوابة السورية، الأمر الذي سيدفع واشنطن بطبيعة الحال للتعامل مباشرةً مع طهران وليس من خلال البوابة السورية. وأشار إلى أنّ ذلك يحتاج لخلق بيئة عدوانية تجاه طهران وبناء أكبر قدر من التأييد الغربي والدولي لهذه البيئة، باعتبار أنّ ذلك يساعد الولايات المتحدة الأميركية لتشويه صورة الجمهورية الاسلامية ويبرّر أي إجراءات يمكن أن تلجأ إليها واشنطن مستقبلاً، وبينها احتمال عملية عسكرية، كما أنّه يؤدي أيضاً لاصطفاف الدول العربية والرأي العام العربي إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.
واعتبر أنّ الجانب الأميركي يحاول أيضاً أن يسبّب إحراجاً للأقطاب المؤيدة لايران وتحديداً لروسيا والصين، موضحاً أنّ الادارة الأميركية تتصوّر أنها، إذا استطاعت فبركة أدلة ضدّ إيران، تستطيع أن تجعل الموقف الروسي والصيني أقلّ انحيازاً ويصبح بالتالي من الممكن الحصول على قرار دولي يدين طهران، بموافقة روسية صينية.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يخشى أن يتبنى العرب فعلياً الاتهام الأميركي المستجد، وعمّا إذا كانت المملكة العربية السعودية بالتحديد تستطيع السير به، لفت الدكتور فياض إلى أنّ معسكر الاعتدال العربي يتعاطى بسياسة متناغمة بالكامل مع المطالب الأميركية، فكيف بالحري إذا كنا نتكلم عن اتهام لطهران بمحاولة قتل السفير السعودي. وأعرب عن اعتقاده بأنّ هذا السيناريو إنما تمّ بالتنسيق الكامل بين واشنطن والرياض، مشيراً إلى أنّ السعودية لديها دوافع على ما يبدو ونوايا مبيّتة من أجل تصعيد سياستها السلبية تحديداً بعدما تبلورت معالم تحالف جديد في المنطقة هو تحالف تركي سعودي غربي، خصوصاً بعدما خسرت دول الاعتدال العربي مصر الأمر الذي يدفع السعودية نحو الواجهة الاقليمية لتملأ الفراغ الناجم عن خروج مصر.
إيران لن تنجرّ للفتنة
ورداً على سؤال عن طريقة مواجهة إيران للاتهامات الأميركية المستجدّة، أشار الدكتور فياض إلى أنّ هذا الاتهام والاجراءات الأميركية ليست بالمسألة الجديدة بالنسبة للايرانيين، وهم اعتادوا على هذه الأمور. ولفت إلى أنّ تصريحات المسؤولين الايرانيين أثبتت ذلك، متوقفاً بشكل خاص عند كلام رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني وحديثه عن علاقات عادية وطبيعية لايران مع المملكة العربية السعودية، ما يعني أن الجمهورية الاسلامية ليست بحاجة الى مثل هذه الاعمال الصبيانية التي تدعيها أميركا، علماً أنّ القيام بمثل هذه الاعمال لن تجدي نفعا لأيّ طرف.
وفيما شدّد على أنّ الاتهام باطل ولا مبرّر له على الاطلاق، أعرب عن اعتقاده بأنّ هذا الكلام فيه مؤشر واضح أنّ طهران تدرك مخاطر اللعبة الأميركية وهي لن تنجرّ للفتنة العربية الايرانية ولا للفتنة السنّيّة الشيعية إذا جاز التعبير، ولكنها في المقابل وبمقدار ما ستكون مرنة مع الجانب العربي ستكون حاسمة وحازمة في التعامل مع المعسكر الغربي والولايات المتحدة الأميركية على رأسه. وقال: "يبدو أننا أصبحنا في مرحلة لم تعد فيها واشنطن مضطرة للتعامل مع طهران من خلال البدائل والوسائط بل باتت فيها التعاطي مباشراً، وهو الأمر الذي يستعدّ له الايرانيون منذ أكثر من ثلاثين سنة".
طهران انتصرت على كل خصومها
وإذ رأى الدكتور فياض أنّ مسار المواجهة بين الخصمين اللدودين، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الاسلامية في إيران، قد اقتربت، أكّد أنّ مسار الأمور ينبئ بأن مسار العلاقات بين الدولتين يتجه نحو صدام لا محالة. وحذر من أنّ أميركا، إذا يئست من موضوع الفتنة بوصفه وسيلة تستطيع من خلالها الوصول إلى أهدافها وإذا يئست من المؤامرات التي تحاك على خلفية ما يُسمّى الثورات العربية، من الممكن جداً أن تعمد إلى توجيه ضربة عسكرية ضدّ إيران.
ولفت الدكتور فياض إلى أنّ عنوان الملف النووي الايراني تجلّى نهائياً بأنّ طهران انتصرت على كل خصومها، وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة الأميركية، وأصبحت إيران دولة نووية رغماً عن أنف أميركا، وهو ما لن تستطيع واشنطن السكوت عنه وقد تجد نفسها مضطرة للتعامل عسكرياً مع طهران بغض النظر عن طبيعة الاجراء العسكري الذي يمكن أن تلجأ إليه. ولفت ختاماً إلى المشاكل الداخلية التي تعاني منها الولايات المتحدة الأميركية ما يجعلها تعتمد سياسة الهروب للأمام واختلاق مشاكل خارجية للتعمية على مشاكلها الداخلية التي أثبتت أنّ الادارة الأميركية لا تزال عاجزة عن وضع حدّ لها لغاية تاريخه.