يعاني غالبية الناس (من دون إدراكهم) من نقص في مركب «أوميغا 3»؛ ما يؤدي إلى اضطرابات في المزاج والتهابات وإرهاق. كما أن الكثيرين يعانون من نقص في المستوى المطلوب لفيتامين «د» الذي يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم الموجود في بع
عندما يتعلق الأمر بالبحث عن كيفية تناولنا الطعام الصحي والنظيف، يشعر غالبيتنا بالضياع، وبخاصة أن كثيراً من الناس يستهلكون وجبات مصنعة خفيفة أو سريعة، من دون أن يتناولوا ما تحتاجه أجسامهم فعلياً من مغذّيات وبالقدر الكافي؛ مثل الخضار والحبوب والفواكه. على سبيل المثال، يعاني غالبية الناس (من دون إدراكهم) من نقص في مركب «أوميغا 3»؛ ما يؤدي إلى اضطرابات في المزاج والتهابات وإرهاق. كما أن الكثيرين يعانون من نقص في المستوى المطلوب لفيتامين «د» الذي يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم الموجود في بعض الأطعمة التي نتناولها؛ وهذا النقص تحديداً يتسبب في كثير من المشاكل الصحية، ابتداء من أمراض القلب والأوعية الدموية، وصولاً إلى الربو.
وبالرغم من زيادة عدد خبراء التغذية كثيراً في السنوات الأخيرة، وزيادة نصائحهم وإرشاداتهم؛ الا ان سوق الإعلانات لا تزال هي التي تحدد الاتجاهات الحقيقية للمستهلك، من دون أن تخضع لاية رقابة صحية. كما ان العديد من الدراسات الخاصة بالحقل الصحي تتم تغطيتها إعلامياً بشكل ضعيف او مشوّه.
كما انتشرت في الفترة الأخيرة أنواع كثيرة من الأغذية المصنّعة الرخيصة والشعبية بين أيدي الأطفال والشباب، تم تسويقها في المدارس والجامعات، على نطاق واسع حتى اعتبرها كثيرون أنها يمكن ان تغني عن الأغذية الطبيعية كالفواكه الطازجة بدلاً من السكاكر والأغذية النباتية التقليدية كلفافة الزعتر والزيت التقليدية بدلاً من الرقاقات المصنعة والضارة. لذا، اعد الباحث جورج كرزم تقريراً بهدف طرح قائمة واضحة ومباشرة من المكونات التي تتسبب بأمراض من خلال السموم التي قد تكون كامنة في طعامنا أو في مكملاتنا الغذائية. ناصحاً بضرورة دراسة القائمة (على السلع) اذا وجدت، وبالتالي تفادي السموم التي تتضمنها؛ وهي تحديداً تسعة مكونات كيميائية صناعية يجب الامتناع كلياً عن إدخالها إلى أفواهنا.
فما هي هذه المواد وأضرارها؟ وأين يمكن أن نجدها؟ وكيف يمكن تجنّبها لاسيما في ظل وجود بدائل طبيعية؟
بنزوات الصوديوم
«بنزوات الصوديوم» عبارة عن مادة مضافة تستخدم كمادة حافظة في بعض عصائر الفاكهة والمشروبات الغازية والمخللات. وتكمن خطورة هذا المركب الكيميائي في أن وجوده في المشروبات التي تحوي أيضاً «حامض الأسكوربيك» (الذي يعرف أيضاً بفيتامين C)، ينتج خليطاً كيميائياً قد تتكون نتيجته كميات قليلة من مادة «البِنْزِن» التي تعتبر مسرطنة. كما أثبتت بعض الدراسات بأن بنزوات الصوديوم قد يزيد من النشاط المفرط لدى الأولاد.
برومات البوتاسيوم
غالباً ما يستخدم مركب «برومات البوتاســــيوم» (المعروف أيضـــاً باسمه الشعبي: «شــــيفارو») كمضاف غذائي في عملية صنع الخبز والكعك ومشتقاته.
وهو يعتبر مادة مسرطنة منع استعمالها في العديد من دول العالم. ولا نعرف اذا كان المراقبون في وزارتي الاقتصاد والصحة يراقبون استخدام هذه المادة في الأفران والمخابز عندنا. وقد يستخدم هذا المركب في الخبز الأبيض والمقرمشات وغيرها من الوجبات الخفيفة. ولتلافي المخاطرة بصحتنا، يجب أن ندقق جيداً بالمكونات المدونة على السلع الغذائية التي نرغب بشرائها، للتأكد من خلوها من هذه المادة السامة.
المحلّيات والمنكهات الاصطناعية
تعتبر جميع المحليات التجارية مثل السَكْرَلوز والسَكَارين والأسبرتيم و «أسيسولفيم K» وغيرها من محليات صناعية من دون أية قيمة غذائية. وتتسبّب جميعها في اختلالات سلوكية، وإفراط مرضي في النشاط، وأعراض الحساسية، فضلاً عن احتمال تسبّبها بأمراض سرطانية. وبشكل عام، يسبّب السكر والمحليات الصناعية السمنة، تسوس الأسنان، السكري، نقص السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم. فلنبتعد إذن عن السكريات الوهمية. كما يفضل تجنب تناول الأغذية التي تحوي منكهات اصطناعية وهمية بكافة أشكالها؛ وبخاصة المنكهات بطعم الزبدة (الاصطناعية) المتواجدة في العديد من أصناف «البوب كورن»، السمن النباتي والوجبات الخفيفة. وأكدت الأبحاث الطبية أن مركّب ثنائي الأسيتيل الموجود في المنكهات بطعم الزبدة قد يتسبّب في مرض الزهايمر.
سوربات البوتاسيوم (E202)
يستخدم سوربات البوتاسيوم، بالعادة، في الأجبان والبوظة ومشروبات الفاكهة والسلع الغذائية المخبوزة، بهدف إطالة مدة الصلاحية. وتعتبر هذه المادة ذات مفعول سامّ بشكل تراكمي، وهي من أكثر المواد الحافظة استعمالاً في الصناعات الغذائية.
ويُضاف سوربات البوتاسيوم في بعض الدول الأوروبية على سطح الأجبان لمنع تعفنها. ويُفترض أن يتم قشرها قبل تناول الاجبان. أما بعض منتجي الألبان المحليين فيستخدمون سوربات البوتاسيوم في ألبانهم بهدف حفظها فترة طويلة من دون تلف، علماً أن الألبان البلدية التي تتكوّن من خلال عملية تخمير طبيعية وسليمة للحليب، لا تحتاج إلى أية مادة حافظة، نظراً لاحتوائها بشكل طبيعي على حامض اللاكتيك (lactic acid) الذي يعتبر مادة حافظة طبيعية.
أي أن استخدام ســوربات البوتاسيوم يعني بأن هناك خلـــلاً في عمـــلية التصـنيع التي يُراد التغطية عليه باستخدام مادة حافظـــة، او أن طــــرق التسويق والحفظ ليســت جيـــدة او بهدف ان تبقى السلع لمدة أطول من اللازم من دون تلف لأهداف تجارية.
أكريل أميد
مركب أكريل أميد عبارة عن مادة كيميائية صناعية قد تتواجد في الكربوهيدرات مثل الحبوب والبسكويت والمقرمشات والخبز ومنتجات البطاطا. واستناداً إلى دراسات عديدة، أكدت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) الأميركية بأن هذه المادة قد تتسبب بالسرطان. وهذا سبب كافٍ للامتناع عن تناول الأغذية التي تحوي هذا المركب الخطر؛ وبخاصة رقائق البطاطا والبطاطا المقلية لأنها تحوي أعلى مستويات هذا المركب. كما يُقال إن هذه المادة تستخدم ايضاً لزيادة السكريات بياضاً مثل الملبس على لوز والملبس على قضامة، بالاضافة الى استخدامها في المياه المعبأة لزيادة نقاوة المياه... وكل ذلك لأهداف تجارية أيضاً.
الزيوت النباتية المبرمنة (BVO)
تعتبر مادة BVO من المضافات الغذائية التي تحافظ على منكهات الطعام الحامضي من التفكك، وبخاصة في المشروبات الغازية والرياضية ومشروبات الطاقة؛ وهي تحوي على عنصر البروم المتواجد في مثبطات الاحتراق ويتسبب في خلل بالجهاز العصبي. ورغم حظر هذه المادة في دول الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا، فلا يزال يسمح باستخدامها في الولايات المتحدة الأميركية. وفي وقت سابق هذا العام، أعلنت شركات «فانتا»، «ماونتن ديو» و «جاتوريد» الأميركية بأنها ستلغي مادة BVO من منتجاتها، إلا أن بعض المشروبات الغازية لا تزال تحوي هذا المركب. وإجمالاً، يحبذ التوقف عن احتساء المشروبات الصناعية الخفيفة والتمتّع بشرب المشروبات الطبيعية أو المياه العذبة.
نترات الصوديوم (أو نترات أخرى)
يعتبر مركب نترات الصوديوم مادة حافظة تستخدم في اللحوم المصنعة لحفظها ولتثبيت لونها الأحمر الوردي. وتكمن خطورة نترات الصوديوم في سرعة تحوّله إلى نتريت الصوديوم الذي يتحد (في الجسم) مع مركبات الأمينات الثانوية ليتكون نيتروزوأمين الذي يعتبر من أشد المركبات الكيميائية المسرطنة (وخاصة سرطان المعدة). ويعتبر قلي اللحوم (التي تحتوي على نترات الصوديوم) محفزاً للتفاعل الذي يحول النترات إلى نتريت.
وبالإضافة إلى ذلك، يتحد النترات مع هيموجلوبين الدم وبالتالي يمنع الدم من نقل الأوكسيجين. وبما أن اللحوم المصنعة تحوي أصلاً مستوى مرتفعاً من الصوديوم والدهون، فإن إضافة نترات الصوديوم قد يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكري.
وإذا كان لا بد من تناول اللحوم، فلتكن اللحوم الخالية من الدهون، اللحوم الطازجة، الدواجن وبكميات قليلة؛ إضافة إلى الابتعاد عن اللحوم المصنعة.
غالباً ما يُضاف المركبان الكيماويان المتشابهانBHA (Butylated hydroxyanisole) و BHTButylated hydroxytoluene) إلى الأطعمة التي تحوي زيوتاً وإلى بعض السكاكر والعلكة والعديد من الحبوب، وذلك لحفظ الدهون ولمنع التأكسد، وبالتالي تأخير فساد السلعة الغذائية. تعتبر «الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، هاتين المادتين مسرطنتين، بالإضافة لكون مادة ألـ BHT سامة للجهاز العصبي والكبد. ويستخدم مركب BHA (E320) الذي يعتبر مسرطناً، كمضاد للأكسدة في الوجبات الخفيفة المقلية، المشروبات الخفيفة، زيوت الطعام، المرجرين والعلكة.
(غلوتمات الصوديوم)
(غلوتمات الصوديوم) / Monosodium Glutamate عبارة عن حامض أميني، يستخدم كمنكّه في بعض أنواع اللحوم، النقانق المعلبة، لحم البقر، الأجبان، المشروبات، مشروبات الحمية، الشوربات المعلبة والجاهزة، الوجبات السريعة، صلصة السلطة وبعض الأطعمة النباتية المعلبة. وقد ثبت بأن هذا المركب يؤدي إلى الإخلال بالعمليات الكيميائية في الدماغ وتلف خلاياه العصبية، إضافة إلى الصداع، ألم في الصدر، التخدر وخفقان القلب.
ورغم أن العديد من الناس يعرفون مضار المركب الكيماوي MSG (E621) ويتجنبون تناول الأغذية التي تحتويه، إلا أن المشكلة تكمن في أنه يصعب أحيانا كثيرة معرفته والكشف عنه. فمشكلة التعرف إلى مادة MSG تكمن في أنها تظهر في السوق بأسماء تجارية تمويهية مختلفة، منها: «غلوتمات الصوديوم»، «مالطو ديكسترين»، «كازينات الصوديوم»، «خلاصة الخميرة»، «حامض الستريك» وغيرها من الأسماء. وقد نجد على لوائح المكونات والاغلفة أكثر من أربعين شكلاً من هذا المضاف الصناعي.
حذار الأطعمة المصنّعة
في الخلاصة، يوصي التقرير بالتقليل للحد الأدنى من تناول الأطعمة المصنعة والمعلبة والمغلفة، وتجنب السلع الغذائية المصنعة التي تحوي مكونــات كيميائية كثيرة، وأن ننتبه أيضاً إلى السلع الغذائية التي نشتريها وأن نميّز بينها. كما يوصي بشكل خاص بأن نتــــناول كمية أقل من الطــــعام ونوعية أفضل. كما لا بد من الإكثار من تناول الخضار والفواكه البــــلدية الموسمية الطازجة، بالإضافة لتناول الطعام الطبيعي الطازج أو العضــــوي، واستهلاك الحبوب والحنطة الكاملة والتقليل من الأطعمة المحتوية على الكولســـــترول، من خلال تقليل استهلاك اللحم الأحمر، فضــــلات الذبـــــائح، منتجات الألبان والبيض، فضلاً عن تفادي قلي المأكولات.