28-11-2024 02:41 PM بتوقيت القدس المحتلة

حلمي موسى لموقع المنار: صفقة التبادل مقدّمة وعمليات الأسر ستستمر

حلمي موسى لموقع المنار: صفقة التبادل مقدّمة وعمليات الأسر ستستمر

رأى الكاتب والخبير في الشؤون الاسرائيلية حلمي موسى أنّ صفقة تبادل الأسرى المبرَمة بين حركة حماس وكيان العدو هي حلقة في مسلسل نضالي متواصل

حسين عاصي

إسرائيل اضطرت لابرام الصفقة.. مكرهةً!
الانجاز قد لا يكون بحجم ما أشيع ولكن نتائجه كبيرة
المقاومة حطّمت المعايير الاسرائيلية لأي تبادل
ليس بالامكان الافراج عن كلّ الأسرى دفعة واحدة
إسرائيل وجدت نفسها عاجزة أمام إيمان المناضلين
الصفقة مقبولة للفلسطينيين على كل المستويات
الصفقة.. حلقة في مسلسل نضالي متواصل!

رأى الكاتب والخبير في الشؤون الاسرائيلية حلمي موسى أنّ صفقة تبادل الأسرى المبرَمة بين حركة حماس وكيان العدو هي حلقة في مسلسل نضالي متواصل، مشيرا إلى أنها قد تكون كما يراها البعض مقدّمة لشيء ما بعيد المدى، مشدداً على أنّ عمليات الأسرى سوف تبقى موجودة طالما أنّ هناك أسرى في السجون الاسرائيلية.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، قلّل موسى من شأن ما يُحكى عن تنازلات قدّمتها حركة حماس لابرام الصفقة، لافتاً إلى أنّ النتائج المحققة تبقى كبيرة وإن لم تلبّ طموحات جميع الناس، مشددا على أنّ أي صفقة تبادل لا يمكن أن تطلق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة.
وفيما رأى موسى أنّ العدو الاسرائيلي لا يمكن أن يعتبر ما حصل إنجازاً له بأيّ شكل من الأشكال، أعرب عن اعتقاده بوجود قناعة راسخة في الشارع الاسرائيلي بأنّ الحكومة بذلت كلّ جهدها وأنه لم يكن لديها أي خيار آخر سوى إبرام هذه الصفقة.

صبر المقاومة انتصر
محرر الشؤون الاسرائيلية في صحيفة السفير اللبنانية حلمي موسى أكّد لموقع المنار أنّ صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وكيان العدو، كما أعلِن عنها، هي في جوهرها أقلّ ما يقال عنها أنها جيدة وذلك لأكثر من سبب. وأوضح أنّ العدو الاسرائيلي لم يكن لديه أي خيار آخر ولذلك ذهب لهذه الصفقة مضطراً. وإذ رأى أنّه قد يكون صحيحاً أنّ الانجاز لم يكن بحجم ما أشيع من آمال وطموحات، لفت إلى أنّ النتائج المحقّقة تبقى كبيرة.
وأشار موسى إلى أنّ الحكومة الاسرائيلية هي حكومة يمينية كانت تصرّ طوال الفترة الماضية أنّ بوسعها أن تسترجع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط بسبل أخرى. ورفض، انطلاقاً من ذلك، الادّعاء الصهيوني بأنّ كيان العدو دفع ثمناً باهظاً، موضحاً أنّ القيمة الحقيقية لهذه الصفقة هي للشعب الفلسطيني المناضل الذي دفع أثماناً باهظة، وأنّ القيمة العليا هي للقضية الفلسطينية حيث أنّ صبر المقاومة قادها لتستحصل على نتيجة جيدة حطّمت ما اعتبرته إسرائيل معايير يمكنها أن تتعاطى بموجبها في أي صفقة تبادل يمكن أن تبرمها.

مجرّد أمنيات
وقلّل موسى من شأن ما يُحكى عن وجود تنازلات دفعتها حركة حماس في سبيل إبرام صفقة التبادل المذكورة، خصوصاً في ضوء التقارير الصحافية عن أن الصفقة استثنت قيادات فلسطينية عسكرية وسياسية داخل المعتقل على غرار الامين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح مروان البرغوثي، وقيادات حماس العسكرية عباس السيد، وابراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، وجمال أبو الهيجا، وأن نسبة كبيرة من المحررين سيتم إبعادهم، وأن نصف من سيفرج عنهم ستحددهم اسرائيل.
وأشار موسى إلى أنه، حتى لو كان ذلك صحيحاً، فهو ليس المعيار الصحيح لتقييم الصفقة، إذ إنّ هناك ما لا يقلّ عن عشرة آلاف مناضل فلسطيني في السجون الاسرائيلية. وأوضح أنه ليس بوسع أي صفقة أن تلبّي طموحات جميع الناس، خصوصاً أن الناس تطمح أن لا يكون أي مناضل فلسطيني قابعاً خلف الزنازين. وأشار إلى أنّ التركيز على كون الصفقة لم تشمل الجميع ليس واقعياً، مؤكداً أنه ليس بوسع المقاومة أن تُفرِج عن كل الأسرى الفلسطينيين والعرب دفعةً واحدة، معتبراً أن ما يُحكى في هذا السياق لا يتخطى كونه تمنيات.

إسرائيل العاجزة
ورداً على سؤال عن انعكاس صفقة التبادل على كيان العدو نفسه خصوصاً أنها تقضي بإطلاق 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل أسير إسرائيل واحد، جدّد موسى الحديث عن التضحيات الجسيمة التي قدّمها الشعب الفلسطيني المناضل في سبيل القضية، وهو الذي دفع مئات الشهداء وآلاف الجرحى وكان يدفع بدمه وعذابات ثمن افتداء أسراه. وانطلاقاً من ذلك، لم يؤيد موسى ما يقال عن أن إسرائيل تمنح قيمة لأسراها أكثر من العرب، لافتاً إلى أنّ القيمة الحقيقية هي لهذا الشعب الذي ضحّى ودفع الأثمان الباهظة، مشدداً على أنّ إسرائيل أبرمت صفقة التبادل مكرهةً لا بطلة.
وانطلاقاً من ذلك، جزم خبير الشؤون الاسرائيلية أنّ إسرائيل لا يمكن أن تعتبر ما جرى نصراً لها بأيّ شكل من الأشكال، لافتاً إلى أن ما حصل أثبت العكس إذ إنّ إسرائيل التي تبطش وتعتدي وجدت نفسها عاجزة أمام إيمان المناضلين الفلسطيين الذين حققوا جميع مطالبهم، أو على الأقل جزءاً كبيراً من مطالبهم.

مكرهٌ أخاك لا بطل!
ورداً على سؤال عن كيفية تلقف الجانب الاسرائيلي لهذه الصفقة وما إذا كانت قد أثارت انقساماً في صفوف حكومة كيان العدو، لفت موسى إلى أنّ الاعتقاد السائد في إسرائيل هو أنه لم يكن هناك أي خيار سوى الذهاب باتجاه إبرام هذه الصفقة، مشيراً إلى أنّ نتيجة التصويت على الصفقة داخل الحكومة كانت واضحة، إذ إنّها حصدت 26 صوتاً مؤيداً مقابل ثلاثة أصوات معارضة وغياب واحد. وأعرب عن اعتقاده بأنّ الشعور الغالب في الداخل الاسرائيلي هو أنّ الحكومة عملت بكل جهدها للوصول إلى صفقة جيدة، لكنّ المحصّلة النهائية كانت أنّ هذه الصفقة بطبيعتها مريحة ومقبولة للفلسطينيين على كل المستويات سواء الميدانية أو السياسية أو الدبلوماسية.
وتعليقاً عن الانعكاس المحتمل لهذه الصفقة على الصراع مع العدو، اعتبر موسى أنّ هذه الصفقة ليست سوى حلقة من حلقات مسلسل متكامل من النضال، ملمّحاً إلى أنها قد تكون كما يراها البعض مقدّمة لشيء بعيد المدى. ولكنه رأى أنها في مطلق الأحوال حلقة في مسلسل نضالي متواصل ويجب أن ننظر إليها على هذا النوع. وقال: "طالما أن هناك صراعاً سوف تبقى العمليات ضدّ الاسرائيليين، وطالما أن هناك أسرى في السجون الاسرائيلية، سوف يبقى هناك من يفكر بالافراج عنهم من خلال عمليات الأسر".