تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها التصعيد السياسي في لبنان عشية الذكرى الـ15 للتحرير في 25 ايار..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 23-05-2015 عدة مواضيع كان أبرزها التصعيد السياسي في لبنان عشية الذكرى الـ15 للتحرير في 25 ايار..
السفير
«نمتلك أوراق قوة لم نستخدمها .. وقد نعلن التعبئة العامة»
نصرالله: لن نسكت ولن نداري.. إنها معركة وجودية
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية منذ سنة.. والحبل على الجرار.
من الشغور الرئاسي الذي بدأ ليل 24 ـ 25 أيار 2014، مع خروج ميشال سليمان، من قصر بعبدا، إلى البطالة السياسية المستمرة منذ سنوات طويلة، يبدو لبنان بلا بوصلة سياسية، لولا أن أمنه ممسوك، إلى حد كبير.. وبأيد أمينة، محلية وإقليمية ودولية!
لا عنوان يقفز على عنوان الأمن، سواء أكان رئاسيا أم سياسيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا..
حتى التحرير من الاحتلال الاسرائيلي في الخامس والعشرين من ايار الذي استحق، وما يزال، أن يكون يوما تاريخيا، ليس لصانعيه أولئك المقاومين اللبنانيين البواسل وحدهم، بل لكل التواقين الى نصرة فلسطين وكل أرض عربية محتلة، صار عنوانا منسيا لولا العيد الرسمي وبضع مناسبات سياسية صارت مقتصرة على لون سياسي معين، وأبرزها الاحتفال السنوي الذي سيتحدث فيه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، غدا، عبر الشاشة، في مواجهة جمهور كبير سيحتشد في ساحة عاشوراء في النبطية.
وعشية المناسبة، أعلن السيد حسن نصرالله أن المقاومة تخوض معركة وجودية بكل معنى الكلمة «بل معركة عرض ودين.. ولا دين لنا مع هؤلاء التكفيريين».
وقال نصرالله، أمس، في كلمة عبر الشاشة، مخاطبا من خلالها حشدا من الكوادر المقاومين، وبينهم عشرات الجرحى، لمناسبة «يوم الجريح المقاوم»، انه منذ العام 2011 تم تشخيص المصلحة وكان القرار بالمواجهة مع التكفيريين، فيما تردد آخرون مثل الإخوة العراقيين الذين وجهوا اللوم لنا في البداية بسبب وقوفنا مع النظام السوري قبل أن يكتشفوا متأخرين صحة خياراتنا مع اقتحام «داعش» بلدهم.
أضاف: لو لم نقاتل في حلب وحمص ودمشق، لكنا سنقاتل في بعلبك والهرمل والغازية وصيدا وصور والنبطية وغيرها من القرى والبلدات والمدن اللبنانية.
وأشار الى أن المقاومة تواجه أربعة خيارات، أولها ان تقاتل أكثر من السنوات الاربع الماضية، ثانيها، ان يستسلم رجالها للذبح ونساؤها وبناتها للسبي، وثالثها، ان نهيم على وجوهنا في بلدان العالم ذليلين من نكبة الى نكبة، ورابعها، ما يسوّق له بعض المتوهمين، بمعزل عن انتماءاتهم، «بأن نقول للتكفيريين نحن معكم، وبالتالي نسالم ونسلم وهذا مجرد وهم، لان لا خيار إلا المبايعة أو الذبح، والدليل انه في خضم معركة القلمون، وقع خلاف بين مجموعة من «النصرة» واخرى من «داعش»، ولما رفضت إحداهما المبايعة ذبحت كلها، ولذلك، نقول لهؤلاء المتوهمين إما ان نقاتل أو نذبح، ونحن سنقاتل شاء من شاء وأبى من أبى، ووضعنا اليوم أفضل بكثير من السابق».
وتابع نصرالله: «هذه الحرب لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف.. سيكون هذا الخيار هو الأفضل، وان شاء الله لن يستشهد هذا العدد، ولكن الوضع يحتاج الى تضحيات كبيرة لأن الهجمة كبيرة.. فقد انتهى الخلاف بين السعودي والقطري والتركي، بعدما كان كل واحد منهم يفتح على حسابه في السابق، أما الآن، فقد انخرط الثلاثة في المعركة ضدنا، واذا استنهضنا الهمم وكنا على قدر المسؤولية فسنهزمهم وسيكون النصر حليفنا.. وكل من يثبط عزيمة الناس أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن».
وهاجم السيد نصرالله من أسماهم «شيعة السفارة الاميركية»، ووصفهم بأنهم «خونة وعملاء وأغبياء». وقال: «لن يستطيع أحد تغيير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحدا، هي معركة وجود بل معركة عرض ودين.. ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين».
وخاطب نصرالله الحاضرين قائلا: «الآن وقت التعبئة والكل يستطيع أن يشارك، ولو بلسانه، وكل من له مصداقية عند الناس عليه أن يساهم بهذه التعبئة، يجب على العلماء التكلم، ومن له ولد شهيد عليه ان يتكلم.. حتى أنتم أيها الإخوة الجرحى لسانكم جيد فتكلموا.. وأنت أيها الأسير تكلم أيضا»..
وأضاف نصرالله: «في المرحلة المقبلة قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس.. في السابق قلت سنكون (في سوريا) حيث يجب ان نكون، ولن نسمح لهذا المشروع ان يتمدد، ومع الاسف جوبهنا بالتخوين والتشكيك والتحريض، اليوم، أقول إننا قد نقاتل في كل الاماكن. لن نسكت لأحد بعد الآن، ونحن نمتلك أوراق قوة لم نستخدمها في المواجهة بعد».
وختم: «اذا استمررنا بعملنا بهذا الزخم، وكما فعلنا في القلمون وخططنا وجهزنا والله أخذنا الى الطريقة والتوقيت، والله نصرنا في التلال.. اذا اشتغلنا بهذا الزخم واكثر.. فإن الوعد الالهي بالنصر مضمون حتما».
النهار
تصعيد زاحف عشية ذكرى التحرير والفراغ
حوار "المستقبل" و"حزب الله" مهدّد جدّياً
وتناولت صحيفة النهار الشأن المحلي وكتبت تقول "أحكمت ملامح التصعيد السياسي قبضتها على المشهد الداخلي عشية الذكرى الـ15 لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في 25 ايار، والتي ستخترقها بقوة هذه السنة ذكرى طي سنة على بدء أزمة الفراغ الرئاسي وقد تطغى عليها. ذلك ان مجمل التحركات السياسية الكثيفة التي شهدها الاسبوع الجاري، ولا سيما منها جولة وفود "التيار الوطني الحر" على القيادات السياسية والكتل النيابية، لم تفض الى وقائع من شأنها أن تبدّل أي شيء في الواقع المأزوم لأزمة الفراغ الرئاسي، وإن يكن يسجل لهذه الحركة انها أعادت إحياء شيء من النقاش الداخلي حول الظروف الجامدة للازمة وامكان تطوير الانفتاح الذي ساد اللقاءات بين الوفود العونية والقيادات الى مرحلة أكثر تعمقا في محاولة فتح الافق المسدود.
كما ان المناخ الآخر المتصل بالتصعيد الاعلامي والسياسي المتجدد بعنف بالغ بين "حزب الله " و"تيار المستقبل" بات في رأي أوساط سياسية معنية يرسم أشد علامات القلق على المرحلة المقبلة خصوصا ان هذا التصعيد يرتبط بعاملين من شأنهما ان يؤثرا سلبا على استمرار الحوار بين الفريقين الذي انطلق بينهما في 5 كانون الثاني الماضي ويهدده جديا هذه المرة.
العامل الاول يتعلق بموضوع عرسال الذي تقول الاوساط ان ثمة معطيات تشير الى ان "حزب الله" لن يتراجع عن الالحاح على طرحه في مجلس الوزراء مدعوما من حليفه "التيار الوطني الحر" كما من قوى 8 آذار كلها التي يبدو انها بدأت عملية استدراك لموقفها "البارد" في الفترة السابقة من هذا الموضوع، بما يعني ان مجمل هذه القوى لن تترك الغطاء العوني لـ"حزب الله" منفردا في موضوع الدفع نحو تغطية حكومية لمسار عسكري جديد في جرود عرسال، خلافا لما يتمسك به أفرقاء 14 آذار والمستقلون في الحكومة. وهو أمر ينذر بتعريض الحكومة لهزة حادة، لان المعارضين لتوريط الجيش في ما يتجاوز الدور الدفاعي الصارم الذي يقوم به والذي تتبعه قيادة الجيش لا يبدون اي تساهل حيال أي محاولة لتبديل هذه الاستراتيجية العسكرية بقرار سياسي مغاير.
أما العامل الثاني المهدد لحوار "حزب الله" و"تيار المستقبل" فبرز من خلال التداعيات الحادة التي أثارها كلام رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد متضمنا ما اعتبر تهديدا لوزير العدل اللواء أشرف ريفي والامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري. وكان آخر فصول هذه التداعيات البيان الذي أصدرته امس "كتلة المستقبل" النيابية، معتبرة ان هذا الكلام "يضرب عرض الحائط كل المواثيق والاعراف والتقاليد التي عاش عليها لبنان". وقالت ان "هذا التهديد الذي يشكل اعتداء على السلم الاهلي هو الوجه الآخر لحركات التشدد والتطرف والارهاب التي تتفشى في المنطقة بسبب الطريقة التي تتصرف بها ايران وتملي على التابعين لها التصرف على أساسها". وبعدما حمّلت "حزب الله" مسؤولية "ما قد يتعرض له الامين العام لـ"تيار المستقبل" ووزير العدل، شددت على ان "حساب "حزب الله" سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني والطائفة الشيعية الكريمة بوجه خاص التي يورطها الحزب في عداوات مع اللبنانيين وشعوب المنطقة العربية".
وقالت الاوساط المطلعة لـ"النهار" ان الامر المثير للاستغراب يتمثل في ان الاندفاع التصعيدي للحزب يشكل انتهاكا واضحا للبند الاساسي الذي استند اليه حوار عين التينة في جولاته الـ12 التي عقدت حتى الآن والمرتكز على موضوع تخفيف الاحتقان السني – الشيعي بما يثير شكوكا عميقة في حقيقة نياته والتزاماته لاستمرار الحوار والحؤول دون انهياره.
في المقابل، لوحظ ان محطة تلفزيون "أو تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر" بثت امس معلومات عن لقاء عقد مساء الخميس بين العماد ميشال عون ومستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري. وقالت إن خوري نقل عرضا لعون حاول فيه الجمع بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية في سلة واحدة على قاعدة ان قيادة الجيش ليست مركزا اداريا بل سياسي بامتياز وان الاتفاق عليه لا يتم الا من خلال رزمة او ما يشبه معادلة نبحث في قيادة الجيش مقابل تخليكم عن الرئاسة كما أوردت المحطة. وأشارت الى ان عون رفض الخوض في العرض.
وعلمت "النهار" أن النواب المسيحيين في "كتلة المستقبل" تبلغوا موعدا لزيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر الثلثاء المقبل للإعراب عن موقف يشدد على ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي الذي مضت عليه سنة.
"اللقاء التشاوري"
كما علمت "النهار" أن "اللقاء التشاوري" الذي يضم وزراء الكتائب الثلاثة ووزراء كتلة الرئيس ميشال سليمان الثلاثة والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون سينعقد في وقت قريب جداً لمتابعة قضايا الموازنة العامة والقلمون والشغور الرئاسي وغيرها من أجل توحيد الرؤية في شأنها والتعامل معها في مجلس الوزراء. وكان اللقاء الذي انبثق في آذار الماضي على خلفية النقاش في موضوع آلية عمل الحكومة تقرر أن يبقى جاهزا لمتابعة القضايا المهمة في حينها.
سلام والحريري
في غضون ذلك، استنكر كل من رئيس الوزراء تمام سلام والرئيس سعد الحريري حادث التفجير الذي تعرض له أحد المساجد في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.
وقال الرئيس سلام: "ان الجريمة الوحشية التي تعرض لها مصلون أبرياء انما تدل على عقل اجرامي أسود لا يقيم وزناَ للحرمات ولا صلة له بالاسلام والمسلمين ويهدف الى القتل المجاني بغرض ايقاع الفتنة السوداء بين ابناء البلد الواحد" . وأضاف: "اننا واثقون من ان القيادة السعودية ستتعامل بما هو معروف عنها من حكمة وحزم مع هذه الجريمة النكراء ومن يقف وراءها بما يحفظ أمن بلاد الحرمين الشريفين ووحدة ابنائها".
ورأى الحريري "ان هذا الاعتداء الاجرامي مكشوف بأهدافه ونياته، لأنه حلقة في سلسلة خبيثة ترمي الى اثارة الفتنة بين أبناء المملكة، وتهديد الاستقرار الذي سيبقى، بإذن الله، علامة فارقة من علامات القوة والوحدة والتماسك الوطني حول الدولة السعودية وقيادتها". وقال "إن الملاذ الذي تمثله السعودية في هذه المرحلة من حياة المنطقة، هو هدف لكل المتضررين من دورها ومكانتها، وهي التي تتقدم الصفوف في محاربة الارهاب والفتن، وتتصدى بأرواح شبابها وابنائها لمشروع الاستيلاء الإيراني على القرار العربي. وأقل ما يمكن ان يقال في التفجير الذي وقع في منطقة القطيف، انه يؤدي خدمة مباشرة لأولئك المتضررين ويتقاطع مع الميليشيات الحوثية وسائر الميليشيات التي تعمل في خدمة ايران، في تقديم الخدمات المجانية لمشاريع الهيمنة الخارجية واثارة الفتن في البلدان العربية".
الأخبار
برّي: معادلة الجيش والشعب والمقاومة لا تحتاج الى إذن
بدورها تناولت الأخبار التطورات الداخلية وكتبت تقول "بالتزامن مع التصعيد العسكري في جرود عرسال بين الجيش والتنظيمات الارهابية، تصاعدت وتيرة السجال السياسي بدورها حيال ما يجري هناك في مجلس الوزراء وخارجه، من غير ان تنتقل الحدة اياها الى طاولة الحوار السني ـ الشيعي. وكانت السباقة الى السعي الى حلول لهذه المشكلة، قبل انفجار الاحداث الاخيرة على ايقاع حرب القلمون السورية. بعد وزير الخارجية جبران باسيل، رفع وزير التربية الياس بوصعب من نبرة الموقف في الجلستين الاخيرتين لمجلس الوزراء، سرعان ما انضم الى السجال الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على «تويتر» بعد اقل من 24 ساعة على طرح الموضوع في مجلس الوزراء، كذلك حزب الله عبر النائب محمد رعد بوتيرة مماثلة، فاذا ملف عرسال يتسم بالسخونتين الامنية والسياسية.
منذ ما قبل التصعيد العسكري الاخير، لاكثر من شهرين خليا، نوقش ملف النازحين السوريين ومخيماتهم والاعباء الثقيلة التي يلقونها على الوضع الداخلي في جلسة سابقة لطاولة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، عندما اثار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق موضوع مخيمات النازحين، وتردد ان اعداد النازحين السوريين في عرسال باتت تتجاوز ثلثي عدد سكان البلدة في داخلها والمخيمات المحيطة بها، فاقترح المشنوق نقل المخيمات تلك من عرسال الى مكان آخر. وافق المشاركون في طاولة الحوار على الاقتراح من حيث المبدأ. الا ان سؤالا طرح عن المكان الملائم لنقل المخيمات اليه، بما لا يتسبب مجددا بمشكلة مماثلة بين المخيمات والبيئة الجديدة التي ستقام فيها وتتسبب بنزاعات سياسية ومذهبية، فضلا عن تداعياتها الامنية والاجتماعية والاقتصادية.
في حصيلة مناقشة طاولة الحوار اقتراح المشنوق، ارتؤي ان تعد وزارة الداخلية تصورا لحل المشكلة في تقرير يتضمن بدوره اقتراحات في الاطار ذاته، بغية مناقشة الامر في طاولة الحوار في الاجتماع التالي، الا ان اندلاع حرب اليمن، والسجالات السياسية ذات الطابع المذهبي التي رافقتها بين تيار المستقبل وحزب الله، على خلفية الموقف من دور السعودية في اليمن والحملة العسكرية على الحوثيين هناك، طويا الخوض في اقتراح وزير الداخلية عوض المضي نحو بته في اجتماع الحوار السني ـ الشيعي وحسمه، قبل ولوج الجانب الاجرائي منه لاحقا وتبعا للاصول في مجلس الوزراء، باعتبار ان التوافق عليه في طاولة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله يسهل امرار الامر في مجلس الوزراء، ويقلل وطأة الاعتراضات، ويشق الطريق الى تنفيذ خطة نقل المخيمات الى مكان آمن بتداعياته.
نام الاقتراح في الادراج، الى ان ايقظت الخلاف على ملف مخيمات النازحين حرب القلمون السورية وطلائع انتقال الاشتباكات الى جرود عرسال، بعد فرار المسلحين الارهابيين من داخل القلمون اليها، إثر سيطرة الجيش السوري وحزب الله على تلك المناطق ومحاصرة المسلحين. فاذا هم امام منفذ وحيد هو جرود عرسال. ترافق ذلك مع ما شاع من ان التنظيمات الارهابية ستفك الحصار عن نفسها بمحاولة العودة الى عرسال مجددا، وربط مسلحيها بالبلدة والمخيمات في جوارها، وخصوصا بعد اكتشاف تسلل عدد من المسلحين الارهابيين الى الداخل اللبناني.
على ان وزير الخارجية اثار الموضوع في الجلسة ما قبل الاخيرة لمجلس الوزراء، متحدثا عن سبل معالجة المخيمات السورية واخطارها على الداخل، وخصوصا مع ارتفاع وتيرة التصعيد في الجرود بين الجيش والمسلحين التكفيريين. بيد ان جوابا قاطعا من رئيس الحكومة تمام سلام جاءه قائلا ان الموضوع ليس مدرجا في جدول اعمال الجلسة، المخصصة اساسا لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة، اضف ان ادراج اي بند من خارج جدول الاعمال من صلاحية رئيس مجلس الوزراء الذي ـ بحسب قوله ـ سيجد الوقت المناسب لمناقشة الموضوع تبعا لصلاحيته.
في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء تناوب وزير التربية، في غياب عضو تكتله وزير الخارجية لانشغاله في مؤتمر المغتربين، على طرح الموضوع نفسه. فكان رد رئيس الحكومة نفسه الذي قاله على مسمع باسيل.
وكان بوصعب قد اثار هذا الموضوع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لفت وزير التربية الى انه يحبذ طرحه في المجلس الاعلى للدفاع، لا في مجلس الوزراء، ولا حتما في وسائل الاعلام نظرا الى حساسيته، واذا كان ثمة حائل دون انعقاد المجلس الاعلى للدفاع، بذريعة ان لا رئيس للجمهورية للبلاد يرأس هذا الاجتماع ـ برغم ان وجهة نظر بري ان في وسع رئيس الحكومة ترؤس الاجتماع بصفته نائبا لرئيس المجلس الاعلى للدفاع ـ يمكن طرح الموضوع في اجتماع امني موسع يدعو اليه سلام، الا انه شدد على ضرورة الخوض فيه بكتمان بعيدا من الجدل السياسي.
ونقل في السياق نفسه عن رئيس المجلس قوله ان «الجيش يمسك تماما بزمام الاوضاع في عرسال ومحيطها، وعيناه على ما يجري هناك»، مفضلا العودة بهذا الموضوع الى الطريقة التي قورب بها في طاولة الحوار السني ـ الشيعي.
نقل عن بري ايضا امام زواره في الساعات الاخيرة، وهو يراقب الخلاف في مجلس الوزراء وخارجه على موضوع مخيمات عرسال بالتزامن مع التصعيد العسكري، تأكيد عزمه على متابعة الموضوع «لايجاد الحلول المناسبة التي تؤدي الى نقل هذا العبء الكبير من النازحين على عرسال الى مكان آخر، ومن ثم توفير البيئة الملائمة والآمنة ليس للنازحين السوريين فحسب، بل ايضا للسكان اللبنانيين سواء في عرسال او سواها من المناطق، وخصوصا للجيش وهو يخوض حربا مباشرة مع الجماعات التكفيرية، ويحتاج الى ظهير آمن له».
ومما قاله بري: «ان معادلة الجيش والشعب المقاومة قائمة في اي لحظة عندما تكون الارض محتلة او مهددة، سواء من العدو الاسرائيلي او من الارهاب التكفيري. كفانا كلاما عن معادلات خشبية وحديدية وتنكية. عندما يكون الخطر قائما على امن البلاد وسيادتها وتصبح مهددة، لا تحتاج هذه المعادلة الى اذن من احد، لان الثلاثي المقيم فيها يتولى مسؤولية الدفاع الوطني على الفور».
اللواء
8 آذار تدفع البلاد إلى الأزمة .. وأول الغيث من الرابية اليوم
إدانة إسلامية لتفجير القطيف .. و«المستقبل» يحمّل حزب الله المسؤولية عن تهديدات رعد
وكتبت اللواء تقول "قبل يومين من الذكرى الـ15 لعيد «المقاومة والتحرير»، وقبل أقل من 24 ساعة على مواقف جديدة يطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في احتفال النبطية غداً، بدت الأجواء «مكهربة» بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» على خلفية تهديدات النائب محمّد رعد لوزير العدل اللواء أشرف ريفي وأمين عام التيار أحمد الحريري وسط «مخاوف جدّية» من أن تنعكس هذه الأجواء سلباً على تحديد موعد جديد لجلسة الحوار، والتي اتفق على أن تكون في الأسبوع الأول من حزيران المقبل، وفقاً لمصدر نيابي في كتلة «المستقبل».
وإذا كانت جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل حافلة بملف التعيينات، حيث سيعرض وزير الداخلية نهاد المشنوق أمام الوزراء تصّوراً لإجراء التعيينات في قوى الأمن الداخلي مفصولة عن ملف قيادة الجيش، فإن الملف الذي سيطرحه الوزير ريفي في ما خصّ تهديدات النائب رعد سيشكّل بنداً تجاذبياً، إضافة إلى إصرار وزراء «تكتل الاصلاح والتغيير» و«حزب الله» على وضع جرود عرسال على الطاولة أيضاً.
وكشف مصدر وزاري مطّلع لـ«اللواء» أنه ما لم تنجح المساعي الجارية لإصدار توضيح واعتذار من «حزب الله» في ما خصّ تصريحات رعد، فإن العلاقة بين الطرفين ستشهد تداعيات سلبية تؤثر على الجهود المبذولة لتخفيف الاحتقان، وتضاعف من مخاطر الاستقطاب السياسي الذي سينعكس على طاولة مجلس الوزراء في ظل ثلاثة ملفات خلافية: أولها ملف التعيينات حيث لم يصل جواب النائب ميشال عون في ما خصّ سلّة الاقتراحات التي حملها المشنوق إلى الرابية أمس الأول. وثانيها، التجاذب بين الوزير ريفي ووزيري «حزب الله» حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي زادها الطين بلّة تهديدات النائب رعد.
أما ثالثها، فهو الوضع في جرود عرسال في ظل ترويج مصادر «حزب الله» بأن مصير قائد الجيش العماد جان قهوجي معلّق على كيفية مقاربة المؤسسة العسكرية لهذا الاستحقاق.
على أن الأخطر من ربط مصير التمديد للعماد قهوجي، ما تجاهر به هذه المصادر من أن مصير الحوار مع «تيار المستقبل» معلّق هو الآخر على مجريات معركة عرسال، فضلاً عن أن عدم تجاوب الحكومة مع تأمين الغطاء السياسي اللازم للجيش لخوض المعركة هناك سيحوّل حكومة الرئيس تمام سلام إلى حكومة تصريف أعمال إذا ما اعتكف وزراء 8 آذار أو على الأقل معظمهم، في إشارة إلى اتفاق تمّ بين «التيار العوني» و«حزب الله».
وتوقفت الأوساط السياسية عند البيان الذي أصدرته «كتلة المستقبل النيابية»، واعتبرت فيه أن تهديد رعد الذي يُشكّل اعتداء على السلم الأهلي هو الوجه الآخر لحركات التشدّد والتطرّف والإرهاب التي تتفشى في المنطقة، محمّلة إياه وحزبه مسؤولية ما قد يتعرّض له أمين عام التيار ووزير العدل، معربة عن قناعتها من أن حساب «حزب الله» سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني عموماً والطائفة الشيعية بوجه خاص التي يورطها الحزب في عداوات مع اللبنانيين وشعوب المنطقة العربية.
لقاء الرابية اليوم
وفي إطار ما وصفته مصادر «تكتل الإصلاح والتغيير» أنه خطة متدرجة لاستنهاض القواعد الشعبية، يعقد بعد ظهر اليوم لقاء شعبي في الرابية، يلقي خلاله النائب عون كلمة يعرض فيها حصيلة متابعة التكتل للملفات المطروحة وموقفه من الحكومة ومقاربته لما يجري في جرود عرسال، حسب ما أبلغه مصدر عوني لـ «اللواء».
وأضاف هذا المصدر أن اللقاء الشعبي لن يخرج في سقفه عن سياق المؤتمر الصحافي الأخير لعون، إلا أنه لم يشأ التأكيد ما إذا كان سيعلن موقفاً ما حيال استمرار المشاركة في الحكومة أم لا.
تفجير القطيف
وفي سياق ارتباط الوضع اللبناني بتداعيات المنطقة، شكّل التفجير الانتحاري في مسجد القديح في القطيف صدمة في الأوساط الروحية والسياسية وسط مخاوف من انتشار رقعة الإرهاب الذي لا يراعي حرمة ولا يوفّر مكان عبادة أو تجمعاً مدنياً.
ووصف الرئيس تمام سلام التفجير بأنه يدل على «عقل إجرامي ولا صلة له بالإسلام»، معرباً عن ثقته بأن «القيادة السعودية ستتعامل بحزم وحكمة مع هذه الجريمة»، فيما اعتبر الرئيس سعد الحريري «أن التفجير يتقاطع مع الميليشيات الحوثية وسائر الميليشيات التي تعمل في خدمة إيران في تقديم الخدمات المجانية لمشاريع الهيمنة الخارجية وإثارة الفتن في البلدان العربية».
كما وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان التفجير بأنه «إرهاب بحق الإسلام ومشروع فتنة بين المسلمين»، فيما اعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط «أن التفجير يستهدف ضرب استقرار المملكة والتعرّض لأمنها الوطني الذي يبقى ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي».
أما «حزب الله» فقال «إن أصحاب الفكر التكفيري الإرهابي الآثم لا يميّزون بتفجيراتهم بين شيعة وسنّة أو بين مسلمين وغير مسلمين».
25 أيار!
ولعلّ مناسبة 25 أيار ببُعديّها الوطني والدستوري تأتي مختلفة هذا العام في ظل تحديات جدّية تواجه لبنان وخلافات جذرية تعكس ارتباط استقراره وأمنه ومصير مؤسساته بالحروب الدائرة في الإقليم.
وإذا كانت بكركي تنشغل بالبحث عن وسائل لإنهاء الشغور الرئاسي بأسرع وقت ممكن، فإن «حزب الله» يعطي في احتفال الذكرى الـ15 للتحرير الأولوية للأجندة المرتبط بها عسكرياً خارج الحدود، في ظل استمرار دعمه للعماد عون في معركة الرئاسة والتعيينات في قيادة الجيش، نائياً بنفسه عن الخلافات بين الرئيس برّي وعون، والتي برزت بشكل واضح في المهرجان الاغترابي الذي نظمه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والذي قاطعه موظفو الخارجية والمغتربين المحسوبين على الرئيس برّي، وسط استمرار الانقسام الوطني حول دور الحزب في الصراعات الدائرة في سوريا والعراق واليمن.
واعتراضاً على استمرار الشغور الرئاسي بعد دخوله العام الثاني بدءاً من الثلاثاء المقبل، تواصل منظمات المجتمع المدني تحركاً للضغط على الكتل النيابية للقيام بواجبها والنزول إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس.
وفي هذا الإطار، ورداً على سؤال لـ «اللواء» نفى النائب ايلي ماروني أن يكون تبلّغ أي دعوة للمشاركة في تجمع لنواب 14 آذار في بكركي للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى انه سمع عن مثل هذه الدعوة في وسائل الإعلام.
قهوجي في القاهرة اليوم
وعشية ذكرى التحرير، وقبيل توجهه إلى القاهرة اليوم، أكد العماد قهوجي في أمر اليوم أن المهمة الأساسية الآن للعسكريين هي الولاء الكامل للبنان والحفاظ على صيغة العيش المشترك، والالتزام بالميثاق الوطني، رافضاً التشكيك بقدرات الجيش في التصدّي للتنظيمات الإرهابية، ومؤكداً للعسكريين «أنكم نجحتم في كسر شوكة التنظيمات الإرهابية وإحباط أهدافها التخريبية، مما رسّخ ثقة اللبنانيين بكم، وشكّل محطّ إعجاب الدول الصديقة التي بادرت ولا تزال إلى تقديم الدعم العسكري النوعي للجيش اللبناني».
ووفقاً لمصدر مطلع، فإن العماد قهوجي سيمثّل لبنان في اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية في القاهرة، وهو الاجتماع الثاني من نوعه لتشكيل قوة عسكرية عربية لحسم النزاعات في الدول العربية.
وكانت الأفكار التي يحملها الوفد العسكري اللبناني موضع تشاور مع رئاسة الحكومة من خلال وزير الدفاع سمير مقبل الذي أكد من عين التينة أمس أن الجيش في كامل الجهوزية لصد أي هجوم أو اعتداء على الأراضي اللبنانية، وهو موجود على التلال الاستراتيجية من عرسال إلى رأس بعلبك، مشيراً في مجال آخر إلى وجوب فصل تعيين مدير عام قوى الأمن الداخلي عن التعيينات في الجيش، سواء في ما يتعلق بالمدة الفاصلة أو بالصلاحيات.
المجلس الشرعي
وتحوّلت الجلسة الأولى التي عقدها المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الجديد إلى مناسبة للتأكيد على إدخال الإصلاحات المطلوبة في دار الفتوى ومؤسساته وتجديد الخطاب الديني وإصلاح التعليم الديني وتوحيد كلمة المسلمين والنهوض بمؤسسات الدار الخيرية والصحية والاجتماعية. وأعيد انتخاب الوزير السابق عمر مسقاوي نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.
برّي إلى الكويت
على صعيد آخر، من المتوقع أن يتوجه الرئيس نبيه برّي إلى الكويت اليوم، ترافقه عقيلته السيدة رندى برّي لتقديم واجب العزاء برئيس مجلس الأمة الكويتي السابق جاسم الخرافي الذي شيّع أمس.
السنيورة إلى لاهاي مجدداً
وإلى لاهاي يتوجه الأربعاء المقبل الرئيس فؤاد السنيورة لاستكمال الاستجواب المضاد من قبل فريق الدفاع في قضية عياش وآخرين حول الشهادة التي قدمها في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في وقت سابق.
وعلى صعيد قضائي آخر، وفي سياق التفاهم لاطلاق الجنود الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى «جبهة النصرة»، عُلم أن المحكمة العسكرية الدائمة اتخذت الإجراءات لاطلاق عشرة موقوفين، على ان يحصل ذلك خلال الايام القليلة المقبلة.
وفي إطار التحركات المطالبة بتعديل صلاحيات المحكمة العسكرية، يعقد حقوقيو 14 آذار ندوة اليوم للمطالبة بحل هذه المحكمة أو تعديل صلاحياتها.