يتحفنا فصل الربيع بطبيعته الخلابة وطقسه المعتدل إجمالًا، إلا أنه يأتي حاملًا معه مسببات الحساسية على أنواعها، فضلًا عن الشعور الذي يجتاحنا، بعدم الرغبة في الحراك، والشوق إلى استراحة عمل.
يتحفنا فصل الربيع بطبيعته الخلابة وطقسه المعتدل إجمالًا، إلا أنه يأتي حاملًا معه مسببات الحساسية على أنواعها، فضلًا عن الشعور الذي يجتاحنا، بعدم الرغبة في الحراك، والشوق إلى استراحة عمل.
إنه "كسل الربيع" الذي يصيبنا بالخدر على عكس الطبيعة التي تدب فيها الحياة. فما الأسباب البيولوجية لهذه العوارض التي تتفاوت درجاتها من شخص لآخر؟
الشكاوى الشائعة في هذا الفصل هي الشعور بالتعب والصداع والحساسية مع تغييرات الطقس، وكذلك الشعور بالكآبة بشكل عام. والفئات الأكثر عرضةً للإصابة بهذه الأعراض هي كبار السن، ضعفاء البنية، النساء والأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام الدورة الدموية.
ففي الربيع، يفرز الجسم المزيد من "السيروتونين" (مادة عصبية فاعلة في الأوعية الدموية) بسبب الأشعة ما فوق البنفسجية، وتعرف هذه المادة بأنها "هرمون السعادة"، إلا أن الأمر يستغرق بعض الوقت ليتمكن "السيروتونين" من التفوق على هرمون "الميلاتونين"، والذي يولد الشعور بالنعاس.
فالجسم يفرز كميات أكبر من "الميلاتونين" في أشهر الشتاء، التي تطول فيها الليالي وتتضاءل الفترة التي ننعم فيها بأشعة الشمس، فيتسبب هذا الصراع بين الهرمونين بإرهاق الجسم.
لذا فإن الميل إلى الكسل والنوم في فصل الربيع هو رد فعل يتسم بالخمول على التغييرات التي تحدث في الطبيعة، لأن جسم الإنسان ينظم عملية الأيض ومستويات الهرمون لديه بما يتماشى مع المؤثرات الخارجية كالضوء ودرجة الحرارة.
وتبقى النصيحة، لمحاربة هذه الأعراض التي تؤثر دون أدنى شك على تفاصيل حياتنا اليوم، بزيادة التمارين الرياضية والاستحمام بالمياه الساخنة ثم الباردة بالتناوب والخضوع لجلسات حمامات بخار.