واعتبر الاباتي ضو ان "الخطر هو على المسيحيين والمسلمين معا، فقد هدم المسجد قبل الكنيسة في العراق"، لافتا الى أن "أصل المسيحيين والمسلمين واحد، فالاسلام يدعو الى الايمان بجميع الرسل".
عقدت الحلقة الحوارية الثالثة للمجمع الثقافي الجعفري برئاسة العلامة الشيخ محمد حسين الحاج بعنوان "الوجودالمسيحي في الشرق"، والتي شارك فيها كل من رئيس اللجنة الاسقفية الاسلامية -المسيحية الاباتي انطوان ضو، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، رئيس الرهبانية المخلصية الأب عبدو رعد، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، محمود قماطي وغالب ابو زينب عن "حزب الله"، والدكتور جواد قاسمي عن السفارة الايرانية، محمد حسن جاويد باسم المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت، عضو اللقاء الروحي في الجبل الشيخ أياد عبدالله، رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر غندور، عضو المجلس الاستشاري في حركة أمل الدكتور زكي جمعة، ورئيس حلقة الحوارالثقافي فرحان صالح، الأب نقولا الصغبيني، الدكتور جهاد البرق عن منظمة التحرير الفلسطينية، بالاضافة الى عدد كبير من الاعلاميين والمهتمين ووسائل الاعلام..
أدار الحوار الاعلامي قاسم قصير، وشارك المنتدون في مداخلات مكثفة انطلقت على مدى ساعتين، حيث شدد بداية العلامة الحاج على تسامح الاسلام تجاه المسيحيين، وأكد ان "الفتوى تمنع التشدد على عكس ما يبرزه داعش".
ضو
واعتبر الاباتي ضو ان "الخطر هو على المسيحيين والمسلمين معا، فقد هدم المسجد قبل الكنيسة في العراق"، لافتا الى أن "أصل المسيحيين والمسلمين واحد، فالاسلام يدعو الى الايمان بجميع الرسل".
افرام
بدوره، رأى افرام أن "ثمة أزمة عميقة لدى الجميع حيث نجد أن هناك الوحدوي الذي يريد إلغاء الآخر والمتشدد الذي يريد قتل الآخر. ونحن نبحث عن المواطنة التي هي ليست منة من أحد، بل هي حق. ففي العالم العربي لا وجود لما يسمى مساواة ولا اعتراف بالخصوصيات".وحمل افرام "المسيحيين المسؤولية في كل من العراق وسوريا لأنه مع انهيار الدولة المركزية كان يجب ان يكون هناك مقاومة عسكرية"، معتبرا أن "ثمة تقصيرا كبيرا من الفاتيكان، بالاضافة الى تقصير العرب حيث لم نشهد مسيرة واحدة خرجت دفاعا عن الآشوريين"، لافتا إلى أن "الصورة قاتمة جدا".
أبو زينب
ورأى أبو زينب "اننا امام عقل جهنمي لا يستوعبه أي عقل آخر. وامام خطر فكري عميق تدعمه الوهابية التي تغلغلت في الاسلام السني، والتي تروج لإقصاء كل آخر"، داعيا "الى تحرك المسيحيين"، معتبرا أن "مشاركة حزب الله بالقتال ضد النصرة وداعش هو دفاع عن العالم العربي كله".
غندور
ولفت غندور الى انه "على المسيحيين تقع المسؤولية الكبرى لان المسلمين اتخذوا موقفهم من الخوارج، فاذا سيطر "داعش" فسنرى دولة شيعية، واخرى درزية، وثالثة سنية، ورابعة علوية، فماذا سيفعل حينها المسيحيون؟ وفي ظل اي دولة؟ لذا يجب علينا ان نقف معا لنمنع الخراب".
قماطي
واعتبر قماطي أن "حزب الله تخطى أزمة العلاقة المسيحية - الاسلامية، وقدم نموذجا رائعا، وخرج مما يسمى عقيدة الدولة، وتحرر منها ليدخل في اطار مصلحة الوطن، ونحن في حزب الله حريصون على التنوع وضد العصبية".
وأكد أنه "بدمائنا وبحرارة دماء شهدائنا نضحي، ونقدم الدم ليبقى الوطن ونحمي من يعارضنا أيضا"، وختم أنه "لا يجب ان ننسى اسرائيل ودورها في تهجير المسيحيين من القدس".
جمعة
ورأى جمعة أن "شعار الامام موسى الصدر بالدفاع عن المسيحيين هو البوصلة، فلبنان الرسالة يجب ان يبقى شعارا لكل العرب، وان المستهدف هو الاسلام من كل هذه المعارك، والجميع مسؤول لان المعركة مفتوحة".
عبدالله
أما الشيخ عبدالله، فقال: "نحن كمسلمين متضررون من الخوارج اكثر من المسيحيين، وما يحصل اليوم هو صراع سعودي - إيراني برعاية اميركية، لأن السنة أصلا هم ضد الخوارج المدعومين من الوهابية السعودية".
رعد
ولفت رئيس "جمعية الناس للناس" الاب عبدو رعد إلى أن "ما يحصل حاليا هو مسؤولية المسيحيين لأنهم نسوا أنهم مشروع إيماني لا مشروع سياسي، ونسوا انهم اصحاب رسالة، وانهم ذوو فضل على الاسلام. فملك الحبشة المسيحي هو من ساعد في نشر الاسلام. اما مسؤولية المسلمين فهي اعادة قراءة الآيات القرآنية التي تذكرنا بالعهد القديم والتي يستعملها الخوارج".واعتبر أن "المسيحية ليست بحال أحسن من الاسلام، اذ ان الفاتيكان لم يعترف ببقية الطوائف المسيحية الا بعيد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي كان يعتبر الجميع ذاهبون الى جهنم حسب رأيه ما عدا الكاثوليك طبعا".
وطالب الأب رعد بحقه "بالمواطنة لا بحقوقه كمسيحي او مسلم وبإلغاء جميع الأديان والإبقاء على الإيمان بالله الذي يقول لنا ان الانسان أخو الانسان".
صالح
وقدم رئيس حلقة الحوار الثقافي الباحث فرحان صالح احصاءات حول عدد المسيحيين في العالم، مؤسسا لمداخلة لفت فيها الى "أهمية الانتقال الى النظام العلماني الذي يتجاوز الى الوضعيات المعيشية وكل صراع أمني، فعندما يكون عدد سكان العرب 350 مليون نسمة 70% منهم تحت خط الفقر و70% أميون فهنا تكمن الكارثة".
هواري
واعتبر الاعلامي وفيق هواري أن "الصراع ليس إلا صراعا على النفوذ، والجميع تحت سقف النفوذ الاميركي، ولا حل إلا بالدولة المدنية".
شري
واعتبر الاعلامي محمد شري، في مداخلته ان "الجميع ينتظر الهجرة، في حين ان المسألة مسألة هوية، والمعركة معركة وجود. وانا لو كنت سوريا لكنت معارضا للنظام، لكن في ظل معركة التكفير أرى أنه من واجبي أن أدافع عن نفسي بغض النظر عن النظام". ورفض مقولة الاقليات، مؤكدا ان "الجميع مواطنون وشركاء، ولا يجب الصمت او السكوت".
الصغبيني
في حين اعتبر الاب نقولا صغبيني، رئيس الرهبانية المخلصية، انه "لا حل الا بالحوار"، ورفض "تقصير المسيحيين".
أبو كسم
واعتبر الأب ابو كسم أن "المسيحيين ليسوا افرادا بل جماعة، ولا خوف على الكنيسة، لانها كحبة الحنطة التي تقع على الارض. فوجودنا مرتبط بالايمان"، واعتبر ان "القلق يساور جميع الاقليات في الشرق والانسانية جمعاء بسبب فقدان ثقافة السلام والانجراف وراء العنف. فالبابا حيا الحضارة الاسلامية التي قامت منذ 1400 سنة في المؤتمر الاخير في اليونسكو لان المسيحيين ساهموا فيها".وأكد على انها "ليست المرة الاولى التي يتهدد الخطر فيها المسيحيين. من هنا ندعو ككنيسة الى ثقافة السلام، والاسلام المعتدل والمنفتح، فقيمنا مشتركة واخلاقياتنا واحدة".
وفي نهاية مداخلات المنتدين، قدم بعض الحضور تعليقاتهم، وختم العلامة الحاج الحضور بالشكر لكل من ساهم في ايصال الصوت.