23-11-2024 10:44 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: المرحلة صعبة ومعقَّدة ولكنَّ الأفق ليس مسدوداً

فضل الله: المرحلة صعبة ومعقَّدة ولكنَّ الأفق ليس مسدوداً

"كم نحن بحاجة في مجتمعنا إلى قيم الخير والمحبَّة، وإلى الأشخاص الَّذين يعطون ولا يريدون جزاءً ولا شكوراً، ولا ينتظرون أيّ مقابل من الآخرين. نحتاج إلى تجسيد هذه القيم في واقعنا على مختلف المستويات

فضل الله: المرحلة صعبة ومعقَّدة ولكنَّ الأفق ليس مسدوداًأقام مكتب الخدمات الاجتماعيَّة في الغازية ـ الجنوب، التابع لمؤسَّسات العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض)، حفلاً تكريمياً لرجل الأعمال الحاج محمد سميح غدار، تقديراً لعطاءاته وجهوده والخدمات الَّتي يقدّمها للمكتب، وذلك في قرية السّاحة التراثيّة، برعاية العلامة السيّد علي فضل الله، وبحضور حشدٍ من فاعليات منطقة الغازية.

بعد كلمة لمدير مكتب الخدمات في الغازية حسين حسون، وكلمة للمكرم الحاج محمد غدار، ألقى العلامة السيّد علي فضل الله كلمة جاء فيها: "نلتقي هنا لنكرّم إنساناً تشاركنا معه في عمل الخير في امتداد مساهماته الكبيرة في العمل الاجتماعيّ والصّحّيّ والبلديّ، وفي حمل المسؤوليَّة عن الإنسان الفقير والمتألّم، الَّذي يعاني في بلدته وخارجها".

وأضاف سماحته: "كم نحن بحاجة في مجتمعنا إلى قيم الخير والمحبَّة، وإلى الأشخاص الَّذين يعطون ولا يريدون جزاءً ولا شكوراً، ولا ينتظرون أيّ مقابل من الآخرين. نحتاج إلى تجسيد هذه القيم في واقعنا على مختلف المستويات الدّينيَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة والإنمائيَّة، ولا سيما في هذه المرحلة الصَّعبة الَّتي نمرّ بها، فنحن بحاجة إلى من يطلقون ينابيع الخير والمحبّة والسّلام في وجه الَّذين يضخّون الأحقاد والعصبيات والعداوات والكراهية، ويعملون على إثارة الفتن.

إننا بحاجة إلى الذين يطلقون الكلمة الطيّبة الَّتي تعمل على نشر السلام والمحبَّة بين مكوّنات المجتمع، لا الكلمة التي تثير الغرائز والعصبيّات والفتن والحساسيات، وتؤدّي إلى الانقسامات. ونحن بحاجةٍ إلى الّذين يطفئون النار المتأجّجة في العقول والقلوب، لا الَّذين يشعلونها؛ بحاجةٍ إلى الذين يفكّرون في السّبل التي تقي أمّتهم من الفتن، لا الذين يدفعون إلى أتونها".

وتابع: "صحيح أنَّ المرحلة صعبة ومعقَّدة، ولكنَّ الأفق ليس مسدوداً، وسبق أن مررنا بظروف صعبة، وبحمد الله تجاوزناها، وهناك أكثر من مخرج وخيار في مواجهة هذه الأوضاع القاسية".

ولفت سماحته إلى أنَّ مسؤوليّتنا أن نقدّم الصّورة الحقيقيّة لديننا وقيمنا ومبادئنا وأصالتنا ولكلّ تاريخنا، في وجه هذه الصّورة المشوَّهة الّتي تظهرها الجماعات التكفيريَّة، والَّتي تُستغلّ وتُسخَّر وتستخدم لمصالح خاصّة.

وختم قائلاً: "عندما توحّدنا كلبنانيّين، أسقطنا غطرسة العدو الصهيونيّ وكلّ مشاريعه، وأجبرناه على الرَّحيل والانسحاب وهو يجرّ أذيال الخيبة والهزيمة، فالمطلوب في هذه المرحلة الصَّعبة أن تتضافر كلّ الجهود والإمكانات، حتى نستطيع مواجهة كلّ الأخطار المحدقة بالبلد على حدوده، وحتى نحميه من كلّ العواصف الّتي تحيط به".
وفي الختام، قدّم سماحته درعاً تكريميَّةً للمحتفى به.