تحدث رئيس التيار الشعبي في تونس الدكتور زهير حمدي عن ما يحصل في اليمن لجهة تأثيره على الامن القومي العربي وسأل: هل ما يحصل في اليمن هو لخدمة الامن القومي العربي أم لضربه؟
نظم تكتل الجمعيات والهيئات الاهلية في لبنان والمرصد العربي لحقوق الانسان والمواطنة، ندوة في فندق غولدن توليب، الجناح، بعنوان "حقيقة ما يجري في اليمن" وذلك يوم الخميس 28 أيار 2015، بحضور نواب وأكاديميين وشخصيات سياسية حزبية وإعلاميين، كما حضر ممثل عن السفارة الايرانية مسعود صابري زادة، نجاح واكيم والنائب الوليد سكرية.النشيدين الوطني اللبناني واليمني ثم الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء. كلمة تقديم رئيس الجمعية اللبنانية لدعم مقاطعة "اسرائيل" الدكتور عبدالملك سكرية، طرح خلالها فكرة انشاء لجان شعبية في كافة انحاء الوطن العربي للتنديد بالعدوان السعودي-الاميركي على اليمن، وايضاً في جمع التبرعات.
الجلسة الاولى :
ترأس الجلسة الاولى في برنامج الندوة النائب السابق نجاح واكيم انتقد خلالها النظام السعودي، متسائلا لماذا الحرب على اليمن في ظل مشروع اميركا لتفتيت الوطن العربي، ووصول سيطرة اسرائيل لباب المندب، وماذا يجري في سوريا والعراق وغيرها من الدول.وأكد ان اصوات الشرفاء في هذه الامة ستتغلب على الاصوات التي اشتراها المال النفظي.
وكانت المداخلة الاولى لرئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية الدكتور وليد محمد علي، استنكر الذرائع السعودية لتدمير اليمن، متسائلاً عن هذا الاهتمام السعودي اليوم باليمن، لافتاً الى عدد من مواقف السياسيين السعوديين الطامعة باليمن لجهة منع أي تقدم فيه خاصة بسبب ثرواته وموقعه الاستراتيجي، او توحيد اليمن بما يجعله قوة على كافة الصعد مما يؤدي الى خروج اليمن من سيطرة السعودية.
ورأى ان اموال النفط الخليجية تذهب في شراء الاسلحة من اميركا، لافتاً الى خسارة أصول اموال دول الخليج اثناء الازمة المالية قبل سنوات حوالي 70% في حين بلغ ما خسرته اميركا 30%.وأشار الى ان السعودية ودول التحالف معها تنفذ قراراً بمواجهة محور المقاومة على أرض اليمن او في سوريا او العراق او مصر وفي فلسطين.
ثم تحدث رئيس التيار الشعبي في تونس الدكتور زهير حمدي عن ما يحصل في اليمن لجهة تأثيره على الامن القومي العربي وسأل: هل ما يحصل في اليمن هو لخدمة الامن القومي العربي أم لضربه؟.وعرض للواقع الجيوستراتيجي للعالم العربي ودوره الحضاري والجغرافي وانعكاسات هذا الواقع عليه عبر التاريخ والتي لطالما شكل محطة لمطامع الاستعمار وخططه التقسيمية للوطن العربي.
وتطرق في هذا السياق الى اقليم الجزيرة العربية متوقفاً امام إحدى مهامها وهي تقويض الوجود القومي لليمن ونشر الفكر التكفيري، وتفكيك اليمن الى دويلات، وهذا ما يجعلنا نعتقد ان الحرب على اليمن من أخطر الحروب حالياً.
وتابع : هذا سيؤدي الى تفكيك المنطقة وتبديد ثرواتها، وتحويل البوصلة من العداء العربي لإسرائيل وتحرير فلسطين الى جعل إيران الدولة العدوة.ورأى ان تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني سيصب في مصلحة تنظيم القاعدة، ولكن هذا الامر سينعكس على دول الخليج لاحقاً.
وخلص الى القول ان الحرب على اليمن هي جزء من الحرب الكونية على الامة العربية، كما حصل في العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006، وفي احتلال اميركا للعراق.وأعلن عن الدعوة لقيام جبهة احزاب تواجه هذه المخططات وستعقد أول اجتماعاتها في تموز المقبل.
وتحدث الدكتور في علم القانون الدولي حسن الجوني عن نظرة القانون الدولي العام لما يجري في اليمن متسائلاً: كيف يتم توصيف هذا الهجوم على اليمن؟ وكيف تعرض العراق والحروب المستعملة؟ وما هي الطبيعة القانونية للجرائم التي تحصل؟ واخيرا هل يمكن ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم على الصعيد الدولي؟.
وأضاف : هل اعتدى اليمن على السعودية او أي من دول التحالف في عدوانه على اليمن؟ نافيا حصول اعتداء يمني عليهم، معتبراً ان العدوان السعودي على اليمن يدخل في باب شريعة الغاب.
وذكر انه ليست من صلاحيات الامم المتحدة او القانون الدولي إعادة او تثبيت هذا الحاكم او ذاك لانها ليست من صلاحياته القانونية.كما اكد ان حصار وتجويع الشعب اليمني وقصفه بانواع الاسلحة المحرمة دولياً انها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
ورآى ان القضاء الدولي يعمل ضد الشعوب، لافتاً الى ما قامت به بريطانيا واميركا من الجرائم في العراق ويوغوسلافيا السابقة، لكن المحاكم الجنائية الدولية لم تنظر في الشكاوى المقدمة من المتضررين بحق تلك الدولتين، مطالباً اليمنيين بتوخي الدقة في ملاحقة المجرمين امام المحكمة الجنائية الدولية. مشيراً الى الذهاب الى رفع الشكاوى في الجمعية العمومية في مجلس الامن، وفي مجلس حقوق الانسان في جنيف، أي العمل على الملاحقة السياسية لفضح هذا العدوان خاصة وان السعودية تسعى لترؤس مجلس حقوق الانسان في جنيف.
الجلسة الثانية :
تراس الجلسة الثانية من أعمال الندوة الوزير الاسبق الدكتور عصام النعمان حيث قال: هل يمكن ان ننقل ما يجري في اليمن وما يجري في سوريا والعراق وقبلها في فلسطين المحتلة، مؤكداً ان العدو واحد وهو اميركي صهيوني، وقضيتنا واحدة في فلسطين.
ثم تحدث النائب العميد الوليد سكرية عن الابعاد الاستراتيجية للعملية العسكرية على اليمن، مشيراً الى موقع اليمن الاستراتيجي على الصعيد العالمي منذ اكتشاف اوروبا للهند.وتابع : شكل مضيق باب المندب نقطة جذب استعماري بريطاني لليمن، وفرنسي لجيبوتي. وعرض لسياق السياسات السعودية تجاه اليمن وخشيتها من وحدة اليمن وإرادة بنيه خاصة في ظل رفع قوى سياسية شعار الموت لاميركا ولاسرائيل. وربط بين مشروع الشرق الاوسط الجديد وما يدور حالياً على أرض الوطن العربي ومنها اليمن.
وتطرق الى الجانب العسكري في سلوك قوى التحالف في عدوانها الى اليمن، وابرزه تنفيذ السعودية لهذا العدوان بناء على قرار اميركي والتحاق دول التحالف معها.
واشار الى وقوف ايران وحزب الله ومحطات التلفزة في المنار والميادين الى جانب اليمن، يقابلها دول التحالف وسكوت باقي الدول بما فيها روسيا والصين.ورأى ان الوضع قد لا يكون لصالح الحوثيين على المدى الطويل اذا بقي الحال كما عليه في ظل الانقسام الذي أشرت اليه.
وحذر من تقسيم اليمن، مطالباً بضرورة العمل على فك الحصار الغذائي عن شعب اليمن وتوسيع دائرة الاشتباك لاجبار الدول المشاركة في العدوان وتلك الساكتة على ايجاد حل وفك الحصار.
ثم تحدث مدير عام تلفزيون المسيرة ابراهيم الديلمي، فعرض للواقع السياسي والاجتماعي والمذهبي لليمن، وايضا للمكونات الوطنية وابرزهم حركة انصار الله الذي يرفض ان يحصروه بطابع مذهبي او في واقع جغرافي محدود، مؤكداً على البعد الوطني لهذه الحركة. كما شرح لاوضاع القوى الاخرى، ومنها الحراك الجنوبي الذي تحول الان الى ميليشيات مسلحة بما أبعده عن عدالة قضيته، مما أدى الى خسارته بالتحاقه بعاصفة الحزم، متوقفاً امام قوى علي عبدالله صالح وحركته.
وأشار الى القوى الاخرى التي تشرذمت وتداخلت فيها الناصرية بالوهابية، والاشتراكية بالامبريالية.وركز على بقاء قوتان رئيسيتان في اليمن حالياً: القوى التي تقاتل العدوان وتلك القوى التي تناصره.
ثم تحدث الدكتور أشرف البيومي متسائلاً: هل يمكن فهم ما يجري على اليمن دون فهم باقي اجزاء ما يحصل في المنطقة؟ وما الذي استفادت منه مصر في دخولها قوات التحالف، لا سيما في ظل انزعاج السعودية من عدم مبادرة مصر الى ارسال الان جنود للقتال في اليمن، واصفاً الاعلام المصري بالمآساة لانه غائب تماماً عما يجري من فظائع في اليمن وبحق شعبه، مشيراً الى رفض مصري للتدخل البري في اليمن.
وسأل : لماذا تريد السعودية الاستمرار في الهيمنة على اليمن، وقال: ان أي نموذج تنموي يهدد السعودية، ولفت الى غياب رؤية واضحة لدى الرئيس السيسي محذرا من تهديد حقيقي بوجود داعش على الامة العربية.
وذكر ان الحوثيين لا يشكلون تهديداً لمضيق باب المندب وانما داعش واخواتها وامثالها.
بعد ذلك تم فتح باب النقاش.