تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان ابرزها مقابلة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مساء أمس على قناة المنار والمواقف التي أطلقها. كما تناولت الصحف الاحداث في سورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان ابرزها مقابلة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مساء أمس على قناة المنار والمواقف التي أطلقها. كما تناولت الصحف الاحداث في سورية...
السفير
جنبلاط: مع الأكثرية ولكن.. ومستعد للقاء الأسد
التمويل: العد التنازلي الثلاثاء
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "يتوزع النشاط الحكومي خلال الأسبوع المقبل على محورين، حيث ستنطلق الحكومة اعتباراً من الثلاثاء المقبل في رحلة مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة، التي ستستهل في جلسة يعقدها مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا، كما ستثبت «خطيئة الأجور»، عبر إصدار مرسوم الزيادة في الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء الاربعاء المقبل برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية.
وإذا كانت الأجواء المحيطة بالموازنة توحي بمناقشات وزارية متوقعة ولا تخلو من الحدة حيال الشق المتعلق بالضرائب والرسوم الواردة في متن الموازنة، وخاصة رفع الرسوم على البنزين وزيادة الضريبة على القيمة المضافة، الى 12 في المئة، فإن بدء انعقاد جلسات الموازنة اعتباراً من الثلاثاء قد يشكل إيذاناً ببدء العد التنازلي لانفجار القنبلة الموقوتة المزروعة في المشروع تحت بند دفع المستحقات والمتأخرات المتوجبة على لبنان في تمويل المحكمة الدولية، إلا إذا كان مصير هذه الموازنة مثل مصير كل سابقاتها، مفتوحة على نقاش ولكن بسقف زمني مثقوب.
وقالت مصادر وزارية لـ«السفير» إن بند التمويل، سيترك بحثه الى المراحل الأخيرة في دراسة الموازنة العامة، أي الى ما بعد اسابيع، اذ يخشى من طرحه في المراحل الاولى للنقاش ان يعطله اذا ما احتدم النقاش حول هذا الموضوع، وهذا امر غير مستبعد أبداً بالاستناد الى المواقف المعلنة وغير المعلنة للاطراف المعنية بالملف.
وفيما رجحت المصادر الوزارية قيام رئيس الحكومة باتصالات مكثفة حول هذا الموضوع، لعله ينجح في إقناع الاطراف المعنية، وخاصة «حزب الله»، بوجهة نظره القائلة بضرورة التمويل، لاحظت المصادر اكتفاء رئيس الجمهورية بالموقف المعلن الذي سبق ان اتخذه تأييداً للتمويل، واستبعدت، بناءً لما لمسته من رئيس الجمهورية نفسه، قيامه بأي خطوة في هذا الاتجاه، تاركاً معالجة هذا الملف لرئيس الحكومة من خلال اتصالات يجريها مع الاطراف المعنية.
جنبلاط: انا متموضع في الأكثرية
وعلى خط آخر، برز «لقاء الصراحة» بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الذي وصف اللقاء بالجيّد، واستمر لنحو ساعتين ونصف الساعة. وقال جنبلاط لقناة «المنار» إن العلاقة مع «حزب الله» استراتيجية، كانت جيدة وستبقى، ولا تؤثر عليها بعض الجزئيات التي تحصل من هنا وهناك».
ورفض جنبلاط المقولات عن انعطافة يقوم بها، وقال: أنا متموضع حيث أنا، وأنا باق في الأكثرية، ولكن لست باقياً في قالب جامد، ولي حيثيتي المستقلة. وإذ أكد التزامه بنظرية الجيش والشعب والمقاومة، كرر قوله: «لا بد في يوم ما ان نعود الى دراسة الخطة الدفاعية». كما عارض ربط سلاح «حزب الله» بالتوطين، بل أيد ربطه بالدفاع عن لبنان واستعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وليس فقط لتحرير فلسطين انطلاقاً من لبنان.
ورداً على سؤال أعلن أن وزراء جبهة النضال سيصوتون مع تمويل المحكمة في مجلس الوزراء، وقال: أتمنى أن نصل الى تسوية في هذا المجال، وذلك تفادياً لفتنة او تشنج، ولكن لا ادري كيف سنصل الى مثل هذه التسوية.
وتمسك جنبلاط بموقفه حيال ما يجري في سوريا، مكرراً أن علاج ما يجري هو سياسي وليس امنياً، مشدداً على ضرورة ان يبادر الرئيس بشار الأسد الى الاصلاح والحوار، وطرح ما سماها «سلة متوازنة»، ترتكز على وقف اطلاق النار على المتظاهرين، إدانة الاعتداء على الجيش السوري، سحب الجيش، إطلاق سراح جميع المعتقلين، إدانة كل مطلب للمعارضة السورية بالتدخل الخارجي، محاسبة المرتكبين من الأمنيين وغير الأمنيين الذين قاموا بجرائم من دون استثناء، وكذلك محاسبة الذين نكلوا بالجيش السوري، السماح للصحافة بأن تغطي كل الارض السورية، إلغاء المادة الثامنة وصولا الى التعددية الحزبية، ومدخل هذا الامر لا يكون الا بالحوار من اجل سوريا.
ورداً على سؤال عن احتمال لقائه الرئيس بشار الأسد قال: ليست لدي فكرة، ولكن التواصل ليس مقطوعاً مع سوريا، والوزير غازي العريضي يلتقي دائماً اللواء محمد ناصيف، وأنا مستعد ان ازور الرئيس بشار الأسد، ان كانت هناك فرصة لذلك.
اشتباك رئاسي عوني حول التعيينات
على صعيد آخر، دخل موضوع التعيينات الى دائرة الاشتباك، وانما غير المعلن ما بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» ان وجهتي نظر سليمان وعون متباعدتان بشكل واضح، خاصة حيال بعض المواقع المسيحية، الشاغرة او التي شغرت في الآونة الأخيرة، ولا سيما منها رئاسة مجلس القضاء الاعلى حيث عارض سليمان الأسماء التي طرحها عون، وطرح اسماء بديلة رفضها عون.
وقد شكل موضوع المحكمة الدولية وتمويلها، بالاضافة الى التعيينات بشكل عام، والتي تعني تكتل الاصلاح والتغيير وحلفاءه بشكل خاص، نقطة مركزية في الاجتماع الذي عقد مساء امس في الرابية، وحضره رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، وزير الدولة مروان خير الدين، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وهوفيك مخيتاريان عن حزب الطاشناق.
وقالت مصادر المجتمعين لـ«السفير» انه تم التأكيد على التنسيق الكامل داخل الحكومة والتعاطي كجبهة متراصة حول كل المواضيع التي ستطرح، خاصة في ما خص التعيينات، وأيضاً في ما خص المحكمة ورفض تمويلها لأي سبب كان.
وفيما اكد وزير التنمية الادارية محمد فنيش لـ«السفير» ان ملف التعيينات الادارية وخاصة في الفئة الاولى ينتظر انجاز الوزراء المعنيين اقتراحاتهم في هذا الشأن وفقاً للمراكز الشاغرة في وزاراتهم، قال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» انه جهز اقتراحه في شأن اتمام تعيين القائمقامين كما تعيين محافظ بيروت، ومحافظ جبل لبنان ومحافظ الجنوب، ومحافظ عكار ومحافظ بعلبك الهرمل.
وعلى الصعيد المطلبي، ينتظر ان يشهد الاسبوع المقبل، تحرّكاً مكثفاً للاتحاد العمالي العام في محاولة لتصحيح قرار الحكومة بزيادة الاجور، وقال رئيس الاتحاد غسان غصن لـ«السفير» ان اجتماعا سيعقد الاثنين المقبل مع وزير العمل شربل نحاس، يليه في وقت آخر لقاء آخر مع وزير الاقتصاد نقولا نحاس، بالإضافة الى لقاء محتمل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال غصن إن وفد الاتحاد سينبه خلال اللقاء مع وزير العمل الى الثغرات التي تعتري قرار الحكومة، وبالتالي ضرورة ان يتم استدراكها بالمرسوم الذي سيرفعه إلى مجلس الوزراء، علماً أن وزير العمل سبق ان اكد انه سيضع المرسوم وفق قرار مجلس الوزراء على الرغم من اعتراضه عليه.
النهار
واشنطن تتهم دمشق بتأجيج مخاوف الأقليات
ولا ترى غطاء عربياً أو تركياً لعمل عسكري
وفي الشأن السوري كتبت صحييفة النهار تقول "اتهم مسؤولون أميركيون بينهم السفير لدى دمشق روبرت فورد، الحكومة السورية بتأجيج مخاوف الاقليات والتلويح بالاقتتال الطائفي لدفعها الى الوقوف الى جانب النظام، وانتقدوا بشدة "خبث" النظام ومزاعمه التي تدعي أنه هو القادر على حماية الطوائف من الاقتتال.
ومع دخول الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الاسد شهرها السابع، تظاهر سوريون في مدن عدة في ما أطلقوا عليه "جمعة أحرار الجيش". وأفاد ناشطون ان 12 شخصا قتلوا برصاص قوى الامن لدى تفريق هذه التظاهرات. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان ان عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في 15 آذار بلغ ثلاثة آلاف قتيل، وحذرت من أن القمع "القاسي" يدفع سوريا نحو حرب أهلية شاملة. ودعا مجلس التعاون الخليجي وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتماع طارئ الاحد لمناقشة الاوضاع في سوريا. وقال فورد في حديث عبر سكايب نظمته "مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الادنى" ان المعارضة السورية والمتظاهرين "يدركون خطر الاقتتال الطائفي ويرفضونه، ولكن في المقابل تلعب الحكومة السورية ورقة النزاع الطائفي".
الى ذلك، قالت وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، وهي ثالث أعلى مسؤول في الوزارة، في شهادة لها في مجلس النواب: "يجب ألا يكون هناك أي شك في ان النظام هو المسؤول عن دورة العنف والطائفية". كما رحب المسؤولون بإنشاء "المجلس الوطني السوري" الذي يضم معارضين في الداخل والخارج واعتبروه "خطوة ايجابية... وتطورا مشجعا".
ولاحظ فورد ان وتيرة العنف من السلطات السورية قد ارتفعت أخيراً، وخصوصاً في حمص وحماه ودير الزور، وتطرق الى ما وصفه بالظواهر الجديدة ومنها الاغتيالات التي تقوم بها الحكومة لشخصيات معارضة مثل الزعيم الكردي مشعل تمو، ونجل المفتي واكاديميين، وتحدث عن ظاهرة ارتفاع عدد الجنود الذين ينشقون عن الجيش وخصوصاً في مناطق مثل الرستن وحمص ودرعا وانضمامهم الى "الجيش السوري الحر"، الامر الذي ادى الى اصطدامات مسلحة بين الطرفين.
وذكر ان الكثير من الشباب السوري يتساءل احيانا أين حلف شمال الأطلسي ولماذا فرض الحظر الجوي في ليبيا وليس في سوريا، وان هؤلاء لا يعترضون على التدخل الاجنبي. لكنه اضاف ان القياديين المعارضين مثل رياض سيف الى ميشال كيلو وغيرهما يرفضون التدخل الاجنبي، كما انه لا غطاء عربياً او تركياً لاي عمل عسكري. وخلص الى ان قادة المعارضة يطالبون بنشر مراقبين دوليين لمعاينة التطورات الميدانية واحراج الحكومة ومنعها من استخدام العنف.
ورأى ان الشارع الكردي بعد اغتيال تمو بات أكثر غضبا من اي وقت مضى، وتوقع ان يضطلع الاكراد بدور اكبر في الانتفاضة. وقال ان الاقليات الاخرى مثل المسيحيين يخافون التغيير لانهم "يخشون سيناريو عراقياً" حيث عانى المسيحيون تعصب السلفيين السنة وعنفهم في العراق. ولاحظ ان "العلويين ليسوا متحدين وراء نظام الاسد، وهناك تيار يقول ان مصلحة الطائفة العلوية تقضي بفك الارتباط بالنظام". كذلك هناك قياديون معارضون من الطائفة العلوية مثل لؤي حسن وغيره.
وتحدث عن "الاستياء المتزايد في اوساط التجار" السنّة وغيرهم في دمشق وحلب، لان الوضع الاقتصادي يزداد سوءا وحتى المواد الضرورية مثل البيض غير متوافرة في بعض الاسواق. وحض الدول المجاورة على احترام حقوق اللاجئين والمعارضين السوريين الذين يلجأون اليها، وذكّر بأن حكومته فرضت العقوبات على السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بسبب دوره في قمع المعارضين والهاربين الى لبنان.
الاخبار
جنبلاط يتنحى حزبياً... ويبقى سياسياً
وحول هذا الموضوع كتبت الاخبار تقول "ما زال زعيم المختارة يشغل البلاد والعباد، ما إن ظهر الحديث عن «تكويعة» جديدة حتى ظهر في الضاحية الجنوبية، ثم على قناة المنار، حيث أكد أنه باق مع الأكثرية وفق حيثياته، مغازلاً الممالك، وغير مهادن مع الأنظمة و«الشبيحة».
في إطلالته على قناة المنار مساء أمس، تحدث النائب وليد جنبلاط عن «صدمة» حزبية سيعلنها في الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي نهاية الشهر الجاري. هذه الصدمة التي لم يفصح عنها، قد تكون ما أبلغه جنبلاط نفسه لقادة بارزين في لبنان وخارجه، بأنه قرر التنحي عن زعامة الحزب، وبأنه قرر الدعوة إلى هذه الجمعية العمومية لإطلاع قادة الحزب وكوادره على قراره النهائي، الذي لا رجوع عنه.
والصدمة لا تقتصر على تنحي زعيم الحزب فقط، بل إن الزعيم، بحسب المصادر المعنية، سيدعو قيادة الحزب الى الاستقالة الجماعية، وسيطالب بعض أعضاء هذه القيادة بعدم الترشح لتولي مناصب قيادية جديدة، وبإفساح المجال أمام قادة جدد وشباب لتولي إدارة الحزب في قطاعاته كافة، كذلك سيدعو أنصاره الى إطلاق ورشة تجديد في التنظيم العام وفي الخط السياسي، وإلى العمل على إعادة تنشيط المشاركة الشبابية في إنتاج القرار.
وعن احتمال تولي نجله تيمور المسؤولية من بعده، قال جنبلاط إنه سيتابع عمله السياسي، لكن ليس كرئيس للحزب، وإن نجله مرشح لتولي زمام الزعامة الجنبلاطية ودار المختارة، وإن توليه مسؤوليات بارزة في الحزب رهن أمور أخرى وليس بقرار منه. ونفت المصادر أن تكون خطوة جنبلاط هدفها الانسحاب من الحياة السياسية «لكنه لم يعد يشعر بضرورة بقائه في قيادة الحزب». وقالت هذه المصادر إن جنبلاط يعي أن الخطوة سوف تربك أنصاره، وأن آخرين سينظرون إليها كمسرحية، لكنه سيصر عليها. ودعت المصادر الى انتظار الجمعية العمومية التي ستشهد موقفاً سياسياً واضحاً إزاء قضايا داخلية وإقليمية بارزة.
وكان جنبلاط قد أعلن في لقائه التلفزيوني أمس، أنه باق في الأكثرية «لكنني لست باقياً في قالب جامد، بل لدي حيثياتي». وانطلاقاً من ذلك وزع الأوصاف والمواقف وفق هذه «الحيثيات»، هو مع التغيير في كل الدول العربية، لكن هناك أنظمة يجب أن تسقط وممالك تحظى برضى زعيم المختارة، الذي تحدث بود عن ملوك الأردن والمغرب والسعودية، وخص الثالث بالقول إنه «شخص جبار، يحاول أن يكسر قيود بعض المتزمتين في المدرسة الدينية، وهذا ليس بالأمر السهل، هذا رجل إصلاحي كبير، ونأمل أن يوفّق، خطوة تحرير المرأة خطوة أولية، لكن جريئة»، كذلك حصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على وصفين جنبلاطيين، بأنه «صامد، وهو بطل».
حتى مملكة البحرين، التي انتقد معالجة الأمور فيها، لم يصل إلى مقاربة النظام فيها، مكتفياً بالمطالبة بإعطاء الفرصة لـ«المعارضة البحرينية التي لم تكن فئة أو مذهباً»، وبإيجاد تسوية سياسية.
أما في الموضوع السوري، فأكثرَ من الحديث وتوسع حتى حين لم يُسأل، وهو في الظاهر كرر مواقفه المعروفة مما يجري في سوريا، لكنه في التفاصيل استخدم عبارات لافتة، فقلل من شأن «المجموعات المسلحة»، واستخدم عبارات المعارضة السورية عن «الشبيحة»، وعن وجود «من ترك صفوف الجيش»، متسائلاَ: «لماذا تُقمع التظاهرات السلمية؟». وبعدما رأى أن «هنالك أموراً لا تطاق، وما يجري في الداخل السوري غير مقبول»، قال «ليس هنالك حل أمني مع مجموعات مسلحة في سوريا، بل مع متظاهر سلمي، دخل على الخط لاحقاً بعض المتطرفين، وبعض من ترك صفوف الجيش».
كذلك لفت رفضه نظرية المؤامرة في كل مكان، وأي دور أميركي أو غربي في الثورات، واصفاً الحديث عن مشروع أميركي بأنه أمر سخيف، وأن «بعض قوى الممانعة متحجرة فكرياً ولا تؤمن بالحربات والديموقراطية»، كما رأى أن هواجس الأقليات ليست مشروعة «على ماذا يخاف المسيحيون في سوريا، من قال إن البديل عن النظام هو سلفي»، وأعلن أنه ليس قلقاً من مشروع تفتيت المنطقة، الذي لفت إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي.
جنبلاط أكد أنه لا يريد صراع محاور في لبنان، مقترحاً «خريطة طريق» لحل الأزمة في سوريا، أبرز بنودها: وقف إطلاق النار وإدانة الاعتداءات على الجيش، إطلاق المعتقلين، إدانة أي مطلب للمعارضة للتدخل الخارجي، محاسبة من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، والذين نكلوا بالجيش السوري، السماح للصحافة بأن تغطي كل المناطق السورية، مدخل هذا الأمر: الإصلاح، مدخل الإصلاح: إلغاء المادة 8 وصولاً إلى التعددية الحزبية، مدخل هذا الأمر لا يقوم إلا بالحوار.
أكثر من مرة، قال جنبلاط إنه يبقى على قناعاته «وعندما أغيرها أغيرها على الملأ»، مبرراً العشاء مع نواب اللقاء الديموقراطي بأنه لقاء رفاق، ونفى أن يكون قد التقى الرئيس سعد الحريري في باريس، وقال إنه في حال حصول اعتداء إسرائيلي على لبنان «فنحن والمقاومة والجيش على جهوزية التصدي». ونفى وجود كتلة وسطية في الحكومة، بل حكومة «مؤلفة من هذه الأغلبية»، واصفاً أداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنه ممتاز، ولا ملاحظات عليه، وإذ كرر أن المحكمة الدولية هي من لعبة الأمم، ودعا إلى إيجاد تسوية في ما خص المحكمة، قال إن جبهة النضال الوطني ستصوت مع التمويل «إذا لم نتوصل إلى تسوية في الحكومة».
ووصف العلاقة مع حزب الله بأنها كانت جيدة وما زالت، مستغرباً «من أي أتت أخبار الفتور»، وقال إنه التقى الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أول من أمس في جو من الصراحة والنقاش، وتحدثا ساعتين ونصف ساعة عن الوضع في لبنان وفلسطين، وتعشيا «طبخة عراقية وكانت لذيذة، إضافة إلى السفيحة البعلبكية مع اللبن»، في حضور الوزير غازي العريضي، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وقد وزع حزب الله أمس بياناً ذكر فيه أن نصر الله وجنبلاط، ناقشا الأوضاع الإقليمية والمحلية من فلسطين إلى الوضع في سوريا، وموضوع المحكمة الخاصة بلبنان، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والحركة المطلبية والعمل الحكومي، وأبديا ارتياحهما إلى تطور العلاقة بين الحزبين «ورغبتهما في رفع مستوى التنسيق والتواصل على كل المستويات «لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، انطلاقاً من جو الصراحة والحرص والصدق، الذي تناولوا فيه المواضيع المذكورة».
وفي الموضوع السوري أيضاً، أفيد أمس أن استخبارات الجيش أوقفت سيارة فان على طريق عام حلبا ـــــ الخريبة، وبداخلها أسلحة حربية، بقصد التهريب إلى سوريا. فيما برزت أمس زيارة سفير سوريا علي عبد الكريم علي لوزير الخارجية عدنان منصور، مثيراً اتهامات المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، للسفارة السورية بخطف «القيادي السوري السابق المواطن السوري شبلي العيسمي». وطالب علي ريفي بتقديم دليل على ما قاله «إذا كان موجوداً».
اللواء
جلسات الموازنة تبدأ الثلاثاء ... وامتعاض رئاسي من مطالبة عون برئاسة القضاء
مخاوف رسمية من تداعيات الأزمة بين الرياض وطهران
جنبلاط يطرح سلَّة لحماية سوريا بعيداً عن العقل الأمني
وفي الشأن الداخلي كتبت اللواء تقول "تقدم الشأن السياسي ببعديه الداخلي والاقليمي على ما عداه، فيما كانت تنحسر عاصفة تصحيح الاجور، والتي تمثلت بسلسلة من ردود الفعل والاتهامات والانقسامات، وعشية انصراف الحكومة، بدءاً من الثلاثاء في الاسبوع المقبل لمناسبة مشروع الموازنة التي لم تعد مرتبطة بتمويل المحكمة، على الرغم من ان بنداً فيها يتضمن ميزانية محددة للتمويل.
وتوقع مصدر وزاري بارز تكثيف الاتصالات بين الاطراف المشاركة في الحكومة للحفاظ على التضامن الحكومي كشرط للاستقرار الداخلي المطلوب اكثر من اي وقت مضى، بسبب المخاوف من التطورات المفاجئة والمتسارعة في المنطقة.
وفي هذا السياق، اعربت اوساط وزارية وحكومية عن تخوفها من تطور المواجهة المستجدة بين المملكة العربية السعودية وايران على خلفية ما كشفته الدوائر الاميركية عن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن من قبل الاجهزة الايرانية، واعتبرت ان التطورات المتلاحقة في المنطقة تفرض على جميع الاطراف اللبنانيين العودة الى دائرة الحوار، والبحث في خطوات تعزيز الجبهة الداخلية والحد من الانقسامات الحالية لتخفيف وطأة التداعيات الاقليمية السلبية على الوضع اللبناني.
وتوقعت هذه المصادر اجراء جولة اتصالات سريعة بين المراجع الرسمية والقيادات السياسية لتحقيق التشنجات الراهنة، واشاعة جو من الهدوء لتجاوز المرحلة الصعبة.
وسط هذه الاجواء، انشغلت الاوساط بتتبع نتائج اللقاء الذي انعقد الليلة الماضية، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ضوء البيان الذي اصدرته العلاقات الاعلامية في الحزب عن اللقاء الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة وتخلله عشاء، في حضور الوزير غازي العريضي، والحاج وفيق صفا.
واشار البيان الى انه تخلل اللقاء نقاش حول الاوضاع الاقليمية والمحلية، من فلسطين الى الوضع في سوريا وموضوع المحكمة الخاصة بلبنان، والوضع الاقتصادي والاجتماعي، والحركة المطلبية التي تعيشها البلاد والعمل الحكومي، لافتاً إلى أن كل هذه القضايا بحثت في جو من الصراحة والحرص والصدق.
جنبلاط واللافت أن البيان الذي عكس ارتياح الطرفين إلى العلاقة الثنائية بين الحزبين ورغبتهما في رفع مستوى التنسيق والتواصل على كل المستويات لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، لم يشر إلى تفاهمات بين الرجلين على أمور محددة، في حين أن جنبلاط بعث بأكثر من رسالة إلى أكثر من جهة داخلية وخارجية، في خلال اطلالته عبر شاشة <المنار> مساء أمس، كان العنوان الرئيسي لها هو ما كان اكد عليه مراراً، بأنه باق في الأكثرية الحالية، محتفظاً بالحيثية الخاصة به، وهو ما وصفه <بالتنوع داخل هذه الاكثرية>.
وبدا من اجابات جنبلاط على الأسئلة الكثيرة التي وجهت إليه، والتي عكست تساؤلات الوسط السياسي والهواجس التي تتحكم بأطراف الأكثرية الحاكمة، انه حريص من جانبه على <العلاقة الاستراتيجية> مع الحزب ومع أمينه العام، من دون أن يعني ذلك تطابقاً في وجهات النظر، حيال الكثير من الملفات، لا سيما المحكمة الدولية والأزمة في سوريا، والنظرة إلى فلسطين، حيث جاهر بأنه مع مشروع الدولتين، في حين أن الحزب مع تحرير كل فلسطين.
اما في خصوص الموضوع السوري، فقد طرح جنبلاط سلّة متكاملة للحل السياسي، انطلاقاً من أن الحل الأمني الذي يمارسه النظام لن يعطي أي نتيجة حتى لو عمّ الأمن كل المناطق السورية. ويقوم هذا الحل بوقف إطلاق النار، وإدانة الاعتداءات على الجيش وإطلاق سراح جميع المعتقلين وإدانة أي مطلب للمعارضة السورية بالتدخل الخارجي، ومحاسبة من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، والسماح للصحافة بأن تغطي كل المناطق السورية، لافتاً إلى أن مدخل هذا الأمر هو الإصلاح والحوار، معتبراً بأن هذا هو رأيه، وهو رأي كل من روسيا والصين، وكذلك رأي جامعة الدول العربية، وكل أدبيات المعارضة السورية.
وبالنسبة إلى موضوع تمويل المحكمة، أكد جنبلاط أن وزراء جبهة النضال سيصوتون إلى جانب التمويل في حال طرح الموضوع في مجلس الوزراء، لافتاً الى أنه كان من أوائل الذين رفضوا التسريبات حول المحكمة، وطالبنا بمحكمة غير مسيّسة، مقدماً نصيحة الى الحزب بأن لا يقفل كل شيء، خصوصاً وأن هناك رأياً عاماً آخر، يريد أن يعرف الحقيقة، ويعتقد أن ذلك ممكن أن يتم من خلال المحكمة، مع أن الحزب يعتبر أن الأشخاص الذين اتهمهم القرار الظني أبرياء ومن المقدسات، معيداً إلى الأذهان الموافقة بالإجماع على المحكمة في طاولة الحوار عام 2006، متمنياً الوصول إلى تسوية، لكنه لم يطرح أفكاراً محددة.
وإذ أشاد جنبلاط بأداء الرئيس نجيب ميقاتي في الحكومة، لاحظ ان قرار تصحيح الاجور لم يكن مدروسا كفاية متسائلا عن مصدر تمويل هذه الزيادة، طالما اننا لم نقم بالاصلاح الاداري الذي كان مطلوبا في باريس - 3، لافتا الى ان الزيادة اكلتها ارتفاعات الاسعار.
كما نوه جنبلاط بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصفه بالبطل، وبالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز واصفا اياه <بالرجل العظيم>، مؤكدا ان الرئيس سعد الحريري ما يزال صديقا على المستوى الشخصي، والتقي معه في بعض المواقف ولكن لا حوار مباشرا، قائلاً: <نحن افترقنا في السياسة، وربما قد نعود الى الحد الادنى من القواسم>. ودعا الى تسوية سياسية في ظل الجو التشنج الذي قد يحدث بين السعودية وايران، متمنيا ان يعود الحوار بين الرياض وطهران، وألا يكون ما قيل عن محاولة اغتيال السفير السعودية لعبة لاجهزة مخابرات اكبر من البلدين.
المستقبل
قتلى في تظاهرات حاشدة في <جمعة أحرار الجيش> واجتماع طارئ للجامعة العربية غداً بطلب خليجي
الأمم المتحدة تدعو العالم الى حماية المدنيين في سوريا
صحيفة المستقبل كتبت حول الاحداث في سورية تقول "دعت الأمم المتحدة، أمس، المجتمع الدولي الى اتخاذ "تدابير عاجلة" لحماية المدنيين في سوريا، معربة عن تخوفها من اندلاع حرب أهلية جراء القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد، وأودى منذ منتصف آذار الماضي بحياة أكثر من 3000 شخص بينهم 187 طفلاً على الأقل، وهي حصيلة أكدتها بيلاي وأثارت جدالاً جديداً حول سوريا في مجلس الأمن.
وأحيت الانتفاضة السورية أمس "جمعة أحرار الجيش" بتظاهرات حاشدة في أرجاء البلاد، وسجل سقوط نحو 21 قتيلاً. فيما تلقت الجامعة العربية طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي، لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً الأحد للبحث في التطورات الحالية في سوريا.
وقالت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، في بيان: "يتعين على جميع أعضاء المجموعة الدولية اتخاذ تدابير حماية بطريقة جماعية وحاسمة، قبل أن يقود القمع الوحشي وعمليات الاغتيال البلاد الى حرب أهلية فعلية". أضافت "على غرار ما يحصل دائماً، يرفض عدد متزايد من عناصر الجيش مهاجمة مدنيين" وباتوا يقفون الى جانب المعارضين، "والأزمة تكشف حتى الآن عن مؤشرات مقلقة تفيد أن الوضع يغرق في صراع مسلح". وأوضحت بيلاي أن "المجموعة الدولية تستطيع التحدث بصوت واحد والتحرك لحماية الشعب السوري"، مشيرة الى أن "النظام السوري أخفق في مهمته التي تقضي بتأمين الحماية للشعب".
واعتبرت المفوضية أن العقوبات التي فرضتها المجموعة الدولية على دمشق لم تؤدِ الى تغيير موقف السلطات السورية حتى الآن كما قال الناطق باسمها روبرت كولفيل في تصريح صحافي، أضاف فيه أنه لهذا السبب دعت بيلاي الدول الى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السوريين الذين يحتجون ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وشددت بيلاي على القول "منذ بداية الانتفاضة في سوريا، استخدمت الحكومة باستمرار القوة المفرطة لسحق الاحتجاجات السلمية".
ورداً على سؤال عن شن عمل عسكري أجنبي مثلما حدث مع ليبيا لإطاحة معمر القذافي، قال كولفيل "هذا قرار يبت فيه مجلس الأمن". كلام بيلاي دفع بالخليجيين الى تحريك جامعة الدول العربية. وقال مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة السفير جمال محمد الغنيم إن الجامعة تلقت أمس طلباً من الإمارات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً الأحد للبحث في التطورات الحالية في سوريا.
وقال الغنيم في تصريحات صحافية أمس إنه "من حرص دول الخليج لتحقيق الاستقرار في سوريا تقدمت دول مجلس التعاون الخليجي من خلال دولة الإمارات العربية المتحدة الرئيس الدوري للمجلس لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في سوريا".
وأوضح الغنيم أن الاجتماع يأتي بعد التصريحات الصادرة عن الأمم المتحدة والتي حذرت فيها من تدهور الأوضاع في سوريا وتوجهها نحو الحرب الأهلية، مبيناً أن الأوضاع في سوريا خطيرة للغاية وستتم مناقشتها من كافة الجوانب الإنسانية والسياسية والميدانية خلال الاجتماع الوزاري.
وشهد مجلس الأمن صباح أمس جدالاً جديداً حول سوريا بعد الإعلان عن حصيلة جديدة تزيد عن 3000 قتيل منذ 15 آذار (مارس) بسبب قمع نظام الأسد. وصرح السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو في اجتماع مغلق تعليقاً على ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا الى ثلاثة آلاف، أن "مؤيدي صمت مجلس الأمن عليهم استخلاص العبر من استمرار القمع"، على ما نقل عنه ديبلوماسيون. واعتبر المبعوثون الصينيون الجمعة أنه كان يجدر اطلاعهم على الحصيلة الجديدة أثناء المشاورات حول مشروع قرار الغربيين، بحسب ديبلوماسيين.
وقدمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أمس مرة أخرى، مشروع قرارها الذي أسقطه فيتوان روسي وصيني في الرابع من الشهر الحالي، مؤكدة أنها مستعدة لصياغة نسخة جديدة إذا تواصل تفاقم الوضع في سوريا. أما روسيا فاقترحت من جهتها مشروع قرار يساوي بين النظام والمحتجين في التنديد بالعنف، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة والقوى الأوروبية. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية بإيقاف حمام الدم فوراً.