ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 2-6-2015 على اجواء جلسة الحكومة اللبنانية وما دار فيها ليل امس، وعلى موضوع ملف العسكريين المخطوفين، كما ركزت اقليميا على تطورات الميدان السوري
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 2-6-2015 على اجواء جلسة الحكومة اللبنانية وما دار فيها ليل امس وامكانية تعطل عمل الحكومة، وعلى موضوع ملف العسكريين المخطوفين، كما ركزت الصحف اقليمياً على تطورات الميدان السوري وخاصة التوقعات الميدانية المقبلة، اضافة الى مستجدات الموضوع اليمني.
السفير
إبراهيم: اتفاق التبادل أنجز.. وتوقيت التنفيذ للقطريين
مليارات السلاح في مهب الانفعال السعودي!
قالت صحيفة السفير تحت هذا العنوان: الحكومة تكسب ثلاثة أيام قبل أن تنضم إلى «لائحة شرف» المؤسسات الشاغرة أو العاطلة من العمل. وليد جنبلاط يطلق مبادرة ثلاثية الأبعاد: سلة تعيينات، تسوية تأتي برئيس توافقي وفتح أبواب مجلس النواب استثنائيا أمام «تشريع الضرورة». تمام سلام إلى جدة، اليوم، للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز.. والرئيس سعد الحريري.
في ملف التعيينات الأمنية تمديدا أو تأجيلا، ما كُتب قد كُتب، أما الحكومة، فلها أن تنتظر الى ما بعد الثلاثين من حزيران، إما لإنعاشها، أو دفنها، وبالتالي وضع البلد على سكة التسويات الآتية، في انتظار من يرتب الأولويات، ولا ضير من تأزم ما يستدرج الخارج الى الداخل، فتبدأ مرحلة ملء الفراغ، رئاسة وحكومة وتشريعا وتعيينات!
الخبر السعيد لأهالي العسكريين، على مسافة نحو شهرين من طي السنة الأولى من الخطف، في جرود عرسال، هو ما أعلنه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن الاتفاق بين الأمن العام اللبناني و «جبهة النصرة» عن طريق القطريين بشأن الإفراج عن العسكريين اللبنانيين الـ16 «بات منجزا بالكامل»، وقال لـ «السفير» ان المخابرات القطرية تفاوض على توقيت التنفيذ، رافضا الدخول في تفاصيل العملية ومراحلها.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ «السفير» ان الجانب القطري خاض مفاوضات مكوكية في تركيا مع ممثلي «النصرة»، تخللتها مطبات كثيرة، تتعلق بالأعداد والأسماء والتفاصيل التقنية المتعلقة بمراحل تنفيذ صفقة التبادل، «وهذه الأخيرة وحدها كانت الأصعب، واستحوذت وقتا طويلا». ولم تستبعد المصادر احتمال أن يزور مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي بيروت «في وقت غير بعيد».
وعشية زيارة رئيس الحكومة الى السعودية، عكست مصادر فرنسية أجواء تشاؤمية حيال هبة السلاح السعودية للبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار أميركي، ولمّحت الى تجميد غير معلن لهذه الهبة من قبل الجانب السعودي.
ونقل مراسل «السفير» في باريس عن المصادر الفرنسية أن مؤشرات التجميد ظهرت اعتبارا من مطلع أيار الماضي، حيث كان يفترض أن يتم التوقيع في باريس على جداول زمنية بين الجانبين اللبناني والفرنسي لتوريد الدفعات التالية من السلاح الفرنسي بعد الدفعة الاولى التي وصلت الى لبنان في أواخر نيسان الماضي، وكانت كناية عن 48 صاروخ «ميلان» من الجيل القديم.
وقالت المصادر ان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الذي زار باريس في الأسبوع الثاني من أيار الماضي للتوقيع على اتفاقيات توريد أسلحة جديدة فوجئ بأن الفرنسيين قدموا أعذارا غير مقنعة.
وفيما ربط مراقبون هذا التجميد بالتغيرات الجديدة في السعودية، وبالتالي الأولويات المختلفة عن أولويات الادارة السابقة في ظل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، لم تستبعد المصادر الفرنسية أن تكون المستجدات اليمنية قد عدلت جدول الأولويات السعودية.
وقالت مصادر لبنانية متابعة للملف لـ «السفير» انه من غير المستبعد أن يطال التجميد هبة المليار دولار التي كلف الرئيس سعد الحريري بإدارتها بطلب من الملك عبدالله دعما للجيش والاجهزة الأمنية، غداة معركة عرسال في الثاني من آب، ذلك أن أي قرش من أموال هذه الهبة لم يصرف حتى الآن برغم مرور عشرة أشهر على الإعلان عنها رسميا.
وأشارت المصادر اللبنانية الى أنه سيتم تشكيل لجنة لبنانية فرنسية سعودية مهمتها التدقيق في فارق الأسعار (تراجع سعر اليورو أمام الدولار)، وقالت إن ثمة تقديرات بأن الفارق يتجاوز النصف مليار دولار من أصل هبة الثلاثة مليارات، وسيكون الجيش اللبناني معنياً بالاستفادة من هذا الفارق لزيادة كميات الأسلحة والذخائر الفرنسية للبنان.
وأوضحت المصادر اللبنانية أن الجانب الفرنسي طلب تسميىة مندوب من الجيش اللبناني من بيروت لمتابعة أمر الهبة السعودية، وذلك في معرض نفي ما أشيع من معلومات بأن العميد بسام بطرس الذي كان مديرا لمكتب الرئيس ميشال سليمان، وصار قنصلا عسكريا في فرنسا، سيتولى هذه المهمة عن الجانب اللبناني!
تأهب ميداني لإعادة فتح معركة إدلب
القرار الرئاسي السوري، غير المعلن، بعدم قبول قوات إيرانية كبيرة على الأرض السورية، قد يكون انقلب موافقة في الساعات الأخيرة، وأصبح من الماضي.
ويقول مراقبون على الأرض، إنه خلال عملية جسر الشغور، عانى التنسيق بين وحدات النخبة في الجيش السوري، و «صقور الصحراء»، و «الحرس الثوري»، من صعوبات كثيرة، أدت إلى اتخاذ قرارات غير ملائمة، والى إعادة انتشار على عجل في الخطوط الخلفية، والى انسحاب ضروري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجنود والمعدات.
وليس سراً أن الخيارات المتاحة أمام القيادة السورية تضيق مع استمرار الحرب، التي يقاتل الجيش السوري، بحسب إحصاء منذ عامين، على أكثر من 476 جبهة من جبهاتها. ولا يزال خيار استدعاء الاحتياط، الذي لجأ إليه الجيش السوري للمرة الأخيرة في حرب تشرين، مؤجلاً لأسباب سياسية ومعنوية. إذ لا يزال عديد دورة التجنيد 102 يقاتل منذ استدعاء جنوده إلى الخدمة العسكرية، قبل أربعة أعوام. وتعد هذه الدورة أكبر دورات التجنيد الإلزامي في تاريخ الجيش السوري، وتشكل نواته الأساسية، بعد الخسائر التي لحقت به في المعارك، إذ تضم أكثر من 150 ألف مجند وفدوا بعد مرسوم جمهوري بإعفاء المتخلفين عن الخدمة من العقوبات.
وبوسع الجيش إعلان التعبئة العامة واستدعاء أكثر من 200 ألف احتياطي لتجديد هياكله، وإرسال أفضل جنوده إلى ميادين القتال، لكن التردد في إعلان التعبئة العامة لا يوحي بأن الجيش لا يزال قادرا على تجديد عديده، بقدر ما يوحي بضرورة تجنب ما قد يعزز تراجع المعنويات في لحظة هجوم مضاد.
والأرجح أن اختيار اللجوء إلى الحشد الإيراني - العراقي يسرّع عملية توحيد الساحات العراقية - السورية، التي تأخرت كثيراً، فيما يعمل «داعش» وتركيا والسعودية على توحيد الساحات بين العراق وسوريا، من الأنبار حتى مشارف البقاع اللبناني، مروراً بدير الزور، والرقة، وبادية حمص وتدمر، فالقلمون الشرقي، من دون أن يرتقي الرد العراقي - السوري إلى المستوى المطلوب، كما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل أسبوع.
ويترتب على الخطوة الجديدة، إذا ما تطورت، إعادة ترتيب أركان العمليات السورية، لإشراك القوى الجديدة في القتال على نطاق أوسع وضمن تكتيكات جديدة، أثبتت فعاليتها في العراق.
وتعمل السعودية على توسيع جبهة الجنوب الأردنية، التي تبدو مربكة ومؤجلة، بسبب اقتراب «داعش» منها عبر بادية تدمر نزولاً نحو السويداء واللجاة، وشمال شرق درعا. وتبدو الاستخبارات الأردنية في حالة انتظار قبل فتح جبهة الجنوب، التي يتهددها تقدم «داعش»، واختراقه المنطقة عبر «لواء شهداء اليرموك»، الذي يشكل رأس جسر إضافي لأبي بكر البغدادي، نحو الأردن، عبر المنطقة الفاصلة، فيما لا تزال «جبهة النصرة» تتعثر في محاولتها احتواء داعش في سهول حوران، وريف القنيطرة، وهو ما يدفع الأردنيين إلى استمهال السعوديين قبل فتح معركة ضد «اللواء 52» المدفعي في ازرع.
وكان التحالف قد ترك لـ «داعش» إجلاء أكثر من سبعة آلاف مسلح سوري عبر الرقة ودير الزور للسيطرة على الرمادي من دون مقاومة، ما عجّل بعودته، عبر طرق إمداد بطول 600 كيلومتر، من دون أن تتعرض أرتاله لأي عملية قصف أو اعتراض، أو نقل للمعلومات عن تحركاتها، عبر القناة العراقية. ومن دون سقوط الرمادي ما كان لـ «الدولة الإسلامية» أن ينقل قواته بسرعة نحو السخنة، وان تسقط تدمر.
وجلي أن الهدف الأميركي لا يتجاوز احتواء «داعش» في العراق، وتجميعه في سوريا، وهو ما يفسر مبادرة «الدولة الإسلامية» إلى فتح جبهة ريف حلب الشمالي، مستفيداً من سحب الأتراك للمجموعات المسلحة، نحو ادلب التي أصبحت أكبر تجمع للسلاح والمسلحين في سوريا.
ولا يبدو أن الأتراك وحدهم مع «جيش الفتح» من يطمحون إلى الدخول إلى حلب، فقطع طرق الإمداد بالاستيلاء على صوران ومارع، والتوجه نحو إعزاز ومعبر باب السلامة، الذي يشكل معبر العتاد والإمداد للمجموعات المسلحة، رسالة قوية بأن «داعش» لن يسمح للأتراك بالانفراد ببناء «إمارة» إدلبية - حلبية لـ «مجاهديها»، أو منطقة آمنة، لا تكون له الكلمة الأولى فيها، من الأنبار فالموصل فحلب.
اليمن: إحياء مسار جنيف على وقع الغارات
في وقتٍ بات في حكم المؤكَّد أنَّ الولايات المتحدة، الداعمة «السياسية واللوجستية» للحرب، تسعى إلى تعزيز فرص التسوية اليمنية، برعاية سلطنة عمان، لوقف الحرب التي تخوضها حليفتها السعودية على اليمن وإحياء محادثات جنيف المؤجَّلة، أعلنت طهران، يوم أمس، أنها مستمرة في جهودها لحل الأزمة من خلال محادثات مع كافة الدول المعنية بالشأن اليمني، ومن ضمنها الرياض، عبر قنوات ديبلوماسية.
وتفيد مصادر سياسية مطلعة بأنَّ تقدماً كبيراً قد أُحرز في جهود عقد حوار بين الأطراف اليمنيين، بينما تتوقّع الأمم المتحدة الإعلان عن موعد جديد لعقد مشاورات جنيف المؤجلة بشأن الأزمة اليمنية خلال الأيام القليلة المقبلة.
الإعلان جاء على لسان نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق من مقر المنظمة الدولية في نيويورك، مؤكداً أنَّ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد المتواجد في السعودية، «يسعي جاهداً من أجل جمع جميع الأطراف الى طاولة المفاوضات».
وقال إنّ تأجيل محادثات جنيف، التي كانت مقرَّرة في 28 أيار الماضي، جاء بناءً على التماس تقدمت به الحكومة اليمنية المستقيلة ودول رئيسية (لم يحددها)، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أنّ «جمع أطراف الأزمة على طاولة المفاوضات لم يكن بالأمر السهل».
وتواصل إيران محادثاتها مع كافة الدول المعنية بالملف اليمني، ومن بينها السعودية، من خلال القنوات الديبلوماسية، وفقاً لمساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أكد أنَّ بلاده على تواصل مع المبعوث الأممي بهدف تكريس الحلّ السياسي من خلال حوار كافة الفرقاء اليمنيين، برعاية الأمم المتحدة، مطالباً السعودية بـ «الحياد» في هذا الإطار.
وفي معرض رده على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اتهم إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، قال عبد اللهيان إنَّ طهران تلعب دوراً بناءً في المنطقة، خلافاً لبعض الجهات التي تدعم الإرهاب وتستخدمه كأداة لتجازف بأمن المنطقة واستقرارها من أجل مكاسب سياسية آنية.
وأوضح، في الوقت ذاته، أنَّ بلاده ترحِّب بعلاقات طيبة مع السعودية، «ونتوقع من الرياض أن تقوم بدورٍ بنَّاء، وأن تنتهج سياسة صحيحة ومدروسة لمنع اتساع رقعة الحرب، وتعزيز قوة الإرهابيين، والتقليل من حدة انعدام الامن والاستقرار في المنطقة».
وتسعى سلطنة عمان عبر التوسط في المحادثات المتواصلة بين ممثلين عن «أنصار الله» ومسؤولين أميركيين في مسقط، إلى إنهاء الحرب التي أدَّت إلى مقتل ما يزيد على ألفي شخص.
وقال ديبلوماسي في مسقط لـ «فرانس برس» إنَّ «الأميركيين يحاولون تقريب وجهات النظر بين الحوثيين من جهة، والسعوديين والرئيس (عبد ربه منصور) هادي من جهة أخرى على أمل أن يخفِّف الطرف الثاني من سقف شروطه».
مصادر سياسية في عُمان أكَّدت بدورها، أنَّ ديبلوماسييها يتوسَّطون في محادثات بين الحوثيين ومسؤولين أميركيين في فندق فخم في العاصمة مسقط تهدف إلى التوصل إلى حلٍّ سلميّ للأزمة، فيما أشار سياسيون في صنعاء إلى أنَّ المحادثات التمهيدية أسهمت في تقريب وجهات النظر بين «أنصار الله» والحكومة اليمنية في الخارج، لتمهيد الطريق أمام محادثات جنيف.
ونقلت «رويترز» عن مصدر سياسي قوله إنَّ «هناك تقدّما في المحادثات باتجاه عقد اتفاقية لإبرام هدنة طويلة الأمد وإحياء الحوار السياسي».
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي إنّ مبعوث الأمم المتحدة أحرز تقدماً بشأن «الموعد وجدول الأعمال وإطار محادثات جنيف والأطراف التي ستحضر الاجتماع».
وكان ولد الشيخ أحمد قد عقد في العاصمة السعودية محادثات مع هادي الذي بدا حريصاً «على إنجاح مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن الرامية لإيجاد حل شامل للأزمة التي تسبب بها الإنقلابيون، وضرورة التزام ميليشيات الحوثي وصالح بالكف عن استخدامهم العنف ضد المدنيين والبدء في سحب ميليشياتهم من مختلف المدن والمحافظات والتخلي عن جميع الأسلحة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وشدد هادي، خلال اللقاء، على «أهمية أن تمارس الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي مزيداً من الضغوط على الميليشيات الحوثية وصالح من أجل تطبيق القرار 2216».
وفيما يستمر تقدّم الجيش اليمني بمساندة «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، قال مصدر عسكري إنّ الجيش و «اللجان» قصفوا، يوم أمس، بخمسة صواريخ قاعدة الدفاع الجوي قرب مطار نجران الإقليمي جنوب السعودية.
في هذه الأثناء، قصف «التحالف» الذي تقوده السعودية جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، ما أسفر عن انفجارات قرب الأحياء السكنية عند أسفل الجبل وعن تطاير الشظايا والمقذوفات في المنطقة، ما أدّى إلى مقتل ثمانية مدنيين وأكثر من 20 مصاباً.
وأكد سكان المنطقة أنَّ شظايا الذخائر المنفجرة سقطت بعيداً عن مكان الغارات وإلى مسافات تصل إلى خمسة كيلومترات، ما أسفر عن حركة نزوح للسكان إلى أحياء آمنة.
كما استهدفت مقاتلات «التحالف» مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في جبل النهدين المطل على صنعاء من جهة الشرق، وفي فج عطان، وهو موقع جبلي جنوب صنعاء سبق أن تعرض لعدد كبير من الغارات. وقصف الطيران مواقع في محافظة عمران شمال صنعاء، وفي محافظة الحديدة غرب اليمن.
وأكد شهود عيان أنَّ مقاتلات «التحالف» أغارت على منطقة سناح وقعطبة شمال محافظة الضالع.
الأخبار
إسرائيل تطرق أبواب درعا
من جهتها كتبت صحيفة الاخبار: تنتظر جبهات الجنوب السوري معارك طاحنة في المقبل من الأيام، مع نية الدول الداعمة للمعارضة إسقاط مواقع الجيش ومدينة درعا في أيدي الجماعات الإرهابية. وفي مقابل التحضير للهجوم على اللواء 52 بين درعا والسويداء، يعمل الجيش على تثبيت خطوطه الدفاعية، ولا سيّما في مدينة إزرع ومحيطها، لتحصين مدينة دمشق من الجنوب
سلبت معارك الشمال السوري واحتلال تنظيم «داعش» لمدينة تدمر في قلب البادية، الأضواء من الجبهات ومحاور الاشتباك على امتداد الجنوب السوري، من السويداء في الشرق إلى درعا والقنيطرة غرباً. غير أن ما بعد احتلال إرهابيي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» وفصائل أخرى تتبع لـ«غرفة العمليات الأردنية (الموك)» لمدينة بصرى الشام جنوب شرق درعا، وسقوط مدينة إدلب بيد إرهابيي «جيش الفتح» (الاسم «التسويقي» لـ«القاعدة») وتركيز الدول الداعمة للإرهابيين على إسقاط مدن محافظة إدلب، أحدث انخفاضاً نسبياً في حركة الجماعات المسلحة في الجنوب.
واحتفظ الإرهابيون بعدة نقاط اشتباك دائمة السخونة مع الجيش السوري، أبرزها في قلب مدينة درعا، ومحور شمال غرب درعا، والقطاع الشمالي من محافظة القنيطرة، في مقابل استمرار الجيش باستهداف تجمعاتهم بالقصف المدفعي والجوي الكثيف.
وبمعزلٍ عن توسّع «داعش» في البادية شرق السويداء، والانصياع الأردني للحماسة الإسرائيلية ــ الخليجية لإسقاط كامل الجنوب السوري، تشير معطيات الميدان في درعا والقنيطرة إلى أن الأيام المقبلة تحمل معارك طاحنة على جبهات الجنوب، أبرزها تحضير «النصرة» وفصائل «الموك» للهجوم على مقرّ اللواء 52 الاستراتيجي في بلدة الحراك، شرق أوتوستراد درعا ــ دمشق. وعلى لائحة أهداف مسلحي الجنوب بعد اللواء 52، الهجوم على حيي درعا المحطّة والمنشية والمربّع الأمني داخل مدينة درعا لإسقاط كامل المدينة، واللواء 68 في خان الشيح وبلدة سعسع، فضلاً عن الضغط الميداني على قرى المقرن الغربي في السويداء وبلدة حضر على سفح جبل الشيخ في مقابل الجولان السوري المحتلّ.
وليس خافياً أن توحيد الجهود السعودية ـــ القطرية ـــ التركية مع بدء العدوان السعودي ـــ الأميركي على اليمن، دفع غرفتي عمليات عمّان وتركيا، إلى تنسيق العمليات الميدانية بين الشمال والجنوب من حيث التسليح والعديد والتوقيت، على نحو لافت. وعلى ما تؤكّد لـ«الأخبار» مصادر أمنية سورية معنية بالجبهة الجنوبية، فإن «عدداً كبيراً من المسلحين الذين يخضعون لدورات تدريبية في معسكرات أردنية وسعودية على أيدي مدرّبين أميركيين، سُحبوا قبل انتهاء تدريباتهم للقتال في جبهات الشمال، وتحديداً في معركة مدينة إدلب، بالإضافة إلى نقل كمٍّ من الصواريخ الموجّهة المخصصة للجبهة الجنوبية إلى الشمال».
وتشير المصادر إلى أنه «في الأسبوعين الأخيرين، أُدخل نحو ألف مسلّح من مراكز التدريب السعودية والأردنية إلى الجنوب السوري على دفعتين، آخرها كان قبل ثلاثة أيام، حيث وصل إلى مقارّ المسلحين في شرق درعا أكثر من 500 مسلح». وتقول المصادر إنه يجري تطعيم الفصائل المختلفة بالمسلحين «بغية توزيع الخبرات الجديدة على كافة الفصائل، ومن جهة ثانية لضمان توحيد الجهود ووقف الاقتتال الداخلي خلال التحضير للهجوم على مواقع الجيش». وتؤكّد المصادر أن «الفاتورة المالية والتسليحية المخصصة لمعركة اللواء 52 قد وصلت إلى المسلحين من (الموك)»، وأن «إشارات التحضيرات تؤكّد بدء الهجوم في أقرب فرصة».
مصادر عسكرية أخرى تشير إلى أنه «منذ ثلاثة أسابيع والعمل جارٍ في القرى القريبة من مواقع الجيش في مطار الثعلة واللواء 52، على حفر الخنادق وبناء التحصينات». وأخلى المسلحون عدداً كبيراً من المدنيين إلى داخل المناطق المحتلة لاستخدام القرى في الهجوم. وتلفت المصادر إلى أن «الجماعات التي تديرها الاستخبارات الأردنية مباشرة تحت عنوان العشائر وتتخذ من بلدة الجيزة مقراً لها، تعدّ العدّة أيضاً للمشاركة في الهجوم».
ويعدّ اللواء 52 من أقوى ألوية الجبهة الجنوبية من حيث التسليح والمساحة الجغرافية التي يمتد فوقها، إذ يربط ريفي درعا والسويداء، ويشكّل بالتعاون مع مطار الثعلة في غرب مدينة السويداء خطّ الدفاع الأول عن المدينة، وإسقاطه يعني إخضاع المدينة لرحمة الإرهابيين، ويمهّد للهجوم على مدينة إزرع التي تضمّ تجمعاً عسكرياً كبيراً للجيش، وبلدة خربة غزالة وتهديد أوتوستراد دمشق ــ درعا. ويعمل الجيش السوري في المقابل، على تحصين اللواء 52 وبسط السيطرة الكاملة على خطوط الإمداد من منطقة الأصفر في البادية إلى درعا، وتعزيز قواته في إزرع لتشكّل خط دفاع خلفي عن دمشق، امتداداً إلى مدينة الكسوة.
بيد أن المعلومات التي أمكن الأجهزة الأمنية السورية جمعها، بالإضافة إلى جهاز أمن المقاومة، كانت تشير في الأسابيع الماضية إلى نية «الموك» توجيه الإرهابيين لاحتلال كامل مدينة درعا، والسيطرة على المربع الأمني ودرعا المحطّة. وتقول مصادر سياسية سورية إن «قرار سقوط مدينة درعا خاضع للتجاذب الأردني ــ الإسرائيلي ــ الخليجي»، إذ «يتردّد الأردن بدعم إسقاط المدينة وفتح كامل الجنوب أمام الإرهابيين على طول حدوده الشمالية». وتقول المصادر الأمنية إن «قرار الهجوم على درعا أُجِّل إلى ما بعد انتهاء امتحانات شهادة الثانوية العامة في سوريا، التي بدأت أمس بسبب ضغوط من أهالي القرى»، ويضع الإرهابيون إسقاط اللواء 52 هدفاً لقطع الأوتوستراد، وبالتالي قطع خطّ الإمداد عن درعا وحصارها، قبل الهجوم عليها.
من شرق درعا إلى غربها، حيث لم تتوقّف محاولات المجموعات المسلحة لاختراق مثلّث درعا ــ ريف دمشق ــ القنيطرة، منذ التقدم الأخير للجيش السوري وحزب الله في المنطقة في شباط الماضي. ويسعى الإرهابيون بشكل مستمر إلى إحداث اختراقات في مواقع الجيش المشرفة على أوتوستراد دمشق ــ القنيطرة (أوتوستراد السلام)، وتحديداً باستهداف اللواء 68 في خان الشيح، والهجوم على المواقع المحيطة بسعسع انطلاقاً من بلدة حسنو، بغية قطع الطريق وعزل شمال القنيطرة نهائياً عن دمشق. وبحسب المعلومات، فإن الفصائل المدعومة من إسرائيل في قرى جباثا الخشب وطرنجة وأفاميا والحرية، من بينها «النصرة»، عرقلت المصالحات التي كان من المفترض أن تتم يوم أمس، ويسلم على إثرها عدد من الإرهابيين أنفسهم للجيش السوري. وبدل المصالحات، تذهب الجماعات الإرهابية للضغط على مدينتي البعث وخان أرنبة.
وفي الوقت الذي تزداد فيه اعتداءات الإرهابيين المدعومين من إسرائيل على قرية حضر، انطلاقاً من جباثا الخشب جنوباً وبلدة بيت جن ومزرعتها شمالاً، بدأ الإعلام الإسرائيلي التحدّث علناً عن نيّة إسرائيل التدّخل بحجّة «حماية حضر من مجازر قد يرتكبها عناصر القاعدة بحقّ أهاليها الدروز». وممّا لا شكّ فيه، أن تعليقات المحللين العسكريين الإسرائيليين حول حضر على الشاشات العبرية، تجري بإيعاز من الرقابة العسكرية الإسرائيلية، في تمهيد واضح لتدخل إسرائيلي مباشر في الجولان المحرّر. وفي الأيام الماضية، وردت أكثر من إشارة واضحة على لسان المحلّل العسكري للقناة الإسرائيلية الأولى أمير بن شالوم، الذي أشار إلى أنه «في المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) يفهمون أن الطائفة الدرزية في إسرائيل ستجد صعوبة في بقائها لا مبالية إذا نُفّذت مجزرة في القرى الدرزية القريبة من الحدود». كذلك لفت المحلّل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن دايفيد، إلى أن «اللحظة الوحيدة التي يمكن فيها إسرائيل فعل شيء، هي في حال رؤيتنا تهديداً للسكان الدروز في حضر، وبتقديري إسرائيل قد تفكّر حينها إما في فتح الحدود أو إنشاء منطقة تغطية لهم من الجانب الشرقي للحدود».
الحكومة في إجازة
عملياً، دخلت الحكومة مرحلة الـ«لا قرارات». جلسة يوم أمس كانت مخصصة للبحث في موضوعَي عرسال والتعيينات الأمنية، وانتهت إلى اتفاق على متابعة النقاش في جلسة الخميس، وسط إصرار فريق 8 آذار والتيار الوطني الحرّ على التعيينات الأمنية، في ظلّ تمسّك قوى 14 آذار بالتمديد أولاً للواء إبراهيم بصبوص
«لا بحث في أي جدول أعمال في مجلس الوزراء قبل بتّ ملف التعيينات الأمنية»، بهذا الوضوح خاطب وزير الخارجية جبران باسيل زملاءه في مجلس الوزراء أمس، بما يؤكّد دخول حكومة الرئيس تمام سلام مرحلة التعطيل ما بعد الجلسة المقبلة بعد غدٍ الخميس، التي لا يتوقع أن تحمل اتفاقاً حول الملفّ.
ففي تلخيص سريع لأجواء جلسة أمس، بحسب مصادر وزارية في قوى 8 آذار، «حاولت قوى 14 آذار الفصل بين ملفّي عرسال والتعيينات الأمنية»، فأتى جواب وزراء 8 آذار مشجّعاً، «إذا انتهى الأمر إلى سيطرة الجيش والدولة على عرسال، فإنّ هذا لا يغيّر موقفنا بأنه لن يُبَتّ أي بند قبل ملفّ التعيينات الأمنية». وعلى ما تقول المصادر، فإن «الأرجح أن كلّ شيء توقّف في الحكومة، ما دامت قوى 14 آذار تصرّ على التمديد للواء إبراهيم بصبوص» في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، والحكومة دخلت مرحلة الـ«لا قرارات». وتشير المصادر إلى أن «وزير الداخلية نهاد المشنوق يحاول إحراجنا بالتمديد لبصبوص آخر يوم»، ولكن «مش حتزبط... إما التعيينات أو ما في داعي لعمل الحكومة».
كسب الوقت الذي أراده رئيس الحكومة تمّام سلام من تأجيل بتّ ملف التعيينات الأمنية إلى نهاية جلسة مجلس الوزراء لم ينجح في دفع القوى السياسية إلى مراجعة مواقفها المعلنة وتجاوز العراقيل. لكن النقاش الذي حصل في الجلسة، دفع الحكومة إلى أن تنجو بنفسها من لغم عرسال، لتقع في فخّ التعيينات. وأكدت مصادر مواكبة أن «جلسة الأمس سبقتها اتصالات ومشاورات عديدة بين تيار المستقبل وقوى الثامن من آذار، اتُفق خلالها على أن يصدر عن الحكومة كلام رسمي يقول إن مهمة الجيش تحرير أي أرض محتلّة، وأن يتبلور دور الجيش كخطوة أولى في داخل بلدة عرسال ويتم فصلها عن مخيمات النازحين، وفصل المخيمات عن الجرود». ويكون ذلك بمثابة غطاء سياسي تمنحه الحكومة للجيش. أما الجرود، كما تقول المصادر، «فتبقى خاضعة لجلسة ثانية، يحضر فيها ممثلون عن الجيش لشرح طبيعة الميدان، والإجراءات التي سيقوم بها لحماية الحدود وطرد الإرهابيين». ثم إن التصريحات التي سبقت انعقاد الجلسة، أظهرت أن موضوع عرسال ذاهب نحو الحلحلة.
النهار
"الهدنة السعودية" تُرحّل الخلاف إلى الخميس
وزراء الاشتراكي و"أمل" يبرّدون الاتجاهات الحادة
قالت صحيفة النهار في الافتتاحية: اذا كان ترحيل النقاش الساخن في مجلس الوزراء حول ملفي عرسال وجرودها والتعيينات الامنية والعسكرية الى جلسة الخميس المقبل لم يفاجئ أحدا، وجاء مطابقا معظم التوقعات التي سبقت الجلسة الاستثنائية للمجلس أمس، فان ذلك لم يحجب الدلالات التي أبرزتها المداخلات في هذه "الجلسة - البروفة" وما يمكن ان يستتبعها بعد "هدنة الزيارة السعودية" على صعيد بت الموقف الحكومي النهائي من الملفين المتوهجين.
وفي خلاصة عريضة اساسية لهذه المناقشات، أوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" أن أيا من أفرقاء الحكومة لم يظهر ميلا الى تعطيل عمل الحكومة عشية سفر رئيس الوزراء تمام سلام الى السعودية اليوم في زيارة رسمية تستمر يومين علما ان في عداد الوفد الوزاري المرافق وزير الخارجية جبران باسيل، كما أن الاتصالات السياسية لا تزال مستمرة، بدليل أن وزير الداخلية نهاد المشنوق امتنع أمس عن بتّ موضوع تمديد ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص حتى آخر الوقت المتاح وهو قبل منتصف ليل الخميس - الجمعة على أمل أن تتغير المعطيات في الجلسة المقبلة الخميس.
ماذا جرى في الجلسة أمس؟
المصادر الوزارية أبلغت "النهار" أن لائحة طالبي الكلام تجاوزت التسعة، فأدلى كل الوزراء تقريبا بآرائهم التي انقسمت حيال موضوعي عرسال والتعيينات الامنية الى إتجاهين من غير أن يعني ذلك أن ثمة فرزا تقليديا للمواقف اذ سجل تمايز لمواقف وزراء حركة "أمل" عن مواقف وزراء "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". وفي مستهل الجلسة اقترح وزير الصحة وائل ابو فاعور موافقة الحكومة على صرف مبلغ 150 مليون ليرة نفقات علاج طفلة مبتورة اليدين والرجلين في الخارج. فرد الوزيران جبران باسيل والياس بوصعب رافضين البحث في أي موضوع قبل بت موضوعي عرسال والتعيينات.عندئذ تدخل وزيرا "حزب الله" محمد فنيش وحسين الحاج حسن وطلبا من زميليهما باسيل وبوصعب الاستجابة لطلب ابو فاعور فاستجابا. لكنهما شددا على أن ينصرف المجلس الى موضوعي الجلسة حصرا، فإما ان يبتهما وإما يعلق عمل مجلس الوزراء من دون النظر في أي جدول أعمال عادي الى حين إنجاز ملفي عرسال والتعيينات. وانضم ممثل النائب سليمان فرنجية وزير الثقافة روني عريجي الى زميليه في "التيار". وسعى الرئيس سلام الى طرح الاتفاق على مشروع بيان أعدّه من أجل طمأنة الرأي العام الى أن الفراق لم يقع داخل الحكومة، لكن الوزيرين فنيش وباسيل رفضا، وطالبا بإكمال النقاش. وعلم أن البيان الجاهز كان ينص على أن مجلس الوزراء يؤكد التفويض المعطى للجيش لاتخاذ أي تدابير يراها مناسبة لحماية عرسال وأي منطقة لبنانية ينتشر فيها ارهابيون أو تحتلها قوات مسلّحة غير شرعية. كما نصّ على أن الجيش الذي يحظى بالثقة الكاملة للحكومة هو الذي يملك القدرة والصلاحية على اتخاذ القرارات المناسبة وتحديد التوقيت المناسب للتنفيذ.
وامتدّت الجلسة اكثر من الوقت المعتاد، الا أنها انتهت بمداخلة للوزير فنيش قال فيها: "نحن لا نريد الدخول الى عرسال وهي ليست هدفنا بل جرود البلدة المحتلة من المجموعات الارهابية،ونريد من الدولة أن تعمد الى تحريرها، وإلا فنحن سنطهرها".
وعلم أن الوزير أبو فاعور أدلى بمداخلة بارزة فطالب "حزب الله" بالتراجع عن لهجته التي لا يمكن الرئيس سعد الحريري في كل مرة تجاوزها وقمع جمهوره. ودعا الى الفصل بين تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش وقضية عرسال لأن ربطهما مسيء. وقال: "عرسال والتعيينات ملفان تمّ دمجهما وقت أصبح الأسد على حدودنا، وحمص على مرمى حجر من عكار. ونحن كنا في حرب على أرض الآخرين وما الذي يمنع الحرب على أرضنا؟ السيناريو المثالي لانهيار البلد جاهز، حيث لا رئيس للجمهورية، والحكومة ذاهبة الى التعطيل، والمجلس معطّل من دون مبرّر، والخلاف واقع حول الجيش وداخله جراء المواقف السياسية. لذلك المطلوب وقف الخطاب المتفجّر حول عرسال وهنا تظهر قيمة الحوار الذي يرعاه الرئيس نبيه بري، والحل المطلوب لا يكون على طاولة مجلس الوزراء بل بتفاهم سياسي يرعاه الرئيسان نبيه بري وتمام سلام".
وعلم أن النقاش بدأ حاداً مع مداخلة حادة للوزير أشرف ريفي اعتبر فيها أن "الثورة في سوريا بدأت سلمية وجرّها النظام السوري الى أن تصبح عسكرية"، مشيراً الى أن الكثير من السلاح الذي أعطاه "حزب الله لحلفائه بيع للمعارضة. وردّ عليه فنيش بأن هذا الكلام غير صحيح. كما أعلن ريفي رفضه "للمعادلة الرباعية الجديدة الشعب والجيش والمقاومة والحشد الشعبي".
وتحدّث وزير العمل سجعان قزّي فأكد "أن حزب الكتائب لا يرى مشكلة في تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، لكنه ليس وارداً لديه القبول بتعيين قائد للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية". وفي موضوع عرسال، قال "ان عدم القبول بأن تكون هناك ارض لبنانية محتلة من مجموعات مسلّحة من المسائل المبدئية لكن الجيش هو الذي يقرر وفق امكاناته".
وقال الوزير اكرم شهيّب: "إنهم يؤيدون تعيين العميد روكز وبذلك حاولوا تسهيل الامور". وحذّر من "الخطاب المتوتّر في شأن عرسال والذي قد يدخل البلد في حريق كبير".
البناء
مؤتمر شانغهاي في موسكو يستضيف «النووي الإيراني» و«البنك الصيني»
ولد شيخ أحمد ينجح في اختراق يمني: الاتفاق على قيادة للجيش تمهيداً لجنيف
4 حزيران لعرسال والتعيينات... يوم لبناني حار... تبقى أو تطير الحكومة!
وسط التكهّنات المتناقضة التي تمتلئ بها الصحافة ومراكز الدراسات الأميركية حول المفاوضات النووية مع إيران متخذة من رجل وزير الخارجية جون كيري المكسورة مدخلاً، حسمت الخارجية الأميركية التزام الوزير ببرامجه من دون تعديل، «لأن ليس لدينا وقت لنضيّعه».
مقابل السير الأميركي بتصعيد التفاوض والتمسك بمواصلته وتحضير الحلفاء لتوقيع التفاهم مع إيران في آن واحد، تمسك إيراني بالتشدّد تجاه مفاتيح أمنها القومي والتمسك بعزلها عن الملف النووي، وسعي حثيث لإيجاد مخارج لقضايا الخلاف، ليصير لقاء وزير الخارجية الإيراني بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، على هامش قمة مؤتمر شنغهاي الذي يضمّ دول آسيا المجاورة لروسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيستان وأوزباكستان وطاجستان، إضافة إلى روسيا والصين، وتحتفظ فيه الهند وإيران وباكستان وأفغانستان بصفة المراقب، وتبدو أفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي، ومستقبل التواصل الروسي الصيني الإيراني في قلب الجغرافيا الجديدة قضية تتصدّر مهام اللقاءات الثنائية والثلاثية، لكن يحضر الملف النووي الإيراني وبنك آسيا للاستثمار الذي أطلقته الصين وأشعلت واشنطن الحرب عليه سريعاً، كضيفي شرف على المؤتمر.
الكتلة الآسيوية تحتضن الملف النووي الإيراني لبلوغه برّ الأمان، خصوصاً روسيا والصين، كما تنتظر مساهمات البنك الآسيوي للتنمية الذي يبدأ برأسمال مئة مليار دولار لتحرير الدول النامية من ابتزاز البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كأدوات لفرض شروط الهيمنة الأميركية على الدول الضعيفة.
العملاق الآسيوي الصاعد، مقابل شيخوخة الزعامة الأميركية، والترنح الأوروبي العاجز عن بلورة سياسة مستقلة عن أميركا، جزء من خلفية المشهد في كلّ الملفات الساخنة، فالمعادلات الإقليمية الآسيوية جزء من حسابات الجغرافيا السياسية الصينية والروسية، بالتالي الآسيوية، ودولة مثل تركيا أو باكستان تحضر المؤتمر كدول طالبة للعضوية بصفة مراقب، وعلى رغم وجودها تحت مظلة العلاقة بواشنطن فلا تستطيع الانعزال عن مؤتمر شانغهاي وملفاته، التي لا يعبّر عنها عنوان المؤتمر حول التعليم، بل بما ستحفل به مواعيد لقاءات القادة وخصوصاً لكلّ من روسيا والصين.
في المشهد اليمني الذي يشكل توأم الملف النووي بين الملفات المقرّرة لوجهة المنطقة، مع المراوحة التي يعيشها الملفان السوري والعراقي، سجل نجاح المبعوث الأممي في إحداث اختراق في جدار الأزمة، ينطلق من تخطي التعقيدات التي تنجم عن البحث في الأولويات المختلف عليها، من وماذا، يعلن أولاً وقف الحرب وفك الحصار، أم تنفيذ قرار مجلس الأمن، ليضع المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد نقطة بداية هي تشكيل قيادة جديدة توافقية للجيش، ينسحب لحسابها كلّ الفرقاء من الساحات والمدن والشوارع، وتتولى مواجهة تنظيم «القاعدة»، مقابل بدء الحوار في جنيف لاستكمال التفاهم على المؤسسات التوافقية للدولة من رئاسة وحكومة موقتتين وبرلمان انتقالي، بالتزامن مع خطوات إعلان الهدنة وفك الحصار ليتحوّلا إلى وقف شامل لإطلاق النار مع التوصل إلى التفاهم النهائي. وفيما كشفت مصادر صنعاء عن وصول مبعوث عُماني إلى صنعاء جواً، بإفساح من السعودية لهبوط طائرته حمل مشروع القيادة التوافقية للجيش، تحدثت مصادر مقربة من الرياض عن اسم اللواء الركن عبد الكريم المثنى رئيساً للمجلس العسكري الجديد وأربعة عشر آخرين يتقاسمهم الفريقان خمسة بخمسة ويعيّن رئيس المجلس الأربعة الباقين.
في لبنان يتقدّم موعد الرابع من حزيران هذه المرة موعداً مزدوجاً لنهاية مهلة تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، وموعداً لانعقاد مجلس الوزراء لمواصلة البحث في قضيتي التعيينات الأمنية وعرسال.
«المستقبل» قرّر التضحية بالحكومة
تكرّست أمس في جلسة مجلس الوزراء معادلة لا نقاش في أيّ بند من بنود جدول الأعمال قبل اتخاذ قرار بالتعيينات الأمنية والعسكرية وملف عرسال. وتكرّس أمس أيضاً إعلان وزراء حزب الله وتيار المرده وحزب الطاشناق التضامن الكامل مع التيار الوطني الحر في بحث ملفي التعيينات وعرسال قبل أي بند آخر. في المقابل بدا واضحاً «أنّ تيار المستقبل قد اتخذ قرار التضحية بعمل الحكومة، بإصراره على فرض التمديد القسري وغير القانوني لمدير عام الأمن الداخلي أو التعيين بالوكالة.
وكان مجلس الوزراء الذي التأم برئاسة الرئيس تمام سلام استكمل البحث في ملفي عرسال والتعيينات الأمنية التي باشر المجلس في مناقشتها في جلسة الخميس الفائت، فأدلى كلّ من الوزراء برأيه بصدد كلّ من المواضيع المطروحة على بساط البحث، مبيّناً بصراحة موقفه الواضح منها، على أن تتمّ متابعتها في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل.
وعلمت «البناء» أنّ وزير التربية الياس بوصعب توجه إلى وزير الدفاع الوطني سمير مقبل بطلب إيضاحات حول موقع المفتش العام الشاغر في المجلس العسكري، بعدما كان مقبل أعلن أن لا شغور في قيادة الجيش وأنه لا يمكن البتّ بهذا الموضوع قبل الموعد المحدّد بنهار واحد وهو أيلــول المقبــل».
ودعا بو صعب «مقبل إلى شرح المعلومات المتضاربة عن عرسال التي يقول وزير الداخلية أنها محتلة من المسلحين، في حين تعتبر معاليك مقبل أن الوضع هو تحت السيطرة والجيش منتشر من عرسال إلى رأس بعلبك»، وسأله: «إذا كان الجيش يسيطر على 75 في المئة من جرود عرسال ألا تشكل 25 في المئة التي لا تزال محتلة من المسلحين خطراً على أي بلدة في البقاع»؟
كما توجه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش إلى تيار المستقبل بالقول: «لا أريد أن أفهم أن الحديث عن ترسيم الحدود هو عائق أمام الجيش». وشدد على «أننا لا نستطيع أن نرى مسلحين يحتلون أراضي لبنانية». وشدد فنيش على «أن عدم إعطاء الأوامر للجيش أدى إلى شل حركته، وأن المشكلة في عرسال تعاظمت مع دخول المسلحين إليها من سورية وإمدادهم بالسلاح وعدم رفع الغطاء السياسي عن الجيش للقيام بواجبه.
واعتبر «أن المخيمات هي عائق أمام تنفيذ القوى الأمنية لمهامها، مشدداً على «ضرورة أن يتصدى الجيش لأي مسلح متواجد على شبر من الأراضي اللبنانية وتحريره».
ورد فنيش على وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي وجه اللوم إلى وزراء حزب الله والوطني الحر لمعارضتهم نقل مخيم عرسال إلى منطقة أخرى، فقال: «عدم قبولنا بإنشاء مخيمات في مناطق لبنانية أخرى ونقل النازحين من عرسال إليها، للحؤول دون تحويل تلك المخيمات إلى بؤر أمنية».
وأكد وزير الصحة وائل أبو فاعور «أن الوضع في عرسال إذا بقي على حاله، فهو مؤشر لفتنة في البلد ، فعرسال ممكن أن تكون شرارة لعين رمانة ثانية». ودعا تيار المستقبل وحزب الله في حوارهما إلى الاتفاق على معالجة هذا الملف».
أما وزير العدل أشرف ريفي فقال ساخراً: «كنا أمام ثلاثية نرفضها، والآن نرفض رباعية الشعب والجيش والمقاومة والحشد الشعبي».
المستقبل
ناقش الموضوعين على مدى أربع ساعات في ظل تشعّب التفاصيل
مجلس الوزراء يرحّل وضع عرسال والتعيينات إلى الخميس
الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء لمناقشة موضوع عرسال والتعيينات الأمنية انعقدت وغاصت في نقاشات مستفيضة بين الوزراء دامت نحو أربع ساعات بدلاً من ثلاث ساعات مخصصة عادة لمجلس الوزراء. وأمام تشعب النقاشات تقرر متابعة البحث في الموضوعين بعد غد الخميس في الجلسة العادية لمجلس الوزراء، وقد وزع جدول أعمال لها لبحثه اذا انتهت مناقشات موضوع عرسال والتعيينات.
وخلال وصول الوزراء الى السرايا الحكومية تباعاً، كان لعدد منهم دردشات مع الصحافيين حول أجواء الجلسة والوضع العام في البلاد، فقالت وزيرة المهجرين أليس شبطيني: «الأجواء لا تشير الى اتفاق، ولكن في الوقت نفسه ليس هناك من انفجار للوضع الحكومي».
ورأى وزير شؤون التنمية الإدارية نبيل دي فريج أن «الضجة القائمة إعلامية، والخطاب الطائفي ليس من المفروض أن يحصل، ولكن لا ارى أن هناك مشكلة بالنسبة الى عرسال».
وقال وزير العدل أشرف ريفي: «اللافت أن لا أحد يتخطى سقفاً معيناً، والمرحلة الراهنة والمصلحة الوطنية هي أمن البلد كله، الاشتباك في السياسة والاعلام فقط لا غير وعلينا أن نحفظ الأرض لأنها قد تحرق الجميع. هناك جيش لبناني مكلف ويقوم بواجباته على أكمل وجه ويكفي وضع الشروط عليه من خلال لعبتنا الداخلية الخاصة، والتدخل التقني يعود للعسكريين الذين هم يحددون الآلية. الجيش لديه كل الغطاء السياسي وهو من يدافع عن الأرض وحماية لبنان سواء في الداخل أو على الحدود».
وسئل وزير الداخلية نهاد المشنوق عن التعيينات الأمنية، فأجاب: «ستتم في الساعة الأخيرة».
وقال وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب» «بعد كلام وزير الدفاع أصبحت لدينا تساؤلات واستفهامات أكثر. لقد قال ان عرسال محتلة وفي الوقت نفسه يقولون انهم يسيطرون على المخيمات حتى الموجودة داخل عرسال، وهناك فرق بين أن تكون محتلة وبين أن يكونوا يسيطرون عليها، ونحن جئنا من منطلق ايجابي حتى نعرف تقييم الوضع الصحيح. وفي الشكل العام المفروض أن لا يختلف أحد مع أحد في موضوع عرسال لأننا جميعاً نسلم بأحقية الدولة ووجود الجيش اللبناني هناك. لا أحد يقول انه يريد اتخاذ قرار بالهجوم أو بالدفاع، نحن نقول اننا نريد أن نناقش بكل عقل منفتح. أما بالنسبة الى ملف التعيينات فهو أصبح ملفاً أولياً على أي جدول أعمال لأي جلسة لمجلس الوزراء، وسيبقى النقاش حتى لو استمر جلسات عدة».
وقال وزير الزراعة أكرم شهيب «هل جرود عرسال مرسّمة؟».
وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش رداً على سؤال حول موقفه من التعيينات الأمنية: «نحن في موقف مؤيد وداعم وملتزم بموقف التيار الوطني الحر».
واعتبر وزير الثقافة ريمون عريجي أن «موضوع عرسال دقيق»، مشيراً الى أن «السجالات الاعلامية لا تفيد».
ولدى مغادرة الوزراء اثر انتهاء الجلسة، قال وزير الاتصالات بطرس حرب: «نحن سنتابع النقاش».
وأوضح وزير الصناعة حسين الحاج حسن أنه «تم نقاش مستفيض حول موضوع المسلحين على الأراضي اللبنانية وموضوع التعيينات ونكمل الخميس المقبل».
وأشار الوزير ريفي الى أن «النقاش تناول الكثير من الأمور وكان كل منا على موقعه تماماً، ولكن كان نقاشاً مسؤولاً في الملفين الأمني وجرود عرسال».
وسئل: هل سيبحث المجلس في جلسته المقبلة في جدول أعمال، فأجاب: «الجدول موزّع ولكن لا أعرف إذا سيسمح الوقت بمناقشته».
وقال الوزير بو صعب: «لقد أثبتت الأسابيع والاشهر الماضية ان كل التعيينات كانت تمر، فالذي أخذ قراراً بعدم سير الامور في مجلس الوزراء هو الذي يوافق على فكرة ملء الشغور، تكلمنا عن كل شيء اليوم ولكن لا أحد دخل في الأسماء، لانه لم يأت أحد بحل لهذا الموضوع. كان هنالك توافق في السابق على كل شيء في التعيينات فلماذا عندما وصلنا الى تعيينات أمنية فجأة لم يعد هناك توافق؟».
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها