انطلقت صافرات الإنذار يوم أمس مرتين، قبل الظهر وفي المساء، في أكبر مناورة لحماية الجبهة الداخلية في إسرائيل.
حلمي موسى
انطلقت صافرات الإنذار يوم أمس مرتين، قبل الظهر وفي المساء، في أكبر مناورة لحماية الجبهة الداخلية في إسرائيل.
وأذيعت على الجهات المشاركة في المناورة تقارير إخبارية وهمية، هدفها إدخال المشاركين في أجواء ظروف فعلية، تضمنت أنباء عن سقوط صواريخ وإصابات مباشرة في مستشفيات، ووقوع عشرات القتلى والجرحى، واقتحام فدائيين لمستوطنات. وتضمنت المناورة إخلاء عشرات آلاف المستوطنين من مناطق عرضة لقتال متوقع.
وبلغت مناورة «نقطة تحول 15» ذروتها يوم أمس مع التدرب على إخلاء 140 ألف نسمة من مناطق المواجهات. وانطلقت صافرات الإنذار أولا في الساعة 11.05 صباحاً، وبعدها في 19:05 مساء. وأعلن قائد المناورة العميد بتسلئيل ترايبر أن المناورة السنوية تهدف إلى اختبار الأخطار من كل الأنواع. ولكن التدريبات ستتم على إخلاء ألف من الطلاب نُقلوا في حافلات معدة سلفاً إلى أربعة مواضع في سلطات محلية مختلفة.
وشاركت في المناورة قوات من قيادة الجبهة الداخلية ونجمة داود الحمراء والسلطة الوطنية للإطفاء والإنقاذ والوزارات والسلطات المحلية. وجرى التدرب على سقوط صواريخ على إسرائيل، بمعدل ألف صاروخ يومياً، مع التركيز على الحدود مع كل من لبنان وقطاع غزة. وكما سلف تم التدرب على خطة «فندق المواطنين»، وهي خطة لإخلاء 140 ألف مستوطن من منطقة إلى أخرى، تضمنت إسكانهم في مدارس ومعسكرات شبيبة وفي مناطق مفتوحة. ويتعلق الأمر ليس فقط بإسكان هذه الآلاف، بل أيضا في توفير مقومات الحياة لهم من مسكن ومأكل ومشرب.
وركزت المناورة على اختبار التحصينات في عدة منشآت حيوية وحساسة، وكذلك معالجة أمر تعرضها للإصابة. وأشار قائد المناورة إلى أن الرسالة الموجهة للمستوطنين هي وجوب توفير مياه وأطعمة وفانوس وأدوية وبطاريات تكفي لـ 24-48 ساعة إلى حين وصول قوات الإنقاذ.
واعترف قائد اللواء الشمالي في قيادة الجبهة الداخلية العقيد عيران ماكوف بـ «أننا جاهزون، ولكن ليس مئة في المئة. فلا شيء كهذا. لكننا جاهزون». وأضاف أن «الانتصار في معركة مركبة، كالتي نتوقعها، يقوم على ثلاثة مقومات، الهجوم والدفاع والجاهزية. والجيش الإسرائيلي سينفذ الهجمات ضد الطرف الآخر، إضافة إلى الدفاع الفعال الذي تملكه دولة إسرائيل، مثل القبة الحديدية والسلوك الصائب من مواطني إسرائيل، وهذا يسمح بمواجهة هذه التحديات».
وكانت سلطة الطوارئ القومية قد شرعت بنشر شبكات انترنت لاسلكي في عشرات الملاجئ العامة في مستوطنات الحدود في إطار مشروع خاص لتحسين أداء الجمهور وعلاقته بمراكز المعلومات والطوارئ وأيضا للتواصل مع أقربائهم. كما جرت عملية ترميم وتجديد 50 ملجأً عاماً في عدد من مستوطنات الشمال، خصوصا في كريات شمونا وصفد ونهاريا.
وفي كل حال فإن فرضية العمل في المناورة قامت على أساس أن الصواريخ يمكن أن تقع في كل مكان، وفي كل لحظة. ولذلك فإن غاية المناورة ليس فقط التدرب على مواجهة المخاطر، بل أيضاً إخراج الجمهور الإسرائيلي من حالة اللامبالاة الأمنية التي يعيشها جراء عدم وجود خطر ماثل وملموس ودائم.
وجاء في بث إذاعي خاص أن «المخربين سيطروا على عدد من سكان المكان وأخذوهم رهائن، وهناك عشرات القتلى جراء سقوط صاروخ على مستشفى رمبام». وقد وزعت هذا البث إدارة مناورة الجبهة الداخلية في وزارة الدفاع، عبر شريط موجه لكل القيادات المشاركة في مناورة «نقطة تحول 15». وتضمن الشريط سيناريوهات مختلقة، لكي يتدرب على مواجهتها المشاركون العسكريون والمدنيون في المناورة.
وتضمن الشريط «خبراً» يفيد بأن «تنظيم حزب الله الإرهابي شن هجوماً لم يسبق له مثيل على إسرائيل»، وهناك مخاوف من أن يكون عشرات من مقاتلي الحزب سيطروا على أحد «الكيبوتسات» على الحدود الشمالية، وأنهم «يسيطرون على عدد من سكان المكان وأخذوهم كرهائن.. وأن التقارير الأولية تتحدث عن وجود قتلى غير معروف عددهم». وأضاف الشريط أن «الجيش الإسرائيلي والشرطة وقوات الإنقاذ في المكان». وعرض مقابلات وهمية مع سكان هناك تحدثوا عن الأوضاع الصعبة.
وركز الشريط على الهجوم الصاروخي على الحدود الشمالية، مبيناً أن «مستشفى رمبام أصيب في الساعة الأخيرة إصابة مباشرة. وتتحدث طواقم طبية عن عشرات القتلى والجرحى ومئات المصابين بالذعر بين المرضى وسكان المنطقة». كما أن «صاروخا أصاب مدرسة ابتدائية في مستوطنة في هضبة الجولان (المحتلة) والتلاميذ فيها. والتقارير الأولية تتحدث عن وجود عالقين تحت الأنقاض وجرحى وقتلى». وأضاف الشريط أن «المتحدث باسم شركة الكهرباء أعلن أن صاروخا أصاب محطة أوروت رابين، وأن انقطاعات شديدة للكهرباء متوقعة في المنطقة الشمالية».
وفي الجانب السياسي جاء في الشريط أن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طالبا منه التنسيق مع البيت الأبيض في الخطوات ذات الأبعاد الإقليمية. وأعلن متحدث باسم الخارجية أننا نقر بأهمية رأي حليفنا الأميركي لكننا سنحرص على الحفاظ على مصالح دولة إسرائيل».
وأضاف الشريط أن «شركة الطيران إير كندا أعلنت عن وقف رحلاتها إلى إسرائيل. وأشار مصدر في وزارة الخارجية إلى توقع إقدام شركات طيران أخرى على خطوات مشابهة في الأيام القريبة». وفضلا عن ذلك «تستمر أعمال الإخلال بالنظام في أرجاء البلاد. وقد أطلقت خلية مخربين النار على القطار الخفيف في القدس. لم تقع إصابات، لكن الخط توقف حتى إشعار آخر. وهناك زحمة سير في الشمال. طريق 85 مغلق في كل الاتجاهات. هناك عراقيل حركة أيضاً في منطقتي شفا عمرو والمثلث».
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه