24-11-2024 05:58 AM بتوقيت القدس المحتلة

الروائي "بوجدرة" يعلن إلحاده ويثير جدلا واسعا

الروائي

وانطلق على إثر ذلك الجدل والتراشق بالتصريحات، فراح الكثيرون يشتمون بوجدرة ويصفونه بأقذع الصفات، ووصل الأمر الى حد التكفير والدعوة لإقامة الحد عليه، فيما راح البعض الآخر يؤكد أن ما قاله الكاتب هو حرية شخصية

الروائي "بوجدرة" يعلن إلحاده ويثير جدلا واسعافجر الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة جدلا جديدا، عندما «كشف» عن إلحاده عبر برنامج تلفزيوني في قناة خاصة، ورغم أن معتقدات بوجدرة ليست سرا على الذين يقرأون كتبه منذ سبعينات القرن الماضي، لكن ظهوره على شاشة التلفزيون وإعادة نشر مقاطع من البرنامج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشعلا نار الجدل.

كل شيء بدأ عندما أعلنت قناة «الشروق» الخاصة عن عدد جديد من برنامجها «المحكمة»، والذي استضافت فيه الكاتب والروائي رشيد بوجدرة، هذا الأخير أدلى بتصريحات لم تكن مفاجئة بالنسبة لمن عرفوه او قرأوا أعماله، وقال بأنه ملحد ولا يؤمن بوجود الله، ولا يعترف بمحمد رسولا، وبأنه رجل ثوري بالنسبة اليه، ولما سألته المذيعة إن كان سينطق بالشهادتين عند الموت اجاب بأنه لا يعلم.

تصريحات بوجدرة لم تفاجئ من يعرفون الرجل، لكن ظهوره بهذا الشكل في وقت أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تصنع الرأي العام من خلال انتقال مقاطع مجتزأة من حوار او تصريح بين الصفحات كالنار في الهشيم.

وانطلق على إثر ذلك الجدل والتراشق بالتصريحات، فراح الكثيرون يشتمون بوجدرة ويصفونه بأقذع الصفات، ووصل الأمر الى حد التكفير والدعوة لإقامة الحد عليه، فيما راح البعض الآخر يؤكد أن ما قاله الكاتب هو حرية شخصية، وأن مواقفه ومعتقداته معروفة منذ سبعينيات القرن الماضي، مؤكدين على أن تكفيره او الدعوة لإقامة الحد عليه دليل على تمدد فكر تنظيم «الدولة الإسلامية» في أوساط الشباب.

ورأى فريق ثالث أن هذه قضية أخرى تافهة تلهي الرأي العام عن القضايا الجوهرية والمصيرية المطروحة حاليا على الساحة السياسية، تماما مثلما كان عليه الحال بالنسبة لقضية السيقان العارية، التي أخذت اهتمام الرأي العام لعدة أيام، في حين أن قضايا أخرى كانت تستحق الاهتمام، سواء تعلق الأمر بقضايا الفساد التي ينظرها القضاء، وفي مقدمتها فضيحة امبراطورية الخليفة، فضلا عن الصراع القائم داخل وحول حزب جبهة التحرير الوطني، وكذلك الحراك الواقع والصداع الدائر في أعلى هرم السلطة، حول كيفية انتقال الحكم، وكذا التحضير لإجراءات تقشفية لمواجهة الأزمة الاقتصادية المعلنة، دون أن يلتفت الرأي لكل هذه القضايا الخطيرة، والتركيز على قضايا تدغدغ المشاعر وتخدر الضمائر.