وأشار سماحته إلى أنه على الدولة ان لا تنكفئ عن القيام بدورها ومسؤولياتها حتى يثق بها الناس ولا يرونها فقط جلادا يلاحق المطلوبين للعدالة أو تحصي على الناس انفاسهم، نريدها دولة بكل ما للكلمة من معنى
ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها سماحة العلامة السيد علي فضل الله لمؤسسات جمعية المبرات الخيرية قام سماحته بزيارة تفقدية لثانوية الإمام الباقر(ع) ومبرة الامام زين العابدين(ع) في مدينة الهرمل البقاع حيث كان في استقباله مدير الثانوية الاستاذ محمد سعيد وعدد من اعضاء الهيئة التعليمية والإدارية والطلاب.
وبعد جولة لسماحته على اقسام الثانوية اطلع فيها على سير العمل وطرق التدريس افتتح معرضاً للرسوم والصور والاعمال والاشغال اليدوية ثم كان لقاء مع فعاليات مدينة الهرمل الدينية والثقافية والاجتماعية في مكتبة الثانوية عبر فيه سماحته عن الشكر لتلبيتهم هذه الدعوة والتي تمثل تعبيراً عن مدى محبتهم لهذه المؤسسة التي هي جزء من هذا المجتمع ومن المؤسسات العاملة في مجال الخير والعطاء .
واضاف سماحته: اننا نلتقي في هذه المدينة التي قدمت الشهداء لكل الوطن وأغلى التضحيات في حمايته من العدو الصهيوني وعانت من الارهاب الذي ضربها اكثر من مرة وما زالت تعاني الاهمال والحرمان على اكثر من صعيد ومسؤوليتنا جميعا أن نعمل على التخفيف من الآم أهلها ومعاناتهم من اجل تثبيت الناس في منطقتهم وذلك من خلال المساهمة في سد الحاجات والمتطلبات وبالتعاون والتضافر نستطيع ان نقدم الكثير لهذه المنطقة .ودعا سماحته من هم في مواقع المسؤولية في هذه المنطقة إلى تحمل مسؤولياتهم ليبقى أهل المنطقة يحملون هم القضايا الكبيرة كما حملوها سابقا ويستطيعون مواجهة التحديات .
وأشار سماحته إلى أنه على الدولة ان لا تنكفئ عن القيام بدورها ومسؤولياتها حتى يثق بها الناس ولا يرونها فقط جلادا يلاحق المطلوبين للعدالة أو تحصي على الناس انفاسهم، نريدها دولة بكل ما للكلمة من معنى، دولة في الأطراف كما دولة في العمق.
وتابع سماحته: ميزة هذه المنطقة حرصها على الانفتاح والتنوع الذي يمثل غنى وميزة للبنان وقيمة كبيرة له والذي نعتبره رسالة مؤسساتنا ومن واجبنا الحفاظ على هذا التنوع وهذا الانفتاح والتواصل مع الاخر.ولفت سماحته إلى اننا على ثقة بان هذه المنطقة وأهلها سيتجاوزون أي فتنة مذهبية او طائفية يسعى إليها البعض وستبقى هذه المنطقة صمام أمان يقي البقاع ولبنان من اي فتنة تسيء إلى وحدة الوطن من خلال تماسك ووحدة ابنائها ووقوفهم صفا واحدا لمواجه هذه الاخطار التي تتهددنا جميعا من قبل الذين يسعون لإشعال نيران الفتنة ولا يريدون خيرا بلبنان ولا بهذه المنطقة.
وتوجه سماحته إلى السياسيين مطالباً بالابتعاد عن إثارة الغرائز المذهبية والطائفية في هذه المرحلة الحساسة معتبراً أن التحدي يواجهنا جميعا ولا يستهدف فريقاً معيناً أو طائفة أو مذهباً.ونبه سماحته إلى خطورة المرحلة وضرورة الحذر والوعي والدقة في اي خطوة نقدم عليها منعا لاستغلالها من الذين يتربصون شرا بهذه المنطقة وبهذا الوطن ويعملون على استخدام سلاح التخويف بين اللبنانيين لجرنا لحروب وفتن لا تخدم سوى الكيان الصهيوني.
ومن ثم قدم اتحاد تعاونيات الهرمل إلى سماحته هدية رمزية من انتاج محلي، وثمن سماحته الدور الذي يقوم به الاتحاد في التخفيف عن كاهل المواطن المحروم.كما زار سماحته مبرة الإمام زين العابدين(ع) ورعى حفل تكليف طالبات ثانوية الإمام الباقر(ع) اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي والذي أقيم على مسرح الثانوية وتخلله عروض فنية ومسرحية وأناشيد واختتم الحفل بكلمة لسماحته من وحي المناسبة ثم وزعت الهدايا على المكلفات.