ولا يشفعنّ بذلك الاتصالِ أيُّ تبرير: من قبيل الزعم أنّ الالتقاءَ بهذا المسؤول الإسرائيليّ جاء «من طريق الصدْفة»، أو الادّعاءِ أنّ حضور حفلٍ عامٍّ يضمّ مسؤولين إسرائيليّين كان «اضطراريّاً»
تلاحظ حملةُ مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان استهتاراً متزايداً لدى بعض اللبنانيين بواجب الامتناع عن الاتصال بالإسرائيليين، وترى ضرورةَ التنبيه إلى أنّ الالتقاءَ بهؤلاء، تحت أيّة صفةٍ، وضمن أيّ منتدًى تطبيعيّ، «تبييضٌ» لصفحة الكيان الصهيونيّ، بغضّ النظر عن المكاسب الشخصيّة أو الفئويّة للمتّصِل اللبنانيّ، ولا سيّما إذا كان يحمل صفةً تمثيليّةً.
إنّ اتصالَ بعض اللبنانيين بالشخصيّات الإسرائيليّة، أرسميّةً كانت أمْ غيرَ رسميّة، ضربةٌ لحركة المقاطعة العالميّة (بي. دي. أس) المتصاعدة منذ انطلاقتها قبل عشر سنوات، وتنكّرٌ لدماء الشهداء وعذابات المعتقلين والمهجّرين، وتغابٍ عن ضلوع المؤسّسات الأكاديميّة والاقتصاديّة والإعلاميّة والفنيّة والطبيّة والقانونيّة الإسرائيليّة في الاحتلال والعنصريّة والإجرام.
ولا يشفعنّ بذلك الاتصالِ أيُّ تبرير: من قبيل الزعم أنّ الالتقاءَ بهذا المسؤول الإسرائيليّ جاء «من طريق الصدْفة»، أو الادّعاءِ أنّ حضور حفلٍ عامٍّ يضمّ مسؤولين إسرائيليّين كان «اضطراريّاً»، أو القولِ إنّ زيارة الكيان الغاصب تمّتْ من أجل «خدمةِ الرعيّة»، أو التظاهرِ بأنّ التقاطَ صور «السيلفي» المرحة مع مغنّيةٍ إسرائيليّةٍ لا علاقة له بالسياسة، أو التبجّحِ بأنّ الحوارَ مع وسائل الإعلام الإسرائيليّة «اختراقٌ للوعي الإسرائيليّ».
إنّ موقف حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان ليس نابعاً من رؤيةٍ متحجّرة، بل نتيجةٌ لقراءةٍ بيّنتْ أنّ المقاومة المسلّحة هي وحدها القادرةُ على طرد الاحتلال من دون أيّ قيدٍ أو شرط، وأنّ حركة مقاطعة إسرائيل (بي.دي.أس) «خطرٌ استراتيجيّ» أكيدٌ على الكيان الغاصب ( بحسب رئيس وكالة المخابرات المركزيّة الأميركيّة السابق دايفيد بترايوس).
إنّ الحملة تطالب المجتمعَ الأهليّ اللبنانيّ بإدانة كلِّ مطبّع، وكلِّ مستهترٍ بحقيقة أنّ الصراعَ مع العدوّ الإسرائيليّ يشمل مجالاتِ الحياة كلّها. وهي تناشد ما بقي من هياكل الدولة اللبنانيّة الضربَ بحزمٍ على أيّ اتصالٍ يقوم به أيُّ لبنانيّ مع حَمَلة الجنسيّة الإسرائيليّة، باستثناء فلسطينيّي أراضي الـ 48 ما لم يكونوا جسراً للتطبيع مع العدوّ. وإذا لم يكن في مقدور أستاذ جامعيّ لبنانيّ في الولايات المتحدة، مثلاً، أن يتفادى الإجابة عن سؤالٍ وجّهه إليه طالبٌ إسرائيليّ، فلا حجّة للبنانيين الآخرين في إقامة الصلات مع شركةٍ أو مغنّيةٍ أو ملكةِ جمال أو رئيسٍ سابقٍ أو رئيس حكومةٍ حاليّ في الكيان الصهيونيّ المجرم.
لقد قال كبيرُ أساقفة جنوب أفريقيا، دزموند توتو، إنّ حركة مقاطعة إسرائيل (بي. دي. أس) أنجزتْ خلال خمسة أعوام ما لم تنجزْه حركةُ مقاومة الأبارتهايد (الفصل العنصريّ) خلال عقود. وبيانُنا هذا دعوةٌ متجدّدةٌ إلى اللبنانيين كافةً كي يَثْبتوا على جبهة عزل «إسرائيل» في مختلف نواحي الحياة، حتى انتصار الحقّ العربيّ وهزيمة المشروع الصهيونيّ.
حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان