أدّت مواجهات بين قوات الأمن اليمنية ومعارضين لصالح في صنعاء إلى مقتل اثنين وعشرين متظاهراً وإصابة حوالي مئة آخرين بجروح

 أدّت مواجهات بين قوات الأمن اليمنية ومعارضين لصالح في صنعاء إلى مقتل اثنين وعشرين متظاهراً وإصابة حوالي مئة آخرين بجروح. واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات الآف المتظاهرين الذين انطلقوا من ساحة التغيير متوجهين الى شارع الزبيري وسط العاصمة.
  

ونقلت ثلاث جثث الى المستشفى الميداني الذي أقيم في ساحة التغيير، كما نقل عدد من الجرحى بينهم ثلاثون على الأقل مصابون بالرصاص، وفق ما أفاد أحد الأطباء. كما نقلت جثث خمسة متظاهرين آخرين قتلوا بالرصاص الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، واستقبل هذا المستشفى الخاص عشرات الجرحى بينهم 15 على الأقل اصيبوا بالرصاص. وقالت المصادر الطبية إن العديد من الجرحى الذين نقلوا الى المستشفيات يعانون بصورة خاصة من مشكلات في التنفس بعد استنشاق غازات مسيلة للدموع. وتفرق المتظاهرون في فترة بعد الظهر، وقام مدنيون مسلحون من أنصار النظام بتوقيف عشرات المتظاهرين، على ما أفاد أحد أعضاء لجنة تنسيق التظاهرة.

من جهة ثانية، قتل عشرة أشخاص من مقاتلي قبيلة الحاشد خلال معارك عنيفة دارت اليوم مع قبيلة أخرى شمال صنعاء. وفي التفاصيل، فقد قتل القبليون العشرة المناصرون للشيخ صادق الأحمر، أحد أعيان القبائل الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس علي عبد الله صالح، حين قام مقاتلون تابعون للشيخ صغير بن عزيز الزعيم القبلي الموالي للرئيس بقصف مواقعهم قرب حي الحصبة شمال صنعاء. واستخدم مقاتلو الشيخ صغير بن عزيز المدفعية الثقيلة لقصف مواقع لخصومهم في حي صوفان السكني، حيث منزل حمير الأحمر نائب رئيس مجلس النواب وشقيق زعيم قبيلة الحاشد. خلال القصف، أصيبت مكاتب قناة السعيدة التلفزيونية الخاصة الواقعة في القطاع ذاته واندلعت فيها النار. يذكر أن المعارك بدأت فجراً بتبادل القذائف وتكثفت عند الظهر عندما انطلقت المسيرة المعارضة لصالح من ساحة التغيير.

وفي جنوب شرق اليمن، تحديداً في قرية عزان في محافظة شبوة، أدّت غارة جوية يعتقد أنها أميركية الى مقتل تسعة أشخاص يشتبه بأنهم من عناصر القاعدة. وأفادت مصادر متطابقة أن من بين القتلى أحد أبناء الإمام الأميركي اليمني أنور العولقي. وصرّح مصدر قبلي ينتمي الى عائلة العولقي أن "عبد الرحمن أنور العولقي قتل في الغارات على عزان، وقد قتل ايضاً في الغارات أحد أقارب العولقي وثلاثة آخرون من قبيلة العولقي، إضافة الى ابراهيم البنا مسؤول الدعاية في القاعدة المصري الجنسية".

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الإلكتروني أن "قوات الأمن اليمنية هي التي شنّت الغارات"، مشيرة الى أن ابراهيم البناء كان ملاحقاً بتهمة "التخطيط لاعتداءات في الداخل والخارج"، بحسب الوزارة. يذكر أن الولايات المتحدة صعدت غاراتها على ناشطين يشتبه بانتمائهم الى القاعدة في اليمن بواسطة الطائرات وطائرات بدون طيار لمنع أنصار الشبكة من اغتنام الحراك اليمني بوضع يدها على السلطة فيه، بحسب ما أوردت صحيفة نيويورك تايمز قبل بضعة أشهر. كما استهدف هجوم بقاذفات الصواريخ مساء أمس خط أنابيب غاز في شبوة يصبّ في ميناء بلحاف، ما ادّى الى وقف صادرات الغاز من الميناء.