25-11-2024 06:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

اقتصادنــا مهــدد ... هــل فــات الاوان؟

اقتصادنــا مهــدد ... هــل فــات الاوان؟

عطيل المجلس النيابي يحمل اضرارا اقتصادية واجتماعية كبيرة على لبنان اذ يوجد قوانين عديدة تحتاج الى الاقرار ولا يمكنها الانتظار منها قانون الشراكة بين القطاعيـــن العـــام والخـــاص

مديرة اليونسكو تعبر عن قلقها من تدمير آثار اليمن والإضرار بها   عبرت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا عن قلقها من تدمير آثار اليمن والإضرار بها.  وقالت المديرة العا،مة لليونسكو في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه "أنا قلقه للغاية إزاء الأنباء المؤسفة القادمة من اليمن حول مواصلة تدمير والإضرار بتراثها الثقافي الفريد، حيث تضرر سد مأرب العظيم، أحد أهم المعالم التاريخية اليمنية وكذا في شبه الجزيرة العربية، فهو شاهدٌ على التاريخ وللقيم المشتركة للبشرية".  وجددة بوكوفا دعوتها لحماية التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن وتجنب استهداف المواقع الأثرية ومعالم التراث الثقافي.  وأضافت "تلقت اليونسكو تقارير عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمواقع التراث الثقافي البارزة في اليمن فوفقاً للعديد من التقارير الواردة من وسائل الإعلام والمصادر الرسمية، فإن المدينة القديمة في صنعاء، عاصمة اليمن، تعرضت لقصف بشكل كبير أثناء ليلة ١١ مايو ٢٠١٥، ما أسفر عن وقوع خسائر جسيمة في عديد من الأبنية التاريخية بالإضافة إلى ذلك فإن مدينة صعدة القديمة، المدرجة في قائمة اليمن المؤقتة للتراث العالمي، وكذلك الموقع الأثري لمدينة براقش المحصنة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، لحق بهما أضرار جسيمة".. مجددة إدانتها لممارسات تدمير الآثار.  وتابعت المديرة العامة لليونسكو قائلة "أدعو إلى إبعاد التراث الثقافي عن دائرة النزاع وأنا قلقة أشد القلق بسبب الأخبار الخاصة بالضربات الجوية على مناطق كثيفة السكان، مثل مدينتي صنعاء وصعدة فبالإضافة إلى المعاناة الإنسانية القاسية التي تسفر عنها هذه الهجمات، فإنها تدمر التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن، الذي يضم في طياته هوية وتاريخ وذاكرة الشعب، فضلاً عن أنه يشهد على إنجازات الحضارة الإسلامية".  وجددت دعوتها إلى الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري من شأنه استخدام أو استهداف مواقع التراث الثقافي والآثار وذلك احتراماً للمعاهدات الدولية، لاسيما اتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح وبروتوكولاها (١٩٥٤) واتفاقية اليونسكو بشأن التراث العالمي (١٩٧٢).  وحثت بوكوفا على حماية مواقع التراث العالمي في اليمن من الأضرار الجانبية أو الاستهداف المتعمد.  يذكر أن مدينة صنعاء القديمة أُدرجت في قائمة التراث العالمي في عام ١٩٨٦م وأصبحت هذه المدينة، التي تقع في واد جبلي يرتفع إلى ٢٢٠٠ متر، مأهولة بالسكان منذ أكثر من ٢٥٠٠ سنة وتحولت المدينة في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في ١٠٣ مسجداً، و١٤ حماماً و 6 الاف منزل بُنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ومنازل الآجر القديمة فتزيد الموقع جمالاً، وتم ترميم مدينة صنعاء القديمة من خلال حملة كبيرة أطلقتها اليونسكو أواخر الثمانينيات، وذلك بفضل إسهام العديد من البلدان والالتزامات المستمرة من شعب وحكومة اليمن.  ولليمن موقعين آخرين للتراث العالمي هما مدينة شبام القديمة وسورها (١٩٨٢م) وحاضرة زبيد التاريخية (١٩٩٣م) وهاتان المدينتان مدرجتان في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام ٢٠٠٠م.حذّر تقرير صندوق النقد الدولي الاخير لبنان من مخاطر وتحديات استثنائية قد تهدد صلابته وتزعزع الثقة به نتيجة تحديات سياسية وأمنية تعود الى توترات المنطقة خاصة في سوريا،  والشلل السياسي المحلي (الفراغ الرئاسي، ضعف انتاجية الحكومة، تعطيل المجلس النيابي) ونتيجة تحديات اقتصادية واجتماعية تعود الى النمو الاقتصادي المخيب للامال ( أقل من 2 % ) وتضرر القطاعات الاقتصادية ( السياحة، العقار ) وتدهور المالية العامة وتنامي الدين العام وتفاقم مشكلات البطالة والفقر اضافة الى أزمة النزوح السوري الكثيف والمتصاعد.

غازي وزني / خبير اقتصادي

ويعتبر صندوق النقد الدولي ان لبنان ليس في أزمة حتى الان ولكنه يخشى ان يكون على طريق الوقوع فيها ما قد يهدد استقراره الاقتصادي والاجتماعي، ويقترح التوصيات التالية:

1- اقرار مشروع موازنة 2015: يعزز مصداقية لبنان لدى المؤسسات المالية الدولية ولدى الستثمرين ويرسل اشارات ايجابية عن ارادة الحكومة خفض الدين العام وضبط العجز المرتفع الذي يقارب 10.5 % من الناتج المحلي ( 7700 مليار ليرة ) من خلال ادراج اجراءات ضريبية تعزز الايرادات منها: ادراج الضريبة على الربح العقاري، رفع الضريبة على فوائد الودائع وارباح الشركات، الغاء الاعفاء عن الرسوم والضريبة على القيمة المضافة على المازوت، زيادة متواضعة للضريبة على القيمة المضافة من 10 % الى 11 % . كما يعتبر ان اقرار الموازنة يتيح للحكومة تنفيذ خطوات اصلاحية على صعيد الخدمات الاجتماعية ويتيح زيادة حصة النفقات الاستثمارية الضعيفة على البنية التحتية التي لا تتجــاوز 2 % من الناتج المحلي.

أما في ملف سلسلة الرتب الرواتب فانه يجب تمويلها من ايرادات واضحة، مقسّطة ودون مفعول رجعي كما نجد انه يقضي ضمّها الى الموازنة العامة تقيدا بمبدأ شمولية ووحدة وسنوية الموازنة وافساحا للوضوح والشفافية في أرقام الايرادات والنفقات والعجز الفعلي.

2- اقرار مرسومي الغاز والنفط: نجد ان أسباب عدم اقرار الحكومة المرسومين غير واضح خاصة ان التأخير في اقرارهما قد يؤثر على مصداقية لبنان في الخارج ويخفف من اهتمامات الشركات النفطية العالمية للسوق اللبناني ويساعد على استيلاء اسرائيل على جزء من ثروة لبنان النفطية اضافة الى انه يخسّر لبنان الاسواق المحتملة لتسويق انتاجه في المستقبل…

كذلك فان تعطيل المجلس النيابي يحمل اضرارا اقتصادية واجتماعية كبيرة على لبنان اذ يوجد قوانين عديدة تحتاج الى الاقرار ولا يمكنها الانتظار منها قانون الشراكة بين القطاعيـــن العـــام والخـــاص ( مشكلات البنية التحتية )، ومشاريع قوانين مالية ملّحة وضرورية للقطاع المالي ( تبادل المعلومات الضريبية، مكافحة الارهاب، نقل الاموال النقدية ) اضافة الى ان تعطيل المجلس النيابي  يتسبب بخسارة  لبنان القروض الدولية الميسّرة والطويلة الاجل منها قروض البنك الدولي التي تفوق قيمتها المليار دولار المخصصة لقطاع المياه والسدود والجسور…

3- اصلاح قطاع الكهرباء وزيادة الاستثمار في القطاع لزيادة الطاقة الانتاجية: لا تتجـاوز الطاقة الانتاجية حاليا 1500 ميغاوات بينما الطلب يفوق 2800 ميغاوات. يجدر على الحكومة ان تستفيد من انخفاض اسعار النفط عالميا لتقليص عجز المؤسسة التي بلغت في العقدين الاخيرين 25 مليار دولار اي حوالي 40 % من الدين العام اضافة الى انه يجدر عليها الاسراع في معالجة الخلافات بين وزارتي الطاقة والمالية المتعلقة بموضوع الضريبة على القيمة المضافة، خلافات تسببت بتأخير الانتهاء من انشاء معمل دير عمار بقدرة 700 ميغاوات لاكثر من سنتين.

4- طلب المساعدات الدولية لتغطية احتياجات النازحين السوريين المقدرة بحوالي 1.5 مليار دولار للعام الحالي. ينعكس النزوح السوري سلبا على الخدمات العامة ( الصحة والتربية حيث يسجل  وجود 800 الف نازح يحتاجون الى العناية الصحية وحوالي 140 الف نازح يحتاجون الى التعليم ) كما ينعكس النزوح سلبا على البنية التحتية خصوصا على قطاع الكهرباء حيث يتسبب النزوح بطلب اضافي للطاقة الانتاجية يقدر بحوالي 300 ميغاوات فضلا عن التأثيرات السلبية على سوق العمل والفقر…

5-اصلاح ظاهرة البطالة: اتسعت ظاهرة البطالة في الفترة الاخيرة الى أكثر من 21 % من القوى العاملة نتيجة تزايد الطلب أكثر من 50 % من قبل النازحين السوريين ونتيجة ضعف الاقتصاد على توليد فرص عمل كاف لتلبية حاجات التوظيف. يبلغ عدد النازحين السوريين الناشطين حوالي 450 الف ويمثلون نسبة 31 % من اجمالي النازحين ويؤثرون على غالبية القطاعات الاقتصادية حيث يعتبر القطاع التجاري الاكثر تضررا ثم يليه القطاع الصناعي كما يؤثرون على عمل الشباب والنساء وأصحاب المهارات العالية والشهادات الجامعية حيث تصل البطالة لدى الشباب الى 34 % والنساء الى 18 %.

يتجه لبنان نحو الازمة، أزمة قد تتيح باستقراره الاقتصادي والاجتماعي. بات على القوى السياسية تحمّل مسؤولياتها من ناحية تفعيل المؤسسات الدستورية وتنفيذ الاصلاحات التي توقف التدهور الحاصل وتحسّن الظروف الاجتماعية وتحتوي المخاطر القادمة.