23-11-2024 03:37 PM بتوقيت القدس المحتلة

مدارس المهديّ تقيم حفلها السنوي الـ 22 برعاية السيد صفي الدين

مدارس المهديّ تقيم حفلها السنوي الـ 22 برعاية السيد صفي الدين

"إنّ العقيدة المهدويّة فيها معنى إيجابيّ؛ ففي كلّ مرحلة من الزمن يأخذ الصراع بين الاستكبار والاستضعاف منحًى خاصًّا؛ فالفقراء لهم مكانة خاصّة، وبحسب هذه العقيدة هم معتدًى عليهم ولكن لا يصحّ أن يستسلموا وعليهم دور كبير..."

دارس المهديّ تقيم حفلها السنوي الـ 22 برعاية الأمين العامّ لحزب الله سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)، ممثّلاً برئيس المجلس التنفيذي سماحة السيّد هاشم صفيّ الدين، أقامت المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم مدارس المهديّ(ع) حفل عشاء احتفاءً بمناسبة ولادة الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) وبمناسبة العام الثاني والعشرين لانطلاقتها، وذلك في مطعم الفانتزي وورلد– طريق المطار، بحضور السيّد صفيّ الدين ومدير عامّ المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم الدكتور حسين يوسف، وممثّلي المرجعيّات الروحيّة والدينيّة، مدير مكتب آية الله السيّد السيستاني (حفظه الله) في لبنان، ممثّل سماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير  قبلان، وفد تجمّع العلماء المسلمين وكلّيّة الدعوة الإسلاميّة، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، والنوّاب: حسين الموسوي، وعلي المقداد، النوّاب السابقين عبد الله قصير  ومحمّد برجاوي ونزيه منصور، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي على رأس وفد، ممثّل سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والملحق الثقافي في المستشاريّة الثقافيّة، ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسيّة أبرزهم ممثّل الأمير طلال إرسلان، وأمين عام حركة الناصريّين الديموقراطيّين، والسيّد عمر غندور، ومدير عامّ قوى الأمن الداخلي الأسبق اللواء علي الحاج وممثّلي القوى الأمنيّة، قيادة الجيش ومديريّات الأمن العامّ وقوى الأمن الداخلي، مخابرات الجيش، أمن الدولة، ووزارة الدفاع، العميد أمين حطيط، رؤساء اتّحاد بلديّات الضاحية الجنوبيّة وبعلبك وإقليم التفّاح ورؤساء بلديّات من مختلف المناطق اللبنانيّة، المديرين العامّين للمؤسّسات التربويّة، ممثّلين لرؤساء جامعات وعمداء كليات وأساتذة جامعات من مختلف الجامعات اللبنانيّة، اتّحاد المدارس الخاصّة، اللقاء التنسيقيّ للمؤسّسات التربويّة الإسلاميّة، نقيب المعلّمين في المدارس الخاصّة، مديري مدارس، بالإضافة إلى عدد كبير من الفعّاليّات الاجتماعيّة والنقابيّة والإعلاميّة والتربويّة وغيرها..

افتتح الحفل بآيات بيّنات من القرآن الكريم، تلاها النشيد الوطني اللبناني ثمّ نشيد حزب الله. وعُرض ريبورتاج "من أجل حياة طيّبة" يُبيّن بعضاً من عطاءات المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم. 

ثمّ كانت كلمة مدير عامّ المؤسّسة الدكتور حسين يوسف، حيث رحّب بداية بالحضور وقال: "أبت المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم إلّا أن تحمل على عاتقها مسؤوليّة تزويد المتربّي بالوعي الشامل والبصيرة الهادية، فضلاً عن العلم وكفاياته، ومدارك الفنّ والجمال، ورياضات الجسد ولياقاته، ليكتسب هويّة الانفتاح على الحياة الطيّبة في مجتمع التنوّع والاختلاف، ويساهم في إعمار الأرض وإحياء الدين وليحمل في أشدّ ظروف الحياة وأعتى مواقف البأس، أجمل بشائر الأمل وأبهى معاني المحبّة والإنسانيّة. وباختصار، إنّ غاية التربية التي نتبنّى هي إعداد أجيالنا لتقبّل "الحياة الطيّبة" بجميع مراتبها وأبعادها، ليتحقّق لهم ذلك الوعد الإلهيّ الجميل في الحياة الدنيا، والذي تكون ثمرته الطبيعيّة الجنّة والرضوان في الحياة الآخرة..."

وأضاف الدكتور: "وبالالتفات إلى ما يحيط بواقعنا التربوي، وفي زمن مقاومة قيم الحقّ والفضيلة والعدالة والجمال لمشاريع الهيمنة والانحراف بالإنسانيّة إلى مهاوي الرذيلة والانحراف، والجنوح بها إلى أقصى مزالق الظلم، وأبشع مشاهد التطرّف والتكفير... وفي لحظة يراد فيها للحقائق أن تضيع معالمها، وللعصبيّات أن تسود فتنها، وللكلمة الطيّبة أن تحاصَر وتُمنع من أداء دورها، تتضاعف مهامّ التربية وتتعاظم مسؤوليّاتها، وتكبر الحاجة إلى كلّ عمل وجهد مشترك للنهوض بها..."

ودعا قائلاً: "لا بدّ من الدعوة إلى الانطلاق في مسار هادىء عن الضوضاء، لبناء الأرضيّة اللازمة والأسس العلميّة للإصلاح التربوي، الذي يعلم كلُّ مُخلص من المشتغلين بالتربية أنّه أصبح من أبده البديهيّات وأولى الأولويّات، وأنّ الاستمرار في التغاضي عن ضرورته ستكون له أفدح التداعيات..."

دارس المهديّ تقيم حفلها السنوي الـ 22 وتوجّه إلى أصحاب العقول النيّرة والأيادي الصالحة والإرادات الشامخة والنيّات الصافية الخالصة للكادر التربوي قائلاً: "نحن حين ننظر إلى كلّ هذه الإنجازات التي تتحقّق، وإلى كلّ هذا النموّ والتقدّم في مسار هذه المؤسّسة، نرى معها وجوهم الطيّبة، ونرى خلفها جهودهم وتضحياتهم..."

وختم بالشكر لله أوّلاً وآخراً، وللجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تالياً التي كان لها يد السبق في الفضل، ولكلّ من بنى وأسس ولكلّ من حضر.

بعدها ألقى رئيس المجلس التنفيذي سماحة السيّد هاشم صفيّ الدين كلمة استهلّها بالتهنئة والتبريك للحضور وللمؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم التي اتّخذت اسم الإمام المهديّ (ع) شعاراً للدلالة على الأهداف والغايات التربويّة التي وضعتها في سياق مهمّتها التربويّة والتعليميّة وصولاً إلى تحقيق الأهداف الشريفة المتّصلة بقيم الإمام المهديّ الذي هو رمز الحقّ والعدالة والإنسانيّة.

وتحدّث سماحته عن الوعد الإلهيّ الذي وعدنا الله به، والذي سيتحقّق حين ظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهديّ(ع) قائلاً: "إنّ حال المستضعفين والمظلومين ستتغيّر حيث سيمنّ الله عليهم بالإمامة والوراثة وحين ظهور الإمام المهدي(ع) سيصبح المستضعفون في موقع السائرين في ركب الأئمّة والوارثين.."

أضاف: "إنّ العقيدة المهدويّة فيها معنى إيجابيّ؛ ففي كلّ مرحلة من الزمن يأخذ الصراع بين الاستكبار والاستضعاف منحًى خاصًّا؛ فالفقراء لهم مكانة خاصّة، وبحسب هذه العقيدة هم معتدًى عليهم ولكن لا يصحّ أن يستسلموا وعليهم دور كبير..."

أضاف سماحته: "اليوم لا نحتاج إلى كثير كلام أو استدلال لتشخيص من هو المستكبر في هذا العالم. إنّ رأس الاستكبار هو أميركا. فمستوى الهيمنة الذي وصلت إليه أميركا في العالم يحدّثنا عن هيمنة غير مسبوقة في التاريخ، لأنّ هذا الاستكبار تغلغل في كلّ شيء. إنّ كلّ مآسينا كما كان يقول الإمام الخميني(قدّس سرّه) هو بفعل هذه السياسات الأميركيّة، وإسرائيل هي وجه من هذه الهيمنة؛ فأميركا هي من تمدّها بالقوّة... وأحد أوجه هذا الاستكبار بعض الدول العربية والحكام، من خلال خدمتهم لهذا المشروع الأميركي. ولو لم تكن هناك بعض الدول العربية وحكّامها تدعم وتهيّئ وتخدم هذا الاستكبار، لما أمكن لإسرائيل أن تحقّق ما حقّقته.

إنّ أوجه الاستكبار هو الإرهاب التكفيري وهو نتاج هذه السياسة الأميركيّة المدعومة بالمال من بعض الدول العربيّة، فهم من موّلوه وصفّقوا له. إنّ هذا المشروع يسوق هذه الأمّة إلى الضياع." . 

وأكّد سماحته: "إنّ محور المقاومة هو الوجه الناصع لقيام المستضعفين لهذه المقاومة التي نشأت على اسم الله والتي تمكّنت من تحقيق الكثير من الانتصارات."

وشدّد قائلاً: "علينا أن نكون صادقين ونحافظ على هويّتنا الثقافيّة، فنحن نملك تاريخًا ناصعًا وانتماءً واضحًا. يجب أن نعتمد على ما اعتمدنا عليه في السابق، ويجب أن لا نرضخ ولا نستسلم ولا نضعف، فنحن اليوم أقوى بكثير من السابق. فلا مكان للتوقّف ولا مكان للسكوت. يجب أن نضحّي ولا يجب أن نقف عند أيّ تضحية في هذا الطريق، أو أن نخاف من انتصاراتنا."

إلى ذلك لفت سماحته: "أنّنا معنيّون في قراءة الأحداث والمواقف. إنّ ما يجري في سوريا ولبنان والعراق واليمن هو مواجهةٌ بين الاستكبار والمستضعفين. هذه المعركة لم تكن محلّ تردّد أو تشكيك، بل كانت واضحة، ونخوض فيها تحمّل المسؤوليّة والتكليف في كلّ مكان."

وأكّد: "إنّنا حاضرون في كلّ ساحة وفي كلّ لحظة، وكلّ قطرة دم تسقط من شهيد في هذه المعركة هي دفاع عن المقاومة وإنجازاتها، وعن الوطن ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق. لقد وُضِعت العراقيل أمام المقاومة ووجّهت بالفتن المذهبيّة والسياسيّة والمناطقيّة."


وندّد السيّد صفيّ الدين باستخدام الخطاب المذهبي التحريضي من قِبل بعض السياسيّين، مشدّداً على أنّ المقاومة ستبقى قويّة وجاهزة وتشكّل خطراً على الإسرائيلي في كلّ مراحل المواجهة معه. وأضاف: "لن ننجرّ إلى فتنة تريدونها ويريدها أسيادكم".

وختم سماحته قائلاً: "نعرف أنّ تشكيل جبهة المستضعفين والدفاع عنها هو طريق صعب وشاقّ لكنّه بالنّسبة إلينا هو تكليفٌ ومسؤوليّة نتحمّلها بكلّ طمأنينة ورضًا".