تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها الشأن الداخلي وخاصة لجهة التقدم الكبير الذي تحققه المقاومة في جرود عرسال، وكذلك خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 06-06-2015 عدة مواضيع كان أبرزها الشأن الداخلي وخاصة لجهة التقدم الكبير الذي تحققه المقاومة في جرود عرسال، وكذلك خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله..
السفير
نصرالله يطمئن عرسال.. وقهوجي جاهز لكل الاحتمالات العسكرية
«حزب الله» يمسك معظم الجرود.. ويحاصر أبو مالك التلي
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لا أبواب حكومية مفتوحة، وما يسري من تمديد في قيادة قوى الأمن الداخلي، سيسري في أيلول على قيادة الجيش، ولمدة سنتين أيضا، وهذا الأمر لا يأتي تعبيرا عن إرادة فريق سياسي لبناني فقط، بل وإرادة دولية عبر عنها مسؤولون أميركيون بتأكيدهم ان الفراغ في المواقع الأمنية اللبنانية غير مسموح، واذا كان متعذرا التعيين، فليكن التمديد، لأن الخيار الثالث، أي القيادة بالوكالة، لا يتناسب مع حجم التحديات ولا موجبات القيادة ولا برامج المساعدات العسكرية للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية.
في غضون ذلك، شكلت إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أمس، مناسبة لطمأنة أهالي بلدة عرسال لجهة القول إن الحزب لم يكن يفكر أو يخطط وحتى لم يتفوه أحد من قادة الحزب بأننا «نريد أن ندخل إلى بلدة عرسال»، مجددا الفصل بين معركة جرود عرسال وبلدة عرسال، ورأى أن قرار مجلس الوزراء بشأن عرسال واضح، لجهة تكليف الجيش بحماية البلدة والدفاع عنها من خلال دخوله إليها، مشددا على أن «أهالي المنطقة يتطلعون إلى الجيش وقيادته ليتحمل مسؤولياته الوطنية الكبيرة، لأن الموضوع ليس صغيرا»، وقال «إننا ننتظر تنفيذ القرار»، داعيا الحكومة إلى متابعة الجيش ومساندته ومساعدته في المهمة التي كلف بها.
قهوجي: خطط للمواجهة والدفاع
في السياق نفسه، نقل عن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي قوله إن الجيش يواصل الاستعداد، على كل المستويات، لحماية كل الحدود اللبنانية، «وهذا يشمل بطبيعة الحال وضع كل الاحتمالات، وبالتالي تحضير خطط مواجهة ودفاع، وهو ما يتواصل العمل عليه، خصوصا في حال تحريك الاوضاع على الحدود شمال لبنان».
واذ أكد قهوجي ان «التوافق السياسي الداخلي يريح المؤسسة العسكرية ويجعل مهامها أسهل في مواجهة الأخطار الحدودية»، تمنى أن «تبقى السياسة بعيدة عن المؤسسة العسكرية». وطمأن سائليه ان «أوضاع الجيش واستعداداته أكثر من جيدة، على الرغم من استنفاره على كل الحدود من مزارع شبعا الى جرود عرسال، إضافة الى ضرورة اليقظة في الكثير من المناطق الداخلية».
ويأتي الكلام المنقول عن قهوجي بالتزامن مع استمرار حالة الجهوزية في كل ألوية الجيش وأفواجه ووحداته العسكرية المنتشرة في جميع المناطق، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، منذ بدء معركة القلمون، في ظل تقديرات أمنية بأن تبادر المجموعات التكفيرية الى إحداث اختراقات حدودية، أو القيام بعمليات أمنية، سواء في منطقة البقاع أو في الداخل اللبناني، وخصوصا في عمق الضاحية الجنوبية التي شهدت في الساعات الماضية تشديدا استثنائيا للاجراءات الأمنية عند جميع مداخلها.
«النصرة» محصورة في رقعة ضيقة
وقالت مصادر مواكبة للتطورات الميدانية في السلسلة الشرقية إن مسلحي «النصرة» باتوا محصورين في مساحة لا تتجاوز الخمسين كيلومتراً مربعاً من أصل مئتي كيلومتر مربع كانوا يحتلونها في جرود عرسال.
ومع القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش اللبناني، بعد ظهر أمس، على تجمعات المسلحين في وادي العويني، وأدى إلى مقتل نحو 16 عنصراً من «النصرة»، بدا واضحا أن ثمة تناغما ميدانيا فرضته معطيات الأرض، بحيث صارت مواقع «حزب الله» والجيشين اللبناني والسوري في منطقة الجرود يحمي بعضها بعضاً من دون أي تنسيق أو قرار سياسي.
وكان لافتا للانتباه بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة (في سوريا) الذي بثه ناطق رسمي عبر الفضائية السورية وعممته وكالة «سانا» لاحقا وتضمن إشارة الى إحكام السيطرة على مناطق تقع في القلمون «وتأمين المناطق الحدودية مع لبنان الشقيق».
وأكد مصدر عسكري لـ «السفير» أن القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش، أمس، يأتي في سياق العمليات العسكرية الاستباقية التي تنفذ في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك منذ أكثر من شهر وذلك عند ملاحظة أي تحركات مشبوهة أو تجمعات للمسلحين.
ويعتبر رأسا وادي العويني ووادي الدب مع ضهر الهوة (1750 مترا عن سطح البحر) الجغرافيا الأصعب المتبقية حتى الآن في معركة «حزب الله» ليس فقط في جرود عرسال التي تسيطر عليها «النصرة»، بل في جرد القلمون أيضاً بعد إعلان الجيش السوري و «حزب الله» أمس السيطرة على قمة صدر البستان (2590 مترا) في جرد فليطا السورية، وهي الأعلى في السلسلة الشرقية بعد «تلة موسى» (2850 مترا) وجبل الشيخ (2814 مترا)، كما تمت السيطرة على تلاجات البريج القريبة من صدر البستان وشعبة القلعة (2340 مترا) وهي مشرفة على وادي الخيل من ناحية الشرق وجزء من معبر الزمراني الذي تسيطر عليه «داعش».
ويشير أحد أبناء عرسال العارفين بجرودها لـ «السفير» إلى أن «الصور التي عرضها «حزب الله»، أمس، هي في أسفل سهل الرهوة، ما يؤكد سيطرة الحزب على كامل السهل الأكبر في الجرود العرسالية».
ويعتبر محللون عسكريون أن وصول «حزب الله» أمس إلى «فم» وادي الخيل من جهة الغرب، يعني إمساكه ميدانياً بكامل الجردين المنخفض والأعلى، لتنحصر المعارك في الأيام المقبلة في ما تبقى من الجرد الأوسط، وبالتحديد وادي الخيل ووادي الزعرور ووادي المعيصرة ووادي قطنين ووادي العويني ووادي الدب، وكلها لا تزيد مساحتها عن 50 كيلومترا مربعا، ورجح هؤلاء أن تكون قيادات «النصرة» قد أعادت تموضعها نحو ضهر الهوة، وأبدت تقديرها أن يكون أميرها أبو مالك التلي محاصرا هناك مع باقي قيادات التنظيم.
وعرض الإعلام الحربي لـ «حزب الله»، أمس، صوراً من «الرهوة» للمواقع التي فرّ منها مسلحو «النصرة» مخلفين وراءهم أجهزة «كمبيوتر» وعددا من «الفلاش ميموري» التي تخزن معلومات لم يتم مسحها وتحوي خططاً عسكرية ومعلومات أمنية.
نصرالله للإسرائيليين: سنهجركم بالملايين
من جهته، قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة تلفزيونية مباشرة أمام مشاركين في إحياء مناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس «كشافة المهدي»، في الجنوب والبقاع والضاحية والعاصمة إن معركة جرود عرسال قائمة وهي تتحدث عن نفسها، رافضا الخوض في تفاصيلها أو الحديث عن سقف زمني محدد لها «لأننا معنيون بتحقيق الأهداف بأقل خسائر ممكنة». وأكد ان الحزب استطاع تحرير عشرات الكيلومترات من الأراضي (اللبنانية) المحتلة، مشددا على أن إنجازات الأيام الأخيرة «جعلت بالفعل وبلا نقاش أو تردد يد حزب الله هي العليا سواء في جرود القلمون أو في جرود عرسال».
وأوضح أن «حزب الله» كان يستعد لخوض معركة القلمون وكان أمامه وقت كاف، إلا أن هجمات المسلحين واعتداءاتهم على مواقع الجيش السوري و «حزب الله» عجلت في فتح المعركة، وأشار إلى أن معركة جرود عرسال ستسهل على الجيش مهمته وستخفف عنه الأعباء.
وفي الشأن السياسي الداخلي، تمنى نصرالله على الحكومة التعامل مع الاستحقاقات المطلوبة وأن تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجتها بالجدية المطلوبة وليس بتقطيع الوقت أو «التطنيش» أو المراهنة على تطورات خارجية، وقال: «نتمنى أن تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة والاهتمام العالي وعدم المراهنة على أي سراب أو أوهام».
ورد نصرالله على تهديدات الاسرائيليين الأخيرة للبنان، بالقول لهم: «أنتم تهددون بتهجير مليون ونصف مليون لبناني، المقاومة الإسلامية في لبنان تهدد بتهجير ملايين الإسرائيليين.. ملايين الإسرائيليين سيتم تهجيرهم في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان».
النهار
نصرالله يتبنّى قرار الحكومة في عرسال
جدول أعمال في مواجهة التهديد بالشلل
وتناولت النهار الشأن الداخلي اللبناني وكتبت تقول "على ضيق الخيارات المتاحة راهنا لايجاد مخرج او تسوية من شأنهما اعادة تفعيل العمل الحكومي في ظل القرار الثابت لـ"التيار الوطني الحر" منع أي مناقشة او طرح في مجلس الوزراء ما لم يستجب شرطه في تعيين مرشحه لقيادة الجيش، بدا أمس أن الايام الستة الفاصلة عن جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل ستشهد حركة مساع كثيفة سعيا الى تجنب التمادي في شل الحكومة. ولعل أبرز ما رشح من معطيات في هذا السياق، تمثل في تأكيد أوساط وزارية لـ"النهار" ان سقف الشروط التعجيزية التي تطرح تحت وطأة التهديد بشل طويل للحكومة، بات يفتقر الى قاعدة سياسية واسعة بعد بت موضوع عرسال في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء ونزعه من السجالات والخلافات الوزارية كما التمديد للمواقع القيادية في قوى الامن الداخلي. ولفتت الى ان مجاراة بعض قوى 8 آذار "التيار" في موقفه من تعطيل قرارات مجلس الوزراء بدأت تظهر بعد الجلسة الاخيرة متمايزة في نبرتها عن مواقف وزراء "التيار" وليست بالحدة التي تطبع اتجاهات هؤلاء الوزراء. ومع ان الامر لا يعني بحسب هذه الاوساط ان حلفاء التيار ولا سيما منهم "حزب الله" هم في وارد التراجع عن دعمه، فانه يبدو واضحا ان ثمة ضوابط ثابتة ستبقى مواكبة للواقع الحكومي مما قد يقصّر أمد الشلل.
جدول الاعمال
وعلمت "النهار" أن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل سيوزع اليوم على الوزراء وهو يتألف من بنود جدول الجلسة السابقة البالغة 81 بندا على أن تضاف عليه بنود جديدة.
وصرح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" بأن وزراء "اللقاء التشاوري" الثمانية الذين اجتمعوا أمس في منزل الوزير بطرس حرب في حضور الرئيسين أمين الجميّل وميشال سليمان قرروا التمسك بجدول أعمال الجلسة، وقال: "لا يجوز أن تنتقم الدولة من الشعب بتجميد قضاياه. ولا نتمسك بجدول الاعمال نكاية، وإنما بسبب غياب رئيس الجمهورية المبرر الوحيد لبقاء الحكومة هو تيسير شؤون الناس والدولة. وعندما نضرب مبرر وجودها فكأننا أسقطناها".
وفي هذا السياق أبلغ وزير العدل أشرف ريفي "النهار" أنه يتوقع أن "تستمر جلسات مجلس الوزراء مع تعطيل القرارات". وقال: "لست خائفا على الواقع الحكومي ولا من التعطيل لفترة طويلة، إذ أن هناك على رغم كل الصعاب حكماء ليحافظوا على الحد الادنى من عمل المؤسسات التنفيذية". وسئل هل يتوقع أن يتكرر في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ما جرى في الجلسة الاخيرة، أجاب بالايجاب، لكنه رأى أن الامور ستتغيّر خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
نصرالله
في أي حال، برزت في الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله نبرة هادئة في الملفات الداخلية، وخصوصا لجهة تبنيه بوضوح قرار مجلس الوزراء في شأن عرسال. وقد حرص تكرارا على التشديد على "اننا لم نفكر ولم نقل إننا سندخل بلدة عرسال، بل قلنا إن هذه البلدة محتلة ويجب ان يقوم الجيش وأهلها بتحريرها". وبعدما دعا الى "الكف عن التجييش المذهبي" أشار الى "ان قرار مجلس الوزراء استعادة الجيش لبلدة عرسال واضح ويعني ان البلدة خرجت من دائرة النقاش السياسي وصارت في أيدي الجيش والكل ينتظرون هذا القرار وعلى الحكومة توفير كل سبل النجاح له". واعتبر في المقابل ان معركة جرود عرسال التي يخوضها الحزب "ستسهل بشكل كبير وتخفف الاعباء عن الجيش اللبناني والخطوات المطلوبة منه"، مكررا ان الحزب "لن يدخل الى بلدة عرسال لان ذلك من مسؤولية الدولة والجيش".
وفي سياق آخر، رد نصرالله على تهديدات اسرائيلية بتهجير مليون ونصف مليون لبناني في حال نشوب حرب جديدة مع الحزب فهدد اسرئيل بدوره "بتهجير ملايين الاسرائيليين" في الحرب المقبلة اذا فرضت على لبنان.
وفي موازاة كلمة نصرالله، تحدث إعلام "حزب الله" عن سيطرة مقاتليه امس تماما على سهل الرهوة في جرود عرسال بعد فرار عشرات المسلحين من "جبهة النصرة" في اتجاه وادي الخيل كما سيطروا على جبل الثلاجة الاستراتيجي في جرود فليطة بمنطقة القلمون السورية، وتقدموا نحو سهل شعبة القلعة بعد السيطرة على حرف وادي الدب. وأشار اعلام الحزب الى سيطرة مقاتليه بعد ظهر امس على جبل شعبة القلعة في جرود عرسال.
جعجع
في المقابل، برزت مواقف حادة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من معطلي الانتخابات الرئاسية ومن "حزب الله" في الاحتفال الحزبي الاول لـ"القوات" بعد صدور "اعلان النيات" بينها وبين "التيار الوطني الحر".
وقال جعجع ان "الإمعان في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لم تعد تداعياته محصورة بموقع الرئاسة فحسب، وإنما بات يرمي بظلاله فراغاً وشللا على المواقع الدستورية والأمنية الواحد تلو الآخر"، لافتاً الى ان ذلك "ينسف ادعاءات البعض أن الفراغ الرئاسي سببه خلافٌ مسيحي - مسيحي، ويُثير شكوكاً في الغاية النهائية التي يسعى اليها القائمون بالتعطيل، بمعزلٍ عن بعض أوراق التوت التي يحاولون التلطّي خلفها". وتساءل جعجع: "كيف نُصدّق أن بعضهم يُدافع عن لبنان في القلمون، وباقي سوريا، وفي العراق واليمن، وهو يعطّل لبنان في قصر بعبدا، قلب لبنان بالذات؟ كيف نُصدّق انهم يريدون رئيساً قوياً، وهم لم يتحمّلوا رئيساً توافقياً بامتياز؟".
جيرو
في سياق آخر، علمت "النهار" أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو سيعود الى بيروت في نهاية الشهر الجاري أو مطلع تموز المقبل في مهمة خاصة بلبنان تسبقها اتصالات مع إيران والسعودية والفاتيكان خلافا لزيارته التي انتهت أمس والتي كانت مخصصة لترؤس اجتماع سفراء فرنسا في الشرق الاوسط. وعشية سفره أقيمت مأدبة عشاء على شرفه في مقر السفير الفرنسي شاركت فيها شخصيات من قوى 8 و14 آذار وتخللها تشاور في إمكان إيجاد مناخ جديد في لبنان يواكب الاستحقاقات.
ويشار أخيرا الى بدء الامتحانات الرسمية أمس للشهادة المتوسطة وسط أجواء طبيعية في كل المناطق اللبنانية.
الأخبار
المقاومة تتقدّم في الجرود: انطلاق مبادرة لإخراج المسلحين؟
كما كتبت الأخبار تقول "حقق مقاتلو حزب الله في جرود عرسال أمس تقدّماً مهمّاً، في الوقت الذي ينقسم فيه مسلحو «النصرة» الفارين بين من يريد البحث عن تسوية، ومن يريد دخول عرسال.
لم تكن إشارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، إلى أن المعركة المقبلة في جرود السلسلة الشرقية ستكون مع إرهابيي تنظيم «داعش»، سوى إعلان بداية النهاية لوجود إرهابيي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» في جرود بلدة عرسال اللبنانية.
وسجّلت عمليات المقاومة في جرود عرسال أمس تقدّماً ميدانياً مهمّاً، بعد تمكّن المقاومة والجيش السوري من السيطرة على تلال «التلاجة» الواقعة في جرود فليطا، ما سهّل انهيار المسلحين المتحصنين في تلال «شعبة القلعة» في جرود عرسال. وتلال «شعبة القلعة» ـ بحسب مصادر ميدانية ـ تشرف على معظم أنحاء الوادي، ويبلغ ارتفاعها 2339، وهي أحد أهم معاقل «النصرة» وأميرها أبو مالك التلي، وتشرف على جزء من معبر الزمراني الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش». وبحسب المصادر، سمحت سيطرة المقاومة أول من أمس على مرتفعات الشروق وجبل الزاروب، بالسيطرة أمس على كامل سهل الرهوة في جرود عرسال، بعد فرار عشرات المسلحين باتجاه وادي الخيل أيضاً. وبالتوازي، استهدفت مدفعية الجيش اللبناني وصواريخه تجمعاً لـ«النصرة» في وادي العويني الواقع جنوب شرق بلدة عرسال، ما أدى بحسب المعلومات إلى مقتل 16 إرهابياً. كذلك استهدف المقاومون العاملون في سلاح الدروع شاحنة وجرافة وآليتين عسكريتين لمسلحي «جبهة النصرة» في وادي العطنين في شرق جرود عرسال.
من جهتها، أصدرت القيادة العامة للجيش السوري بياناً أكّدت فيه أنه «في المرحلة الثانية (من معارك القلمون) بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والمقاومة الوطنية اللبنانية، أحكمت قواتنا المسلحة سيطرتها على كامل جرود رأس المعرة، تلة موسى، جبل شميس الحصان، قرنة الطويل، جرود فليطا، والعديد من النقاط والتلال الحاكمة».
اقتراب مقاتلي حزب الله من مواقع الجيش اللبناني في وادي عطا في جرود عرسال وتراجع مسلحي «النصرة» بشكل كبير في الأيام الماضية بشكل رئيسي إلى مناطق عميقة في جرود عرسال كوادي الخيل وتلة يونس ووادي أطنين، يعني تقلّص المساحة التي يسيطر عليها مسلّحو «النصرة» إلى حدّ صار فيه البحث عن وجهة للخروج من جرود عرسال في المقبل من الأيام، أمراً ملحّاً.
وقالت المصادر إن «حزب الله يستعمل تكتيك التقدّم من الجهة الغربية، لقيام غلاف يمنع دخول المسلحين قدر الإمكان إلى عرسال، ودفعهم باتجاه الشمال والشرق، عبر ترك ممرّ انسحابي باتجاه الزمراني ووادي العويني».
وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إنه «سجّل ارتفاع لافت في عدد الذكور في الأيام الماضية في أربعة مخيّمات للنازحين السوريين تقع خارج نطاق سيطرة الجيش بين وادي الحصن ووادي حميد». كذلك «سجّل ارتفاع طفيف في عدد الذكور في مخيّمات النازحين في مشاريع القاع»، ما يشير إلى فرار بعض المسلحين إلى المخيمات.
وفي ظلّ التطورات الميدانية وتقدّم المقاومة السريع، تبدو خيارات «النصرة» محدودة، بين الاستسلام لـ«داعش» الذي يسيطر على جرود راس بعلبك والقاع امتداداً إلى جرود قارة السورية، وبين الدخول إلى عرسال والاشتباك مع الجيش اللبناني، أو البحث عن تسوية للخروج من الجرود. وتشير المعلومات إلى أن «عدداً من رجال الدين في البقاع تحرّك للبحث عن تسوية مع حزب الله، إلّا أن أي تقدّم لم يحصل حتى الآن». وتلفت المصادر إلى أن «مسلحي النصرة منقسمون بين من يريد البحث عن تسوية، ومن يريد الدخول إلى عرسال». وتشير إلى أنّ «من غير المستبعد أن يقوم عدد من مسلحي النصرة بمبايعة داعش». غير أن مصادر في «النصرة» كانت قد أكّدت لـ«الأخبار» قبل يومين أن «الاستسلام لحزب الله أفضل من الاستسلام لداعش»، علماً بأن «داعش» مدّ مسلحي «النصرة» ببعض الإمدادات لمنع سقوط تلة «التلاجة» التي تكشف مواقعه.
اللواء
تهديد عوني بالعودة إلى الساحات.. وحزب الله يُرحّب «بقرار عرسال»
السنيورة والمشنوق في جدّة للقاء الحريري.. والجميّل وسليمان يرفضان تعطيل الحكومة
صحيفة اللواء كتبت تقول "تجاوزت الاتصالات أمس، الحرب الدائرة في جرود عرسال، وسجل الوضع البقاعي استرخاء مع ترحيب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بقرار مجلس الوزراء بخصوص عرسال، وتأكيده ان المقاومة ليست بصدد الدخول إلى هذه البلدة، مشيراً الىان «عرسال هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني»، وانتقل البحث إلى مآل المأزق الذي وضع النائب ميشال عون البلاد فيه، في حين سارع فريق مسيحي وازن إلى رفض هذا المنحى، فيما لم يحزم «حزب الله» موقفه القاطع من التحضيرات التي بدأها «التيار الوطني الحر» لاستخدام«الاقدام» التي يحتاجها النائب عون لتحصيل ما وصفه بحقوق المسيحيين، أي الانتقال من مجلس الوزراء إلى الشارع، ومن السياسة إلى «القوة» بتعبير نواب في تكتل عون.
إلا ان التهديد بالشارع، لا يراه وزير شمالي بارز لـ«اللواء» جدياً، لأن حزب الله لا يستطيع ان يساير عون في هذه اللعبة الخطرة على الجميع، ويؤكد ان أكثر من يتضرر من الشارع هو الحزب نفسه. واعرب الوزير المعني عن اعتقاده بأن الفريق العوني سيعطل قرارات الحكومة وليس عملها لفترة معينة، وبالنهاية يمكن ان تلملم القضية على الطريقة اللبنانية.
ومع ذلك، انتقل المأزق الحكومي إلى جدة أمس حيث تداول الرئيس سعد الحريري مع الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، بالوضع المستجد حكومياً بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وتهديد الفريق العوني مدعوماً من حزب الله بشل الحكومة والبلاد، وتعريض مصالح اللبنانيين، بما في ذلك رواتب الموظفين للخطر، وذلك عشية موسم الاصطياف، والاتصالات الدولية الجارية لترتيبات الأوضاع في المنطقة من اليمن إلى سوريا والعراق وشمال افريقيا.
وتوقف مصدر نيابي عند تراجع لهجة السيّد نصر الله في خطابه أمس، في احتفال كشافة المهدي والمقاربة التي أجراها بكلام عمومي يحمل أكثر من تفسير لما وصفه بالوضع الحكومي، فهو (أي نصر الله) لم يشأ ان يتخذ موقفاً واضحاً، واكتفى بتوجيه «نصيحة» للمسؤولين والوزراء والقوى السياسية في الحكومة «بأن تأخذ الامور بالجدية المطلوبة».
وفي إشارة إلى استمرار رهان حزب الله على استمرار حكومة الرئيس تمام سلام ودورها قال: «هناك استحقاقات مطلوبة من الحكومة اللبنانية عليها ان تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجة ومتابعة هذه الاستحقاقات، وأن تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة والاهتمام العالي وعدم المراهنة على سراب أو أوهام».
وبين هذا الكلام العمومي وامتناع النائب عون في العشاء السنوي للجنة الرياضة في «التيار الوطني الحر» عن التطرق إلى الوضع السياسي وما يعتزم التيار القيام به، والاكتفاء بالاشارة إلى ان هناك تقصيراً في كل شيء، وبين إطلاق حركة واسعة من المشاورات مسيحياً ووطنياً بهدف تبريد الأجواء وعدم دفع الأمور إلى الزاوية، توقع المصدر النيابي ان تشهد نهاية الأسبوع اعادة مراجعة وتقييم للمواقف بهدف احتواء التشنج.
وأشار المصدر إلى ان لا أحد يريد دفع الأمور إلى صدام، وانه بانتظار ما سيسفر عنه لقاء الرئيس سلام مع وزراء اللقاء التشاوري، وعودة الرئيس السنيورة والوزير المشنوق من السعودية، فضلاً عن المشاورات الجارية بين أطراف 8 آذار، فإن الصورة تتوضح، وفي ضوئها سيتقرر ما إذا كان الرئيس سلام سيبقي على جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس أو يتم ارجاؤها، إذا ما أصرّ الفريق العوني مدعوماً من «حزب الله» على عدم بحث أي بند من جدول الأعمال ما لم تبت التعيينات في المراكز الأمنية والتي باتت محصورة بقيادة الجيش.
ولاحظ عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» ان لهجة نصر الله في خطاب كشافة المهدي كانت اخف من خطاباته السابقة، وانه تراجع بالنسبة إلى موضوع عرسال، وبالنسبة أيضاً إلى مسألة الحشد الشعبي، حيث اعترف انه ليس بحاجة إليه، بل فقط إلى تضامن ومساندة عشائر وفعاليات بعلبك - الهرمل، بما يعني ان الخطوات التي قام بها تيّار المستقبل كانت مفيدة على الصعيد السياسي.
ورأى انه يعتقد بأن إشارة نصر الله إلى ان أمور الدولة يجب ان تمشي موجهة أكثر إلى عون، لافتاً النظر إلى ان هناك اموراً لا يستطيع حزب الله ان يتخطاها، من بينها مثلاً مصالح النّاس وقضية تصدير المنتجات الزراعية التي أثارها وزير الزراعة اكرم شهيب في مجلس الوزراء، وهذه القضية ستكون لها ارتدادات شعبية، من شأنها ان تؤثر على الحزب، نظراً إلى ان معظم المزارعين من البقاع.
اللقاء التشاوري
ولم يشأ فتفت ان يتخذ موقفاً مما أثاره اللقاء التشاوري حيال مسألة الآلية المتبعة في مجلس الوزراء، على اعتبار انها تعود للرئيس سلام، لافتاً إلى ان الكتلة لم تناقش بعد هذه المسألة التي تخص الرئيس سلام في ادارته عمل الحكومة. ورفضت مصادر وزارية في 8 آذار تعديل آلية العمل الحكومي لجهة جعل القرارات تتخذ بالأكثرية عوضاً عن التوافق، معتبرة هذا التعديل، في ما لو حصل انقلاب على الاتفاق المعمول به حالياً لجهة ان القرارات تتخذ بالتوافق.
وكان اللقاء التشاوري الذي اجتمع أمس في دارة وزير الاتصالات بطرس حرب، في حضور الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل، قد أصدر بياناً استغرب لجوء عون (من دون تسميته) إلى التهويل بتعطيل عمل الحكومة، ووصفه بأنه «يشكل ابتزازاً سياسياً بشعاً لم تشهده الحياة السياسية في لبنان سابقاً». وشدّد البيان على ان أي تعيينات في المراكز الأمنية الكبرى لا يجوز ان تتم في غياب رئيس الجمهورية، باعتباره قائد القوات المسلحة بحسب الدستور.
وكشف الوزير حرب ان اللقاء سيبحث مع الرئيس سلام الآلية المتبعة في عمل الحكومة، من زاوية رفض ان يفرض وزير معين أو فئة معينة رأيه أو رأيها على اللبنانيين وعلى الحكومة، لافتاً إلى ان البلاد لا تدار هكذا، وإلى ان ميثاقية الحكومة متوافرة بوجود الوزراء الشيعة الذين يمثلون الرئيس نبيه برّي والوزراء المسيحيين الذين يمثلون حزب الكتائب والمستقلين.
درباس
اما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فلم يشأ لـ«اللواء» ان يتكهن بالموقف الذي سيتخذه الرئيس سلام بالنسبة لجلسة الخميس المقبل، لكن مصادر حكومية تساءلت عن الجدوى من عقد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل إذا بقيت المواقف من قبل وزراء تكتل «التغيير والاصلاح» على حالها.
ورأى الوزير درباس ان الرئيس سلام يقلب الموقف، وانه من جهته يرى انه يجب أخذ الأمور بالاستيعاب أقله بالنسبة للأسبوع المقبل. ولفت إلى انه شخصياً لن يستطيع دفع اجور موظفي وزارته إذا لم تصرف له سلفة خزينة من قبل مجلس الوزراء، والأمر نفسه يمكن ان يسرى على وزارات أخرى، وربما أيضاً على رواتب الموظفين بشكل عام.
ولاحظ ان مليارات كثيرة ستضيع على لبنان بفعل موقف وزراء عون، منها على سبيل المثال اعتزام رجال أعمال صينيين الاستثمار في لبنان بمليار و500 مليون دولار والبنك الدولي بمليار و400 مليون موزعة بين قروض ومنح، إلى جانب استحقاقات خدمة الدين واليوروبوند، معرباً عن اعتقاده بانهم لا يستطيعون تحمل تعطيل الحكومة والبلد اكثر من أسبوعين.
ورأى المصدر الحكومي انه لا حاجة لجدول أعمال جديد طالما الجدول السابق الذي يتضمن 81 بنداً لم تجر مناقشته بعد. في حين قال مصدر وزاري كتائبي انه سواء وزّع اليوم جدول أعمال أم لم يوزع، فنحن ذاهبون إلى مشكل.
واوضح: نحن سنذهب إلى الجلسة يوم الخميس، وسنرفض معادلة وزراء عون: روكز أو الشارع، وستقع المشكلة وهنا يعود القرار للرئيس سلام. وقال انه لا يستطيع التكهن بما يمكن ان يحصل في الجلسة، لكن الوضع الحكومي غير مقبول، ولم يستبعد تعليق أعمال جلسات المجلس.
نصر الله
وكان نصر الله قد طمأن في كلمة له بثت عبر شاشات كبيرة في احتفالات نظمت في بيروت والنبطية وصور بمناسبة ثلاثينية جمعية كشافة الإمام المهدي «إلى ضرورة عدم الإصغاء إلى التهويلات الاسرائيلية، معتبراً أنها جزء من الصوت العالي الذي يعبر عن قلق العدو وخوفه من المقاومة».
وجزم نصر الله «اننا لم نكن نفكر ولم نكن نخطط ولم يقل احد من حزب الله اننا نريد ان ندخل الى بلدة عرسال بل كنا نقول ان البلدة محتلة من الجماعات التكفيرية ومسؤولية تحريرها هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني».
وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء حول بلدة عرسال واضح بأن على الجيش اللبناني أن يستعيد هذه البلدة ويحميها ويدخل اليها وقد خرج هذا الملف من الكلام السياسي وأصبحت في عهدة الجيش اللبناني والاهالي يتطلعون الى قيادة الجيش لتحمل هذه المسؤولية.
واعلن أنه لن يتحدث «عن المدة الزمنية للانتهاء من معركة القلمون وجرود عرسال فالمعركة تتحدث عن نفسها، مؤكداً ان عشرات الكيلومترات من جرود عرسال تم تحريرها من قبل مجاهدي المقاومة»، موضحاً «أننا لا نريد ان نقترب من عرسال وهذه مسؤولية الدولة والجيش اللبناني ومعركة جرود عرسال انطلقت وستتواصل حتى الانتهاء من تحرير الجرود ولا احد يحدثنا عن وقت وهذا يحدده القادة في المعركة».
وفي السياق، اشارت قناة «المنار» الى ان مقاتلي الحزب سيطروا في شكل كامل على سهل الرهوة بعد فرار عشرات المسلحين من جبهة النصرة في اتجاه وادي الخيل، وعلى جبل الثلاجة الاستراتيجي في جرود فليطة في منطقة القلمون السورية وجبل شعبة القلعة في جرود عرسال المرتفع 2339 مترا والمشرف على منطقة وادي الخيل شرقاً وجزء من معبر الزمراني. في وقت، استهدف الجيش اللبناني ظهراً جرود عرسال وجديدة الفاكهة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بعد رصد تحركات للمسلحين على مسافة 8 كلم من جديدة الفاكهة.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها