"في العام 1967، كدتُ أحمل السِّلاحَ للمجيء إلى إسرائيل للدفاع عنها. ولكنّ إسرائيل انتصرتْ في الحرب بسرعةٍ كبيرةٍ جدّاً، فلم يُتحْ لي الوقتُ للانخراط في الحرب." يتحسّر جوني هاليداي على عدم انخراطه في الحرب العدوانيّة الإسرائ
يتحضَّر الفنان Jean-Philippe Smet ، المعروف بـJohnny Hallyday، لزيارة لبنان في 9 تموز المقبل للمشاركة في مهرجانات جونية، التي تُنظَّم هذا الصَّيف بالتعاون مع شركة تعهّد الحفلات 2U2C وشركة الإنتاج Star System. وإذا عُدنا 48 صيفاً إلى الوراء، ستبدو لنا الخططُ الصّيفيّة للمغنّي والممثّل الفرنسيّ مختلفةً بعضَ الشيء. فلنتذكَّرْها معاً بكلمات جوني هاليداي خلال مؤتمره الصّحفيّ في باريس قُبيْل جولته الفنيّة التي ضمَّت حفله في تل أبيب قبل ثلاثة أعوام.
حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان/ جريدة الأخبار
"في العام 1967، كدتُ أحمل السِّلاحَ للمجيء إلى إسرائيل للدفاع عنها. ولكنّ إسرائيل انتصرتْ في الحرب بسرعةٍ كبيرةٍ جدّاً، فلم يُتحْ لي الوقتُ للانخراط في الحرب." يتحسّر جوني هاليداي على عدم انخراطه في الحرب العدوانيّة الإسرائيليّة ضدّ خمسة بلدانٍ عربيّة بسبب "سرعة" الانتصار الإسرائيليّ، لكنّه لا يتحسّر على ما قد يزيد على 18 ألف شهيدٍ عربيّ قتلتهم آلةُ الحرب الإسرائيليّة في ستة أيام، ولا يتحسّر على ما سبّبه ذلك الانتصار من نكبةٍ ثانية هَجَّرتْ وشرَّدتْ أكثرَ من 350,000 فلسطينيّ، وأسفرعن احتلال "إسرائيل" للضِّفة الغربيّة وعن ضمِّها القدسَ الفلسطينيّة والجولان السوريّ إلى الأراضي المغتصبة.
يذهب جوني هاليداي أبعدَ من ذلك ليؤكّد في مؤتمره أنّ نيَّته الانضمامَ إلى جيش "الدِّفاع" الإسرائيلي في حرب الأيّام الستّة في حزيران 1967 ليست مجرّدَ شائعة: "كنتُ أعيش آنذاك مع عائلة Jean Pierre Bloch التي تنتمي إلى ليكرا (Licra). كنتُ أنوي أن آتي معهم إلى إسرائيل، لكنهم لم يذهبوا لأنّ الحرب سرعان ما انتهت. كان ذلك [والمقصودُ انضمامُه إلى الجيش] طبعاً ممكناً، كنتُ حينها شابّاً".
عبَّر «ألفيس الفرنسيّ» عن ندمه لعدم زيارة «إسرائيل» قبل عام 2012
هذا وتُطلعنا قناة Guysen الإسرائيليّة الناطقة بالفرنسيّة في تقريرها عن المؤتمر أنّBloch كان آنذاك رئيساً لليكرا، وهي "الرابطة الدوليَّة ضدّ العنصريَّة ومعاداة السّاميّة".
ويبدو أنّ حسرةَ جوني هاليداي لم تهدأ مع انقضاء شبابه؛ فقد عبَّر "ألفيس الفرنسيّ" لجمهوره الإسرائيليّ عن ندمه لعدم زيارة "إسرائيل" قبل العام 2012، ليعود فيُعزّيَ نفسه قائلاً: "إنّ المجيء متأخّراً أفضلُ من عدم المجيء أبداً". وهكذا كانت زيارة جوني هاليداي الأولى إلى "إسرائيل" في تشرين الأول 2012، وقد رافقته إليها زوجتُه وحوالى خمسين عازفاً ومنشداً وتقنيّاً أتوْا ليُرفّهوا عن الجمهور الإسرائيليّ المحتلّ خلال حفلٍ في تل أبيب، ليخاطبهم في نهايته بالقول: "أنتم شعبٌ رائع. لن أنساكم أبداً". هذا وقد عرَّج جوني هاليداي على حائط المبكى في القدس المحتلّة، وكان في استقباله أثناء تلك الزيارة رئيسُ دولة الاحتلال شيمون بيريز.
قد يسأل البعض لماذا ندعو إلى مقاطعة جوني هاليداي وفنّه؟ يأتينا السَّببُ واضحاً بلسان إحدى المعجبات الإسرائيليّات: "لقد حرَّك [هاليداي] حشوداً من فرنسا، من غير اليهود، الذين سيعودون إلى ديارهم ليشهدوا على حقيقة إسرائيل، وهي أنها بلدٌ ديمقراطيّ حيث كلُّ واحدٍ [فيها] حرّ. إنّ جوني هاليداي هو سفير إسرائيل الجديد". يَعي مئاتُ الفنانين العالميّين، ومن بينهم 700 فنّان بريطانيّ في شباط الماضي، هذا السَّبب ولذلك يمتنعون عن المشاركة في نشاطٍ فنيٍ في هذه الدولة العنصريّة الغاصبة، رفضاً لـ "تبييض" صورتها الدمويّة أو الترفيه عن رعاياها المُحتَلين.
تمتدح تلك المعجبةُ الإسرائيليّةُ جوني هاليداي لأنّه "كان لديه القلبُ والشجاعةُ للمجيء إلى إسرائيل، بالرغم من كلّ الضغوط التي مارسها معادو إسرائيل." والسّؤال اليوم: هل سيكون لمهرجانات جونية، وللجمهور اللبنانيّ، "القلبُ والشجاعةُ" للتصفيق لـ "سفيرِ إسرائيل الجديد" الفنّان جوني هاليداي، الذي ما يزال يذكّرُهم بأنّه رغب ذاتَ يومٍ في الالتحاق بجيشٍ قتل أحبّاءهم ودمّر بيوتَهم وهجّرهم من قراهم ومدنِهم؟