الطريف في دفاع "عشقي" إقامة براهين مردودة سلفاً عليه وباهتة نظراً لضعف منطقها، فهل "يستهبل" عقول القراء حين يقول إنه التقى بالإسرائيلي داري غولد بصفته مديراً لمركز القدس للأبحاث وليس بصفته مسؤولا إسرائيلياً ..؟!!
تطالعنا جريدة القدس العربي، في عددها الصادر صبيحة اليوم، بدفاع مستميت عن الباحث السعودي الدكتور أنور ماجد عشقي، مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، الذي التقى مع مدير مركز معهد القدس للقضايا الاستراتيجية الإسرائيلي "داري غولد"، على هامش ندوة محاضرات عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في واشنطن. ولم يأتِ هذا الدفاع إلا لأن الصحف الإيرانية الناطقة باللغة العربية قد ركّزت على هذا اللقاء ووصفته بالتطبيع مع إسرائيل، ما "استفز" الصحافي سليمان نمر في الصحيفة ودفعه لإجراء لقاء مع المدعو الدكتور أنور عشقي.
الطريف في الدفاع الذي حاول "عشقي" إقامة براهينه أنها مردودة سلفاً عليه وباهتة نظراً لضعف منطقها، فهل "يستهبل" عقول القراء حين يقول إنه التقى بالإسرائيلي داري غولد بصفته مديراً لمركز القدس للأبحاث وليس بصفته مسؤولا إسرائيلياً في واشنطن؟.. غريب كيف يصفه بالإسرائيلي في اللحظة نفسها التي يخلع عنه هذه الصفة؟!..وكأن حذف كلمة "إسرائيلي" صفةً للمعهد الذي يمثّله "داري غولد" تجنّبه "التورط" في فخ التطبيع مع عدو الأمة العربية والإسلامية..!!!
وننقل إليكم جواب الدكتور "عشقي" للقدس العربي "نفيه" هذا التطبيع بقوله إنه " إذا تصادف والتقى أحدهم في أحد المؤتمرات يلتقيه كمسؤول او مبعوث سعودي، وأوضح إنه التقى بالإسرائيلي داري غولد كمدير لمركز القدس للأبحاث وليس كمسؤول إسرائيلي في واشنطن على هامش ندوة في واشنطن الأسبوع الماضي والتقاه كمشاركين في هذه الندوة وليس كمسؤول اسرائيلي".
وتتابع جريدة القدس العربي نفي الدكتور عشقي (71 عاما) أن يكون له أي صفة مسؤولة حاليا في السعودية او له علاقة رسمية مع أي جهاز في الدولة بعد أن تقاعد عن عمله الرسمي الأخير، وهو عضو اللجنة الخاصة في مجلس الوزراء السعودي. وهنا أمر غريب فعلاً.. فكيف إذاً جرى تعريفه على أنه مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة في مقدمة المقال؟!..فأي تناقض هو هذا؟!..
وأشار إلى أنه قدم ورقة مشاركة في الندوة التي عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي حول مشاكل الشرق الأوسط، والمخاطر التي تتعرض لها دوله في العراق وسوريا واليمن وليبيا. وتحدث في الندوة عن خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» ومخاطر التدخلات الإيرانية في الدول العربية، موضحا أن السعودية والدول العربية تنظر لـ"الخطر الإيراني" من منظور غير المنظور الإسرائيلي وهو ان الخطر بشكل أساسي هو من تدخلات إيران في شؤون سوريا والعراق ومحاولاتها مدّ نفوذها في العالم العربي، في حين أن اسرائيل تعدّ امتلاك إيران للسلاح النووي هو الخطر عليها. وأضاف الدكتور عشقي لـ»القدس العربي « حتى حين سئلت عن الفرق بين إسرائيل وإيران قلت إن «إسرائيل هي عدو عاقل وإيران صديق جاهل وعدو عاقل قد يكون أفضل من صديق جاهل».
والجدير بالذكر كما أورد الصحافي سليمان نمر أن الإعلام الإسرائيلي احتفل ومعه بعض الإعلام الأميركي بلقاء عشقي بالإسرائيلي "داري غولد"، وتمّ نشر صور للاثنين وهما يتصافحان. وكتب الإسرائيليون أن هذا اللقاء لم يكن الأول، وشاركهم بعض الإعلام الأميركي في نشر قصص عن أن المملكة وإسرائيل تتعاونان ومنذ مدة لمواجهة "الخطر الإيراني المشترك".
وحتى المقطع الأخير من مقال "نمر" يتحفنا بحقيقة أخرى حول مقابلة للدكتور المذكور نشرت له مع صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، والذي "أوضح" للصحيفة أنه خلال وجوده في قطر في شهر نيسان /ابريل الماضي تعرفت عليه صحافية هولندية وأجرت معه حديثا عن وجهة نظر السعودية بشأن السلام مع إسرائيل فتحدث لها عن الموقف السعودي المعروف الذي يقول إنه إذا اعترفت إسرائيل بالمبادرة العربية للسلام وطبقتها فإنه لن تكون هناك موانع أمام تطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل. وأضاف أنه أكد لها أن هذا الكلام موجه للإسرائيليين وأولهم رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو. وأوضح أنه فوجئ بأن هذه المقابلة نشرت على أساس أنها للجريدة الإسرائيلية «يديعوت احرونوت»،
ولكنه ختم "توضيحه " باعتراف فضح حقيقة موقفه بقوله: «وعلى كل، أن تنشر هذا الكلام صحيفة إسرائيلية لا يسيئني»... فهل نريد اعترافاً أقوى من هذا لنشير بأصبعنا إلى أن هناك تطبيعاً سعودياً يجري مع دولة الكيان الغاصب؟!..