وقال اللبناني باهي جبريل، الذي تربّى في لندن، أنه عندما وصل إلى بيروت، لم يقدر على أن يتوجه إلى أي مكان من دون أن يضيع في الشوارع: "فقرّرتُ أن أرسم خريطة للعاصمة، خصوصاً أن آخر خريطة لبيروت تعود للسبيعينات"..
"أين هو رسم الخرائط في بيروت؟" هو السؤال الذي طرحته صحيفة "الغارديان" البريطانية، منتقدةً طريقة تنقل اللبنانيين بين شوارع العاصمة وضواحيها، وطريقة تسمية الطرقات والمناطق. فكتبت أن اللبنانيين يسَمّون المناطق والشوارع بما يميّزها، من سينما أو مسرح حتى لو لم تعُد هذه السينما أو هذا المسرح موجودَين، أي إنه ليس هناك تسمية رسمية للشوارع ولا خريطة واضحة رسمية للعاصمة.
إذ حاولت الصحيفة أن تستدلّ عن أكثر من مكان في بيروت، وكانت إجابات اللبنانيين قائمة على أماكن ومبانٍ وتفاصيل، وليس على اسم شارعٍ معين.
فاللبناني يتوجه إلى مكانٍ معين بعدما يدلّه الغير إلى مبنى مميز في المنطقة أو إلى معلم شعبي، من دون استعمال عناوين رسمية، بحسب الصحيفة.
وتطرقت إلى هوية هذه المعالم، ذاكرةً أن اللبنانيين لا يزالون يستخدمون مبنى فندق الـHoliday Inn المدَمّر خلال الحرب الأهلية و"كهرباء لبنان"، كدليلين للأماكن. فالعديد من الأسماء المعتمَدة للمناطق، تعود لأيام سابقة، ولمسارح أو سينما أو مبانٍ لم تعد موجودة، تماماً مثل مسرح المدينة القديم.
نقلت الصحيفة عن اللبناني باهي جبريل، الذي تربّى في لندن، أنه عندما وصل إلى بيروت، لم يقدر على أن يتوجه إلى أي مكان من دون أن يضيع في الشوارع: "فقرّرتُ أن أرسم خريطة للعاصمة، خصوصاً أن آخر خريطة لبيروت تعود للسبيعينات"، وفق ما قاله لـ "الغارديان".
فتنقّل من الضاحية الجنوبية حتى ضبية، وسأل أصحاب المحالّ والناس الجالسين على حافة الرصيف، يلعبون "الطاولة" أو "الورق"... وهو ما جمعه في Zawarib، الشركة التي أطلقها لتصميم الخرائط.
فأنجز خريطة خاصة بالمعالم الشعبية، وأخرى بالباصات... وأكد أن ما يساعد في رسم الخريطة هو توجهات الناس والأماكن التي يرتادونها باستمرار.