اثار احباط هجوم استهدف معبد الكرنك الاثري في الاقصر الخشية من امتناع السياح عن زيارة مصر والمستثمرين الاجانب عن الاستثمار فيها فيما تحاول البلاد النهوض بعد اربع سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية.
اثار احباط هجوم استهدف معبد الكرنك الاثري في الاقصر الخشية من امتناع السياح عن زيارة مصر والمستثمرين الاجانب عن الاستثمار فيها فيما تحاول البلاد النهوض بعد اربع سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية.
فقبل الهجوم الذي احبط الأربعاء كانت الهجمات الانتحارية او المسلحة التي تكثفت بعد اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في 2013، تستهدف قوى الامن حصرا، وكان المنفذون يعلنون انها انتقام من قمع السلطات.
لكن المسلحين غيروا بحسب خبراء تكتيكهم على ما يبدو وقرروا ضرب البلاد في موطن ضعفها، اي السياحة، التي تعتبر احد اعمدة الاقتصاد المصري المنهك، والاستثمارات الاجنبية، بهدف اضعاف حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اسقط مرسي.
وصباح الخميس كان عدد رجال الشرطة يفوق عدد السياح في كافة المواقع الاثرية في مدينة الاقصر الاثرية التي تضم مليون ونصف مليون نسمة في صعيد مصر غداة احباط الهجوم الذي كان يستهدف السياح في معبد الكرنك، وفق مراسل فرانس برس.
وفي المعبد، وعلى بعد 50 مترا من مكان الحادث، جال حوالى 200 سائح على طريق الكباش وتفرجوا على ابواب معبد آمون. وفي الموقف الخاص بالمعبد حيث وقع الاعتداء، لم يكن هناك سوى سبع حافلات وثلاث اخرى صغيرة قبل الساعة العاشرة صباحا فيما تتجمع عادة عشرات الحافلات منذ الفجر.
وفي يوم الاعتداء كان هناك 604 سياح في الكرنك، وبذلك ادى احباط هجوم الاربعاء الى تفادي حدوث مجزرة في الموقع الفرعوني حيث كان المهاجمون مسلحين بسلاحين آلييه و19 مخزن سلاح، وفجر احدهم نفسه في حين قتل ثان واصيب ثالث في تبادل اطلاق النار مع قوى الامن.
وقال صلاح الماسخ، مدير حفريات الآثار في الكرنك. لفرانس برس "بالتأكيد هناك سياح اقل من البارحة، وقد الغيت رحلات منظمة قادمة من الغردقة" على البحر الاحمر.
واحاط رجال الشرطة بالمدينة، وخصوصا عند اطراف المواقع الاثرية، وسيرت دوريات امنية لرجال قوات النخبة في الشرطة حول كل موقع، وهي خطوة غير معتادة وفق السكان.
وقدمت نيابة الاقصر وشهود الخميس رواية مختلفة لوقائع الهجوم الانتحاري الذي كان يستهدف معبد الكرنك، مؤكدة ان نباهة السائق هي التي ساعدت في احباط الهجوم بعد دخول المسلحين الى موقف باصات السياح. وبعد ان قال مسؤولون ان الشرطيين اوقفوا سيارة المهاجمين ومنعوهم من دخول موقف الباصات، قال الشهود انه تم تفادي حصول المجزرة بفضل نباهة سائق سيارة الأجرة التي استقلها المهاجمون والذي ابلغ الشرطة بارتيابه بسلوك الركاب اثناء جلوسهم في مقهى مقابل لمكان نزول السياح من الباصات.
وقال رئيس نيابة الاقصر وائل ابو ضيف الذي يشرف على التحقيق "لقد ادعوا انهم سياح ودخلوا موقف المعبد لانهم لم يتعرضوا للتفتيش الأمني كما يجب". واضاف ان المهاجمين وبعد توقيف السيارة التي استاجروها جلسوا على "شرفة المقهى بانتظار تجمع عدد كبير من السياح ومهاجمتهم".
واضاف المستشار أبو ضيف الذي قال انه يستند في روايته الى عناصر التحقيق الاولية بناء على شهادات الشهود ان "سائق التاكسي ذهب إلى ضباط الشرطة وقال له انه لاحظ انهم يتصرفون بطريقة مثيرة للشبهة فذهب الضابط اليهم في المقهى وطلب منهم فتح الحقائب التي بحوزتهم، فقام احدهم بتفجير نفسه وبدأ اطلاق النار".
ومساء الاربعاء امر الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكثيف الانتشار الامني في المواقع الحساسة بما فيها المواقع السياحية خلال لقائه مع رئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار.