ظهر حنظلة الطفل الفلسطيني الصغير على طابع بريد ألماني صدر بدعم من جمعية ألمانية خيرية تسعى الى تعريف الجمهور الألماني بهذه الشخصية لجمع تبرعات تدعم القطاع الصحي في فلسطين
ظهر حنظلة الطفل الفلسطيني الصغير على طابع بريد ألماني صدر بدعم من جمعية ألمانية خيرية تسعى الى تعريف الجمهور الألماني بهذه الشخصية لجمع تبرعات تدعم القطاع الصحي في فلسطين. DW حاورت رئيسة الجمعية.
نجحت جهود جمعية ألمانية خيرية تدعى ميديكال سينتر – بيت ساحور، وتعنى بتطوير القطاع الصحي في فلسطين في إصدار طابع بريدي ألماني يحمل صورة حنظلة، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة البريد الألماني. حنظلة هو من أشهر الشخصيات وحضر في اغلب أعمال الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي الكاريكاتورية ، وظل دائما صبيا في العاشرة من عمره يدير ظهره للقارئ ويعقد يديه خلف ظهره.
رئيسة الجمعية غيرترود نيلز من مدينة هاغن قالت في حوار لها مع موفد DWعربية إن الفكرة تمت ضمن “اتفاقية بين الجمعية الألمانية، ومؤسسة البريد الألماني”. حيث قضت هذه الاتفاقية بإصدار مؤسسة البريد لطابع بريدي من فئة الرسالة العادية – وهي من الفئات الأكثر استخداما في ألمانيا- يحمل صورة حنظله وأسم الجمعية. وأوضحت نيلز أن الجمعية قامت بشراء “جميع الطوابع التي تم إصدارها، وسيتم إعادة بيعها لكل من يرغب بالتبرع بمبلغ من المال لصالح الجمعية”، وذلك للمساهمة في مساعدة مستشفى بيت ساحور في فلسطين.
فكرة المشروع
رئيسة الجمعية أوضحت أن الفكرة أتت أثناء زيارتها للمستشفى القريبة من مدينة بيت لحم، حيث رأت “معاناة المرضى في الأرض المقدسة”، وذلك لقدم الأجهزة في المستشفى، ولحاجة المبنى إلى التجديد والتوسيع للتمكن من خدمة مرضاه بصورة لائقة. ولدى تفقدها المبنى مع إدارة المستشفى، لمحت على مدخله شعار حنظلة بالقرب من اسم المستشفى، ولعلمها بأهمية هذا الشعار الذي أصبح رمزا للمعاناة الفلسطينية ومدى انتشاره عربيا، رأت نيلز أن “هذا الشعار هو أفضل ما يمكن استخدامه لإبراز المعاناة الفلسطينية للمواطن الألماني”. وبعد مناقشة الموضوع بالجمعية، تم الاتصال بإدارة البريد، وذلك للاتفاق على إصدار الطوابع، حيث طلبت منها مؤسسة البريد التعريف بهذه الشخصية بشكل كتابي مفصل وذلك للمصادقة عليه رسميا.
“الجمهور الألماني تفاجأ في البداية”
وعن رأي الجمهور الألماني بشخصية حنظلة ، أكدت رئيسة الجمعية أنها طرحت الطابع البريدي للبيع، ولجمع التبرعات من خلال بضع مؤسسات وجمعيات ألمانية صديقة، وعن ذلك تقول نيلز إن الناس “فوجئوا في البداية بطبيعة هذه الشخصية غير المعروفة لدى الجمهور الألماني، وسألوها ان كانت طوابع البريد حقيقية وصالحة للاستخدام”. إلا أنه وبعد التعريف بطبيعة شخصية حنظله والتعريف بالفكرة والهدف الخيري المرجو من إصدار هذا الطابع البريدي، فان الناس “تهافتت للحصول عليه، وأثنوا على الفكرة الجميلة للجمعية”. وترى نيلز أنه نتيجة الإقبال المتزايد على الطابع البريدي وبعد أيام قليلة من إصداره، طرأت على الجمعية فكرة إعادة إصدار الطابع بكميات اكبر وذلك لتغطية الطلب المتزايد.
تطمح نيلز إلى طرح الطابع البريدي أثناء التجمع القادم للجمعيات الكنسية البروتستانتية landeskirchentag والذي سيعقد في أوائل حزيران / يونيو الجاري. وتقول بأنها “لم تحصل على الموافقة بعد، إلا أنها ستكون فرصة ذهبية لنشر الفكرة على قطاع واسع″.
وبالرغم من المساعدة المستمرة التي تقدمها الجمعية لمستشفى بيت ساحور، وللقطاع الصحي في فلسطين، فإن رئيسة جمعية ميديكال سينتر غيرترود نيلز لا ترى بأن الجمعية تقدم مساعدات. حيث أن مبدأ الجمعية يتمثل بمقولة “أن البشر هم عائلة كبيرة تسكن مع بعضها في عالم واحد”، لذلك فأنه من الطبيعي أن يساهم الجميع من أجل هذه العائلة الكبيرة التي ينتمي الجميع إليها” . وتؤكد نيلز أنها سعيدة لأنها تقدم للألمان لمحة عن الفن العربي والفلسطيني، خاصة شخصية حنظلة للفنان العلي، حيث أنها تأثرت بها جدا بعد أن قرأت عنها، وعلمت أنها تجسيد لطفولة الفنان، بعد أن أجبر على مغادرة وطنه وهو صغير السن.
الفنان الفلسطيني ناجي العلي في سطور
والفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي ( 1937 ـ 1987)، من مواليد قرية الشجرة الواقعة بين مدينتي الناصرة وطبرية، وهو رسام كاريكاتير تميز بالنقد اللاذع، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على التعبير السياسي باستخدام الفن. وشخصية حنظلة والتي أصبحت بمثابة توقيع الفنان العلي على رسوماته، تمثل صبيا فلسطينيا في العاشرة من عمره. وقال ناجي العلي أن الصبي يمثل سنه حين أجبر على مغادرة قريته، ولن يزيد عمر الطفل حتى يتمكن من الرجوع، فيما يدير الطفل ظهره عاقدا ذراعيه خلفه في تعبير عن رفضه للضغوط الخارجية، وارتداءه لملابس رثة و قدماه الحافيتان هي رموز لفقره. وبقي حنظلة الشعار حيا حتى بعد أن رحل الفنان الفلسطيني بعد اغتياله في لندن من قبل مجهولين، تاركا وراءه أكثر من أربعين ألف رسم فني ساخر.(دوتشيه فيليه)