16-05-2024 05:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

عقاب الصحافي في الهند: الحرق حيّاً

عقاب الصحافي في الهند: الحرق حيّاً

تثبت مهنة الكلمة يوماً بعد آخر أنَّها مهنة الموت اليسير. ولا يزال هناك في العالم اليوم من يعتقد أن المقابل المنطقي للكلمة التي تقال أو تكتب، لا يكون سوى بالذبح أو القتل أو الحرق.

Journalistتثبت مهنة الكلمة يوماً بعد آخر أنَّها مهنة الموت اليسير. ولا يزال هناك في العالم اليوم من يعتقد أن المقابل المنطقي للكلمة التي تقال أو تكتب، لا يكون سوى بالذبح أو القتل أو الحرق. طوال الأسبوع المنصرم تناقلت بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي أنباءً مروعة من الهند، حول جريمة حرق صحافي حياً في منزله، عقاباً له على كشف قضايا فساد ارتكبها أحد الوزراء، وذلك وفقاً لأفراد عائلة الصحافي وبعض الأنباء المتواترة.

يامن صابور

ملخّص القضية أن جاغيندرا سينغ، وهو صحافي يدير موقعه الإخباري الخاص على الإنترنت وصفحة إخبارية عامة على موقع «فايسبوك»، نشر سلسلة من المقالات والمنشورات وفقاً لموقع «ذا اندبندنت» يتهم فيها أحد وزراء الحكومة المحليّة في إقليم أتر براديش (شمالي الهند) بقضايا فساد حزبي واغتصاب واستيلاء على أراض واستغلال للسلطة.

وبحسب أقوال بعض أفراد عائلة سينغ، وإفادته هو نفسه بعد إسعافه إلى المستشفى، فقد أغارت الشرطة على منزله بالتعاون مع رجال الوزير رام مورتي فيرما الذين رشّوه بمادة نفطية وأشعلوا فيه النار.

من جهتها، نفت الشرطة المحليّة تلك الادّعاءات وقال متحدِّث باسمها إن سينغ أضرم النار بنفسه منتحراً ليتفادى إلقاء القبض عليه على خلفية اتهامه بمحاولة قتل وفقاً لموقع «هيندوستان تايمز».

وفاة سينغ في المستشفى متأثراً بحروقه الشديدة حركت الرأي العام في مدينته وفي عموم الهند، وتناقل المغردون قضيته على موقع «تويتر» عبر وسوم تحمل اسم سينغ واسم الوزير فيرما المتهم بالتحريض على قتله. أبدت معظم التغريدات صدمتها من جريمة حرق سينغ، وتساءلت حيال مصير الوزير وأعوانه وبعض رجال الشرطة الذين أصبحوا جميعاً قيد الاعتقال من جراء ضغط الشارع حسب ما نقلت بعض المواقع الإخبارية الهندية.

ومن جهته نقل موقع «خليج تايمز» طلب «منظمة العفو الدولية» من حكومة إقليم أتر براديش إجراء تحقــيق مستقلّ يفضي إلى محاكمة وتجريم المتهــمين الحقيــقيين باغتيال سينغ. كما اعتــبر «مجلس الصحافة الهندي» أن حادثة الاعتداء على سينغ تمثل اعتداءً على حرية الصحافة وطالب المجلس أيضاً بفتح تحقيق من أجل إدانة مرتكبي الجريمة.

وعلى الرغم من الممارسة العريقة للديموقراطية على الصعيد الانتخابي في الهند، إلا أنها لا تزال متأخرة على صعيد تحقيق حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي وفقاً لمنظمة «مراسلين بلا حدود» التي وضعت الهند في المرتبة 136 من أصل 180 دولة يشملها مؤشرها السنوي لحرية الصحافة.

وليس بعيداً عن الهند وعلى المقلب الآخر من المحيط الهندي تقع المملكة العربية السعودية التي تحتل المركز 164 في مؤشر حرية الصحافة للعام 2015 حيث لا تزال قضية المدون رائف البدوي تتفاقم خاصة بعد تأكيد المحكمة السعودية العليا لحكم السجن والجلد بحقه.

وقد نقل موقع محطة «سي أن أن» الإخبارية عن إنصاف حيدر، زوجة رائف البدوي، مناشدتها الملك سلمان وولي عهده من أجل العفو عن زوجها «فرائف في النهاية إنسان مسالم، وكل مشكلته هو أنه عبَّر عن رأيه بشكل مختلف» بحسب حيدر، التي لخصت بجملتها هذه مأساة الرأي في عالم لا يقبل الاختلاف ولا يتسامح معه بل لا يزال يرى في الاختلاف سرطاناً خبيثاً يجب استئصاله من أجل الصالح العام.