بلدة القاع نموذج لدعم من يقدم التضحيات لحمايتهم. هي قرية قريبة من الحدود الشرقية واخر قرية على خط بعلبك حمص.
أحمد شعيتو
عندما نعود الى ذاكرة ايام الاحتلال الصهيوني، تشهد تلك الايام على وقوف اهل الجنوب عامة صفا واحدا مقاومين والى جانب المقاومة وفي اطار مبدأ المقاومة، لأن ذلك الامر بديهي وعفوي، إذ عند حضور الخطر الذي يتهددهم لن يقفوا متفرجين مكتوفين منتظرين حماية رسمية او دولية ربما لن تأتي. دعَم الجنوبيون مبدأ وحق المقاومة وقدموا ابناءهم لها وآزرهم كل ابناء الوطن.
هكذا يتكرر المشهد اليوم على حدود لبنان الشرقية بوجود الخطر التكفيري الماثل. النبض الشعبي من طوائف مختلفة ورغم كل الاقاويل يقف الى جانب حماة الوطن من مقاومين يساندون الجيش ويواجهون التكفير. يحاول بعض الاطراف القول ان قضية القتال على الحدود وفي الجرود قضية تأييد حزبي او حتى امر طائفي، ولكن الحقيقة تشي بغير ذلك فالتأييد لعمل المقاومة يشمل ابناء قرى من مختلف الطوائف.
بلدة القاع نموذج لدعم من يقدم التضحيات لحمايتهم. هي قرية قريبة من الحدود الشرقية وآخر قرية على خط بعلبك حمص. شهدت جرودها مواجهات وسمع ابناؤها صدى القذائف التي توصل الرسالة بأنه اذا لم يكن هناك من يحميهم فالتكفير قادم وهو يحمل الحقد والعداوة للمسلمين الذين يدّعي انه يمثلهم، فكيف للمسيحيين؟
القاع هي قرية ذات غالبية مسيحية مثل رأس بعلبك وجديدة الفاكهة وغيرها، وهي مثلها مثل العديد من القرى الحدودية البقاعية كان الخطر عليها حقيقيا وهي بجغرافيتها تقع في منطقة خطرة وقد تعرضت عدة مرات لصواريخ المسلحين.
وبالأمس اتت زيارة اهالي القاع الى مكتب كتلة الوفاء للمقاومة في الهرمل واستقبلهم النائب نوار الساحلي. الزيارة حملت عنوانا ذا معان كبيرة : "التبريك والتعزية بشهداء المقاومة الذين قضوا في جرود البلدة دفاعا عن أهلها وعن كل لبنان".
الوفد ترأسه راعي أبرشية القاع للروم الكاثوليك الأب اليان نصر الله الذي كان له موقف يحمل العرفان والتقدير ودعم المقاومة والجيش فقال إن "القيام بالتعزية هو جزء بسيط جدا من تكريم شهداء الجيش اللبناني والمقاومة والعرفان بالجميل لهم".
الأب اليان نصر الله قال لموقع المنار انه "منذ سنتين عندما تزايد خطر المسلحين وبدأوا يحاولون دخول القرى مثل القاع وراس بعلبك والقرى المحيطة بدأ شباب القاع التنبه واتخذوا تدابير وقائية وكان وجود الجيش اللبناني كذلك وكان دور حزب الله والمقاومة في الانتشار على التلال وشكل ذلك الرادع لمنع تحقيق اهداف الارهابيين في الدخول الى القرى وايذائها".
اضاف ان "هذا يؤكد التلاحم الاساسي في مواجهة التحديات بين الجيش والشعب والمقاومة كما ثبّتوها في مواجهة اسرائيل وتحرير لبنان من الاسرائيليين، فاليوم في البقاع نشهدها ونعيشها، وأنوه بمدينة وابناء الهرمل، وما يريح القاع يريح الهرمل وما يزعج الهرمل يزعج القاع، وعند حصول اي تحديات كان اهالي الهرمل والقاع معا وكانوا الى جانب المقاومة في صد اي اعتداء وبينهم التلاحم والمودة تاريخية".
ويؤكد الاب نصر الله ان "تاريخ البقاع الشمالي بما فيه عرسال كان صورة لعلاقة المودة التي يقدمها لبنان للعالم من العلاقات الاسلامية المسيحية والتفاعل الاقتصادي والاجتماعي، ونتمنى اليوم مثل ما كانت عرسال بالماضي سدا منيعا وقدمت شهداء في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ان تبقى كذلك، وهي فيها الكثير من الملتزمين بالوطن وببعلبك الهرمل ويجب ان نساعدها للتحرر من المسلحين".
في عداد الوفد ابن القاع النائب مروان فارس. يقول النائب فارس لموقع المنار "بالنسبة الى الانتصارات التي تحققت في القلمون وجرود عرسال فهي مدعومة من ابناء المنطقة وارست الاطمئنان في نفوس القرى وخاصة المسيحيين، ومجرد ان ترددت اقوال عن التحضير لاعتداء تكفيري على القاع كان هناك كثيرون من ابناء الهرمل والمنطقة حاضرين ، ومجرد ان تحدث السيد نصر الله تقاطر اهالي المنطقة الى الهرمل والى بعلبك وكل مدن المنطقة دفاعا عن المقاومة ودعما للمقاومة".
ويكشف فارس "نحن اتفقنا مع خوري القاع ان نقيم قداسا كبيرا يحضره نواب المنطقة واهالي المنطقة دعما للمقاومة وتعزيزا لانتصارات القلمون وجرود عرسال".. يضيف "سيكون هناك موقف جماعي وقداس الهي على شرف المقاومة ودعما للمقاومة".
هو نموذج عن نبض الشعب والقرى الحدودية بمختلف اطيافها مهما كانت سياسات التضليل ومهما حاول البعض الايحاء بوجود امتعاض واستنكار ومعارضة، وذلك لتحقيق مآرب سياسية، فأهل المنطقة هم أدرى بالخطر وهم أدرى بالأجدر على درئه.