اختار رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس اللجوء إلى لهجة هجومية بعد وقف المحادثات مساء أول من أمس مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي
غداة فشل المفاوضات مع دائنيها خلال عطلة نهاية الأسبوع قامت اليونان بخطوة في اتجاههم لكن يبدو أنها لم تعد تريد التحرك مصممة على «التريث بصبر إلى ان يعودوا إلى الواقعية».
وبالفعل اختار رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس اللجوء إلى لهجة هجومية بعد وقف المحادثات مساء أول من أمس مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، واتهم أمس في تصريح إلى صحيفة «افيمريدا تون سنداكتون» الجهات الدائنة التي تطالب بلاده بادخارات جديدة بعد خمس سنوات من «تخريب» اقتصادها بـ «الانتهازية السياسية»، وذكر بـ «التاريخ الطويل لمعارك» اليسار اليوناني
لكن مصدراً حكومياً يونانياً صرح أمس ان الحكومة اليونانية مستعدة للعودة «في أي وقت» إلى طاولة المفاوضات مع دائنيها. وقال: «ننتظر دعوة من المؤسسات (الدائنة) وفي أي وقت سنرد عليها لمواصلة التفاوض». وفي عطلة نهاية الأسبوع انتهت جولة جديدة من المحادثات حول مواصلة تمويل اليونان إلى الفشل بين ممثلي اليونان ودائنيها، الاتحاد الأوروبي والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد. ويعزو اليونانيون فشل المفاوضات إلى المطالب «غير العقلانية» لمحادثيهم الدوليين، خصوصاً صندوق النقد. ويعتبر الممولون من جهتهم المقترحات اليونانية في شأن الإصلاحات والتدابير المتعلقة بالموازنة «منقوصة» لأنها لا تسمح بتمويل حاجات اليونان في السنوات المقبلة.
ووفق وثيقة نشرتها صحيفة «كاثيمريني» اليونانية وافقت أثينا على الهدف المتعلق بفائض الموازنة المحقق بمعزل عن خدمة الدين والذي يحدده الدائنون بنسبة واحد في المئة لهذه السنة واثنين في المئة للسنة المقبلة، وهذا ما كان يشكل عقبة كبيرة في المفاوضات خصوصاً ان اليونانيين لم يكونوا راغبين في البداية بأن يتجاوز الفائض 0.6 و1.5 في المئة على التوالي.
ووسط مخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو وتزايد الحديث عن احتمال إجراء انتخابات مبكرة في اليونان، تراجع اليورو مسجلاً أدنى مستوياته في نحو أسبوعين أمام الفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذاً آمناً، بعد فشل محاولات لكسر الجمود بين اليونان ودائنيها مطلع الأسبوع. وتراجع اليورو إلى 1.0422 فرنك، وهو أدنى مستوياته منذ 3 الجاري، قبل أن يرتفع إلى 1.0465 فرنك.
وتراجعت العملة الاوروبية 0.3 في المئة إلى 1.1230 دولار، لتبتعد أكثر عن ذروة الأسبوع الماضي البالغة 1.1387 دولار. وساعدت خسائر اليورو مؤشر الدولار على الارتفاع 0.2 في المئة إلى 95.167، مبتعداً عن أدنى مستوياته في نحو شهر البالغ 94.322 والذي سجله الأسبوع الماضي، كما ارتفعت العملة الأميركية 0.2 في المئة إلى 123.58 ين.
وعكست بورصة أثينا المخاوف مع تسجيل تراجع بنسبة 5.11 في المئة. وتراجعت الأسهم الأوروبية متأثرة بعدم إحراز تقدم ملموس على صعيد مشاكل ديون اليونان في حين كانت أسهم المصارف الرئيسة من بين الأسوأ أداء. وهبط مؤشر «يوروفرست 300» الأوروبي واحداً في المئة إلى 1529.27 نقطة في التعاملات المبكرة.