تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع إطلاق 477 أسيراً فلسطينياً دفعة أولى من 1027 في مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط .
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع إطلاق 477 أسيراً فلسطينياً دفعة أولى من 1027 في مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط .
السفير :
صحيفة السفير عنونت"فلسطين في عرس تحرير الأسرى تستعيد وحدة الأرض والشعب"
وكتبت تقول "عاشت فلسطين من اقصى شمالي أراضي الـ48 الى اقصى جنوبي قطاع غزه، مرورا بالقدس يوم أمس، عرساً وطنياً جامعاً، أزال الكثير من الحواجز التي وضعها الاحتلال الاسرائيلي والكثير من العوائق التي وضعها الفلسطينيون في ما بينهم، وتحوّل يوم تحرير الأسرى الفلسطينيين إلى يوم للوحدة الوطنية، لم تقتصر مفاعيله على الشارع الفلسطيني، الذي شهد، وللمرة الأولى منذ سنوات، احتفالات مشتركة بين السلطة الفلسطينية في رام الله وبين حكومة حماس في غزة ومعهما جميع الفصائل والأحزاب والتيارات، ما يبشّر باحتمال أن يكون ذلك الاحتضان الوطني للأسرى المحررين مقدمة للتوصل إلى تحقيق المصالحة التي طال انتظارها".
على الجانب الآخر، بدت إسرائيل وكأنها مقبلة على عاصفة سياسية، برغم استعادتها الجندي جلعاد شاليت، بعدما عجزت آلتها العسكرية وأجهزتها الأمنية عن تحريره من آسريه طوال السنوات الخمس الماضية، برغم المساحة الجغرافية الضيقة التي كان محتجزاً في نطاقها، إلى أن اضطرت للرضوخ إلى شروط المقاومة، عبر الإفراج عن 1027 أسيرا وأسيرة على مرحلتين، نفذت الأولى منها يوم أمس وشملت الأسيرات وعددهن 27 ، بالاضافة الى 420 اسيرا، ابرزهم عميد الاسرى نائل البرغوثي الذي امضى في السجون الاسرائيلية 33 عاما، فضلا عن كبير الاسرى سامي يونس البالغ من العمر 80 عاما، امضى منها 29 عاما خلف القضبان.
ومنذ الصباح، وفي الوقت الذي سلم فيه شاليت للسلطات المصرية، كانت إسرائيل قد بدأت بالإفراج عن الأسرى المشمولين بالمرحلة الأولى من الصفقة. وسمح لـ247 أسيرا بالعودة إلى منازلهم (131 من غزة، و96 من الضفة الغربية و14 من القدس ، و6 من أراضي 48). وبالنسبة للباقين، تقرر ترحيل 145 من أسرى الضفة الغربية و18 من القدس إلى قطاع غزة. كما قضت الصفقة بإبعاد 40 أسيرا إلى الخارج (26 من الضفة الغربية، و13 من القدس الشرقية، وواحد من غزة). وسمح للأسيرات وعددهن 27 بالعودة إلى منازلهن ما عدا اثنتين هما أحلام التميمي التي تقرر إبعادها إلى الأردن،
وآمنة منى التي رفضت الذهاب إلى غزة وبقيت في مصر.
الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، كان آلاف الفلسطينيين من أقرباء المعتقلين تواجدوا منذ ساعات الصباح الباكر عند مدخل معسكر عوفر الإسرائيلي في انتظار الأفراج عن أبنائهم المعتقلين.
وعند المدخل الرئيس للمعسكر عقدت حلقات الدبكة والرقص على أنغام الأغاني الفلسطينية التي صدحت في المكان من مكبرات صوت تم تركيبها على عدد من السيارات. وحمل أهالي المعتقلين الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي فتح وحماس، وكانت تلك أول مرة ترفع فيها رايات حركة حماس بهذا الكم في رام الله منذ أن سيطرت الحركة على قطاع غزة أواسط العام 2007.
وفي الوقت الذي احتشد فيه أهالي المعتقلين الفلسطينيين عند المدخل الرئيس لمعسكر عوفر، أعلن ضابط إسرائيلي، عبر مكبر للصوت، أن تغييرا طرأ على سير حافلات المعتقلين، ما استدعى خروجهم من مدخل آخر للمعسكر، واتجهوا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية.
وفي رام الله احتشد الآلاف في مقر الرئاسة الفلسطيني لتحية الأسرى المحررين لدى وصولهم إلى الضفة الغربية. وألقى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحسن يوسف القيادي في حماس خطابا للمناسبة في إظهار نادر للوحدة الوطنية.
وتوجه عباس إلى الأسرى بالقول «نحمد الله على سلامتكم عائدين غانمين إلى إخوانكم وبلدكم بعد هذه الغيبة القسرية التي فرضت عليكم لأنكم مناضلون مجاهدون في سبيل الوطن». وأضاف «سترون نتائج نضالكم في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، كانت قضيتكم ولا زالت في قلوبنا في عقولنا في وجداننا حيثما حللنا في كل مكان في كل محفل عربي او دولي، لا هم لنا إلا إخوتنا وإخواننا الأسرى وها نحن نرى كوكبة منهم الآن والاتي ان شاء الله قريب وقريب جدا».
وكشف الرئيس الفلسطيني عن اتفاق مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت لإطلاق دفعة من الأسرى الفلسطينيين مماثلة للدفعة التي تم الاتفاق على إطلاقها في مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليت. وقال عباس «لا أذيع سرا إذا قلت أن هناك اتفاقا مع الحكومة الاسرائيلية لإطلاق دفعة تماثل هذه الدفعة من الأسرى بعد هذه الدفعة، ونطالب الحكومة الاسرائيلية بأن تفي بوعودها إذا كان العهد عندهم مسؤولا».
واحتفلت مدينة القدس بالإفراج عن 14 أسيرا مقدسيا ضمن صفقة التبادل. وكان ضباط الاستخبارات الاسرائيلية في مركز المسكوبية طلبوا من أهالي الأسرى في وقت مبكر الانتظار عند معبر الزيتونة العسكري شرق جبل الطور. وتجمع مئات امام مركز شرطة «ميشور ادمويم» قرب حي العيسوية في القدس الشرقية رافعين الاعلام الفلسطينية ومرددين هتافات مؤيدة للاسرى وللوحدة الوطنية.
واستخدمت الشرطة الاسرائيلية منطادا للمراقبة ومروحية كانت في حالة تأهب كما تم تجهيز سيارة مزودة بخراطيم مياه لتفريق المتظاهرين في حال وقوع مواجهات. وطلب ضباط الاستخبارات الاسرائيلية من عائلات الاسرى ملاقاتهم امام مركز الشرطة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف، وسمحوا بدخول سيارة واحدة لكل عائلة اسير.
وزينت حارة السعدية في البلدة القديمة في القدس بالاعلام الفلسطينية وصدحت الاغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت لتهنئة الاسير الكفيف المحرر علاء البازيان الذي استقبل بالزغاريد. وتوجه البازيان للصلاة في المسجد الاقصى قبل التوجه الى بيته في البلدة القديمة.
غزة
وعلى معبر رفح، انطلقت الأغاني الوطنية من مكبرات الصوت بينما استقبل الأسرى استقبال الأبطال لدى وصولهم إلى معبر رفح. وحمل الأقارب الفرحون بعض الأسرى على الأعناق، وزغردت النساء وكبّر الرجال.
وانضم رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى عشرات المسؤولين، ومن بينهم قياديون في حركة فتح، في استقبال الأسرى المحررين القادمين من مصر إلى جانب مئات من أفراد الأسر الذين كانوا يتوقون لالتئام شملهم مع ذويهم المحررين.
وقبل هنية جبهات المحررين وقدم تحية خاصة ليحيى السنوار، وهو احد كبار واضعي الاستراتيجيات الأمنية في حماس، والذي قضى 23 عاما في السجن، ونائبه روحي مشتهى الذي كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، الذي كان في استقبال الأسرى لدى وصولهم إلى مصر، إن صفقة التبادل «تمثل شيئا ممتازا وشيئا جيدا للشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الأسرى الذين لم يخرجوا كانوا سعداء بإخوانهم الذين خرجوا».
وفي مدينة غزة، احتشد الآلاف حول منصة الاحتفال المركزي بتحرير الأسرى، والذي تحدث فيه هنية، في خطاب لم يخل أيضاً من العبارات المؤكدة على وحدة الشعب الفلسطيني، قائلاً «حين عقدنا الصفقة التزمنا بأن تضم من مختلف القوى والشخصيات الفلسطينية من مختلف تيارات الحركة الأسيرة، ولم ننطلق في المفاوضات من رؤية خاصة أو حزبية، لكننا انطلقنا من موقع القيم الأخلاقية ووضعنا الخلاف خلف ظهورنا من أجل هؤلاء الأبطال». (تفاصيل ص 12)
مشعل
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في القاهرة، دعا رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل عباس للاجتماع معه الأسبوع المقبل لإنجاز المصالحة، مؤكدا أن صفقة تبادل الأسرى صفحة مضيئة في التاريخ الفلسطيني والعربي.
وشدد مشعل على أن «درس التفاوض يؤكد أن عدونا لا يعطي ولا يتنازل إلا مكرها»، موضحا أن «العرض الذي قبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوسيط المصري اليوم يفرض عليه أضعاف عرض الوسيط الألماني الذي رفضه نتنياهو منذ سنة، وهذا دليل كاف على من تراجع وتنازل».
وأضاف مشعل، «سنستثمر الجو الإيجابي للصفقة لإتمام المصالحة، وقد دعوت الرئيس محمود عباس للقاء ثنائي في القاهرة لإكمال مشوار المصالحة. لم نفرج عن كل الأسرى ولكن هذه خطوة مهمة ونتعهد بالإفراج عن جميع أسرانا».
إسرائيل
وكانت عملية التبادل قد بدأت في وقت مبكر من صباح أمس، إذ تم نقل شاليت إلى مصر حيث تعرف عليه مسؤولون إسرائيليون، ثم نقل إلى معبر كرم أبو سالم، حيث أقلته طوافة عسكرية إلى قاعدة جوية إسرائيلية، حيث كان في استقباله والداه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس هيئة الأركان بني غانتس.
وفي مقابلة أجراها معه التلفزيون المصري فور وصوله إلى معبر رفح، قال شاليت إنه علم قبل أسبوع أنه سيفرج عنه، مشيراً إلى انه كان يخشى أن يظل محتجزا «لسنوات طويلة».
وجاء في بيان عسكري إسرائيلي أن شاليت بحالة صحية جيدة. وقد نشر الجيش الإسرائيلي صورا له وقد ارتدى مجددا زيه العسكري وهو يؤدي التحية لنتنياهو.
وقال نتنياهو في خطاب ألقاه في القاعدة العسكرية إن «هذا اليوم ما زال يوما صعبا والثمن كان باهظا»، وحذر السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم أنهم «إذا عادوا إلى الإرهاب... سيضعون أرواحهم على أكفهم».
وأكثر الساسة والمعلقون في إسرائيل من الحديث عن أن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس تمّت فقط لانعدام أي خيار آخر. ومن المؤكد أن الخيار المقصود هو الخيار العسكري الذي تبين أنه لم يكن قائماً أساساً بسبب العجز الاستخباراتي في الحصول على معلومات حول مكان احتجاز شاليت. وكان رئيس الأركان السابق، غابي أشكنازي، أول من أقرّ بهذا العجز فور إنهاء مهام منصبه عندما قال إن إسرائيل لا تعرف شيئاً عن مكان احتجاز شاليت.
وتعهدت كتائب القسام، الجناح العسكري في حركة حماس، بمواصلة «الجهاد» للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين. وقال المتحدث باسم الكتائب «أبو عبيدة»، في كلمة تلفزيونية، إن الكتائب «لن يهدأ لها بال حتى تغلق السجون من خلف الأسرى البواسل والأسيرات الماجدات».
الأخبار :
بدورها عنونت صحيفة الأخبار " الفرحة تجتاح فلسطين... وتضارب في مشاعر الإسرائيليين"
وكتبت تقول "للمرة الأولى منذ سنوات، دخل الفرح بيوت الفلسطينيّين من دون استئذان، نتيجة إتمام عملية تبادل الأسرى، في الوقت الذي تضاربت فيه المشاعر في إسرائيل، بين الفرح بإطلاق شاليط والأسى على الثمن الباهظ للعملية".
عاشت الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس، أجواءً احتفالية استثنائية لمناسبة إتمام الجزء الأول من عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، تمّ بموجبها الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، في مقابل 477 أسيراً يشكلون الدفعة الأولى من عملية تضمّ 1027، وساهمت في إتمامها دول عديدة، لا في المفاوضات فقط، بل بإبدائها الاستعداد لاستقبال الأسرى المنفيين.
واستثنائية الحدث لم تكن فقط نابعة من نجاح الفلسطينيين في إجبار الإسرائيليين، بعد تعنت دام سنوات، على الرضوخ لمطلب الإفراج عن أسرى كانت تفصل بينهم وبين الحرية أحكام من المؤبدات، أو في إجبار إسرائيل على دفع الثمن الأعلى حتى الآن لاسترجاع جندي واحد، بل من جو الوحدة الذي عاشته مختلف الفصائل الفلسطينية، وهو ما تجلى بوضوح في الاحتفالات التي عمت الضفة الغربية وغزة، فضلاً عن أراضي الـ 48، وتخللها التأكيد أنه لن يطول بقاء الأسرى غير المفرج عنهم في سجون الاحتلال، لأن مزيداً من عمليات الأسر سينفذ متى ما امتلكت الفصائل القدرة على ذلك، وفقاً لما أكدته كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة «حماس»، وألوية الناصر الذراع المسلحة للجان المقاومة، وجيش الإسلام التي نفذت عملية الأسر.
لحظات الترقب التي عاشها أهالي المفرج عنهم على معبر رفح، الذي شهد انتقال أكثر من 250 أسيراً محرراً إلى غزة، أو على معبر بيتونيا الذي كان يفترض أن يتحرر عبره أسرى الضفة الغربية، سرعان ما تحولت مع وصول الباصات التي تقلّ الأسرى إلى ساعات احتفالية.
ففي غزة، التي أعلنت فيها عطلة وطنية وأغلقت المدارس، كان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، إلى جانب عدد من كبار قياديي الفصائل، في مقدمة مستقبلي المفرج عنهم الذين أقلّتهم ثماني حافلات، بعدما جرى تسليمهم عند معبر كرم أبو سالم «كيرم شالوم» الحدودي إلى ضباط أمن مصريين.
على الأثر، انتقل الجميع على وقع أصوات المفرقعات النارية وأبواق السيارات إلى ساحة مركزية، حيث تجمّع قرابة 250 ألف فلسطيني، تحدث خلال هذا الاحتفال قادة حماس والنشطاء المعروفون الذين حرروا، ومن خلفهم وضعت جدارية تحمل صوراً لكبار النشطاء الذين لم يفرج عنهم، كتب عليها عبارة «لن ننساكم».
وأكد هنية، الذي قدم تحية خاصة ليحيى السنوار، أحد كبار واضعي الاستراتيجيات الأمنية في حماس، الذي قضى 23 عاماً في السجن، ونائبه روحي مشتهى، أن عملية تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي تشكل «نقطة تحول استراتيجي في طبيعة الصراع». وأوضح أن «عملية التبادل التزمت بأمرين أساسيين لهما علاقة بالإنسان والأرض، فأولاً التزمت بأن تضم هذه العملية أسرى من مختلف القوى والفصائل، والشخصيات الفلسطينية من مختلف تيارات الحركة الأسيرة، خلف قضبان الاحتلال، ولم تنطلق من رؤية خاصة أو رؤية حزبية أو فئوية».
وأضاف «وضعنا الخلاف خلف ظهورنا من أجل هؤلاء الأسرى الأبطال، وجعلنا الانقسام وراء ظهورنا من أجل عيون هؤلاء الأبطال، فكان من بين المحررين من أبناء حماس وأبناء فتح وأبناء الجهاد الإسلامي ومن أبناء الجبهة الشعبية والديموقراطية... ومن مختلف ألوان الطيف السياسي».
وفي رام الله، التي شهدت للمرة الأولى منذ سنوات رفع رايات لحركة حماس، احتشد الآلاف في مقر الرئاسة الفلسطينية لتحية الأسرى لدى وصولهم إلى الضفة الغربية، حيث خاطبهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً «سترون نتائج نضالكم في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، كانت قضيتكم ولا تزال في قلوبنا وفي عقولنا وفي وجداننا». وأضاف «سنرى إن شاء الله هنا في هذه الساحة مروان البرغوثي وأحمد سعدات الذي نتمنى له الشفاء العاجل، ونريد إن شاء الله أن نرى إبراهيم حامد وعباس السيد من قادة حركة حماس، وكل أسير وأسيرة أن يعودوا محررين الى الوطن وأهلهم»، كاشفاً عن اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، برئاسة إيهود أولمرت لإطلاق دفعة من الأسرى الفلسطينيين مماثلة للدفعة التي تم الاتفاق على إطلاقها مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط وتضم 1027 أسيراً.
وفي القاهرة، أقيم في أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة احتفال كبير لـ 45 من الأسرى الفلسطينيين، قبل ترحيلهم إلى الدول التى عرضت استضافتهم، وهي: قطر وسورية، إذ ستستقبل كل منهما 15 أسيراً، فضلاً عن تركيا التي ستستضيف 10 من الأسرى.
وقد أقيم على هامش الاحتفال مؤتمر صحافي لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، قال فيه إن «عملية تبادل الأسرى صفحة مضيئة في تاريخ فلسطين والأمة»، لافتاً إلى أنها «أكدت بطولة العقل الأمني للمقاومة».
وفيما كانت أجواء الفرح والشعور بالانتصار هي السائدة احتفاءً بتحرير مئات الأسرى المقاومين، كانت المشاعر على الجانب الإسرائيلي مختلطة بين الفرح بعودة شاليط، والحزن الذي يعتصر قلوب قادة وجمهور إسرائيل على الثمن المؤلم الذي اضطرت الى تقديمه في عملية الإطلاق، التي مرت بمراحل، بدءاً من غزة، مروراً بمصر، وصولاً الى دخول الجندي إلى الأراضي الخاضعة للسلطة الإسرائيلية، عبر معبر كرم أبو سالم، حيث نقل الى قاعدة تل نوف الجوية، ليلتقي بعائلته وبرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي استقبله بالترحاب، والقول له «أهلاً بعودتك الى دولة إسرائيل، كم هو جيد أن تعود الى البيت»، كما أجريت له فحوصات طبية شاملة.
وقبيل عودة شاليط إلى إسرائيل، بث التلفزيون المصري صوراً تظهره برفقة رجال حماس، وبعد ذلك بث مقابلة له تحدث فيها عن فترة أسره، وأشار خلالها الى أنه علم بالعملية قبل أسبوع، مضيفاً إنه بالرغم من كونه معزولاً خلال أسره، إلا أنه كان يتابع الأخبار عبر التلفزيون والإذاعة ويعرف عن الجهود التي تبذل لتحريره.
وخلال المؤتمر الصحافي، الذي سبق وصول شاليط، أقرّ نتنياهو بالمشاعر المختلطة في إسرائيل، معترفاً بأن الثمن الذي دفعته إسرائيل كان «باهظاً وثقيلاً»، مهدداً بأنه سيسفك دم كل من يحاول المسّ بأمن إسرائيل. واعترف بأن ما دفعه الى الموافقة على صيغة التبادل هو الخشية من أن ينتهي مصير شاليط إلى ما انتهى إليه الملاح المفقود رون أراد.
وكما في أعقاب كل عملية تبادل أسرى، تنطلق الأصوات من داخل إسرائيل التي تحاول الإيحاء بأن تعاملها في المرة المقبلة سيكون مغايراً، لجهة أعداد ونوعية الأسرى الذين سيطلق سراحهم، إذ أكد وزير الدفاع إيهود باراك أن إسرائيل «ستدرس في الفترة القريبة سبل التعامل مع عمليات اختطاف في المستقبل».
في غضون ذلك، أثارت العملية ردود فعل مرحّبة امتدت من الدول العربية، مروراً بإيران التي هنأت الأمة الفلسطينية بالإنجاز، وأعربت عن أملها بقرب تحرير كامل الأراضي الفلسطينية، وصولاً إلى الدول الغربية التي أثنت على العملية وحثت على أن تشكل فرصة لتقدم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أما فرنسا فأبدت مختلف الأطياف السياسية ترحيباً خاصاً بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل جنسيّتها، وسط تأكيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن شاليط، الفرنسي من جهة جدّته لأبيه، سيستقبل «قريباً» في باريس.
صدمة إسرائيليّة من المقابلة التلفزيونيّة
سادت أجواء الصدمة المسؤولين الإسرائيليين من جراء بث التلفزيون المصري مقابلة مع الجندي جلعاد شاليط، أمس، في ما بدا أنه لم يكن منسّقاً بين الطرفين المصري والإسرائيلي. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الأسئلة التي وجهتها المذيعة شهيرة أحمد كانت «حسّاسة وغير مناسبة». ومن بين أسباب الغضب الإسرائيلي ظهور عناصر ملثّمين من حركة «حماس» خلف شاليط خلال المقابلة. وقال مسؤول إسرائيلي «لقد شعرنا بالصدمة لأن شاليط أرغم على إجراء المقابلة، حتى قبل أن يتمكن من الاتصال بعائلته». حتى إن مسؤولاً آخر رأى أن المقابلة هي بمثابة «مخالفة لنص اتفاق تبادل الأسرى». ولاحقاً، كشف مسؤول أمني مصري أن وزير الإعلام أسامة هيكل هو من طلب من الاستخبارات إجراء مقابلة حصرية مع شاليط.
النهار :
أما صحيفة النهار فعنونت "تحرير الأسرى يُخرج حماس من النفق ويحيي الأمل في المصالحة وعودة التفاوض"
وكتبت تقول "كشفت صفقة تبادل الاسرى بين "حماس" واسرائيل ص11 وحدة مشاعر الفلسطينيين فرحاً باطلاق بناتهم وابنائهم، وحسرة لبقاء اكثر من خمسة ألاف منهم وراء قضبان السجون الاسرائيلية. فبعدما فرقتهم السياسة والانقسام، جمعت مئات الالوف منهم في احتفالين في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله وساحة الكتيبة بمدينة غزة، ضما اكبر تجمعين على فاعلية واحدة تم احياؤها بالعبارات ذاتها والرايات ذاتها والمشاهد ذاتها التي حمل خلالها الاسرى المحررون على اكتاف زملائهم واخوانهم وابنائهم في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن حوله قياديون من "حماس" تبادلوا كلمات التأكيد لوحدتهم ووحدة مصيرهم وتأييدهم صفقة التبادل ووعدهم ابناء شعبهم بالعمل على تحرير من لا يزالون وراء القضبان ودفع عملية المصالحة في ما بينهم. فيما احتفل الاسرائيليون باقتضاب في قاعدة عسكرية بوسط اسرائيل وصل اليها الجندي جلعاد شاليت بعد اطلاقه من قطاع غزة، في حضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الاركان اللفتنانت جنرال بيني غانتس وعدد من الضباط وعائلة شاليت".
ولقيت صفقة التبادل التي شملت اطلاق 477 اسيراً فلسطينياً دفعة اولى من اصل 1027 اسيراً وأسيرة نصت عليهم الصفقة، ترحيباً عربياً ودولياً.
وكانت هناك 27 اسيرة بين المفرج عنهم.
وأملت واشنطن ان تؤدي هذه الخطوة الى توفير جو بناء يؤدي الى مفاوضات مباشرة في نهاية المطاف.
كما اعربت موسكو في بيان لوزارة خارجيتها عن اعتقادها ان عملية التبادل ستسمح بتحسين العلاقات بين الفلسطينيين واسرائيل.
واعادت عملية التبادل تسليط الضوء بقوة على "حماس" لاعباً قوياً على الساحة الفلسطينية، وخصوصاً بعد تزايد عزلتها في قطاع غزة الذي يعاني حصاراً اقتصادياً خانقا منذ عام 2007، وبعد الدور البارز الذي اضطلع به عباس بتقديمه طلب الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة.
كما ابرزت الصفقة عودة مصر الى تأدية دور اقليمي مهم من خلال الوساطة التي قامت بها لانجاز الصفقة.
وصرحت تركيا ايضا على ابراز دورها في الصفقة، خصوصاً انها ستستقبل عشرة من اصل 40 اسيراً فلسطينياً نصت الصفقة على ابعادهم، فيما سيبعد الآخرون الى سورية وقطر.
مجلس الامن
في غضون ذلك، كشف ديبلوماسيون في الامم المتحدة ان اللجنة التي كلفها مجلس الامن درس طلب الفلسطينيين العضوية الكاملة في الامم المتحدة، وستصدر تقريرها في 11 تشرين الثاني. ولم يعرف ما اذا كان التقرير يتضمن توصية بقبول عضوية فلسطين.
ومعلوم ان واشنطن هددت باستخدم حق النقض "الفيتو" ضد الطلب الفلسطيني في حال حصوله على عدد الاصوات اللازم لاقراره في المجلس.
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل"حرّية الأسرى توحّد الفلسطينيين"
وكتبت تقول" وحدت صفقة تبادل الاسرى التي نفذت مرحلتها الاولى امس الثلاثاء الاراضي الفلسطينية، وجمعت "الاخوة الاعداء" من قادة حركتي "فتح" و"حماس"، حيث وقفوا متجاورين، وجنباً الى جنب في استقبال الاسرى في كل من رام الله وغزة في يوم مشحون بالمشاعر وتجاوز الخلافات، ودخل التاريخ الفلسطيني يوما من ايام المجد رغم ما حف بالصفقة من ملاحظات وانتقادات وخيبة امل، وغصة ابقت المرارة في حلوق نحو 6000 اسير وعشرات الالاف من ذويهم الذين كان يأمل كل واحد منهم خاصة ذوي الاحكام القاسية ان يكونوا على موعد مع الحرية، وان يشملوا بالصفقة".
أما الولايات المتحدة فأبلغت الحكومة الاسرائيلية قلقها في خصوص بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين افرج عنهم مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير لدى حركة حماس غلعاد شاليط "بسبب خطورتهم" حسب تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر.
انتهت يوم امس صفقة تبادل الاسرى دون عقبات كبيرة تعوق او تعرقل التنفيذ باستثناء رفض اسيرتين قرار ابعادهما الى قطاع غزة ما تمت تسويته فأبعدتا الى الاردن. وبموجب هذه الصفقة أفرجت إسرائيل عن 477 أسيرا فلسطينيا بينهم 27 امرأة وصلوا إلى كل من غزة ورام الله بعد تسلمها جنديها الذي كان أسيرا لدى حركة "حماس" وفصيلين آخرين شاركاها في اسر الجندي جلعاد شليط.
وغصت شوارع مدينتي رام الله وغزة اللتين استقبلتا الاسرى المحررين منذ ساعات الصباح الباكر بعشرات الالاف من المواطنين الذين قدموا من مختلف الانحاء الفلسطينية، وتوجهوا في الضفة الغربية يتقدمهم ذوو الاسرى وعائلاتهم، واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس التشريعي والامناء العامون للفصائل وغيرهم من شخصيات وفعاليات وطنية وشعبية الى معبر بيتونيا جنوب غرب رام الله حيث يقع سجن عوفر الاسرائيلي، وحيث كانت الحافلات التي تنقل الاسرى المحررين تقف على الجانب الاخر من المعبر بانتظار تلقي امر تجاوز الحاجز الى الجانب الفلسطيني منه.
وفي قطاع غزة، نظمت حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية استقبالاً شعبياً حاشداً بدءاً من معبر رفح على الحدود مع مصر وحتى ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، حيث كان في استقبالهم رئيس وزراء حكومة "حماس" المقالة اسماعيل هنية وقيادة الحركة السياسية والعسكرية، ووزراء حكومته واعضاء التشريعي وقادة الفصائل.
وفي رام الله، كما في غزة، ازدانت الشوارع بالاعلام الفلسطينية وبصور الاسرى المفرج عنهم واللافتات التي تمجد حريتهم وتعد الاسرى بأن "ليل السجن الاسرائيلي لن يطول"، فيما كانت تصدح مكبرات الصوت بالاغاني الوطنية وتردد الالاف الجناجر الهتافات الوطنية والمنددة بالاحتلال والمتوعدة بأسر المزيد من الجنود الاسرائيليين.
وفور عبورهم معبر بيتونيا اندلعت مواجهات بين العشرات من أهالي الأسرى الفلسطينيين الذين كانوا في انتظار الإفراج عن أبنائهم أمام سجن عوفر، فيما توجه موكب الحافلات التي اقلت الاسرى المحررين وعددهم 110 إلى مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله في الضفة الغربية. وتبعهم الالاف باتجاه ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر مقاطعة رام الله حيث وضعوا اكليلاً من الزهور على ضريحه وقرأوا الفاتحة على روحه، ومن ثم توجهوا الى ساحة المقاطعة حيث كان في استقبالهم الرئيس محمود عباس، وأعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ووزراء، وأعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والمجلس التشريعي، وعدد من قيادات "حماس"، ابرزهم ناصر الدين الشاعر وعزيز دويك وحسن يوسف.
وحيا الرئيس عباس خلال كلمته في المهرجان الجماهيري الذي اقيم للاحتفاء بالاسرى المحررين مصر على دورها التاريخي في انجاز صفقة التبادل وتوقيع المصالحة الوطنية.
وأعرب عن سعادته لتحرير الأسرى وعودتهم سالمين إلى الوطن بعد غياب قسري فرض عليهم، مؤكدا أنهم مناضلون ومجاهدون في سبيل الله والوطن متمنيا رؤية باقي الأسرى محررين في الوقت القريب.
وأكد عباس أن تضحيات الأسرى وجهودهم لم تذهب ولن تذهب سدى، وأن نتائج هذا النضال سترى في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد على أن قضية الأسرى راسخة في عقول وقلوب القيادة الفلسطينية متمنيا رؤية القادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وعباس السيد وكل الأسرى عائدين الى ذويهم وعائلاتهم وإلى أرض الوطن.
وأشار الرئيس إلى أن المصالحة بدأت من السجون من خلال وثيقة العمل الوطني حتى وصلت إلى ما هي الآن، مؤكدا أنها ستنجز قريبا مشددا على أن أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي يجب أن تبنى على أساس حدود 67 ووقف كامل للاستيطان وأن تكون قضية الأسرى في الأولويات.
ولفت الرئيس عباس الى اتفاق بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح دفعة مماثلة من الأسرى في سجون الاحتلال، ما سارعت اسرائيل الى نفيه، غير ان مسؤول الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ اوضح ان الرئيس عباس قصد الاشارة الى اتفاق سابق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت الذي وعد بان تنقسم صفقة شليط الى مرحلتين الاولى بالاتفاق مع "حماس" والثانية مع الرئيس عباس، معتبراً هذا الاتفاق بمثابة التزام واستحقاق اسرائيلي على حكومة نتنياهو الوفاء به.
على الجانب الاخر من الاراضي الفلسطينية وصل نحو 296 أسيرا إلى قطاع غزة بعد نقلهم إلى معبر كرم أبو سالم ومن ثم إلى معبر رفح البري بين غزة ومصر. وكان في استقبال الاسرى المحررين الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح اسماعيل هنية والعديد من الشخصيات الوطنية، ومن ثم جرى نقلهم الى موقع ساحة الكتيبة بغزة للاحتفال بهم.
وقال القيادي في "حماس" الأسير المحرر يحيى السنوار عقب دخوله قطاع غزة عبر معبر رفح انه سيعمل على إطلاق جميع الأسرى الباقين في سجون الاحتلال. اضاف السنوار في تصريحات للصحافيين "سنعمل كل ما في وسعنا لإطلاق جميع الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة ذوي الأحكام العالية، مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وشكر السنوار الفصائل التي اسرت الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط وتمكنت من الاحتفاظ به منذ خمس سنوت، مؤكدا ان المقاومة ستبقى وفية لشهدائها وستعمل على اطلاق كل الاسرى وتبييض السجون.
وفي المقابل، اعلنت اسرائيل وصول الجندي الاسير جلعاد شليط الى اسرائيل بعد تسلم الجانب المصري له من قبل "حماس" حيث رافق شليط قائد كتائب عز الدين القسام التابع لـ"حماس" احمد الجعبري، وثلاثة اخرين من قيادة الكتائب.
وفور تسلم مصر الجندي شليط والتأكد منه من قبل المصريين ومن ثم ضباط اسرائيلين اعطيت اشارة البدء في نقل الاسرى الفلسطينيين عبر معبري بيتونيا ورفح الى الاراضي الفلسطينية.
وفور تأكيد وصول شليط الاراضي المصرية توجهت عائلته الى معسكر "تال نوف" وسط اسرائيل لاستقبال شاليط حال وصوله.
وقالت مصادر اسرائيلية ان شليط جرى تسليمه الى مصر فجر امس عندما عبرت سيارة مسرعة الى داخل معبر رفح وعادت بسرعة الى الجانب الفلسطيني.
وكان تنفيذ الصفقة قد تأخر بعض الوقت بعد ان رفضت الاسيرتان امنة منى ومريم الطرابين ابعادهما الى قطاع غزة.
وقالت تقارير اسرائيلية إن الأسيرة مريم الطرابين من أريحا فوجئت بعملية الإبعاد إلى قطاع غزة مما تسبب في إشكال حل فيما بعد حيث توجهت إلى منزلها في الضفة الغربية، إضافة إلى رفض الأسيرة آمنة منى في وقت سابق الإبعاد إلى قطاع غزة ولكن تم اخبارها أنها ستبعد إلى الخارج وليس القطاع.
في غضون ذلك، تواصلت الانتقادات للصفقة من قبل عدة اطراف، في مقدمهم القيادي الاسير مروان البرغوثي، حيث نفى ان تكون صفقة التبادل قد عرضت على قيادة الحركة الاسيرة.
وقال المحامي الياس صباغ ، نقلا عن البرغوثي ان صفقة التبادل لم تعرض عليه ولا على الاسير احمد سعدات ولا حتى على قيادة الحركة الاسيرة وانهم علموا بتفاصيلها عبر وسائل الاعلام فقط.
واكد الاسير مروان البرغوثي ان الحركة الاسيرة لم تكن جزءا من العملية التفاوضية، ولم تعرض عليهم طوال السنوات الخمس اي مبادرات حول صفقة التبادل، مؤكدا ان الاسرى الذين تقرر ابعادهم لم يعرفوا حتى بقرار الابعاد ولم يبلغوا بها.
وتمنى البرغوثي لو ان الصفقة شملت الاسرى القدامى خاصة ان هناك 120 اسيرا اعتقلوا ما قبل عام 2000 منهم 24 اسيرا قضوا اكثر من 25 عاما في الاسر وما زالوا ينتظرون الافراج عنهم.
ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مقرب منه قوله إن البرغوثي أكد أنه فوجئ بالإعلان عن الصفقة، واوضح أنه لم يكن له اي دور فيها ولم يبلغ أو يستشر بشأنها.
وبحسب صباغ فقد قال البرغوثي ان "حماس لم تجر اي اتصال معه أو مع الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، أو مع كبار أسرى حماس قبل توقيع الاتفاق". ولم يبلغنا أحد بأننا لن نتحرر، وبالتأكيد لم يحصلوا على موافقتنا خطيا. عرفنا عن الصفقة من وسائل الإعلام، وهذا يخالف تعهدات حماس بإطلاق سراحنا من خلال الصفقة، لهذا فوجئنا كثيرا بالأمر".
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"أعراس عودة الأسرى: عناق القدس والضفة وغزة"
وكتبت تقول"في اطار صفقة لمبادلة الاسرى بين اسرائيل وحماس وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعاد امس الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الى اسرائيل التي أفرجت بالمقابل عن 477 سجينا فلسطينيا بموجب اتفاق أشاع البهجة بين كثير من الاسر الفلسطينية وأبرز وحدة وطنية افتقدها الفلسطينيون طويلاً،لكنه لم يفعل شيئا يذكر لحل الصراع العربي الاسرائيلي".
واستقبل شاليط في اسرائيل بمشاعر غامرة بعد أن ظل في الاسر بقطاع غزة خمس سنوات بينما استقبل بضع السجناء الفلسطينيين المحررين ،وهم من بين أكثر من الف سيطلق سراحهم بموجب الصفقة ،بالقبلات والاعلام في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلةوالقدس.
وقال شاليط الذي بدا هزيلا وكان يلهث في بعض الاحيان في مقابلة مع التلفزيون المصري قبل نقله الى اسرائيل، لكن لم تظهر أي بادرة سواء من اسرائيل أو حماس تشير الى أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية يمكن أن يصبح نقطة بداية لحوار.
وردد عشرات الالوف من الاشخاص الذين شاركوا في تجمع حاشد في غزة في استقبال السجناء المفرج عنهمحاثين مقاتليهم على أسر مزيد من الجنود للمساعدة في الافراج عن نحو 5000 فلسطيني ما زالوا محتجزين في اسرائيل، وحذر نتنياهو في معرض ترحيبه بعودة شاليط السجناء الفلسطينيين المحررين من أنهماذا،ووصف الثمن الذي دفعته اسرائيل مقابل الافراج عن شاليط بأنه باهظ مضيفا.
واقتيد شاليط عبر حدود قطاع غزة الى مصر ثم نقل بسيارة الى معبر كرم أبو سالم الحدودي الاسرائيلي حيث أقلته طائرة هليكوبتر الى قاعدة جوية اسرائيلية ليلتئم شمله مع والديه، وهذه المرة الاولى منذ 26 عاما التي يعود فيها جندي اسرائيلي أسير حياً الى فلسطين المحتلة.
وفي الوقت نفسه أفرجت اسرائيل عن 477 سجينا فلسطينيا بينهم مسيحي نقل معظمهم الى قطاع غزة وكان كثير منهم يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة لشنهم هجمات قتل فيها اسرائيليون، واستقبل زعماء حماس السجناء المحررين،وافيد ان الدفعة الثانية من الاسرى الفلسطينيين سيطلق سراحهم خلال شهرين وقد تعهدت القاهرة بضمان تنفيذ تل ابيب المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
وفي القاهرة ودع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل نحو 40 من المفرج عنهم تضمن اتفاق التبادل ابعادهم الى قطر وسورية وتركيا،وقال مشعل
وبالنسبة للفلسطينيين كانت بداية تنفيذ الصفقة مناسبة للاحتفال بما وصفته حماس بأنه انتصار،وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس أعلن يوم الثلاثاء عطلة وطنية وانطلق شبان بسيارات في الشوارع يلوحون منها بالاعلام الفلسطينية، وعانق اسماعيل هنية زعيم حماس في القطاع السجناء المفرج عنهم وهم يغادرون الحافلات.
كما لاقى سجناء سابقون اخرون استقبال الابطال في رام الله مقر السلطة الفلسطينية،و كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اتفاق مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت لاطلاق دفعة من الاسرى الفلسطينيين مماثلة للدفعة التي بدأت امس.
دوليا رحبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالافراج عن شاليط ووصفته بانه،وعبرت فرنسا عن ارتياحها بعد الافراج عن شاليط الذي يحمل ايضا الجنسية الفرنسية وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان شاليط سيستقبلفي باريس.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينش ان بلادهفي الافراج عن شاليط، عربيا طالب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اسرائيل بالافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين والعرب الذين ما زالوا معتقلين في سجونها>،ورحب رئيس الوزراء المصري عصام شرف بانجاز المرحلة الاولى من صفقة التبادل، مؤكدا انها جزء منلدعم الاستقرار في المنطقة.
كما اعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة عن خشيتها ألا يكون بعض الاسرى الفلسطينيين المحررين اختاروا مكان الافراج عنهم، ما يمكن ان يشكل حالات ترحيل قسري أو إبعاد .