تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 19-06-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مؤتمر جنيف اليمني، بالإضافة إلى الشأن المحلي..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 19-06-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مؤتمر جنيف اليمني، بالإضافة إلى الشأن المحلي..
السفير
«جنيف اليمني»: تفاؤل يكسر جمود المفاوضات
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "الواقفون أمام أفق الصراع يرون الآن أنَّ سفينة جنيف اليمني تتقدّم، والفضل يبقى لرياح مفاوضات عُمان التي تدفع أشرعتها. بعض الممثلين اليمنيين في جنيف يقولون إنَّ الإعلان عن اتفاق هدنة شاملة بات مرتقباً، قبل نهاية المؤتمر المنتظر استمراره اليوم الجمعة أو حتى يوم غدٍ السبت. صار في وسع الأمم المتحدة، الآن، الحديث عن «تفاؤل»، مهما كان عياره أو درجة حذره. ما خلق هذه الأجواء هو رؤيةٌ لحلٍّ شامل، على شكل خطة من بضع نقاط، حملها وفد صنعاء للمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
الخطة تقترح صيغة للهدنة الشاملة، وتجعلها من شقين لا يمكن الفصل بينهما: ضرورة العمل، في الوقت نفسه، على ملء فراغ السلطة لإنتاج مؤسسات دولة تملأ الفراغ الأمني. هنا يجب وضع آليات وجداول زمنية لكلا الشقين، من دون القفز إلى مطالب الانسحاب بلا ترتيبات أمنية وسياسية. كل ذلك جاء من تقدّم مفاوضات مسقط بين ممثلي الحوثيين والرياض بوساطة عُمانية، لتسير مجرياتها بالتوازي مع مسار جنيف.
أخبار تحلحل الجمود في المسار العُماني، وصلت المؤتمر السويسري: لم تعد طلبات الرياض، وفق ما ينقله الوسطاء العُمانيون، تشدد على انسحاب شامل. صار الحديث يدور حول خطوات حسن نيَّة، ودعوة إلى إعطاء الرياض حتى «انسحابات شكلية»، من بعض المواقع، بما يحفظ ماء الوجه ويبرِّر الذهاب إلى المهادنة ووقف القصف.
هكذا، وضع وفد جماعة «أنصار الله» وحلفاؤهم، وفد الرياض في الزاوية. فالأخير كان يردِّد طوال الوقت أنَّه جاء لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216، الذي يطالب الجيش اليمني والجماعة بالانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها. الآن يقول وفد صنعاء إنَّه يريد أيضاً تطبيق ذلك، حتى لو لم يذكر القرار بالاسم، لكونه يمحض «الشرعية» لحكومة المنفى في الرياض. على هذا النحو، قدّم وفد صنعاء المبادرة إلى المبعوث الدولي، الذي استمع لنقاط الطرح وناقشها، واعداً بأن يجيب عليها سريعاً.
بعض أعضاء وفد صنعاء لمسوا في اللقاء ما يدعو إلى التفاؤل. يقول أحدهم لـ «السفير»، بعد لقاء ولد الشيخ أحمد، إنَّه «حينما كان يناقشنا، وينقل لنا الردود، لم يكن يتحدَّث عن وفد آخر، بل كان يكرِّر أنَّ هذا تقبله أو لا تقبله السعودية». لكن قبل ذلك، هذا المجرى يؤكد وجهة نظرهم بأنَّه «لا وجود لطرف آخر». يقصدون رفضهم الاعتراف بصيغة مفاوضات الوفدين، مع سبعة ممثلين وثلاثة مستشارين لكل وفد منهما، التي أرادتها الأمم المتحدة وأصرّ عليها خصومهم.
المؤتمر على وشك الانتهاء، ولم تطبق هذه الصيغة بأيّ شكل كان. في الأيام الماضية، كان وفد الرياض يجتمع بالمبعوث الدولي في الأمم المتحدة، وأمس انتقل الاجتماع إلى فندقهم. تحوَّلت المفاوضات إلى مداولات بين الفندقين، بعدما كان مخططاً لها أن تكون في صالتين داخل قصر الأمم المتحدة.
بهذه الطريقة، استطاع وفد صنعاء فرض إيقاع التفاوض الذي أراده. منذ البداية رفض بشكل قطعي صيغة الوفدين، معتبراً أنَّ ذلك يكرِّس وجود سلطة لا يعترف بها. لذلك واصل اجتماعاته مع المبعوث الدولي بفريق يمثل المكونات السياسية اليمنية، تماماً كما أراد، مع نحو عشرين ممثلاً عن الأحزاب السياسية المتحالفة ضدَّ الحرب السعودية. وفد الرياض اضطّر للبقاء. انصاع لضغوط مختلفة، بعدما كان يعوّل على جلسات بين طرفين في الأمم المتحدة، تكرّس اعتباره ممثلا لـ «السلطة الشرعية»، فيما يتخوَّف من سيناريو التحوّل إلى حوار الفنادق الذي لا يمكنه تكريس أوزان سياسية.
تلك الجدالات صارت من الماضي، والقضية الآن واحدة: إنَّها مضمون «الهدنة الشاملة» التي يجري التفاوض حولها. في هذا السياق، يقول أحد أعضاء وفد صنعاء ناقلاً لـ «السفير» أجواء الاجتماع بالمبعوث الدولي: «قدَّمنا له رؤية شاملة، إنَّها خطة تتضمَّن آليات تنفيذ الهدنة»، قبل أن يضيف: «اقترحنا كيف سيتمّ البدء بسحب القوات من المدن، وكيف سيتم ملء الفراغ الأمني مبدئياً». المسؤول الحزبي الرفيع المستوى أكَّد أيضاً أنَّ وفد صنعاء اقترح «تشكيل لجنة عسكرية وأمنية، تتولى تحديد آليات الانسحاب وجداوله الزمنية، لكن بالتزامن مع إطلاق عملية سياسية لإنتاج سلطة شرعية تملأ الفراغ السياسي». هناك حلول قدَّموها لكل مشكلة يمكن أن تنتج، كما يقول: «الاتفاق على سلطة تقود مؤسسات الدولة وينهي الخلاف أيضاً بشأن القضايا الأمنية لأن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية ستتولى المسؤولية» في المناطق التي سيجري الانسحاب منها.
التداول حول تفاصيل الهدنة الشاملة، هو قضية أكَّدها أيضاً مصدر واسع الاطلاع في جماعة «أنصار الله». قال إنَّ هناك فعلاً ما يسوغ التفاؤل، كاشفا لـ «السفير» أنَّه «إذا جرت الأمور بشكل إيجابي، يمكن أن يتم الإعلان عن الهدنة في أيّ لحظة، وربما يكون يوم الجمعة». المصدر شرح أنَّ الرؤية التي قدمتها «أنصار الله» للمبعوث الدولي، مبنيَّة على «أن يجري الإعلان عن الهدنة أولاً، وبعد أن يتم التأكد من صلابتها، تبدأ عمليات الانسحاب من بعض المواقع»، مشدداً على أنَّ «الجيش هو من يجب أن يملأ الفراغ الأمني في المرحلة الأولى».
في السياق ذاته، جوهر هذه الرؤية يؤكِّده أيضاً عضو وفد صنعاء علي العماد، وهو أحد أعضاء المكتب السياسي في «أنصار الله». يقول، خلال حديث مع «السفير»، إنَّ «هناك مؤشِّرات إيجابيَّة بأن تكون الهدنة ملموسة على أرض الواقع». وشدّد، مستعرضاً الصورة الإجمالية لمسار الحل، على أنَّه «يجب أن يبدأ ضمن رؤية شاملة، فعلينا أن نفكر في المسار السياسي الذي يفضي إلى الانتقال لبناء مؤسسات الدولة»، موضحاً أنَّه «من ثم نستطيع أن نؤكّد أنَّ مسألة الانسحاب من المدن، أو ربما وقف الصراعات بشكل فعلي، سيكون على أساس أن تكون مؤسسات الدولة هي البديل الطبيعي والشرعي».
طبعاً ما يحصل في جنيف يستمر في كونه «انعكاسات إيجابيَّة»، لمسار تفاوضي بدأ في العاصمة العُمانية ولا يزال مستمراً. هناك يقوم فريق تواصل عُماني بإدارة عملية تفاوض غير مباشر بين الرياض و «أنصار الله»، التي تتواجد قيادات منها هناك لهذا الغرض بالذات.
على كل حال، مجمل هذا الحراك جعل ممثل الامم المتحدة يغادر حذره الشديد، ويتحدث عن «تقدّم» وعن أجواء من «التفاؤل». صار لديه في الأفق ما يمكن أن يقدمه كإنجاز شخصي. لكن ذلك لا يحجب حقيقة أن آلة العمل كانت مستمرة كالتالي: المطبخ في مسقط، حيث يتم إنجاز التفاهمات المؤسِّسة، وهذه ترسل إلى جنيف كيف تقدّم كمبادرة سلام من الأمم المتحدة.
برغم الانتقادات من كلا الطرفين، إلا أنَّ المبعوث الدولي عمل على إفهام الجميع أنَّه مدرك لأصول اللعبة ولا أوهام لديه. لم يرد أن يظهر بزي المهرّج، ويتحدث عن طروحات وفد الرياض. كان يردِّد بلسانه طوال الوقت أن «الرياض تقبل، الرياض ترفض».
خلال المداولات الأولية السابقة، كان ولد الشيخ أحمد يقترح على وفد صنعاء أن «تتولى المجالس المحلية مسؤولية الأمن في المناطق التي يجري الانسحاب منها»، كما يقول مسؤول حزبي في الوفد. لكن المبعوث الدولي سمع اعتراضاً جذرياً على ذلك: «قلنا له إنَّ هذا يعني أن نسلّم تلك المناطق لحكومة الرياض وهذا مرفوض». في الأساس يسخر أعضاء الوفد من هذه الفكرة. يقولون إن من في الرياض هم «فتات» حكومة مستقيلة «هناك خمسة وزراء فقط في السعودية، والباقون لا يزالون مستقيلين، لكن في اليمن».
الاتفاق الشامل محط التداول يناقش أيضاً قضية ملء الفراغ السياسي. هناك مسار وحيد لذلك، برأي من تقدم بالمبادرة، وهو إكمال العملية السياسية على أساس تمثيل جميع المكونات. يقول مسؤول ناقش ذلك: «لدينا كل الآليات اللازمة لتقاسم السلطة، وهي نتيجة مسار طويل جرى برعاية (المبعوث الأممي السابق) جمال بن عمر».
وسط هذه الأجواء، هناك من أراد أن يصنع الحدث. اللافت أنَّ تكرار سيناريو حذاء «منظر الزيدي»، كان يدور في رأس كلا الطرفين. كان أحد الإعلاميين القادمين من صنعاء يترقّب غير حاسم أمره. كان يفكر بصوت عالٍ، أمس الأول، بأن يستهدف بحذائه رئيس وفد الرياض الذي جاء ليلغي مؤتمره داخل قصر الأمم المتحدة. لم يفعل الشاب ذلك. للمصادفة، في اليوم ذاته، كانت إعلامية معارضة للحوثيين حسمت أمرها بتنفيذ خطة مطابقة. في دعوة رمزية، قالت لأحد الصحافيين بأنَّه يمكن أن يلتقيها في فندق وفد صنعاء، لأنَّها ستعطيه هناك سبقاً صحافياً. لم تستطع تنفيذ خطتها. انتظرت حتى يوم أمس، في موقع أفضل بكثير هو نادي الصحافة السويسري. هناك استهدفت حمزة الحوثي، عضو الوفد، بمؤازرة من بعض رفاقها، تحت وابل من الشتائم والصراخ والاتهامات.
دارت شجارات أخرى، لكن ذلك لم يعكِّر أجواء التفاؤل التي كانت سائدة أمس في بهو فندق «كراون بلازا»، حيث يقيم وفد صنعاء. طبعاً كانت هناك عراقيل لا فرار منها. بعض أعضاء الوفد كانوا يريدون الانتقال إلى غرفه لأخذ قسط من الراحة قبل معاودة اللقاء مع المبعوث الدولي، لكن البطاقات التي تشغل المصاعد لم تكن تعمل. ظنّوا بداية أن المشكلة فردية، فقاموا باستعارة بطاقات زملائهم، ليكتشفوا أنَّ هناك وحدة مصير أمام صعودهم. كان يفترض أن يغادروا اليوم، لذلك قام مكتب الاستقبال بإعطائهم التشخيص السريع: «جميع البطاقات في حاجة لإعادة تشغيل، لأننا مددنا إقامة كل أعضاء الوفد». الإقامة مستمرة، والجميع يترقَّب. الأمل هنا أن يخرج إعلان هام من الأمم المتحدة، يؤذن ببداية صعود اليمنيين من قعر هذه الحرب المدمرة.
النهار
التحالف خفّض مستوى غاراته على اليمن
وتوقّع الاتفاق على هدنة إنسانية في رمضان
وتناولت النهار الشأن اليمني وكتبت تقول "خفضت قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية مستوى الغارات التي تشنها على مواقع الجيش اليمني والحوثيين إلى أدنى مستوى مكتفية بغارات محدودة أمس على منطقة فج عطان في العاصمة صنعاء وأهداف أخرى في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين وسط تقارير عن مؤشرات لاتفاق وشيك بين الأطراف اليمنيين المشاركين في مشاورات جنيف على هدنة إنسانية خلال شهر رمضان.
وقال سكان إن غارات التحالف استهدفت في صنعاء ما يعتقد أنه مستودعات للصواريخ في منطقة فج عطان، وأن أعمدة الدخان تصاعدت من الموقع المستهدف بالتزامن مع تحليق كثيف لطائرات التحالف في سماء العاصمة.
كما استهدفت المقاتلات مواقع للجيش والحوثيين في محافظة صعدة الحديدة، وكذلك موقع جبل أبو النار في محافظة حجة بالتزامن مع قصف حرس الحدود السعودي بالمدفعية والصواريخ مناطق المداحشة وجمارك حرض والخمور.
هجمات "داعش"
على صعيد آخر، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن حصيلة ضحايا الهجمات التي شنها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عشية اليوم الأول لشهر رمضان على ثلاثة مساجد في العاصمة يؤمها حوثيون ارتفعت إلى ثلاثة قتلى و60 جريحاً جميعهم مدنيون. واتخذت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية اجراءات أمنية مشددة في منافذ العاصمة والطرق الرئيسية تحسبا لتسلل مسلحي التنظيم وشنهم هجمات جديدة، بعد معلومات عن تسلل العشرات من مسلحي "داعش" الذين فروا من محافظة الجوف بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش واللجان الشعبية.
وأعلن "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" استمرار مسلحيه في خوض معارك مع قوات الجيش والحوثيين في 11 جبهة بعد تمكن قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين من السيطرة على منطقة الحزم في محافظة الجوف التي كانت خاضعة لسيطرة مسلحي التنظيم، إلى سيطرتهما على معسكر لبنات الذي يعد من أكبر واهم معسكرات التنظيم الأصولي في اليمن.
جنيف
وفي جنيف، واصل المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاوراته مع الاطراف اليمنيين، املاً في التوصل الى هدنة انسانية خلال شهر رمضان.
وصرح عضو وفد جماعة "أنصار الله" الحوثية الى جنيف حمزة الحوثي لقناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها: "نأمل في ان تسهم الامم المتحدة في استكمال المرحلة الانتقالية في اليمن وصولاً الى الاستقرار". وقال ان "انصار الله منفتحة وملتزمة الحوار بناء على مبدأ الشركة الوطنية". واكد ان "الهدنة الانسانية خلال شهر رمضان مطروحة بقوة في المشاورات الجارية ونأمل في التوصل الى ذلك".
العربي التقى بحاح
وفي القاهرة، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي محادثات مع نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح، الذي يزور القاهرة حالياً والوفد المرافق له، في شأن مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة الراهنة
وسبقت هذه المحادثات الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين وفي حضور الأمين العام للجامعة وبمشاركة بحاح في شأن تطورات الأوضاع في اليمن، وسيطلع بحاح المندوبين الدائمين على رؤية حكومته لتطورات الأوضاع الراهنة والمطلوب من لقاء جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.
الأخبار
ضغوط غربية على الرياض لا انسحاب من جنيف ولا بد من هدنة
كما تناولت صحيفة الأخبار مؤتمر جنيف اليمني وكتبت تقول "في ظلّ الصعوبات والتعثّر الذي وسم مجريات مؤتمر جنيف، لا سيما مع محاولات فريق السعودية عرقلة مساره، يبدو أن إعلان هدنة إنسانية تمتد لمدة شهر قابلة للتجديد، بات قريباً في ظلّ ضغوطٍ أميركية روسية تدفع باتجاه هذا الخيار... كمقدمة لوقف إطلاق نار دائم
رغم الفوضى والجلبة اللتين خيّمتا على مؤتمر جنيف اليمني في أيامه الأولى، تبدو الضبابية السائدة على أجواء الحوار «المبتور» سائرة نحو الانقشاع، وإن بخطىً متثاقلة. لم يلتقِ وفد الرياض بوفد صنعاء بعد، مع بقاء الخلاف حول صيغة اللقاء.
مع ذلك، يبدو أن المباحثات غير المباشرة التي مدّدتها الأمم المتحدة حتى يوم غد، بدأت تنذر بطروحاتٍ جدّية، لم تخرج إلى العلن بعد، غير أن فرص التوصل إلى اتفاقات مبدئية أصبحت أكبر، أولها إعلان «هدنة رمضان» الذي بات قريباً، مع أخذ المشاورات الخاصة بالتسوية الشاملة منحىً أكثر جديةً، بانتظار الانتقال إلى مرحلة الحوار الفعلي التي ستبلور العملية السياسية المعلّقة في اليمن.
هدنة شاملة... بلا انسحابات
وازداد الحديث في الساعات الماضية عن الهدنة الانسانية حتى بات كل النقاش محصوراً حتى يوم غد بهذه المسألة فقط، في ظلّ أنباءٍ عن تفاهم أميركي روسي على ضرورة التوصل إلى هذه الهدنة خلال شهر رمضان. ومساء أمس، دعت الأمم المتحدة إلى «فرض هدنة عاجلة في اليمن» وإلى «السماح الفوري بإرسال المواد الغذائية ورفع الحصار».
وأفادت مصادر مواكبة لمحادثات جنيف، لـ»الأخبار»، بأنه حصل اتفاقٌ أوّلي على هدنة الشهر، قابلة للتجديد، على أن تشمل وقف إطلاق النار على جميع الجبهات: وقف عمليات التحالف، المعارك الداخلية، والعمليات الحدودية، ولكن من دون الحديث عن انسحابات الجيش و»اللجان الشعبية» من المدن في المدى المنظور. عند هذه النقطة، تقول المصادر إن «أنصار الله» تمكّنت من «ليّ ذراع» الولايات المتحدة خلال المحادثات التي شهدتها العاصمة العمانية مسقط قبل مدة قصيرة، حين أكدت الحركة للمسؤولين الأميركيين أن أي انسحابٍ لقوات الجيش ولجانها من المناطق اليمنية اليوم، يعني أن تنظيم «القاعدة» هو من سيملأ الفراغ بعدها، في ظلّ غياب أي قوة عسكرية ثالثة جدّية على الأرض.
وشملت المحادثات غير المباشرة بين الوفدين، لا سيما اجتماع أول من أمس بين وفد صنعاء وولد الشيخ، «ورقة عمل» تناقش نقاطاً عدة، بدءاً من الهدنة الانسانية المرتقبة وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة. وجرى خلال هذا اللقاء، في الفندق السويسري الذي يستضيف ممثلي القوى السياسية الآتين من اليمن، عرض لطروحاتٍ خاصة بالمرحلة الانتقالية التي قد تمتد على 60 يوماً، تشمل برنامجاً سياسياً أساسه الحوار الداخلي، من دون استبعاد احتمال عودة رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح على رأس حكومة جديدة إلى صنعاء، مع استمرار مسألة مصير الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي عالقة حتى الآن.
ضغوط دولية وعرقلة تركية
في هذا الوقت، تكثفت الضغوط الدبلوماسية لإنقاذ جنيف من فشلٍ بدا في اليومين الأولين أنه حتميّ. وأفادت معلومات لـ»الأخبار» (عبد الرحمن الأهنومي ـ جنيف) في هذا السياق، بأن الولايات المتحدة الاميركية أبلغت، عبر سفيرها في صنعاء ماثيو تولر*، وفد الرياض برئاسة وزير الخارجية اليمني بالوكالة رياض ياسين، ضرورة إنجاح جنيف والموافقة على الهدنة، وهو الأمر الذي أدى بياسين إلى إعلانه تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان سيعلن فيه انسحاب وفد الرياض من المؤتمر.
الضغوط التي مارسها سفراء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا وضعت نهاية لسيناريو وفد الرياض المتمثل في نية تحميل مسؤولية الفشل إلى «أنصار الله» وحلفائهم، بحجة رفضهم صيغة الاكتفاء بـ7 أشخاص لتمثيل الوفد في المفاوضات. الدول الاربع المذكورة مارست أيضاً عبر سفرائها ضغوطاً على السعودية للقبول بالهدنة، حتى ولو كانت غير مشروطة، الأمر الذي خفف عبئاً كبيراً عن عاتق ولد الشيخ الذي يتعرض لضغوط سعودية كثيفة. السفراء خاطبوا ياسين بالحرف: «لا انسحاب من جنيف، ولا بدّ من هدنة». على الأثر، توجه السفير التركي إلى الفندق الذي يقيم فيه وفد صنعاء، حيث طرح موضوع «الهدنة التي ستفضي إلى حلٍّ شامل»، مقترحاً عدداً من النقاط من ضمنها «أن يعلن الوفد انسحاباً ولو شكلياً من عدن لتمرير الهدنة»، ما رفضه الوفد جملةً وتفصيلاً، قبل أن يعدّوه عرقلةً مقصودة من السفير التركي للمسار المفضي إلى الهدنة.
وتُعدّ «أنصار الله» مقترحاً لهدنة تكون مدتها 40 يوماً، يجري خلالها بحث حلول شاملة سياسية وعسكرية وأمنية. ممثل الحركة في الوفد، مهدي المشاط، أكد أن هذا المقترح يقي الهدنة من أن تكون مجالاً لإعادة تموضع «القاعدة» وميليشيات أخرى، قائلاً إن القوى السياسية وافقت عليه، فيما «تفهمه» ولد الشيخ.
وفي وقتٍ حاول فيه وفد الرياض إعاقة أي تقدم، فإن ما حدث مساء الأربعاء يعدّ اختراقاً في الأزمة وتقدماً مبدئياً يفترض أن يتواصل بحسب ممثل «أنصار الله»، حمزة الحوثي، الذي أكد لـ»الأخبار» أن المشاورات أحرزت تقدماً.
بحاح في القاهرة
في هذا الوقت، شارك رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة، خالد بحاح، يوم أمس، في اجتماعٍ تشاوري عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة. وأكّد بحاح أن «السلطة ذهبت بحسن النيات إلى جنيف»، وهناك أمور لوجستية يجري بحثها حالياً، حيث لا يمكن أن يكون الطرف الآخر ممثلاً بـ22 شخصاً، آملاً أن يختصروا هذا العدد إلى سبعة متحاورين، ليتمكنوا من حل مشاكلهم ويعودوا فعلاً إلى اليمن جميعاً»، على حدّ تعبيره.
وقال بحاح، خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن «طهران ليست بعيدة عن المشهد اليمني، كما أنها بالتأكيد ليست بعيدة عن عدد من الدول»، في ردٍّ على سؤال حول موقف فريق هادي من إيران، مضيفاً أن اليمن «سيظل كما هو، فضلاً عن أن إيران ستظل كذلك، ومهمة الحكومة الآن هي التطلع إلى مستقبل أفضل مع أشقائهم وأصدقائهم بمن فيهم إيران وعدد من الدول».
اللواء
«أحذية يمنية» على محادثات جنيف
حكومة هادي ترفض «الهدنة المؤقتة»!
وكتبت صحيفة اللواء تقول "اندلعت معركة بالأيدي على هامش محادثات السلام في جنيف أمس بين أنصار الحكومة الشرعية في اليمن والمتمردين الحوثيين فيما يؤكد على الانقسامات التي أحبطت جهود الأمم المتحدة في الوساطة في هدنة في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر.
وقطع أنصار الحكومة اليمنية مؤتمرا صحفيا عقده مسؤولون في جماعة الحوثي المدعومة من ايران في جنيف ورشقوهم بالأحذية ووصفوهم بأنهم «مجرمون» و«كلاب» و«يقتلون الأطفال» في اليمن.
وتعمل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف على الجمع بين الطرفين ومن المقرر ان تختتم المحادثات اليوم وتحدث المندوبون عن عدم تحقيق تقدم يذكر نحو التوصل إلى الهدنة التي دعت إليها الامم المتحدة.
واحتفظ حمزة الحوثي الذي يرأس وفد المتمردين برباطة جأشه خلال الشجار الذي استمر عدة دقائق وبدا حينما توجهت ناشطة يمنية إلى المنصة ورشقته بحذاء.
ثم نشبت معركة بالأيدي بين الحوثيين ومحتجين قبل اقتياد المحتجين الى خارج المكان.
واكد الحوثي في المؤتمر «ان الغرض من مشاورات جنيف هو بحث سبل إحياء العملية السياسية في اليمن والتوصل إلى حل للأزمة في البلاد».
وقال ياسر العواضي ممثل المؤتمر الشعبي العام المتحالف مع الحوثيين إنهم يؤيدون هدنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وكان عضو وفد المتمردين حسن زيد قال لـ «فرانس برس»: «تحدثنا عن الهدنة، لكن الطرف الآخر يطرح شروطاً تعجيزية»، بينها الانسحاب من مدينتي عدن في الجنوب وتعز في الوسط، حيث تتواصل المعارك.
ويرغب الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي صالح في هدنة، لكنهم يرفضون الانسحاب من المناطق التي احتلوها.
لكن خالد بحاح نائب الرئيس اليمني لمح إلى أن الحوثيين سيستغلون وقف إطلاق النار لتوسيع نفوذهم. وقال للصحفيين في الجامعة العربية بالقاهرة: «نحن نتمني هدنة إنسانية دائمة وليس هدنة مؤقته لأن الهدنة المؤقتة تستخدم في إطار التوسع في الحروب وفي إطار تكتيكي من بعض الأطراف» فيما اعتبر أن نوايا الحوثيين ليست طيبة حيث يهدفون الى تخريب المفاوضات.
البناء
اليمن إلى الهدنة الرمضانية السبت... وبحاح يمهّد للقبول من القاهرة
القوميّون يشيّعون شهيدي السويداء تأكيداً على جبهة شعبية للمقاومة
عين الحلوة تبدأ يوماً مراً في رمضان... وقلق أمني من صلة بعرسال
وفي صحيفة البناء كتب المحرر السياسي يقول "تنخفض سقوف الضجيج في جنيف وتشهد المحادثات بداية اقتراب من فرص النجاح الأولي في تثبيت هدنة شهر رمضان، كما نقل عن مصادر الأمم المتحدة بعد عدة اجتماعات مع الوفود اليمنية كلّ على حدة، وجاء كلام خالد بحاح المرشح لمنصب الرئيس الموقت، عن فرص التوصل إلى هدنة رمضان خلال زيارته للقاهرة ليمنح الكلام عن الهدنة التي أعلن الحوثيون الموافقة عليها فرصاً جدية. وإذا سارت الأمور وفقاً للمتوقع تبدأ الهدنة التي قال مصدر أممي إنها ستعلن خلال ساعات، من يوم غد السبت.
مع انطلاق الهدنة ستنطلق جولة حوار جديدة بين الفريقين اليمنيين محورها كيفية صياغة حلّ سياسي بين الأطراف المتنازعة، يقوم على تشكيل حكومة توافقية ومجلس نيابي موقت لإصدار إعلان دستوري والدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال سنة، على أن يتولى خالد بحاح الرئاسة الموقتة بعد تنحّي الرئيس المستقيل منصور هادي، ليشرف على تشكيل قيادة متفق عليها للجيش ليتسنّى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والذي ينصّ على مغادرة المدن من قوات الحوثيين وتسلّم الجيش أسلحته ومهام حفظ الأمن بعد استعادة وحدته.
رمضان مليء بالمتغيّرات اليمنية، وتقرّر وجهتها نتائج المفاوضات لإعلان الهدنة وسيرها نحو التثبيت، إيذاناً ببدء المرحلة الجديدة.
وكما يبدو حلف الحرب على اليمن الذي تقوده السعودية منهكاً لكنه يكابر بالاعتراف، لا يزال الحلف ذاته بقيادة «إسرائيلية» يحاول ويكابر في الإقرار بالهزيمة، ويراهن على تغيير الوقائع في سورية، ورهانه الراهن هو السويداء، حيث شعار الحياد الذي تسلّم دفته بمباركة أردنية النائب اللبناني وليد جنبلاط، بينما تنطلق السويداء نحو خوض حرب كرامتها وراء الجيش السوري وفصائل المقاومة التي يتقدّمها السوريون القوميون الاجتماعيون. وتأتي أنباء الانتصارات لتزيد حماسة الانخراط في القتال من سائر فئات الشعب السوري، فمطار الثعلة الذي أعلنت قناة «العربية» سقوطه عشر مرات، وفتحت بثاً مباشراً إلى ما بعد منتصف الليل لثلاثة أيام متتالية بانتظار الإعلان من داخل المطار عن دخول «جبهة النصرة» إليه، بقيَ محصناً صامداً بيد الجيش السوري وفصائل المقاومة والفصائل الشعبية المقاتلة، وتقدّم المقاتلون نحو تحرير قرى مجاورة للمطار تعزيزاً لدفاعاتهم. كذلك فشلت كلّ محاولات «جبهة النصرة» بالدخول إلى بلدة حضر في سفوح جبل الشيخ على رغم الدعم «الإسرائيلي» المتعدّد الوجوه والأشكال. وخرجت جموع الأهالي تحتفل بالانتصارات وتشيّع الشهيدين القوميين اللذين رويا بدم الشهادة الطاهر تراب سورية، بينما رفقاؤهم القوميون يجدّدون العهد بالسعي لقيام جبهة شعبية لمقاومة الاحتلال والإرهاب.
الحرب الممتدّة من سفوح جبل الشيخ إلى جرود القلمون لم تكن بعيدة لبنانياً عن التفجير المفاجئ للوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، مع مخاوف وجود صلة بين هذا التفجير وبين المعلومات عن مساعي وخطط بعض الخلايا النائمة على اتصال بقيادة «جبهة النصرة» في عرسال، لتفخيخ علاقة المخيم بالجوار، وبالتالي بالجيش اللبناني بعد جرّ المخيم إلى لعبة الدم، في وقت يعيش الوسط السياسي والحكومي في حالة غياب، تحت تأثير التجاذبات المتصلة بالتعيينات الأمنية والعسكرية التي تزايد منسوبها مع طرح قضية تعيين مدير جديد لمخابرات الجيش اللبناني في التداول، بينما التماسك في أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية يشكل عصب القدرة على منع المخاطر المحدقة والتصدّي لها.
قهوجي يرفض أن تصبح المناصب العسكرية سلعة للتداول الإعلامي
تتواصل الاتصالات بين الرئيسين نبيه بري وتمام سلام لإحداث ثغرة في جدار الأزمة الحكومية. ونقل زوار رئيس المجلس النيابي عنه قوله أمس إنه «حريص على العمل الحكومي ويعمل على تقريب وجهات النظر في شأن التعيينات»، مجدداً التأكيد «أنّ وزيري حركة أمل علي حسن خليل وغازي زعيتر لن يستقيلا أو يعلقا مشاركتهما في الحكومة حتى لو فعل ذلك وزراء التغيير والإصلاح وحزب الله.
وبات من المؤكد أنّ مدير المخابرات الحالي العميد ادمون فاضل سيتمّ تسريحه في أيلول المقبل، بعدما يكون قد أمضى الحدّ الأقصى من المهلة المسموح بها قانوناً والتي هي 42 سنة، ليصبح تعيين مدير مخابرات فعلي أمراً جدياً.
وفي هذا الإطار، تتحدث مصادر مطلعة لـ«البناء» عن تسابق السياسيين على هذا المنصب وفي طليعتهم الرئيس السابق ميشال سليمان الذي يراها فرصة مناسبة لزرع أشخاص يثق بهم في المنصب الأكثر حساسية في الجيش ليضمن نفوذاً واسعاً. ومن الأسماء التي يطرحها قائد لواء الحرس الجمهوري وديع الغفري ويحتفظ بأسماء أخرى كالعميد مارون الحلو لتكون بديلاً في حال رفض الاسم الأول».
وتقول المصادر لـ«البناء» إنّ الرئيس سليمان يريد اسماً لم يعلنه حتى الآن، فهو يستعمل اسم العميد الغفري لجسّ النبض».
في المقابل، يبدي قائد الجيش العماد جان قهوجي تشدّداً في الموضوع، فهو يعتبر أنه لم يحن وقت التعيين بعد، ويرفض أن تصبح المناصب العسكرية سلعة للتداول الإعلامي. وقد أبدى قهوجي بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» تشدّداً في «مواجهة أي جهة تحاول استمزاج رأيه في الشأن العام».
وبما أنّ تعيين مدير المخابرات يبدأ عند قهوجي، ويصدر بقرار من وزير الدفاع في ظلّ توافق سياسي معيّن، وفي ظلّ تشدّد قائد الجيش بحجب الموضوع عن التداول الإعلامي، ترى المصادر المطلعة «أنّ كلّ ما تمّ تداوله في هذا الموضوع لا يعبّر عن حقيقة الواقع».
في موازاة ذلك، تسلم قائد اللواء العاشر في الجيش اللبناني العميد خضر حمود مركز مدير فرع الجنوب في مخابرات الجيش اللبناني، بدل العميد علي شحرور الذي سيحال إلى التقاعد في 30 حزيران الجاري.
إنذارات بوقوع اضطرابات أمنية
في غضون ذلك، علمت «البناء» من أوساط سياسية «أنّ إنذارات بوقوع اضطرابات أمنية بدأت تصل إلى القوى السياسية»، لافتة إلى «أنّ المرحلة الحالية تتطلب ضرورة تنظيم الأوضاع في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية». ونقلت الأوساط إصراراً وتأكيداً دوليين على انتخاب رئيس الجمهورية الذي من شأنه أن يريح البلد ويعيد العمل إلى المؤسسات».
ورأى مجمع سينودوس الأساقفة الموارنة أنّ انتخاب رئيس للجمهورية مسألة وطنية لا تتعلق بالموارنة فقط، مثنياً على الحوارين بين المستقبل وحزب الله وبين التيار الوطني والقوات، داعياً لحضور النواب إلى المجلس والقيام بالواجب الدستوري، مطالباً الدول الصديقة والشقيقة بدعم لبنان للخروج من أزمته. وأثنى على دور البابا فرنسيس في دعمه لقضية الوجود المسيحي في الشرق وإرسال موفديه إلى المنطقة.
ولهذه الغاية يتوجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يرافقه رئيس أساقفة «ميلانو» الكاردينال انجيلو سكولا إلى اربيل اليوم للإطلاع على أوضاع المسيحيين.
تجميد الهبة السعودية متوقع
في سياق آخر، وضعت مصادر واسعة الإطلاع في حديث إلى «البناء» تجميد الهبة السعودية برسم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع الوطني سمير مقبل وتيار المستقبل والحكومتين السعودية والفرنسية.
وأشارت إلى «أنّ تجميدها يلفه الغموض في هذا الظرف الحساس والدقيق حيث يكلف الجيش اللبناني من مجلس الوزراء مهمة مسؤولية أمن عرسال».
ولم تستغرب المصادر عن الخطوة الفرنسية، معتبرة «أنها متوقعة منذ الإعلان عن هذه الهبة والآن جاءت الأحداث لتثبت ذلك».
وأضافت: «إنّ هذه الهبة أعطيت لأجل شراء موقف معيّن للتمديد للرئيس السابق ميشال سليمان ولقطع الطريق على السلاح من روسيا وإيران وبهدف حصار السعودية لحزب الله لإسقاط مبرّر سلاحه».
ولفتت إلى «أنّ الدفعة الأولى من هذه الهبة التي أعطيت للجيش هي لزوم ما لا يلزم ولم تتضمّن سلاحاً ثقيلاً أو استراتيجياً يستعمل ضدّ العدو الإسرائيلي أو الإرهاب بل تبيّن أيضاً أنه غير صالح».
وأوضحت «أنّ هذه الهبة جاءت ضمن محاولات السعودية لشراء لبنان بـ 3 مليارات دولار ولشراء الجيش للتأثير على موقف قيادته، معتبرة «أنّ التجاذبات السياسية اليوم حول قيادة الجيش والتعيينات تصبّ في هذه الخانة».
«القومي» يشيّع شهيديه في السويداء
في سياق آخر، جدّد الحزب السوري القومي الاجتماعي التأكيد على موقفه الثابت المتمسّك بالتصدّي للمشروع المعادي الذي يواجه الأمة كلها، والذي تتمدّد أذرعه الإرهابية اليوم لتحاول النيل من سورية ودورها وموقعها القومي المقاوم لكلّ ما تنتجه آلة الحرب الصهيوني، سواء مباشرة أو بالواسطة عبر أدواتها من المجموعات الإرهابية المسلحة الآتية من مجاهل التاريخ. فقد شيّع الحزب القومي وأهالي محافظة السويداء الشهيدين البطلين فيصل الأطرش ورشوان مشرف، بمأتمين حزبيّين حاشدين، في بلدتي أم الرمان وشقا في محافظة السويداء، حيث أكد المسؤولون القوميون «أنّ العدوان المفتوح على سورية هو عدوان على كلّ الأمة، فالمؤامرة منبعها ودورها وأهدافها تركية ـ صهيونية ـ عربية ـ أميركية ينفذها مرتزقة إرهابيون متطرفون حاقدون، لمصلحة أمن إسرائيل». وأضافوا: «واهم ومتآمر من يظن أنّ أهل جبل العرب يرتضون المهانة والخنوع، ومن يحاول التمويه على تآمره بأنه يريد الوئام بين أبناء الجبل والجوار، نقول له، إنّ الإرهاب الآتي من مجاهل التاريخ، والذي تدعمه، هو من يفرّق، ولا مشكلة بين أبناء الوطن الواحد، بل المشكلة مع المارقين والطارئين والحاقدين».
وجدّدوا دعوة الحزب القومي إلى قيام الجبهة الشعبية لمقاومة الاحتلال والإرهاب، وإلى ثقافة الوحدة القومية صوناً لأمتنا وحمايةً لإنساننا.
كما أكدوا «أنّ الإرهاب وكبار مشغّليه وصغار مستغلّيه لن يتمكنوا من تغيير حقيقة السويداء وحقيقة سورية، لن يستطيع مشغّلو هذا الإرهاب والمستثمرون فيه تجيير هذه المنطقة أو تلك من سورية خارج سياق الانتماء السوري مهما استخدموا من أساليب وأنماط إثارة الذعر والخوف ومخاطبة الغرائز، ومهما حاول البعض من هواة سياسة الانتهاز استغلال هذه الموجات الإرهابية وأعمالها للنيل من حقيقة هذا الانتماء المتجذّر».
جنبلاط يضغط على أهالي السويداء لقبول الرعاية «الإسرائيلية»
إلى ذلك، أكدت أوساط سياسية لـ«البناء» «أن سقوط حضر يعني تحول جبهة النصرة إلى منطقة مزارع شبعا ومنطقة «أندوف»، بالتالي يصبحون على تخوم راشيا الوادي وعيحا وكفرقوق». ولفتت المصادر إلى «أنّ ذلك لن يحصل، فجبهة النصرة لن تنجح في مخططها على رغم تعاونها مع إسرائيل». واعتبرت المصادر «أن الجيش السوري والقوى المساندة له تمكنا من فك الحصار عن حضر التي تهدف النصرة و»إسرائيل» من السيطرة عليها إلى إضعاف حركة اللواء 90 الموجود خلف القنيطرة باتجاه جبل الشيخ بعدما كانت إسرائيل في عام 1982 تريد إبعاد هذا اللواء عن المنطقة إلا أنها كانت تصطدم بقوته الدفاعية».
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن هدف زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الأردن، تهدئة الأجواء ريثما يتضح مسار المعركة في المنطقة، فهو يريد تحريك الوضع في الأردن باتجاه السويداء للضغط على الأهالي لقبول الرعاية «الإسرائيلية».
واعتبرت المصادر «أنّ هذه المسألة باتت صعبة جداً بعد سقوط الشهداء في قلب لوزة والسويداء والدم لم يبرد بعد». في حين أكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«البناء» أنّ لقاءات جنبلاط في الأردن كانت إيجابية، وانه يسعى من خلال الاتصالات التي يقوم بها إلى تجنّب تكرار ما حصل في قلب لوزة، في مناطق أخرى».
تصفية حسابات في عين الحلوة
أمنياً ، توتر الوضع الأمني مجدداً في مخيم عين الحلوة أول من أمس عقب انتشار عدد من المسلحين المقنعين من أتباع الفارّ من وجه العدالة بلال بدر عند الجهة الشرقية لمخيم الطوارئ، وعملت بعض الأطراف على إنهاء التوتر في المخيم وسحب المسلحين من الشوارع بعد أن ارتفعت حصيلة الاشتباك بعد ظهر أمس إلى قتيل هو محمود س. من حركة فتح وأربعة جرحى من بينهم العنصر في تنظيم «جند الشام» يحي أبو السعيد.
وتجدد الإشكال في حي طيطبا بعد الظهر، وقد أفيد عن جرح الفلسطينيين علي زبيدات وماجد عثمان في الإشكال الذي استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، وقد نقلا إلى مستشفى أبو ظهر في صيدا للمعالجة.
ووضع مصدر عسكري لـ«البناء» «هذه الأحداث ضمن الوضع الأمني العام في المخيم الذي تسوده الفوضى»، مشيراً إلى «أنها أحداث أمنية داخلية وتصفية حسابات بين بعض الفصائل في المخيم».
واستبعد المصدر نقل التوتر الأمني إلى خارج المخيم أو أن يكون له أي خلفيات سياسية تتعلق بتحركات التنظيمات الإرهابية». وأوضح «أن ما حصل أثبت هشاشة القوة الأمنية المشتركة المكلفة أمن المخيم».