21-11-2024 11:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا يقول مصدر أممي عن مفاوضات جنيف حول اليمن؟

ماذا يقول مصدر أممي عن مفاوضات جنيف حول اليمن؟

شهدت مدينة جنيف في سويسرا أسبوعاً يمنياً بامتياز، وذلك نتيجة عقد المؤتمر الدولي حول اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة

نضال حمادة/ جنيف

شهدت مدينة جنيف في سويسرا أسبوعاً يمنياً بامتياز، وذلك نتيجة عقد المؤتمر الدولي حول اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.

وإذا كان الموضوع اليمني قد تسبب بحشد عالمي في كواليس الأمم المتحدة وعلى صعيد السفارات الغربية والاقليمية في جنيف وفي عواصم القرار، فقد كان لحضور وفد انصار الله في مدينة  الأمم المتحدة وقعاً خاصاً لم تستطع كل اساليب الدعاية والتعطيل السعودية أن تخفف من اهميته ودلالته على التوازن القائم في منطقة الخليج والذي يعرف متابعو الشأن السياسي أنه يتغير بسرعة كبيرة تفوق طاقة السعودية وقدراتها المالية والاعلامية، وحتى التحريضية طالما أن الميدان يقول عكس ما تريد وترغب السعودية.

في جنيف، التقينا بمصادر اممية مهتمة بالشأن اليمني ومتابعة له عن قرب تحدثنا عن الحرب في اليمن، عن المفاوضات الصعبة في جنيف، عن حدث حضور انصار الله  في المحافل الدولية يناقشون يرفضون يطرحون قضيتهم بثقة ويقولون إن يدنا العليا في الميدان بعدما كانت زيارة صنعاء محرمة عليهم  طيلة عقود ، وبعدما خاضوا ستة حروب سابقة ها هم يدافعون عن وحدة اليمن وعن استقلاله في وجه عدوان سعودي يبدو أن أيامه اصبحت معدودة كما هي ايام نفوذ وغطرسة المملكة السعودية التي  سوف تتغير بعد العدوان. فلا اليمن  المستضعف المصادر قراره  قبل الحرب السعودية عليه  سوف يبقى كذلك، ولا السعودية صاحبة النفوذ على اليمن قبل الحرب سوف تبقى كما هي بعد انتهاء هذه الحرب.

يقول مصدر اممي متابع للملف اليمني ولمفاوضات  جنيف إن السعودية ترفض اي اتفاق لوقف الحرب في اليمن طالما أن الميدان في غير صالحها. ويقول نقلا عن سفير دولة غربية معتمد في جنيف إنهم في وزارة خارجية دولته طرحوا سؤالاً عن اوراق القوة التي تملكها السعودية لتدخل من خلالها المفاوضات في جنيف، وكانت النتيجة أن  الرياض ليس لديها اية أوراق قوية تحملها الى جنيف" لذلك عرفنا أن السعوديين لن يقبلوا بنجاح مفاوضات جنيف ولن يقبلوا بهدنة انسانية ولو مؤقتة".

المصدر يقول أيضاً إن الحوثيين والوفد المرافق لهم تكلموا بقوة في اللقاءات التي جمعتهم مع  اسماعيل ولد الشيح مندوب الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، ويضيف المصدر "أننا نعلم انهم اقوياء في الميدان وليس لديهم خوف على وضعهم الميداني من استمرار الحرب  وايضاً  هم كانوا يرفضون المجيء الى جنيف لولا أن لبينا مطالبهم بخصوص عدد  أعضاء الوفد وتركيبته"، ويشير المصدر الى أن السعودية ترفض الكلام في موضوع هدنة انسانية.

يقول المصدر إن المشاورات الحقيقية  تدور خارج هذا المبنى ( في اشارة الى مبنى الأمم المتحدة) الهدنة والاتفاقات ووقف اطلاق النار يتم بين دول القرار الكبرى  التي غيرت موقفها بشكل ملحوظ في الموضوع اليمني ولكن عملية التغيير لم تنضج الى مستوى  إجبار السعودية على القبول بهزيمتها، مشيراً الى أن ضغوطاً كبيرة مارستها الدول الأوروبية على السعودية من اجل اقرار هدنة انسانية ولكن دون نتيجة.

وأشار المصدر الأممي الى أن الدور التركي والدور الفرنسي خارج العمل الأوروبي المشترك يدعم بقوة الموقف السعودي، هذا يعود الى موقف الدولتين من ايران والسياسة الفرنسية الساعية لبيع السعودية اسلحة فرنسية، ونقل المصدر عن السفير التركي في جنيف أنهم ينسقون تنسيقاً كاملاً مع السعودية في المفاوضات الجارية.

تردد السعودية كلمة الانسحاب من المدن في كل جملة، هي تريد أن ينسحب انصار الله وحلفاؤهم من عدن لمصلحة انصار هادي وليس لغيرهم ،  يقول المصدر، مضيفاً ويسعى السعوديون الى انتصار رمزي يتمثل بانسحاب قوات الجيش اليمني وقوات انصار الله من هذه المدينة، ليس للسعودية موقف متمسك بعبد ربه منصور هادي، هي تضعه فقط ورقة من اوراق التفاوض السياسي والغطاء اليمني والدولي، فهادي هو من طلب التدخل العسكري السعودي، يختم المصدر الأممي كلامه.