بعد دخولهم في 22 أيار إلى متحف المدينة دمروا عددا من المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا الأبواب ووضعوا حراسا على مداخل المتحف.
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» فخخوا بالألغام والعبوات المواقع الأثرية في مدينة تدمر وسط سوريا التي سيطر عليها في 21 أيار الماضي.
الى ذلك، تفقد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، يرافقه عدد من ضباط القيادة العامة، الوحدات العسكرية في مطار الثعلة العسكري بريف السويداء، واثنى على «شجاعتهم وبطولاتهم التي أظهروها في الدفاع عن المطار ومحيطه وحماية المدنيين، كما اشاد بالموقف المشرف لأبناء المنطقة ووقوفهم صفا واحدا خلف جيشهم»، مؤكدا أن «قواتنا المسلحة على أتم الجاهزية والاستعداد لردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على أي جزء من أرض الوطن».
وذكرت وكالة الانباء السورية - «سانا» ان الفريج «جدد التأكيد على أن تلاحم الشعب مع الجيش والقيادة يشكل وحدة لا تنفصم عراها في مواجهة الاعداء، وأن هذا التلاحم هو الذي أفشل العدوان الصهيوني سابقاً، وهو الذي يرسم معالم النصر على الارهاب حاضراً ومستقبلاً». وقال «المرصد»، في بيان، «قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بزرع الألغام والعبوات الناسفة في المدينة الأثرية في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي»، والمدرجة على لائحة التراث العالمي.
وسيطر التنظيم في 21 أيار على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة مع القوات السورية استمرت تسعة أيام. وأثارت هذه السيطرة مخاوف على آثار المدينة، التي تعرف باسم «لؤلؤة الصحراء» وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن انه «لم تتضح أهداف التنظيم من تفخيخ المواقع الأثرية، وما إذا كان يخطط لتفجيرها أم زرعها لمنع تقدم قوات النظام الموجودة غرب تدمر»، موضحاً أن القوات السورية استقدمت في الأيام الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى الأطراف الغربية للمدينة، وسط أنباء عن نيتها شن هجوم مضاد ضد مقاتلي التنظيم. وتزامنت هذه التعزيزات مع شن الطيران الحربي غارات كثيفة منذ ثلاثة أيام استهدفت الأحياء السكنية.
ولم تتعرض أثار تدمر لأي تخريب حتى الآن من قبل التكفيريين الذين دخلوا في 22 أيار إلى متحف المدينة ودمروا عددا من المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا الأبواب ووضعوا حراسا على مداخل المتحف. وقال مدير عام المتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم، لوكالة «رويترز»، إن التقارير عن زرع «داعش» لعبوات في تدمر تبدو صحيحة. وأضاف «المدينة رهينة بأيديهم. أعتقد أن الوضع خطير».
من جهة ثانية، قتل شخص وأصيب ثلاثة في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا.وذكرت وكالة الأنباء السورية - «سانا» إن «إرهابياً انتحارياً يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه قرب فندق هدايا وسط مدينة القامشلي»، ما تسبب «بمقتل شخص وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة ووقوع أضرار مادية في المكان».
وتحدث «المرصد»، من جهته، عن «تفجير عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية نفسه بحزام ناسف في مقر لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) يقع خلف فندق هدايا وسط القامشلي»، مضيفاً إن التفجير أدى إلى مقتل عنصر كردي وجرح عشرة.